جراحٌ نازفة
الفصل 510: جراحٌ نازفة
[منظور آثر ليوين]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أيها السادة العظام، أسرعوا، إن—”
لكن المانا التي كبّلت خارناس داخل العمود الضوئي الأبيض أخذت تنساب على جلده كما ينساب الماء على ريش البطّ المدهون بالشمع. كان يتحرك، ينفلت من القيد النوراني، متحررًا شيئًا فشيئًا. يده، ثم ذراعه، ثم كتفه… قبل أن يرمش أحد بعينه.
“خدعة، بطبيعة الحال.” نطقت موروينا، وقد انعقدت شفتاها، فيما ازدادت صلابة قامتها المتخشّبة أصلًا. “كان ينبغي أن ندرك ذلك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “طاقته تلتهم شظايا نواته.” علّقت موروينا، مقتربة بخطوات محسوبة. رفعت كفّها برقة، فتراقصت حولها تموجات من المانا، ترفرف كيراعات متوهجة. “لا أظن حتى أن شفائي قادرٌ على إنقاذه الآن.”
بدا الشحوب جليًّا على وجه راي كوثان. فقد كان أسرُ أغرونا سبيلًا لمداواة الجراح بين الباسيليسكات وسائر أهل أفيتوس. رأيته بعينيّ يكاد يحسب التداعيات في ذهنه، يُجري موازنات خاطفة وهو يُقدّر عواقب هذا الزلل.
في الخلف، كان ريجس يركض، يمسح المشهد بعينَيه.
كدتُ أنفجر ضاحكًا. بدت الفكرة ضربًا من العبث، مستحيلة الحدوث. كيف انطلت عليّ؟ كنتُ قد قطعتُ خيوط القدر حرفيًّا، تلك التي تربطه—
“كل ذلك الوقت—عقود بأكملها، ربما—قضيته كأغرونا؟” أضفتُ، بالشك ذاته.
تربطه بأغرونا الحقيقي. اكتملت الفكرة في ذهني، وكأن مسمارًا انغرز في موضعه الصحيح. تفرّعت عشرات الأفكار وانشطرت تحت وطأة تأثير مقام الملك، عقلي يسبح في دوائر فكرية متشابكة، متأملًا احتمالات متعددة في آن واحد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اندفعتُ إلى الأمام، الأثير يتلألأ في راحتي، يتكثّف، آخذًا في التشكل كنصل بنفسجي متوهج، غير أن القوة الخام المنبعثة من كيزيس كانت تطبق على الحجرة كقبضة الجبابرة، فوجدتني أتحرك وكأنني أخوض في مياه غائرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومن خلاله، بدأتُ أرى الضوء، والألوان.
غير أن جميعها كانت تعود إلى محورٍ واحد: القَدَر. بطريقةٍ ما، كان هذا كله جزءًا من لعبته.
بصق خارناس دمًا وصديدًا أسود، سال على العظم العاري من ذقنه. “أنت وأغرونا، أنتما تستحقان بعضكما. آمل أن تمزّق كل منكما الآخر إربًا.”
‘إذًا، طوال هذا الوقت، لم يكن أغرونا سوى… ماذا بالضبط؟ يُسيّر هذا الجسد الفريتراوي كأنه دمية، من أعماق قصره المقيت؟’ امتزج قرفي باشمئزاز ريجس. ‘هاه. تظن أنك تعرف أحدهم، ثم يحدث هذا.’
وفي ذات اللحظة، كان جزءٌ آخر من إدراكي يغوص في تحليل تداعيات هذا الكشف. علينا أن نفترض أن أغرونا ما زال حيًّا، وهذا يقلب مغزى الرسالة التي حملها تشول رأسًا على عقب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن، بخلاف ضربة النصل، لم يكن الجرح مستقيمًا أو نظيفًا، بل متعرجًا، كأنّ مخالب وأنيابًا، أو ربما قوةٌ صمّاء، هي من مزّقته.
‘لا يمكنني التردد بشأن قراري بالبقاء،’ استنتج جزء آخر من عقلي. الصلات التي أنسجها مع هؤلاء الأزوراس—لا سيما الشباب منهم—ستكون ذات شأن أعظم في المستقبل، إذ إن كان أغرونا لا يزال في ألاكريا، فهذا يجعل كيزيس أشد خطرًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جذبني صوت كيزيس من أفكاري المتشابكة، مجبرًا إياي على التركيز على الحاضر.
جذبني صوت كيزيس من أفكاري المتشابكة، مجبرًا إياي على التركيز على الحاضر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
نظر راي كوثان بأسى إلى رفيقه الباسيليسك، الوحيد الذي بدا أنه يشعر بشيء غير الاشمئزاز أو الغضب المتقد. “موروينا محقّة. هذه التقنية الفراغية… ليست شيئًا يمكن التعافي منه.” جثا أمام خارناس، ومدّ أصابعه نحو القرن المبتور، لكنه لم يلمسه. رفع بصره نحو كيزيس. “ما تبقّى من الفراغ سيلتهمه من الداخل.”
“خارناس فريترا.” لفظ كيزيس الاسم وكأنه لفظة نجسة، ازدراء يقطر من بين شفتيه. رمقني بنظرة خاطفة، فتلألأت عيناه بوهج أرجواني كاد يميل للسواد. “ما هذا؟” امتدت يده وأطبقت على ذقن خارناس المسطّح. “كيف—”
لم أُجب. لم أستطع.
بغتة، انتفض خارناس، منتزعًا رأسه من قبضة كيزيس. قرنه، المنحني إلى أسفل والخارج كقرن ثور بريّ، ارتطم بصدغ كيزيس. تراجع الأخير، متورّمًا بهالة من المانا والأثير، حتى كاد الهواء في القاعة يثقل، والقصر بأسره ينقبض وكأنه يحتضر.
“راغب؟” انتُزعَت الكلمة من حلق خارناس كأنها حافة شفرة، ممزوجة بالدماء والألم. “لقد حوّلني إلى…” صبّ عليّ نظرة حارقة. “دميةٍ من لحمه هو. كلا، لم أكن راغبًا. ذلك الانحطاط!” قعقعت أسنانه بغيظ، لكن ثورته لم تدم طويلًا، إذ انحنى رأسه وارتجفت عيناه، كأنه يوشك على الإغماء. “لا… ذاكرة لي عن ذلك. لا يمكنني أن أخبركم… سوى بشيء واحد: لقد كنتم حمقى إذ تركتمونا نحيا لهذه المدة الطويلة.”
لكن المانا التي كبّلت خارناس داخل العمود الضوئي الأبيض أخذت تنساب على جلده كما ينساب الماء على ريش البطّ المدهون بالشمع. كان يتحرك، ينفلت من القيد النوراني، متحررًا شيئًا فشيئًا. يده، ثم ذراعه، ثم كتفه… قبل أن يرمش أحد بعينه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
انبثق من داخله ضوءٌ أسود، يشع من خلال مسامه. النور كان يلتهم حدود الزنزانة وسحر كيزيس المتعاظم معًا.
اللهم أنت ربي، الواحد الأحد، الملك الحق المبين، نسألك يا رب العالمين أن ترزقنا القوة في ديننا، والصبر على بلائنا، والثبات على توحيدك. اللهم أنت الرزاق ذو القوة المتين، ارزقنا من فضلك ما يقوّي إيماننا ويُصلح أحوالنا. اللهم ارحم شهداءنا، وألحقهم بالصالحين، واجعل قتلاهم في جنات النعيم. اللهم انصر إخواننا المستضعفين في الأرض، واكشف عنهم الغمّة، وفرّج كربهم يا أرحم الراحمين. آمين.
اندفعتُ إلى الأمام، الأثير يتلألأ في راحتي، يتكثّف، آخذًا في التشكل كنصل بنفسجي متوهج، غير أن القوة الخام المنبعثة من كيزيس كانت تطبق على الحجرة كقبضة الجبابرة، فوجدتني أتحرك وكأنني أخوض في مياه غائرة.
“لا أعلم.”
زمجر خارناس فريترا، تقاسيم وجهه تكتسي بقبح ونقمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جذبني صوت كيزيس من أفكاري المتشابكة، مجبرًا إياي على التركيز على الحاضر.
وفي قلبها… كرةٌ زرقاء.
ثم انفجر ضوءٌ أسود منه كأنه كان مركز انفجار. لم تتسنَّ لي سوى لمحة خاطفة للجلد المتفسخ، قبل أن يذوب كل شيء أمامي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الصورة من خلال الجرح لم تكن مثالية.
رفعتُ حاجزًا سميكًا من الأثير. بجانبي، نسج راي كوثان درعًا من شظايا الحديد الدموي المتشابكة. اصطدم الضوء الأسود بالحاجزين، ثم انحسر فجأة. وفي تلك اللحظة، لمحتُ خارناس وكيزيس: الأول، يترنح بين القيود والحرية، شقوق سوداء كالبرق تتشعب عبر جسده؛ والثاني، يتراجع، الغضب يفور في قسماته، سيطرته المنهجية تلاشت، والشقوق السوداء ذاتها تومض وتتلاشى على يديه ووجهه.
من خلفي، شعرتُ بتدفق طاقة الآخرين، كأنها تنهيدة ارتياح بعد كبح العاصفة. للحظة خاطفة، صمدوا أمام جحيم الفراغ، والآن، وقد زال ضغطه، ترنّحوا، يبحثون عن توازنهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ثم انفجر خارناس مجددًا.
“خارناس فريترا.” لفظ كيزيس الاسم وكأنه لفظة نجسة، ازدراء يقطر من بين شفتيه. رمقني بنظرة خاطفة، فتلألأت عيناه بوهج أرجواني كاد يميل للسواد. “ما هذا؟” امتدت يده وأطبقت على ذقن خارناس المسطّح. “كيف—”
سُحبٌ من الشفرات الضوئية السوداء الرفيعة كالموسى ملأت القاعة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في البدء، بضع شفرات… ثم عشرات… ثم أكثر، تخترق الحاجز، تندفع بدقة خبيثة حتى بدت وكأنها تنسل بين ذرات الأثير ذاتها. شعرتُ بلسعات حادة على جسدي، ثم بحرارة الدم تنزف.
هزّ خارناس كتفيه، أو حاول ذلك. لم يستطع تمامًا، لكن المغزى كان واضحًا. “أنت أخبرني.”
انبثقت تأوهات، وصيحة حادة اخترقت الضجيج. ومن الظلال المتكسرة، خرج ريجس، جسده يشتعل بلهب أرجواني داكن، ليقف أمامي.
ابتلعتُ ريقي، قدماي مغروستان في الأرض، عقلي يعمل ببطء كأن تروسًا صدئة تحرّكه.
عاد الضوء الأسود إلى خارناس. مشهد آخر: هذه المرة، انتشرت الشقوق حتى تآكل جسده، وكأنه يكاد يتداعى؛ وكيزيس، على بعد خطوات، جرح عميق يقطع جانب عنقه؛ وبينهما، تلاعبت المانا والأثير، تحاول أن تطبق على تعويذة خارناس، أن تخنقها.
انطوى الفضاء من حولنا.
بقبضتي المشدودة على نصل الأثير المتجسد، استدعيتُ خطوة الحاكم وانتظرتُ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
انفجر خارناس للمرة الثالثة.
“ما سبب وجودك هنا إذًا؟” سأل كيزيس، بنبرة هادئة متزنة، وقد وارى خلفها ذلك الغضب العاصف الذي تفجّر منذ قليل.
بدأ السحر المقيِّد الذي نسجه كيزيس يتهاوى، إذ انداح الفراغُ من جسد سيّد الفريترا، مستبيحًا المانا، مفككًا أوصالها كما تفعل قدرات سيريس.
خطوتُ داخل المسارات الأثيرية، فوجدتُ نفسي بجوار خارناس، في فقاعة الفراغ التي تحيط به. احمرّت عيناه كليًّا، حتى تلاشت قزحيتاه وسط بياضهما. تقشّرت رقع من جلده الرماديّ الفاتح، فتساقطت متهالكة كأوراق يابسة، كاشفةً تحتها لحمًا نيّئًا متورّدًا. أحد قرنيه كان قد تحطم تحت وطأة تعويذته هو.
كانت مقطّعةً برياح أرجوانية، وتشوهات في الضوء، لكنها لم تكن بحاجة إلى تفسير—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انفجر خارناس للمرة الثالثة.
كان يحتضر. لم أستوعب تمامًا تعقيدات السحر الذي أطلقه، لكنني أيقنتُ أن جوهره قد تهشّم. استطعتُ أن أشعر بشظاياه تتناثر عبر صدره كأنها شظايا متطايرة.
ثم انفجر خارناس مجددًا.
كانت أغلب طاقته المانية قد تجمعت الآن في قرنه الوحيد المتبقي. لم أتوانَ عن الهجوم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “طاقته تلتهم شظايا نواته.” علّقت موروينا، مقتربة بخطوات محسوبة. رفعت كفّها برقة، فتراقصت حولها تموجات من المانا، ترفرف كيراعات متوهجة. “لا أظن حتى أن شفائي قادرٌ على إنقاذه الآن.”
ارتجف نصل الأثير في قبضتي لحظة اصطدامه بالأنسجة المتصلبة المشبعة بالمانا. تململ… ثم اخترقها.
وفي قلبها… كرةٌ زرقاء.
كانت أغلب طاقته المانية قد تجمعت الآن في قرنه الوحيد المتبقي. لم أتوانَ عن الهجوم.
تهاوى القرن على الأرض، متدحرجًا، وفي اللحظة ذاتها، تفتّتت المانا من حولنا، واندثر الانفجار الفراغي في العدم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اندفعتُ إلى الأمام، الأثير يتلألأ في راحتي، يتكثّف، آخذًا في التشكل كنصل بنفسجي متوهج، غير أن القوة الخام المنبعثة من كيزيس كانت تطبق على الحجرة كقبضة الجبابرة، فوجدتني أتحرك وكأنني أخوض في مياه غائرة.
من خلفي، شعرتُ بتدفق طاقة الآخرين، كأنها تنهيدة ارتياح بعد كبح العاصفة. للحظة خاطفة، صمدوا أمام جحيم الفراغ، والآن، وقد زال ضغطه، ترنّحوا، يبحثون عن توازنهم.
ثم انفجرت قواهم عبر أرجاء الزنزانة.
جاء صوت كيزيس جامدًا، مجردًا من أي انفعال. كان هالة من البرود المُطبق.
اندفع راديكس إلى الأمام، جسده يكسوه وهج من ألماسات سوداء، متجاوزًا إياي ليقبض على حنجرة خارناس. نبتت كرومٌ صخرية كثيفة من الأرض، تطوّقت حول زنزانة الضوء التي تؤسره، وتفتّحت منها أزهار زرقاء مخضرة، متألقة كبلّورات، تطلق ذرات من مانا ناصعة البياض في الهواء.
هزّ خارناس كتفيه، أو حاول ذلك. لم يستطع تمامًا، لكن المغزى كان واضحًا. “أنت أخبرني.”
مزّقت نيران العنقاء البرتقالية معاصم خارناس، ومرفقيه، وركبتيه، وعظم الترقوة، بينما راحت سلاسل الحديد الدموي الغليظة تلتف حوله كأفعى محكمة الطوق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اتكأتُ على حافة الشرفة، أرقب السماء وهي تتماوج، ثم تتمزّق وتنفتح.
“يكفي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تقدّم كيزيس متجاوزًا الكروم الصلبة. كان ثوبه الأبيض والذهبيّ براقًا، نقيًّا، لم تتلطّخه قطرة دم واحدة، وبدا مظهره الخارجي هادئًا متماسكًا. مع كل خطوة، لم يكن ثمة سوى ارتعاشة طفيفة تفضح الجراح التي يخفيها—لمحة لا تُدرك إلا عبر حدسي المشحوذ بمناورة الملك.
جاءت شهقة خافتة من خلفي. استدرتُ، لأجد سيلفي، وإيلي، وأمي، وقد توقّفن فجأة، عيونهنّ شاخصة إلى الجرح المتّسع في السماء.
“كدتُ أنسى.” تأمل الباسيليسك المتهاوي، بالكاد واعيًا، وقال متهكمًا: “خارناس فريترا، هذا المتقن في تطويع المانا إلى حد أنه يكاد يستعصي على السيطرة بها.”
بغتة، انتفض خارناس، منتزعًا رأسه من قبضة كيزيس. قرنه، المنحني إلى أسفل والخارج كقرن ثور بريّ، ارتطم بصدغ كيزيس. تراجع الأخير، متورّمًا بهالة من المانا والأثير، حتى كاد الهواء في القاعة يثقل، والقصر بأسره ينقبض وكأنه يحتضر.
كجسدٍ واحد، رفعت الأزوراس أنظارهم إلى السماء.
قهقه راديكس ساخرًا. “لكن ليس لدرجة أن رأسه يعجز عن التهشم فوق الصخر مثل ثمرة شمس ناضجة.”
‘إذًا، طوال هذا الوقت، لم يكن أغرونا سوى… ماذا بالضبط؟ يُسيّر هذا الجسد الفريتراوي كأنه دمية، من أعماق قصره المقيت؟’ امتزج قرفي باشمئزاز ريجس. ‘هاه. تظن أنك تعرف أحدهم، ثم يحدث هذا.’
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
شهقت موروينا مستحسنة.
لا تزال تحتفظ بهيئتها الشابة، لكن ارتعاشة من الفزع، بالكاد مكبوتة، كانت تسري تحت جلدها.
ضاقت السلاسل الحديدية حول جسد خارناس، تشدّه بكامله إلى داخل العمود الضوئي، الذي سرعان ما تلوّن بالأحمر القاني، وكأنه نضح دمًا غزيرًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أما الآخر، فقد كان متشظيًا، متكسّرًا، أشبه بجماجم ذات قرون ملتوية…
“أطلقوه.”
ذراعا نوفيس كانتا موشّحتين بخدوش دقيقة، تتراقص ألسنة اللهب عليها، تحرق الجراح ببطء حتى تلتئم. نصف وجه راديكس كان مثقوبًا بندوب أشبه بشظايا متناثرة، لكن قشورًا بلّورية بدأت تتشكل فوقها. أما راي، فقد اختفى نصف يده اليمنى دون نقطة دم، واللحم المكشوف كان أسود ناعمًا كالصقل. وحدها موروينا لم تُظهر أثرًا لإصابة، غير أنها كانت مغمورة بهالة من المانا النقيّة التي انبعثت من أزهارها البلّورية.
ظلّ كيزيس صامتًا، يربّت بأصابعه على فكّه الأملس بشرود. بدا وكأن بصره تلاشى في الفراغ، غارقًا في دهاليز فكره. ثم، فجأة، انتفض وكأن شرارةً أيقظته من تأمله العميق.
جاء صوت كيزيس جامدًا، مجردًا من أي انفعال. كان هالة من البرود المُطبق.
تراجع الآخرون. أفلت راديكس قبضته الفيزيائية، بينما استدعى نوڤيس أسلحته النارية المعقوفة التي كنتُ بالكاد قد لاحظتها تدور من قبل.
تهاوى القرن على الأرض، متدحرجًا، وفي اللحظة ذاتها، تفتّتت المانا من حولنا، واندثر الانفجار الفراغي في العدم.
لكن السلاسل بقيت، توثّقه ماديًّا داخل سجن المانا القرمزيّ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اتكأتُ على حافة الشرفة، أرقب السماء وهي تتماوج، ثم تتمزّق وتنفتح.
انفكّ الزمن من قيده داخل الزنزانة.
كل واحدٍ من الحاضرين كان قد ناله الأذى، ولو قليلًا.
خطوتُ داخل المسارات الأثيرية، فوجدتُ نفسي بجوار خارناس، في فقاعة الفراغ التي تحيط به. احمرّت عيناه كليًّا، حتى تلاشت قزحيتاه وسط بياضهما. تقشّرت رقع من جلده الرماديّ الفاتح، فتساقطت متهالكة كأوراق يابسة، كاشفةً تحتها لحمًا نيّئًا متورّدًا. أحد قرنيه كان قد تحطم تحت وطأة تعويذته هو.
ذراعا نوفيس كانتا موشّحتين بخدوش دقيقة، تتراقص ألسنة اللهب عليها، تحرق الجراح ببطء حتى تلتئم. نصف وجه راديكس كان مثقوبًا بندوب أشبه بشظايا متناثرة، لكن قشورًا بلّورية بدأت تتشكل فوقها. أما راي، فقد اختفى نصف يده اليمنى دون نقطة دم، واللحم المكشوف كان أسود ناعمًا كالصقل. وحدها موروينا لم تُظهر أثرًا لإصابة، غير أنها كانت مغمورة بهالة من المانا النقيّة التي انبعثت من أزهارها البلّورية.
ثم انفجرت قواهم عبر أرجاء الزنزانة.
أما جراحي، فقد التأمت بسرعة، الجلد يلتئم بسلاسة تفوق المألوف. لم أُعرها اهتمامًا، إذ كان تركيزي موجهًا إلى كيزيس وخارناس.
‘لا يمكنني التردد بشأن قراري بالبقاء،’ استنتج جزء آخر من عقلي. الصلات التي أنسجها مع هؤلاء الأزوراس—لا سيما الشباب منهم—ستكون ذات شأن أعظم في المستقبل، إذ إن كان أغرونا لا يزال في ألاكريا، فهذا يجعل كيزيس أشد خطرًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
رمق كيزيس سيّد الفريترا بنظرة طويلة. لم يعد خارناس مُعلّقًا في مركز الشعاع الأحمر، بل راكعًا في قاعه، والسلاسل السوداء تكبّله—دون داعٍ، كما رأيتُ. كان على شفير الموت بالفعل.
“ديكاثين. ألاكريا.”
“طاقته تلتهم شظايا نواته.” علّقت موروينا، مقتربة بخطوات محسوبة. رفعت كفّها برقة، فتراقصت حولها تموجات من المانا، ترفرف كيراعات متوهجة. “لا أظن حتى أن شفائي قادرٌ على إنقاذه الآن.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن هذا مجرد شقّ نحو الفراغ، أو فجوةً تقود إلى العتمة الأثيرية أو فراغ الفضاء السحيق المرصّع بالنجوم.
بقبضتي المشدودة على نصل الأثير المتجسد، استدعيتُ خطوة الحاكم وانتظرتُ.
“إنقاذه؟” زمجر راديكس، وهو يحكّ قشور الألماس على وجهه بلا اكتراث. “من وجهة نظري المتواضعة، لعله من الأنسب تعجيل الأمر.”
اللهم أنت ربي، الواحد الأحد، الملك الحق المبين، نسألك يا رب العالمين أن ترزقنا القوة في ديننا، والصبر على بلائنا، والثبات على توحيدك. اللهم أنت الرزاق ذو القوة المتين، ارزقنا من فضلك ما يقوّي إيماننا ويُصلح أحوالنا. اللهم ارحم شهداءنا، وألحقهم بالصالحين، واجعل قتلاهم في جنات النعيم. اللهم انصر إخواننا المستضعفين في الأرض، واكشف عنهم الغمّة، وفرّج كربهم يا أرحم الراحمين. آمين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
نظر راي كوثان بأسى إلى رفيقه الباسيليسك، الوحيد الذي بدا أنه يشعر بشيء غير الاشمئزاز أو الغضب المتقد. “موروينا محقّة. هذه التقنية الفراغية… ليست شيئًا يمكن التعافي منه.” جثا أمام خارناس، ومدّ أصابعه نحو القرن المبتور، لكنه لم يلمسه. رفع بصره نحو كيزيس. “ما تبقّى من الفراغ سيلتهمه من الداخل.”
في البدء، بضع شفرات… ثم عشرات… ثم أكثر، تخترق الحاجز، تندفع بدقة خبيثة حتى بدت وكأنها تنسل بين ذرات الأثير ذاتها. شعرتُ بلسعات حادة على جسدي، ثم بحرارة الدم تنزف.
استطعتُ بالكاد أن أتحسس ذلك—عُقَدًا من المانا ذات سمة التحلّل، تزحف كدودٍ ينخر جسده، تقتات عليه وهو لا يزال حيًّا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “طاقته تلتهم شظايا نواته.” علّقت موروينا، مقتربة بخطوات محسوبة. رفعت كفّها برقة، فتراقصت حولها تموجات من المانا، ترفرف كيراعات متوهجة. “لا أظن حتى أن شفائي قادرٌ على إنقاذه الآن.”
انداحت قوةٌ عارمة من كيزيس، فارتجّت القاعة تحت وطأتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أيها السادة العظام، أسرعوا، إن—”
تكدّرت أشعة النور القرمزي، وتحولت إلى لون أرجواني قاتم. في قلب زنزانة الضوء، تجمّدت المانا، كما توقفت رقائق الجلد المتساقطة عن جسد خارناس في مكانها. لم يعد يتنفس كذلك—توقّف الزمن بالنسبة له تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اتكأتُ على حافة الشرفة، أرقب السماء وهي تتماوج، ثم تتمزّق وتنفتح.
“يمكننا أن نكسب مزيدًا من الوقت إن لزم الأمر. أستطيع أن أجعل احتضارك يدوم ما شئتُ، خارناس. ولن يكون هينًا. كل ثانية ممتدة ستغدو دهورًا متلاحقة بالنسبة لك. حياةٌ أبدية من التحلل البطيء، والموتُ يلوح أمامك دون أن ينالك.” توقف لبرهة، ثم استطرد: “ما لم ترغب في الحديث من تلقاء نفسك. ربما، خارناس فريترا، لم يعد لديك الحافز للدفاع عن سيّدك الأسمى، أغرونا، وكشف أسراره—”
‘إذًا، طوال هذا الوقت، لم يكن أغرونا سوى… ماذا بالضبط؟ يُسيّر هذا الجسد الفريتراوي كأنه دمية، من أعماق قصره المقيت؟’ امتزج قرفي باشمئزاز ريجس. ‘هاه. تظن أنك تعرف أحدهم، ثم يحدث هذا.’
سمعت اسمي، لم يكن صوتًا، بل خاطرةً تسري في رأسي، متداخلةً مع الريح العاصفة حول منحدرات قلعة إندرات. سيلفي. كانت تتساءل، تتوجّس خوفًا.
انفكّ الزمن من قيده داخل الزنزانة.
‘لا يمكنني التردد بشأن قراري بالبقاء،’ استنتج جزء آخر من عقلي. الصلات التي أنسجها مع هؤلاء الأزوراس—لا سيما الشباب منهم—ستكون ذات شأن أعظم في المستقبل، إذ إن كان أغرونا لا يزال في ألاكريا، فهذا يجعل كيزيس أشد خطرًا.
بصق خارناس دمًا وصديدًا أسود، سال على العظم العاري من ذقنه. “أنت وأغرونا، أنتما تستحقان بعضكما. آمل أن تمزّق كل منكما الآخر إربًا.”
وقفتُ إلى جانب كيزيس وماير إندراث، تحيط بي بقية السياة العليا، ونظرتُ إلى السماء، كأن عقلي عاجزٌ عن استيعاب ما أراه.
“إذًا، لم يكن هذا خيارك منذ البداية؟” سألتُ، أراقبه بحذر، بينما كان مقام الملك يضفي وضوحًا على كل إيماءة أو ارتعاشة تصدر عنه. حتى دون السمة الإلهية، كان جليًّا أنه لا يملك القدرة أو الدافع لخداعنا.
اهتزّت الأرض بعنف.
استدار إليّ، نظراته خاوية من أي إدراك، وقال ببرود: “لماذا يُسمح لهذا الوضيع بالكلام في حضوري؟ أنا خارناس، السوط الأسود، سيّد—”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ماذا يحدث؟” همست إيلي، لاهثة، في نفس اللحظة التي قالت فيها أمي: “ماذا يعني هذا، آرثر؟”
“مجرد دميةٍ لحمية.” قاطعته بنبرة جافة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
قهقه ريجس في الخلف، حيث كان متكئًا في ظلّ السادة العظام.
ثم انفجر خارناس مجددًا.
نظر إليّ كيزيس، الذي كان قد أوقف الزمن مجددًا عند كلامي. لم يكن في نظرته أثرٌ للمزاح، لكن عينيه تلألأتا للحظة بلون الخزامى قبل أن تعودا إلى ظلمتهما المعتادة. “هل أرسلك أغرونا إلى هنا لاغتيالي؟” ثم أعاد تحريك الزمن.
حدّجني خارناس بنظرة مغموسة في حقدٍ أسود. “كلا. لكن عندما فتحتُ عينيّ، ووقع بصري عليك، لم أتمكن من التفكير إلا في شيء واحد—أنني أريد أن أقطّع وجهك إربًا.”
استطعتُ بالكاد أن أتحسس ذلك—عُقَدًا من المانا ذات سمة التحلّل، تزحف كدودٍ ينخر جسده، تقتات عليه وهو لا يزال حيًّا.
بدأ السحر المقيِّد الذي نسجه كيزيس يتهاوى، إذ انداح الفراغُ من جسد سيّد الفريترا، مستبيحًا المانا، مفككًا أوصالها كما تفعل قدرات سيريس.
تحرك الآخرون بانتباه، لكن كيزيس رفع يده، فالتزم الجميع الصمت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لقد انتُزع أفيتوس من عالمنا، وسُجن داخل حاجزٍ أو فقاعة، محجوزًا خارج الفضاء الحقيقي، في بُعدٍ منفصل، أشبه بالعالم الأثيري.
“ما سبب وجودك هنا إذًا؟” سأل كيزيس، بنبرة هادئة متزنة، وقد وارى خلفها ذلك الغضب العاصف الذي تفجّر منذ قليل.
هزّ خارناس كتفيه، أو حاول ذلك. لم يستطع تمامًا، لكن المغزى كان واضحًا. “أنت أخبرني.”
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
“ألا تذكر شيئًا حقًا؟” تساءل راي، وعيناه تضيقان بارتياب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أيها السادة العظام، أسرعوا، إن—”
“كل ذلك الوقت—عقود بأكملها، ربما—قضيته كأغرونا؟” أضفتُ، بالشك ذاته.
كل واحدٍ من الحاضرين كان قد ناله الأذى، ولو قليلًا.
تلوّت تقاسيم وجهه بغضبٍ كاسح. “عقود؟ ذلك الخائن الوضيع…”
من خلفي، شعرتُ بتدفق طاقة الآخرين، كأنها تنهيدة ارتياح بعد كبح العاصفة. للحظة خاطفة، صمدوا أمام جحيم الفراغ، والآن، وقد زال ضغطه، ترنّحوا، يبحثون عن توازنهم.
قهقه راديكس، صدى ضحكته يرنّ بين الجدران الحجرية. “لم تكن شريكًا راغبًا في تعويذته إذن.”
لم أكن مستعدًا لهذا.
أو ما كان يومًا وطنًا… ولم يعد كذلك.
“راغب؟” انتُزعَت الكلمة من حلق خارناس كأنها حافة شفرة، ممزوجة بالدماء والألم. “لقد حوّلني إلى…” صبّ عليّ نظرة حارقة. “دميةٍ من لحمه هو. كلا، لم أكن راغبًا. ذلك الانحطاط!” قعقعت أسنانه بغيظ، لكن ثورته لم تدم طويلًا، إذ انحنى رأسه وارتجفت عيناه، كأنه يوشك على الإغماء. “لا… ذاكرة لي عن ذلك. لا يمكنني أن أخبركم… سوى بشيء واحد: لقد كنتم حمقى إذ تركتمونا نحيا لهذه المدة الطويلة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
جمد في مكانه، بالكاد كانت كلمته الأخيرة قد فارقت شفتيه النازفتين.
‘إذًا، طوال هذا الوقت، لم يكن أغرونا سوى… ماذا بالضبط؟ يُسيّر هذا الجسد الفريتراوي كأنه دمية، من أعماق قصره المقيت؟’ امتزج قرفي باشمئزاز ريجس. ‘هاه. تظن أنك تعرف أحدهم، ثم يحدث هذا.’
“إذًا، لم يكن هذا خيارك منذ البداية؟” سألتُ، أراقبه بحذر، بينما كان مقام الملك يضفي وضوحًا على كل إيماءة أو ارتعاشة تصدر عنه. حتى دون السمة الإلهية، كان جليًّا أنه لا يملك القدرة أو الدافع لخداعنا.
كذلك توقفت الديدان السوداء من المانا التي كانت تلتهمه من الداخل، وكأن الزمن قد أُوقف مجددًا.
المسلك إلى أفيتوس، الذي طالما أُغلق كفُوّهة قربة مشدودة، كان الآن يُمزّق على مصراعيه—شقّ في السماء يمتدّ من غابات الوحوش في ديكاثين، عابرًا البحر، ومخترقًا جبال ناي الباسيليسك في ألاكريا.
سرتُ حول خارناس في دائرة، أتمعّن في هذا الفريترا اللعين. “لماذا لا يتذكر؟ هذا مشابهٌ تمامًا لما كانت سيسيليا تفعله بتيسيا، لكنها كانت واعية لأغلب الوقت.”
ظلّ كيزيس صامتًا، يربّت بأصابعه على فكّه الأملس بشرود. بدا وكأن بصره تلاشى في الفراغ، غارقًا في دهاليز فكره. ثم، فجأة، انتفض وكأن شرارةً أيقظته من تأمله العميق.
وقف راي، موليًا بصره عن هذا المشهد القبيح. “أغرونا فريترا يتفنّن في استعباد العقول، وطمس الإدراك، بل وحتى إعادة كتابة الماضي عبر الذاكرة. وجوده داخل رأس هذا الباسيليسك المثير للشفقة كان أكبر من أن يتمكّن من مقاومته.”
“إذًا، لا تظنّ أنه يكذب؟” سألتُ، مستندًا إلى الحائط، حتى يتسنى لي رؤية السادة جميعًا. “ألا يكون هذا مجرد تلاعب آخر من أغرونا؟ فكمحاولة اغتيال—”
نظر إليّ كيزيس، الذي كان قد أوقف الزمن مجددًا عند كلامي. لم يكن في نظرته أثرٌ للمزاح، لكن عينيه تلألأتا للحظة بلون الخزامى قبل أن تعودا إلى ظلمتهما المعتادة. “هل أرسلك أغرونا إلى هنا لاغتيالي؟” ثم أعاد تحريك الزمن.
“لقد فشلت.” قال كيزيس باقتضاب، غير أن التوتر المتّقد خلف جموده البارد كان محسوسًا، حتى أن يده تحركت بلا وعي نحو أضلاعه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“إذًا، ماذا يعني هذا بخصوص أغرونا؟” تساءلت موروينا، بينما كانت الذرات الشفائية التي بعثتها كرومها تتلاشى شيئًا فشيئًا. والآن، بمجرد رفرفة من يدها، انسحبت النباتات كلها عبر الأرض، كأنها لم تكن هنا قط. “لا بد أنه لا يزال هناك، في مكانٍ ما.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مزّقت نيران العنقاء البرتقالية معاصم خارناس، ومرفقيه، وركبتيه، وعظم الترقوة، بينما راحت سلاسل الحديد الدموي الغليظة تلتف حوله كأفعى محكمة الطوق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“إنه يفعل شيئًا في ألاكريا.” قلت، مستعيدًا أنفاسي، ثم دفعتُ نفسي بعيدًا عن الجدار. “لقد أرسلت لي سيريس رسالة. أحضرها تشول. يجب أن أعود. إن كان قد خسر… مساعدَه المقرب، فقد يكون في حالة يأس—وضعف.”
قهقه ريجس في الخلف، حيث كان متكئًا في ظلّ السادة العظام.
نظر نوفيس إلى خارناس، الذي كان لا يزال معلقًا داخل الشعاع المائع ذي اللون العنابي، ملفوفًا في السلاسل السوداء الثقيلة، بلا حراك. أما الآخرون، فقد ركزوا أنظارهم جميعًا على كيزيس.
انبثقت تأوهات، وصيحة حادة اخترقت الضجيج. ومن الظلال المتكسرة، خرج ريجس، جسده يشتعل بلهب أرجواني داكن، ليقف أمامي.
ظلّ كيزيس صامتًا، يربّت بأصابعه على فكّه الأملس بشرود. بدا وكأن بصره تلاشى في الفراغ، غارقًا في دهاليز فكره. ثم، فجأة، انتفض وكأن شرارةً أيقظته من تأمله العميق.
لم يكن وميضًا، بل أشبه بانعكاس الضوء فوق مياه بعيدة، ثم—ظهرت ماير.
كذلك توقفت الديدان السوداء من المانا التي كانت تلتهمه من الداخل، وكأن الزمن قد أُوقف مجددًا.
“بالفعل. ينبغي أن نعلم ما الذي يخطط له—الآن وقد زُجّ به إلى زاوية ضيقة. عليك أنت ورفاقك التوجّه إلى ألاكريا حالًا، استكشاف الوضع هناك. قبل أن نتمكّن من—”
اهتزّت الأرض بعنف.
وحوله، تلّونت السماء بلونٍ رماديّ كئيب، مشوهةً، كأنّها—كأنّ أفيتوس برمّتها كانت تُسحب نحو هذا الجرح.
ارتجّ القصر كلّه، وكأن الجبل الذي يستند إليه قد بدأ في التهدم من أساسه. ومن الخارج، بدا وكأن الصوت جاء من بُعدٍ سحيق، صوت غريب، شيء ما بين زئير إعصار، وتمزّق قماش متين تحت وطأة قوة هائلة.
استدار كيزيس، يحدّق عبر الجدران والأرض، متتبعًا السحر الذي يحفظ قصره متماسكًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ارتسمت الصدمة على ملامح موروينا، وراي، ونوفيس، وراديكس، وجميعهم نطقوا بتساؤل واحد: “ما هذا—؟”
انبثق من داخله ضوءٌ أسود، يشع من خلال مسامه. النور كان يلتهم حدود الزنزانة وسحر كيزيس المتعاظم معًا.
لم يكن وميضًا، بل أشبه بانعكاس الضوء فوق مياه بعيدة، ثم—ظهرت ماير.
انطوى الفضاء من حولنا.
لا تزال تحتفظ بهيئتها الشابة، لكن ارتعاشة من الفزع، بالكاد مكبوتة، كانت تسري تحت جلدها.
“ألا تذكر شيئًا حقًا؟” تساءل راي، وعيناه تضيقان بارتياب.
[منظور أغرونا فريترا]
“أيها السادة العظام، أسرعوا، إن—”
انطوى الفضاء من حولنا.
لم نعد في الزنزانة، بل وقفنا أمام البوابات الكبرى. الجسر متعدّد الألوان الممتدّ أمام القصر بقي مكانه، لكن لم يحدّق أحد إلى الأسفل.
ثم انفجر خارناس مجددًا.
كجسدٍ واحد، رفعت الأزوراس أنظارهم إلى السماء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جذبني صوت كيزيس من أفكاري المتشابكة، مجبرًا إياي على التركيز على الحاضر.
“لا…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
اجتاحني رعبٌ بارد، انقضّ على صدري وحاصر أنفاسي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هزّ خارناس كتفيه، أو حاول ذلك. لم يستطع تمامًا، لكن المغزى كان واضحًا. “أنت أخبرني.”
سمعت اسمي، لم يكن صوتًا، بل خاطرةً تسري في رأسي، متداخلةً مع الريح العاصفة حول منحدرات قلعة إندرات. سيلفي. كانت تتساءل، تتوجّس خوفًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تربطه بأغرونا الحقيقي. اكتملت الفكرة في ذهني، وكأن مسمارًا انغرز في موضعه الصحيح. تفرّعت عشرات الأفكار وانشطرت تحت وطأة تأثير مقام الملك، عقلي يسبح في دوائر فكرية متشابكة، متأملًا احتمالات متعددة في آن واحد.
لم أُجب. لم أستطع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“راغب؟” انتُزعَت الكلمة من حلق خارناس كأنها حافة شفرة، ممزوجة بالدماء والألم. “لقد حوّلني إلى…” صبّ عليّ نظرة حارقة. “دميةٍ من لحمه هو. كلا، لم أكن راغبًا. ذلك الانحطاط!” قعقعت أسنانه بغيظ، لكن ثورته لم تدم طويلًا، إذ انحنى رأسه وارتجفت عيناه، كأنه يوشك على الإغماء. “لا… ذاكرة لي عن ذلك. لا يمكنني أن أخبركم… سوى بشيء واحد: لقد كنتم حمقى إذ تركتمونا نحيا لهذه المدة الطويلة.”
وقفتُ إلى جانب كيزيس وماير إندراث، تحيط بي بقية السياة العليا، ونظرتُ إلى السماء، كأن عقلي عاجزٌ عن استيعاب ما أراه.
لا تزال مرصّعة بالسحب، مائلة إلى الزرقة، تتدرّج إلى البنفسجي، ثم الأسود عند الأطراف.
كأنّ السماء قد انشقّت ببساطة، كأن نصلًا جبّارًا قد مزّقها، ففتح جرحًا في لحمها، كاشفًا عما يكمن خلفها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تماوجت هالةٌ متوحشة عند حواف الشق، حمراء وأرجوانية، كمثل جلد نيّئ حول رضّة حديثة التشكل عند حواف الفضاء المنطوي.
تماوجت هالةٌ متوحشة عند حواف الشق، حمراء وأرجوانية، كمثل جلد نيّئ حول رضّة حديثة التشكل عند حواف الفضاء المنطوي.
كأنّ السماء قد انشقّت ببساطة، كأن نصلًا جبّارًا قد مزّقها، ففتح جرحًا في لحمها، كاشفًا عما يكمن خلفها.
“خارناس فريترا.” لفظ كيزيس الاسم وكأنه لفظة نجسة، ازدراء يقطر من بين شفتيه. رمقني بنظرة خاطفة، فتلألأت عيناه بوهج أرجواني كاد يميل للسواد. “ما هذا؟” امتدت يده وأطبقت على ذقن خارناس المسطّح. “كيف—”
لكن، بخلاف ضربة النصل، لم يكن الجرح مستقيمًا أو نظيفًا، بل متعرجًا، كأنّ مخالب وأنيابًا، أو ربما قوةٌ صمّاء، هي من مزّقته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اجتاحني رعبٌ بارد، انقضّ على صدري وحاصر أنفاسي.
وحوله، تلّونت السماء بلونٍ رماديّ كئيب، مشوهةً، كأنّها—كأنّ أفيتوس برمّتها كانت تُسحب نحو هذا الجرح.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اجتاحني رعبٌ بارد، انقضّ على صدري وحاصر أنفاسي.
كأنها ثقبٌ أسود.
ثم انفجر ضوءٌ أسود منه كأنه كان مركز انفجار. لم تتسنَّ لي سوى لمحة خاطفة للجلد المتفسخ، قبل أن يذوب كل شيء أمامي.
غير أن الجرح ذاته لم يكن الشيء الذي جمّد الدم في عروقي كأنه ماءٌ مثلّج.
اللهم أنت ربي، الواحد الأحد، الملك الحق المبين، نسألك يا رب العالمين أن ترزقنا القوة في ديننا، والصبر على بلائنا، والثبات على توحيدك. اللهم أنت الرزاق ذو القوة المتين، ارزقنا من فضلك ما يقوّي إيماننا ويُصلح أحوالنا. اللهم ارحم شهداءنا، وألحقهم بالصالحين، واجعل قتلاهم في جنات النعيم. اللهم انصر إخواننا المستضعفين في الأرض، واكشف عنهم الغمّة، وفرّج كربهم يا أرحم الراحمين. آمين.
لم يكن هذا مجرد شقّ نحو الفراغ، أو فجوةً تقود إلى العتمة الأثيرية أو فراغ الفضاء السحيق المرصّع بالنجوم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“كل ذلك الوقت—عقود بأكملها، ربما—قضيته كأغرونا؟” أضفتُ، بالشك ذاته.
على الجانب الآخر، كانت هناك سماءٌ أخرى.
كأنّ السماء قد انشقّت ببساطة، كأن نصلًا جبّارًا قد مزّقها، ففتح جرحًا في لحمها، كاشفًا عما يكمن خلفها.
اهتزّت الأرض بعنف.
لا تزال مرصّعة بالسحب، مائلة إلى الزرقة، تتدرّج إلى البنفسجي، ثم الأسود عند الأطراف.
وفي قلبها… كرةٌ زرقاء.
“لا أعلم.”
شطرَ زرقتها يابستان، تتخللهما خضرة وبنية الأرض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أحدهما كان شكلًا بسيطًا، مربعًا أو ماسيًّا، يقطعه شريطٌ جبليّ خشن.
أما الآخر، فقد كان متشظيًا، متكسّرًا، أشبه بجماجم ذات قرون ملتوية…
ابتلعتُ ريقي، قدماي مغروستان في الأرض، عقلي يعمل ببطء كأن تروسًا صدئة تحرّكه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وبينهما، بحرٌ شاسع، خاوي الامتداد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن هذا مجرد شقّ نحو الفراغ، أو فجوةً تقود إلى العتمة الأثيرية أو فراغ الفضاء السحيق المرصّع بالنجوم.
“ديكاثين. ألاكريا.”
“إذًا، ماذا يعني هذا بخصوص أغرونا؟” تساءلت موروينا، بينما كانت الذرات الشفائية التي بعثتها كرومها تتلاشى شيئًا فشيئًا. والآن، بمجرد رفرفة من يدها، انسحبت النباتات كلها عبر الأرض، كأنها لم تكن هنا قط. “لا بد أنه لا يزال هناك، في مكانٍ ما.”
وقفتُ كأنني في حلمٍ لم يكتمل، كأنني عبرت من غرفة في بيتٍ، لأجد نفسي في أخرى لا تتصل بها بأي منطق.
لا تزال تحتفظ بهيئتها الشابة، لكن ارتعاشة من الفزع، بالكاد مكبوتة، كانت تسري تحت جلدها.
الصورة من خلال الجرح لم تكن مثالية.
حدّجني خارناس بنظرة مغموسة في حقدٍ أسود. “كلا. لكن عندما فتحتُ عينيّ، ووقع بصري عليك، لم أتمكن من التفكير إلا في شيء واحد—أنني أريد أن أقطّع وجهك إربًا.”
كانت مقطّعةً برياح أرجوانية، وتشوهات في الضوء، لكنها لم تكن بحاجة إلى تفسير—
على الجانب الآخر، كانت هناك سماءٌ أخرى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سرتُ حول خارناس في دائرة، أتمعّن في هذا الفريترا اللعين. “لماذا لا يتذكر؟ هذا مشابهٌ تمامًا لما كانت سيسيليا تفعله بتيسيا، لكنها كانت واعية لأغلب الوقت.”
إنّ الصدع الذي يصل ديكاثين بأفيتوس قد انفتح.
ترجمة الخال
حتى وأنا أحدّق، كانت حوافه المشوهة تتسع، تكشف المزيد والمزيد من العالم على الجانب الآخر.
كجسدٍ واحد، رفعت الأزوراس أنظارهم إلى السماء.
ابتلعتُ ريقي، قدماي مغروستان في الأرض، عقلي يعمل ببطء كأن تروسًا صدئة تحرّكه.
ركضت إيلي إلى جانبي، تلفّ ذراعيها حولي. أما أمي، فقد تماسكت… لكن بالكاد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لقد انتُزع أفيتوس من عالمنا، وسُجن داخل حاجزٍ أو فقاعة، محجوزًا خارج الفضاء الحقيقي، في بُعدٍ منفصل، أشبه بالعالم الأثيري.
الوطن.
كانا يتداخلان، معتمدين على بعضهما، وكان حاجز أفيتوس متكئًا على العالم الأثيري كي يبقى موجودًا.
‘إذًا، طوال هذا الوقت، لم يكن أغرونا سوى… ماذا بالضبط؟ يُسيّر هذا الجسد الفريتراوي كأنه دمية، من أعماق قصره المقيت؟’ امتزج قرفي باشمئزاز ريجس. ‘هاه. تظن أنك تعرف أحدهم، ثم يحدث هذا.’
كنتُ أعلم، منذ آخر حجر أساس، أن أفيتوس لن يصمد إلى الأبد، لكن…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتجف نصل الأثير في قبضتي لحظة اصطدامه بالأنسجة المتصلبة المشبعة بالمانا. تململ… ثم اخترقها.
لم أكن مستعدًا لهذا.
ضاقت السلاسل الحديدية حول جسد خارناس، تشدّه بكامله إلى داخل العمود الضوئي، الذي سرعان ما تلوّن بالأحمر القاني، وكأنه نضح دمًا غزيرًا.
كنتُ أتوقع أن يستغرق الأمر عقودًا، ربما قرونًا، حتى ينحاز الأزوراس إلى قضيتي، حتى يُخلى أفيتوس ويعاد تجميع شعبها في العالم الحقيقي.
اندفع راديكس إلى الأمام، جسده يكسوه وهج من ألماسات سوداء، متجاوزًا إياي ليقبض على حنجرة خارناس. نبتت كرومٌ صخرية كثيفة من الأرض، تطوّقت حول زنزانة الضوء التي تؤسره، وتفتّحت منها أزهار زرقاء مخضرة، متألقة كبلّورات، تطلق ذرات من مانا ناصعة البياض في الهواء.
لكن الآن، أقف هنا، عاجزًا، وأراقب العالم الذي وُلدتُ فيه مجددًا وهو يقترب أكثر وأكثر مع كل ثانية.
[منظور أغرونا فريترا]
جاءت شهقة خافتة من خلفي. استدرتُ، لأجد سيلفي، وإيلي، وأمي، وقد توقّفن فجأة، عيونهنّ شاخصة إلى الجرح المتّسع في السماء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في الخلف، كان ريجس يركض، يمسح المشهد بعينَيه.
رمق كيزيس سيّد الفريترا بنظرة طويلة. لم يعد خارناس مُعلّقًا في مركز الشعاع الأحمر، بل راكعًا في قاعه، والسلاسل السوداء تكبّله—دون داعٍ، كما رأيتُ. كان على شفير الموت بالفعل.
اشتدّ تعبير سيلفي، بينما كانت إيلي وأمي على شفير الانهيار.
ركضت إيلي إلى جانبي، تلفّ ذراعيها حولي. أما أمي، فقد تماسكت… لكن بالكاد.
كأنّ السماء قد انشقّت ببساطة، كأن نصلًا جبّارًا قد مزّقها، ففتح جرحًا في لحمها، كاشفًا عما يكمن خلفها.
“يمكننا أن نكسب مزيدًا من الوقت إن لزم الأمر. أستطيع أن أجعل احتضارك يدوم ما شئتُ، خارناس. ولن يكون هينًا. كل ثانية ممتدة ستغدو دهورًا متلاحقة بالنسبة لك. حياةٌ أبدية من التحلل البطيء، والموتُ يلوح أمامك دون أن ينالك.” توقف لبرهة، ثم استطرد: “ما لم ترغب في الحديث من تلقاء نفسك. ربما، خارناس فريترا، لم يعد لديك الحافز للدفاع عن سيّدك الأسمى، أغرونا، وكشف أسراره—”
“ماذا يحدث؟” همست إيلي، لاهثة، في نفس اللحظة التي قالت فيها أمي: “ماذا يعني هذا، آرثر؟”
ترجمة الخال
وقفتُ، محاطًا بعائلتي، أبحث عن أي إجابةٍ أخرى، أي تفسيرٍ يمنحهن الطمأنينة…
لكنني لم أجد.
الوطن.
“يكفي.”
“لا أعلم.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ضاقت السلاسل الحديدية حول جسد خارناس، تشدّه بكامله إلى داخل العمود الضوئي، الذي سرعان ما تلوّن بالأحمر القاني، وكأنه نضح دمًا غزيرًا.
[منظور أغرونا فريترا]
وحوله، تلّونت السماء بلونٍ رماديّ كئيب، مشوهةً، كأنّها—كأنّ أفيتوس برمّتها كانت تُسحب نحو هذا الجرح.
اتكأتُ على حافة الشرفة، أرقب السماء وهي تتماوج، ثم تتمزّق وتنفتح.
من خلفي، شعرتُ بتدفق طاقة الآخرين، كأنها تنهيدة ارتياح بعد كبح العاصفة. للحظة خاطفة، صمدوا أمام جحيم الفراغ، والآن، وقد زال ضغطه، ترنّحوا، يبحثون عن توازنهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
المسلك إلى أفيتوس، الذي طالما أُغلق كفُوّهة قربة مشدودة، كان الآن يُمزّق على مصراعيه—شقّ في السماء يمتدّ من غابات الوحوش في ديكاثين، عابرًا البحر، ومخترقًا جبال ناي الباسيليسك في ألاكريا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تماوجت هالةٌ متوحشة عند حواف الشق، حمراء وأرجوانية، كمثل جلد نيّئ حول رضّة حديثة التشكل عند حواف الفضاء المنطوي.
“كدتُ أنسى.” تأمل الباسيليسك المتهاوي، بالكاد واعيًا، وقال متهكمًا: “خارناس فريترا، هذا المتقن في تطويع المانا إلى حد أنه يكاد يستعصي على السيطرة بها.”
عند حوافه، احتدمت أنوارٌ شفقية عنيفة، متراقصةً بالأحمر والأرجواني، فيما كانت الحقيقة نفسها تنهار، والحاجز الذي أبقى أفيتوس في بُعده المنفصل يتداعى من نقطة اتصاله بالعالم الخارجي، مُتهاويًا نحو العدم.
“كلّ ما شيّدتموه، كلّ ما تشبّثتم به منذ البداية، سينهار قريبًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“لقد حاولتُ أن أفعل هذا بالطريقة السهلة.” نطقتُ، ناظرًا إلى السماء الجريحة. “كلّ ما أردته هو تلك القوة التي قضيتم أحقابًا لا تُحصى تُخفونها عني. كان يمكنكم أن تموتوا، لكن هذا العالم—كلا العالمين—كان ليواصل مسيره، متوافقًا مع النظام الطبيعي لوجوده. لكنكم فقط… تأبون… الإفلات.”
قهقه راديكس، صدى ضحكته يرنّ بين الجدران الحجرية. “لم تكن شريكًا راغبًا في تعويذته إذن.”
وأنا… سأنتزع ما أبتغيه من بين الأنقاض.”
توقّف الكلام على لساني فيما راح الصدع يتّسع أكثر فأكثر.
كان يحتضر. لم أستوعب تمامًا تعقيدات السحر الذي أطلقه، لكنني أيقنتُ أن جوهره قد تهشّم. استطعتُ أن أشعر بشظاياه تتناثر عبر صدره كأنها شظايا متطايرة.
ومن خلاله، بدأتُ أرى الضوء، والألوان.
وفي ذات اللحظة، كان جزءٌ آخر من إدراكي يغوص في تحليل تداعيات هذا الكشف. علينا أن نفترض أن أغرونا ما زال حيًّا، وهذا يقلب مغزى الرسالة التي حملها تشول رأسًا على عقب.
أما جراحي، فقد التأمت بسرعة، الجلد يلتئم بسلاسة تفوق المألوف. لم أُعرها اهتمامًا، إذ كان تركيزي موجهًا إلى كيزيس وخارناس.
الوطن.
“لقد حاولتُ أن أفعل هذا بالطريقة السهلة.” نطقتُ، ناظرًا إلى السماء الجريحة. “كلّ ما أردته هو تلك القوة التي قضيتم أحقابًا لا تُحصى تُخفونها عني. كان يمكنكم أن تموتوا، لكن هذا العالم—كلا العالمين—كان ليواصل مسيره، متوافقًا مع النظام الطبيعي لوجوده. لكنكم فقط… تأبون… الإفلات.”
أو ما كان يومًا وطنًا… ولم يعد كذلك.
كانا يتداخلان، معتمدين على بعضهما، وكان حاجز أفيتوس متكئًا على العالم الأثيري كي يبقى موجودًا.
“كلّ ما شيّدتموه، كلّ ما تشبّثتم به منذ البداية، سينهار قريبًا.
هزّ خارناس كتفيه، أو حاول ذلك. لم يستطع تمامًا، لكن المغزى كان واضحًا. “أنت أخبرني.”
وقفتُ إلى جانب كيزيس وماير إندراث، تحيط بي بقية السياة العليا، ونظرتُ إلى السماء، كأن عقلي عاجزٌ عن استيعاب ما أراه.
وأنا… سأنتزع ما أبتغيه من بين الأنقاض.”
————————
ترجمة الخال
“كلّ ما شيّدتموه، كلّ ما تشبّثتم به منذ البداية، سينهار قريبًا.
اللهم أنت ربي، الواحد الأحد، الملك الحق المبين، نسألك يا رب العالمين أن ترزقنا القوة في ديننا، والصبر على بلائنا، والثبات على توحيدك. اللهم أنت الرزاق ذو القوة المتين، ارزقنا من فضلك ما يقوّي إيماننا ويُصلح أحوالنا. اللهم ارحم شهداءنا، وألحقهم بالصالحين، واجعل قتلاهم في جنات النعيم. اللهم انصر إخواننا المستضعفين في الأرض، واكشف عنهم الغمّة، وفرّج كربهم يا أرحم الراحمين. آمين.
لم أُجب. لم أستطع.
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
غير أن الجرح ذاته لم يكن الشيء الذي جمّد الدم في عروقي كأنه ماءٌ مثلّج.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات