الفصل التاسع
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: ســاد
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
وصل مصارعو حورس إلى المدينة. جاب المروجون حانات المدينة للإعلان عن بطولة مصارعة. وسرعان ما لفتت أصوات العروض الدموية انتباه الكثيرين في المدينة.
اتفق حورس مع فرقة أخرى من المصارعين على القتال، وتم إكمال بقية الجدول الزمني بسلاسة.
مُنح المصارعون، بمن فيهم يوريتش، بعض الوقت الشخصي. بدا يوريتش يعاني من ضائقة مالية، فأخذ سلفة قدرها خمسمائة ألف شيكل من حورس ليتمكن من استكشاف المدينة ورؤية كل المعالم الجديدة.
“هذا الشيء المصارعة يدر أموالاً جيدة.”
شاهد يوريتش المدينة تعجّ بأخبار وصولهم. أينما ذهب، كان يسمع الناس يتحدثون عن بطولتهم.
“ما هذا الشيء الطويل الداكن؟ يبدو كقضيب.”
لفتت النقانق المعروضة في أكشاك الشارع انتباه يوريتش. كانت النقانق المشوية والملونة بإتقان تفوح منها رائحة شهية.
“هذا لحم خنزير مقلي. هل ترغب بواحد؟ سعره ثلاثة آلاف شيكل فقط.”
” آه، هذا غالي الثمن ” تذمر يوريتش، لكنه اشترى واحدة على أي حال وأخذ قضمة. سرعان ما امتلأ فمه بعصير النقانق اللذيذ.
“لذيذ، لذيذ جدًا. هذا لذيذ حقًا!” هتف يوريتش بانبهار مع كل قضمة. يتميز مطبخ هذه المدينة بنكهة قوية بفضل استخدامهم المكثف للملح والتوابل الأخرى. كما أن تنوع طرق الطهي لا يُضاهى بما رآه يوريتش في قبيلته.
“يا إلهي، أليس سعيدًا لأنني تسلقت الجبال؟” قال يوريتش بلغته الأم. وبينما كان يتجول في الشوارع، جذبه صوت ورائحة مألوفة.
تينغ! تينغ!
كان ورشة الحدادة مشغولة بالطرق.
“حداد.”
دخل يوريتش إلى ورشة الحدادة. أومأ برأسه إلى الحدادين تحيةً لهم.
“الحدادون هم رجال يستحقون احترامي.”
هؤلاء الرجال مسؤولين عن صياغة أسلحة المحاربين الأساسية. حداد واحد جيد كان يساوي عشرات المحاربين.
“مرحبًا ” قال الحداد المتدرب ليوريتش. كان وجهه محمرًا من شدة حرارة الفرن طوال اليوم.
“هل هذا كل ما لديك من أسلحة؟” سأل يوريتش المتدرب وهو ينظر إلى الأسلحة المعروضة على واجهة المتجر. لم تكن الفؤوس التي يفضلها يوريتش تبدو عليه.
“نستطيع أن نصنع لك أي شيء تريده. سيدي، لديك عميل جديد هنا!”
خرج رجل في منتصف العمر من داخل الفرن. كانت تفوح منه رائحة عرق نفاذة، كما لو كان يطرق المعدن للتو.
“هل هناك أي شيء تريده على وجه الخصوص؟” سأل السيد يوريتش.
“أبحث عن زوج من الفؤوس.”
“همم، لدينا جميع أنواع الفؤوس المعروضة هنا. لا بد أنك تبحث عن شيء مميز؟”
“حسنًا، تلك الموجودة هناك ثقيلة جدًا ولا أحب توزيع وزنها.”
“آه، أنت تبحث عن شيء يمكنك رميه! هذا غريب، لا يطلب الكثيرون شيئًا كهذا ” قال الحداد الرئيسي وهو يحك رأسه دهشةً من هذا الطلب غير المعتاد. وصف يوريتش فأسه المثالية بحركات يديه.
وصف فأسًا يحمل زخمًا هائلًا عند رميه. كان هذا سلاح يوريتش المفضل لشعوره بالراحة في يديه وقدرته على إحداث تغييرات غير متوقعة في المعارك.
“شيء كهذا. هل يمكنك فعل ذلك؟” قام يوريتش بحركة رمي فأسه الخيالية. لم يكن هناك رامي فأس أفضل منه. كان بإمكانه اختيار هدف وتحديد المكان الذي يريد أن يضربه فيه النصل والمقبض بدقة.
“إنه طلب معقد جدًا، لكن إنجازه لا يُشكل لي أي مشكلة. ماذا عن التكلفة؟”
“سأدفع لك ثلاثمائة ألف شيكل مقدمًا والباقي بعد أن أحصل على الفؤوس.”
“و مليون بعد أن أنتهي.”
لم يكن يوريتش متأكدًا مما إذا كان ما يطلبه الحداد سعرًا عادلًا. حك رأسه مترددًا قليلًا، لكنه سرعان ما أومأ موافقًا.
” حسنًا، سيستغرق الأمر مني حوالي ثلاثة أيام، لذا عد إليهم في حوالي ذلك الوقت.”
“حسنًا، هل يمكنك شحذ هذا الشيء لي أيضًا؟ إنه أصبح باهتًا جدًا ” قال يوريتش وهو يسحب سيف فوردجال. كان يستخدمه منذ أن قاتل فوردجال في الجبال.
“هذا سيف جيد.”
حتى يوريتش، الذي لم يفضل السيوف أبدًا، أحب هذا السيف.
“هذا هو…” أضاءت عينا الحداد الرئيسي عندما سلمه يوريتش السيف.
“مرحبًا، أنا أحب هذا السيف لذا كن حذرًا معه ” حذر يوريتش الحداد بشدة.
“صُنع هذا السيف من فولاذ إمبراطوري. النقش الصغير على النصل… علامة من ورشة هيرن. لديك شيء مميز هنا.”
“الفولاذ الإمبراطوري؟”
“إنه نوع من المعادن لا يملكه إلا أفراد ملوك الإمبراطورية، فهم يحتكرونه. جودته تتفوق بكثير على أي معدن عادي آخر، ومن هنا جاء اسمه “الفولاذ”. لا يستطيع استخدام الفولاذ الإمبراطوري في صياغة أسلحتهم إلا عدد قليل من ورش الحدادة المرخص لها من الإمبراطور. عادةً ما تكون هذه الأسلحة مخصصة لفرسان الإمبراطورية، وقد يصل بعضها أحيانًا إلى أيدي المدنيين، لكن من الصعب جدًا العثور عليها.”
أغمض يوريتش عينيه لفترة وجيزة ليتخيل ما يتذكره عن فوردجال، المحارب ذو الدرع الغريب.
“لا بد أنه كان أحد هؤلاء الفرسان الإمبراطوريين.”
منذ وصوله، كانت لدى يوريتش فكرة مبهمة عن كيفية عمل هذا الجانب من العالم. كان العالم وراء جبال السماء خاضعًا لسيطرة دولة قوية تُدعى الإمبراطورية.
“الفولاذ الإمبراطوري أقوى وأكثر متانة، لذا فهو يتحمل قوى أكبر بكثير من المعدن العادي الذي نستخدمه عادةً. لم أتوقع أن أرى سلاحًا مصنوعًا منه. يا له من يومٍ جميلٍ لعينيّ!” قال الحداد بإعجاب.
“إذن، تقول إنه سيف رائع، أليس كذلك؟ هاها!” تعليقات الحداد أسعدت يوريتش أكثر.
“لن يُستغنى عنك أبدًا بهذا السيف، هذا مؤكد. لديّ فكرة عن كيفية حصولك عليه، لكن هذا ليس من شأني… نصيحة لك: سيسعى الكثيرون للحصول على هذا السيف إذا أدركوا قيمته ” قال الحداد ليوريتش وهو يُصقل السيف.
” أوه؟ كم يساوي هذا الشيء؟”
“لا أعرف بالضبط، ولكن على الأقل عشرين مليون شيكل؟ إذا كنت تبحث عن مشترٍ، فسأعطيك مبلغًا إضافيًا أيضًا.”
كان الحداد المحترف صادقًا. مجرد رؤية سيف مصنوع من الفولاذ الإمبراطوري النادر وحمله كان كافيًا لإسعاده.
“ليس للبيع. كنتُ أتساءل فقط ” أجاب يوريتش، غير قادر على إخفاء ابتسامته.
“الجميع سوف يموتون من الحسد عندما أعود إلى القرية بهذا السيف.”
أخذ يوريتش السيفَ المُجهز. كان النصلُ المُزيَّت جيدًا أكثرَ لمعانًا من أيِّ وقتٍ مضى.
“هذا على حسابي. في الحقيقة، كان يجب أن أدفع لك مقابل أن تُريني سيفًا رائعًا كهذا.”
“أنا معجب بك يا سيد الحدادين. سأزور بطولة المصارعين لاحقًا. سأقاتل.”
“أنت مصارع؟ أتمنى لك كل التوفيق.”
أومأ الحداد احترامًا. ففعل يوريتش الشيء نفسه وغادر المكان.
* * *
“كل ما أحصل عليه هو ثمانمائة ألف شيكل مقابل كفاحي من أجل حياتي؟ هذا بخيل جدًا.”
“لو حصلنا جميعًا على أجر مقابل المخاطرة بحياتنا، لكان الجميع وكلابهم أغنياء للغاية. هاه!”
سخر حورس من شكوى يوريتش. كانت الساحة تعجّ بالمتعطشين للدماء، ينتظرون بدء المعارك التالية.
“أين درعك؟” سأل حارس مخزن الأسلحة يوريتش. في الزاوية، هناك دروع قديمة متاحة للمصارعين الذين لا يملكون درعًا خاصًا بهم. كان بعضهم يجربون الدروع المهترئة ليجدوا ما يناسبهم.
“ههه، ارتداء تلك الضربة الثقيلة يُبطئني فحسب ” أجاب يوريتش وهو يُنظف شفرته. كان يجلس وحيدًا، بعيدًا عن بقية المصارعين. تجاهلوه كما لو أنه غير موجود.
كان دونوفان، الرجل الذي اصطدم به يوريتش، مصارعًا مخضرمًا ذا تأثير كبير على العديد من المصارعين الآخرين في فرقة حورس. لم يكن أي مصارع مستعدًا لمصادقة مبتدئ أوقع نفسه في موقف سيء مع دونوفان.
” عليك على الأقل ارتداء درع صدر وخوذة أيها الشاب ” قال مصارع عبد تحرر لتوه من قيوده ليوريتش. كان شعره ولحيته غير مرتبتين، مما يدل على قلة اكتراثه الواضحة، لكن عينيه كانتا هادئتين. كان يحمل فأسًا قتاليًا كبيرًا بيدين.
“لا بد أنك الرجل العجوز الذي جمعوني معه. هل اسمك سفين؟”
جلس يوريتش بجانب سفين. كان سفين مصارعًا عبدًا، وقد انضم إليه يوريتش للمشاركة في البطولة. نادرًا ما كان يُعقد قران بين مصارعين عبيد ومصارعين أحرار، ولكن لم يتطوع أي مصارع حر ليكون شريكًا ليوريتش.
“لديك سيف جيد.” أبدى سفين اهتمامًا بسيف يوريتش.
“قيل لي إنه مصنوع من فولاذ إمبراطوري. انظر، هل أعجبك؟” قال يوريتش لسفين وهو يلوّح بسيفه. انقطع صوت معدني في الهواء.
“فولاذ إمبراطوري؟ هل هذا صحيح؟”
لفتت كلمات سفين المفاجئة انتباه المصارعين الآخرين الذين كانوا يتفقدون أسلحتهم. نظروا جميعًا إلى سيف يوريتش، رغم أنهم لم يتمكنوا من تمييزه عن سيوفهم العادية.
“لقد لوحت به عدة مرات، وهو مختلف تمامًا عن السيف العادي. يبقى النصل حادًا حتى بعد قطعه.”
“لو كان هذا السيف مصنوعًا حقًا من الفولاذ الإمبراطوري…” غمر الغيرة المصارعين. جميعهم سمعوا عن الفولاذ الإمبراطوري الشهير. أي محارب سيُضحي بحياته للحصول على سلاح مصنوع منه.
“مستحيل أن يكون هذا سيفًا فولاذيًا ملكيًا. ربما خدعك محتال أحمق. أتظن أن أي شخص يستطيع حمل شيء كهذا؟” سخر دونوفان من يوريتش وهو يشدّ أحزمة درعه الجلدي.
“لا يمكن لبربري مثله أن يمتلك سيفًا مصنوعًا من فولاذ إمبراطوري. يا لها من مزحة!”
“هاه، ربما دونوفان محق. مستحيل.”
يبدو أن جميع المصارعين الآخرين وافقوا على كلمات دونوفان.
“كفى ثرثرة، انطلقوا وقاتلوا! اربحوا بعض المال، كالمصارعين!” دخل حورس غرفة التحضير وهتف لمصارعيه. أطلق المصارعون صرخة حرب في آنٍ واحد، ورفعوا جميعًا أسلحتهم.
وقف الثنائي يوريتش وسفين في المدخل يحركان أطرافهما للتدفئة مع المصارعين الآخرين.
” من أين أنت؟ لا يبدو أنك وُلدت ونشأت داخل حدود الإمبراطورية ” سأل سفين بهدوء.
“سوف تصاب بالذعر إذا أخبرتك من أين أنا.”
“يبدو أنك شاهدت حصة عادلة من المعارك، ولكن لا تخفض حذرك.”
زوو!
انفتحت أبواب الساحة مع تحرك البكرات. دخل المصارعان ببطء إلى أرض الساحة الرملية.
وااااااه!
كان صراخ الجمهور يصمّ الآذان. لقد استشاطوا غضبًا حتى الموت بسبب الدماء التي سُفكت في المباراة الأخيرة.
“لا يشاهد أهل الإمبراطورية الحروب بأعينهم. لهذا السبب يعشقون هذه البطولات المصارعة ” همس سفين وهو ينظر إلى الأمام. دخل خصمهم الساحة أيضًا.
“جدي، خذ الذي على اليمين.”
“أنا لست كبيرًا بالقدر الكافي لكي يناديني أحد بـ “جدي” بعد.”
“إيه؟ إذًا، قصّ لحيتك أو ما شابه. ماذا، هل ستأخذها معك عندما يُقطع رأسك؟” ضحك يوريتش وأرجح سيفه في دائرة. كان خصماهما مصارعين بسيوف ودروع.
“خرجتَ إلى هنا بسيفٍ واحد؟ يا لك من مغرور ” قال المصارع ليوريتش وهو يواجهه. بدأت المعركة بطبيعة الحال مواجهةً فردية. أول مصارع يقتل خصمه ويساعد شريكه ستكون له أفضليةٌ أكبر في الخروج من الساحة حيًا.
“هممم.” تجاهل يوريتش كلام خصمه وفحصه من رأسه إلى أخمص قدميه. كان يرتدي درعًا جلديًا ويحمل درعًا دائريًا يغطي نصف جسده.
“دفاعه قوي.”
قفز يوريتش بخفة في مكانه. ارتطم جسده بحركة عضلاته المرنة بانسجام. كانت عضلاته فائقة المرونة والقوة.
خطوة.
اندفع يوريتش للأمام. رفع المصارع درعه بقوة في وجهه.
“همف!”
قفز يوريتش في الهواء وتجاوز ارتفاع المصارع، وقفز بسهولة فوق سيفه.
بوو!
طعن يوريتش المحلق في الجو المصارع بين ترقوته. شقّت الشفرة الحادة رئتيه وثقبت قلبه في لحظة.
“أوه.”
انهار المصارع عندما تدفق دمه من جسده.
“انظر، لهذا السبب لا يجب عليك ارتداء تلك الدروع الثقيلة؛ إنها تُبطئك فحسب. كان رد فعلك بطيئًا. بطيئًا جدًا!” قال يوريتش لخصمه الساقط وهو يمسح دمه عن النصل. انتهت المعركة بضربة واحدة، لكن الجمهور ثار، وجن جنونه على يوريتش.
“ه- هل رأيت ذلك؟ قفزته قفز أعلى من طول الرجل الآخر!”
“هل وجدوا هذا الرجل من السيرك؟”
بدت حركات يوريتش مبهرة. لم يجرؤ أي مصارع آخر في البطولة على تقليد مهاراته الرياضية.
“يا جدي، هل تحتاج مساعدة؟” نادى يوريتش، ناظرًا إلى سفين الذي كان في خضم قتاله. بدأ المصارع الآخر يُسرع في هجماته خوفًا من المعركة الوشيكة بين اثنين ضد واحد.
“ه …
استهدف المصارع صدر سفين بخنجره. ظنّ أنه مهما بلغت سرعة سفين في استخدام فأسه الحربي ذي اليدين، فلن يكون بخفة خنجره.
“يبدو صحيحا.”
بدا يوريتش متأكدًا من أن الضربة التالية ستحدد نتيجة التبادل.
بوو!
كان المصارع الآخر قد اتخذ قرارًا صائبًا، لكن فأس سفين كان خارقًا للعادة. أسرع بكثير من خنجر المصارع. شقّ نصل الفأس الثقيل الخوذة والرأس بداخلها تمامًا. رفع سفين فأسه المغطى بالدم والدماغ ليُريه للحشد المُبتهج.
“واااااااه!”
أدى هدير الحشد إلى رفع شعر ذراعي يوريتش.
“لا أظن أنني بحاجة لمساعدتك الآن، يا صديقي الصغير ” قال سفين وهو يدفع يوريتش بعيدًا. أطلق يوريتش ضحكة خفيفة.
” أوه، إذًا أصبح اسمي “صديقي الصغير” الآن؟ ظننتُ أنني “شاب”. أنا بالتأكيد كبير بما يكفي لأتجنب أيًا منهما، يا رجل عجوز!”
“هه، هذا النوع من الخداع لا يُجدي نفعًا إلا مع الناس هنا. يبدو أن عمرك سبعة عشر عامًا؟ ثمانية عشر عامًا على الأكثر. ابني سيكون في مثل عمرك لو كان لا يزال على قيد الحياة.”
كان سفين مُصيبًا تمامًا. بدا يوريتش في السادسة عشرة من عمره فقط. بدا سفين بربريًا من الشمال. عيناه، على عكس أهل الإمبراطورية، قادرة على رؤية عمر يوريتش بدقة.
” على أي حال، سأعيش لأرى يومًا آخر. أعتقد أن وقتي للذهاب إلى ميدان السيوف لا يزال بعيدًا ” ضحك سفين ساخرًا وهو يُلقي بفأسه على ظهره. لم يكن يبدو أو يبدو كالمصارع العبد التقليدي.
“إنه يتمتع بالشجاعة والمهارات.”
حُفرت حركة سفين القاضية في ذاكرة يوريتش. فتح صدره ليجذب هجوم الخصم، ثم، بتأرجح أسرع، سدد ضربته مباشرة نحو جمجمة خصمه. لم يكن ذلك ممكنًا إلا لأنه كان واثقًا تمامًا من أن فأسه القتالي ذو اليدين أسرع من خنجر المصارع.
“مقاتل جريء مثله يعيش كعبد؟”
بصق يوريتش على الأرض وهو عائد إلى غرفة التحضير. همس المصارعون الآخرون فيما بينهم وهم يشاهدون يوريتش يدخل الغرفة.
“إنه ليس مصارعًا عاديًا.”
“لا أحد يقفز عالياً إلى هذا الحد، حتى بدون أي درع يثقله.”
الفصل التاسع ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ ترجمة: ســاد ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ وصل مصارعو حورس إلى المدينة. جاب المروجون حانات المدينة للإعلان عن بطولة مصارعة. وسرعان ما لفتت أصوات العروض الدموية انتباه الكثيرين في المدينة. اتفق حورس مع فرقة أخرى من المصارعين على القتال، وتم إكمال بقية الجدول الزمني بسلاسة. مُنح المصارعون، بمن فيهم يوريتش، بعض الوقت الشخصي. بدا يوريتش يعاني من ضائقة مالية، فأخذ سلفة قدرها خمسمائة ألف شيكل من حورس ليتمكن من استكشاف المدينة ورؤية كل المعالم الجديدة. “هذا الشيء المصارعة يدر أموالاً جيدة.” شاهد يوريتش المدينة تعجّ بأخبار وصولهم. أينما ذهب، كان يسمع الناس يتحدثون عن بطولتهم. “ما هذا الشيء الطويل الداكن؟ يبدو كقضيب.” لفتت النقانق المعروضة في أكشاك الشارع انتباه يوريتش. كانت النقانق المشوية والملونة بإتقان تفوح منها رائحة شهية. “هذا لحم خنزير مقلي. هل ترغب بواحد؟ سعره ثلاثة آلاف شيكل فقط.” ” آه، هذا غالي الثمن ” تذمر يوريتش، لكنه اشترى واحدة على أي حال وأخذ قضمة. سرعان ما امتلأ فمه بعصير النقانق اللذيذ. “لذيذ، لذيذ جدًا. هذا لذيذ حقًا!” هتف يوريتش بانبهار مع كل قضمة. يتميز مطبخ هذه المدينة بنكهة قوية بفضل استخدامهم المكثف للملح والتوابل الأخرى. كما أن تنوع طرق الطهي لا يُضاهى بما رآه يوريتش في قبيلته. “يا إلهي، أليس سعيدًا لأنني تسلقت الجبال؟” قال يوريتش بلغته الأم. وبينما كان يتجول في الشوارع، جذبه صوت ورائحة مألوفة. تينغ! تينغ! كان ورشة الحدادة مشغولة بالطرق. “حداد.” دخل يوريتش إلى ورشة الحدادة. أومأ برأسه إلى الحدادين تحيةً لهم. “الحدادون هم رجال يستحقون احترامي.” هؤلاء الرجال مسؤولين عن صياغة أسلحة المحاربين الأساسية. حداد واحد جيد كان يساوي عشرات المحاربين. “مرحبًا ” قال الحداد المتدرب ليوريتش. كان وجهه محمرًا من شدة حرارة الفرن طوال اليوم. “هل هذا كل ما لديك من أسلحة؟” سأل يوريتش المتدرب وهو ينظر إلى الأسلحة المعروضة على واجهة المتجر. لم تكن الفؤوس التي يفضلها يوريتش تبدو عليه. “نستطيع أن نصنع لك أي شيء تريده. سيدي، لديك عميل جديد هنا!” خرج رجل في منتصف العمر من داخل الفرن. كانت تفوح منه رائحة عرق نفاذة، كما لو كان يطرق المعدن للتو. “هل هناك أي شيء تريده على وجه الخصوص؟” سأل السيد يوريتش. “أبحث عن زوج من الفؤوس.” “همم، لدينا جميع أنواع الفؤوس المعروضة هنا. لا بد أنك تبحث عن شيء مميز؟” “حسنًا، تلك الموجودة هناك ثقيلة جدًا ولا أحب توزيع وزنها.” “آه، أنت تبحث عن شيء يمكنك رميه! هذا غريب، لا يطلب الكثيرون شيئًا كهذا ” قال الحداد الرئيسي وهو يحك رأسه دهشةً من هذا الطلب غير المعتاد. وصف يوريتش فأسه المثالية بحركات يديه. وصف فأسًا يحمل زخمًا هائلًا عند رميه. كان هذا سلاح يوريتش المفضل لشعوره بالراحة في يديه وقدرته على إحداث تغييرات غير متوقعة في المعارك. “شيء كهذا. هل يمكنك فعل ذلك؟” قام يوريتش بحركة رمي فأسه الخيالية. لم يكن هناك رامي فأس أفضل منه. كان بإمكانه اختيار هدف وتحديد المكان الذي يريد أن يضربه فيه النصل والمقبض بدقة. “إنه طلب معقد جدًا، لكن إنجازه لا يُشكل لي أي مشكلة. ماذا عن التكلفة؟” “سأدفع لك ثلاثمائة ألف شيكل مقدمًا والباقي بعد أن أحصل على الفؤوس.” “و مليون بعد أن أنتهي.” لم يكن يوريتش متأكدًا مما إذا كان ما يطلبه الحداد سعرًا عادلًا. حك رأسه مترددًا قليلًا، لكنه سرعان ما أومأ موافقًا. ” حسنًا، سيستغرق الأمر مني حوالي ثلاثة أيام، لذا عد إليهم في حوالي ذلك الوقت.” “حسنًا، هل يمكنك شحذ هذا الشيء لي أيضًا؟ إنه أصبح باهتًا جدًا ” قال يوريتش وهو يسحب سيف فوردجال. كان يستخدمه منذ أن قاتل فوردجال في الجبال. “هذا سيف جيد.” حتى يوريتش، الذي لم يفضل السيوف أبدًا، أحب هذا السيف. “هذا هو…” أضاءت عينا الحداد الرئيسي عندما سلمه يوريتش السيف. “مرحبًا، أنا أحب هذا السيف لذا كن حذرًا معه ” حذر يوريتش الحداد بشدة. “صُنع هذا السيف من فولاذ إمبراطوري. النقش الصغير على النصل… علامة من ورشة هيرن. لديك شيء مميز هنا.” “الفولاذ الإمبراطوري؟” “إنه نوع من المعادن لا يملكه إلا أفراد ملوك الإمبراطورية، فهم يحتكرونه. جودته تتفوق بكثير على أي معدن عادي آخر، ومن هنا جاء اسمه “الفولاذ”. لا يستطيع استخدام الفولاذ الإمبراطوري في صياغة أسلحتهم إلا عدد قليل من ورش الحدادة المرخص لها من الإمبراطور. عادةً ما تكون هذه الأسلحة مخصصة لفرسان الإمبراطورية، وقد يصل بعضها أحيانًا إلى أيدي المدنيين، لكن من الصعب جدًا العثور عليها.” أغمض يوريتش عينيه لفترة وجيزة ليتخيل ما يتذكره عن فوردجال، المحارب ذو الدرع الغريب. “لا بد أنه كان أحد هؤلاء الفرسان الإمبراطوريين.” منذ وصوله، كانت لدى يوريتش فكرة مبهمة عن كيفية عمل هذا الجانب من العالم. كان العالم وراء جبال السماء خاضعًا لسيطرة دولة قوية تُدعى الإمبراطورية. “الفولاذ الإمبراطوري أقوى وأكثر متانة، لذا فهو يتحمل قوى أكبر بكثير من المعدن العادي الذي نستخدمه عادةً. لم أتوقع أن أرى سلاحًا مصنوعًا منه. يا له من يومٍ جميلٍ لعينيّ!” قال الحداد بإعجاب. “إذن، تقول إنه سيف رائع، أليس كذلك؟ هاها!” تعليقات الحداد أسعدت يوريتش أكثر. “لن يُستغنى عنك أبدًا بهذا السيف، هذا مؤكد. لديّ فكرة عن كيفية حصولك عليه، لكن هذا ليس من شأني… نصيحة لك: سيسعى الكثيرون للحصول على هذا السيف إذا أدركوا قيمته ” قال الحداد ليوريتش وهو يُصقل السيف. ” أوه؟ كم يساوي هذا الشيء؟” “لا أعرف بالضبط، ولكن على الأقل عشرين مليون شيكل؟ إذا كنت تبحث عن مشترٍ، فسأعطيك مبلغًا إضافيًا أيضًا.” كان الحداد المحترف صادقًا. مجرد رؤية سيف مصنوع من الفولاذ الإمبراطوري النادر وحمله كان كافيًا لإسعاده. “ليس للبيع. كنتُ أتساءل فقط ” أجاب يوريتش، غير قادر على إخفاء ابتسامته. “الجميع سوف يموتون من الحسد عندما أعود إلى القرية بهذا السيف.” أخذ يوريتش السيفَ المُجهز. كان النصلُ المُزيَّت جيدًا أكثرَ لمعانًا من أيِّ وقتٍ مضى. “هذا على حسابي. في الحقيقة، كان يجب أن أدفع لك مقابل أن تُريني سيفًا رائعًا كهذا.” “أنا معجب بك يا سيد الحدادين. سأزور بطولة المصارعين لاحقًا. سأقاتل.” “أنت مصارع؟ أتمنى لك كل التوفيق.” أومأ الحداد احترامًا. ففعل يوريتش الشيء نفسه وغادر المكان. * * * “كل ما أحصل عليه هو ثمانمائة ألف شيكل مقابل كفاحي من أجل حياتي؟ هذا بخيل جدًا.” “لو حصلنا جميعًا على أجر مقابل المخاطرة بحياتنا، لكان الجميع وكلابهم أغنياء للغاية. هاه!” سخر حورس من شكوى يوريتش. كانت الساحة تعجّ بالمتعطشين للدماء، ينتظرون بدء المعارك التالية. “أين درعك؟” سأل حارس مخزن الأسلحة يوريتش. في الزاوية، هناك دروع قديمة متاحة للمصارعين الذين لا يملكون درعًا خاصًا بهم. كان بعضهم يجربون الدروع المهترئة ليجدوا ما يناسبهم. “ههه، ارتداء تلك الضربة الثقيلة يُبطئني فحسب ” أجاب يوريتش وهو يُنظف شفرته. كان يجلس وحيدًا، بعيدًا عن بقية المصارعين. تجاهلوه كما لو أنه غير موجود. كان دونوفان، الرجل الذي اصطدم به يوريتش، مصارعًا مخضرمًا ذا تأثير كبير على العديد من المصارعين الآخرين في فرقة حورس. لم يكن أي مصارع مستعدًا لمصادقة مبتدئ أوقع نفسه في موقف سيء مع دونوفان. ” عليك على الأقل ارتداء درع صدر وخوذة أيها الشاب ” قال مصارع عبد تحرر لتوه من قيوده ليوريتش. كان شعره ولحيته غير مرتبتين، مما يدل على قلة اكتراثه الواضحة، لكن عينيه كانتا هادئتين. كان يحمل فأسًا قتاليًا كبيرًا بيدين. “لا بد أنك الرجل العجوز الذي جمعوني معه. هل اسمك سفين؟” جلس يوريتش بجانب سفين. كان سفين مصارعًا عبدًا، وقد انضم إليه يوريتش للمشاركة في البطولة. نادرًا ما كان يُعقد قران بين مصارعين عبيد ومصارعين أحرار، ولكن لم يتطوع أي مصارع حر ليكون شريكًا ليوريتش. “لديك سيف جيد.” أبدى سفين اهتمامًا بسيف يوريتش. “قيل لي إنه مصنوع من فولاذ إمبراطوري. انظر، هل أعجبك؟” قال يوريتش لسفين وهو يلوّح بسيفه. انقطع صوت معدني في الهواء. “فولاذ إمبراطوري؟ هل هذا صحيح؟” لفتت كلمات سفين المفاجئة انتباه المصارعين الآخرين الذين كانوا يتفقدون أسلحتهم. نظروا جميعًا إلى سيف يوريتش، رغم أنهم لم يتمكنوا من تمييزه عن سيوفهم العادية. “لقد لوحت به عدة مرات، وهو مختلف تمامًا عن السيف العادي. يبقى النصل حادًا حتى بعد قطعه.” “لو كان هذا السيف مصنوعًا حقًا من الفولاذ الإمبراطوري…” غمر الغيرة المصارعين. جميعهم سمعوا عن الفولاذ الإمبراطوري الشهير. أي محارب سيُضحي بحياته للحصول على سلاح مصنوع منه. “مستحيل أن يكون هذا سيفًا فولاذيًا ملكيًا. ربما خدعك محتال أحمق. أتظن أن أي شخص يستطيع حمل شيء كهذا؟” سخر دونوفان من يوريتش وهو يشدّ أحزمة درعه الجلدي. “لا يمكن لبربري مثله أن يمتلك سيفًا مصنوعًا من فولاذ إمبراطوري. يا لها من مزحة!” “هاه، ربما دونوفان محق. مستحيل.” يبدو أن جميع المصارعين الآخرين وافقوا على كلمات دونوفان. “كفى ثرثرة، انطلقوا وقاتلوا! اربحوا بعض المال، كالمصارعين!” دخل حورس غرفة التحضير وهتف لمصارعيه. أطلق المصارعون صرخة حرب في آنٍ واحد، ورفعوا جميعًا أسلحتهم. وقف الثنائي يوريتش وسفين في المدخل يحركان أطرافهما للتدفئة مع المصارعين الآخرين. ” من أين أنت؟ لا يبدو أنك وُلدت ونشأت داخل حدود الإمبراطورية ” سأل سفين بهدوء. “سوف تصاب بالذعر إذا أخبرتك من أين أنا.” “يبدو أنك شاهدت حصة عادلة من المعارك، ولكن لا تخفض حذرك.” زوو! انفتحت أبواب الساحة مع تحرك البكرات. دخل المصارعان ببطء إلى أرض الساحة الرملية. وااااااه! كان صراخ الجمهور يصمّ الآذان. لقد استشاطوا غضبًا حتى الموت بسبب الدماء التي سُفكت في المباراة الأخيرة. “لا يشاهد أهل الإمبراطورية الحروب بأعينهم. لهذا السبب يعشقون هذه البطولات المصارعة ” همس سفين وهو ينظر إلى الأمام. دخل خصمهم الساحة أيضًا. “جدي، خذ الذي على اليمين.” “أنا لست كبيرًا بالقدر الكافي لكي يناديني أحد بـ “جدي” بعد.” “إيه؟ إذًا، قصّ لحيتك أو ما شابه. ماذا، هل ستأخذها معك عندما يُقطع رأسك؟” ضحك يوريتش وأرجح سيفه في دائرة. كان خصماهما مصارعين بسيوف ودروع. “خرجتَ إلى هنا بسيفٍ واحد؟ يا لك من مغرور ” قال المصارع ليوريتش وهو يواجهه. بدأت المعركة بطبيعة الحال مواجهةً فردية. أول مصارع يقتل خصمه ويساعد شريكه ستكون له أفضليةٌ أكبر في الخروج من الساحة حيًا. “هممم.” تجاهل يوريتش كلام خصمه وفحصه من رأسه إلى أخمص قدميه. كان يرتدي درعًا جلديًا ويحمل درعًا دائريًا يغطي نصف جسده. “دفاعه قوي.” قفز يوريتش بخفة في مكانه. ارتطم جسده بحركة عضلاته المرنة بانسجام. كانت عضلاته فائقة المرونة والقوة. خطوة. اندفع يوريتش للأمام. رفع المصارع درعه بقوة في وجهه. “همف!” قفز يوريتش في الهواء وتجاوز ارتفاع المصارع، وقفز بسهولة فوق سيفه. بوو! طعن يوريتش المحلق في الجو المصارع بين ترقوته. شقّت الشفرة الحادة رئتيه وثقبت قلبه في لحظة. “أوه.” انهار المصارع عندما تدفق دمه من جسده. “انظر، لهذا السبب لا يجب عليك ارتداء تلك الدروع الثقيلة؛ إنها تُبطئك فحسب. كان رد فعلك بطيئًا. بطيئًا جدًا!” قال يوريتش لخصمه الساقط وهو يمسح دمه عن النصل. انتهت المعركة بضربة واحدة، لكن الجمهور ثار، وجن جنونه على يوريتش. “ه- هل رأيت ذلك؟ قفزته قفز أعلى من طول الرجل الآخر!” “هل وجدوا هذا الرجل من السيرك؟” بدت حركات يوريتش مبهرة. لم يجرؤ أي مصارع آخر في البطولة على تقليد مهاراته الرياضية. “يا جدي، هل تحتاج مساعدة؟” نادى يوريتش، ناظرًا إلى سفين الذي كان في خضم قتاله. بدأ المصارع الآخر يُسرع في هجماته خوفًا من المعركة الوشيكة بين اثنين ضد واحد. “ه … استهدف المصارع صدر سفين بخنجره. ظنّ أنه مهما بلغت سرعة سفين في استخدام فأسه الحربي ذي اليدين، فلن يكون بخفة خنجره. “يبدو صحيحا.” بدا يوريتش متأكدًا من أن الضربة التالية ستحدد نتيجة التبادل. بوو! كان المصارع الآخر قد اتخذ قرارًا صائبًا، لكن فأس سفين كان خارقًا للعادة. أسرع بكثير من خنجر المصارع. شقّ نصل الفأس الثقيل الخوذة والرأس بداخلها تمامًا. رفع سفين فأسه المغطى بالدم والدماغ ليُريه للحشد المُبتهج. “واااااااه!” أدى هدير الحشد إلى رفع شعر ذراعي يوريتش. “لا أظن أنني بحاجة لمساعدتك الآن، يا صديقي الصغير ” قال سفين وهو يدفع يوريتش بعيدًا. أطلق يوريتش ضحكة خفيفة. ” أوه، إذًا أصبح اسمي “صديقي الصغير” الآن؟ ظننتُ أنني “شاب”. أنا بالتأكيد كبير بما يكفي لأتجنب أيًا منهما، يا رجل عجوز!” “هه، هذا النوع من الخداع لا يُجدي نفعًا إلا مع الناس هنا. يبدو أن عمرك سبعة عشر عامًا؟ ثمانية عشر عامًا على الأكثر. ابني سيكون في مثل عمرك لو كان لا يزال على قيد الحياة.” كان سفين مُصيبًا تمامًا. بدا يوريتش في السادسة عشرة من عمره فقط. بدا سفين بربريًا من الشمال. عيناه، على عكس أهل الإمبراطورية، قادرة على رؤية عمر يوريتش بدقة. ” على أي حال، سأعيش لأرى يومًا آخر. أعتقد أن وقتي للذهاب إلى ميدان السيوف لا يزال بعيدًا ” ضحك سفين ساخرًا وهو يُلقي بفأسه على ظهره. لم يكن يبدو أو يبدو كالمصارع العبد التقليدي. “إنه يتمتع بالشجاعة والمهارات.” حُفرت حركة سفين القاضية في ذاكرة يوريتش. فتح صدره ليجذب هجوم الخصم، ثم، بتأرجح أسرع، سدد ضربته مباشرة نحو جمجمة خصمه. لم يكن ذلك ممكنًا إلا لأنه كان واثقًا تمامًا من أن فأسه القتالي ذو اليدين أسرع من خنجر المصارع. “مقاتل جريء مثله يعيش كعبد؟” بصق يوريتش على الأرض وهو عائد إلى غرفة التحضير. همس المصارعون الآخرون فيما بينهم وهم يشاهدون يوريتش يدخل الغرفة. “إنه ليس مصارعًا عاديًا.” “لا أحد يقفز عالياً إلى هذا الحد، حتى بدون أي درع يثقله.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات