You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode

أعزائنا القرّاء، يسرّنا إعلامكم بأن ملوك الروايات يوفر موقعًا مدفوعًا وخاليًا تمامًا من الإعلانات المزعجة، لتستمتعوا بتجربة قراءة مريحة وسلسة.

لزيارة الموقع، يُرجى النقر هنا.

هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

سعي بربري 68

الفصل 68
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: ســاد
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬

تردد صدى الصوت المعدني الحاد في أرجاء الساحة. قاتل دانتي ويوريتش بعضهما البعض. “جرحه في جانبه. هذا يُعيق حركته بما يكفي ليجعلها تبدو غير طبيعية. حسنًا، الأمر نفسه ينطبق على ساقي.” لكن دانتي أدرك سريعًا أن افتراضه كان خاطئًا. فبينما صدّ هجوم يوريتش الأول، شعر بصدمة ساحقة كادت أن تُسقطه أرضًا. بوو! أصبحت ساقا دانتي تهتز حتى حافة الانهيار. “يا إلهي، إنه قوي جدًا. هل هو مصاب حقًا؟” هاجم يوريتش سيف دانتي كما لو كان آلة، ودفعه إلى الوراء من جانب واحد. دُفع دانتي مسافةً كبيرةً قبل أن يُدرك ذلك. “التقطه ” قال يوريتش وهو يتنفس بعمق. تراجع بضع خطوات بعد أن ألقى خوذته على الأرض. “ماذا؟” ردّ دانتي. أشار يوريتش بذقنه إلى درع دانتي على الأرض. الدرع الذي رماه دانتي جانبًا في بداية المباراة. “إذا لم تلتقط هذا الدرع، فأنت لستَ نداً لي. هذا هو الفرق بيني وبينك، هل فهمتَ؟” دار يوريتش سيفه وغرزه في الأرض كالعصا. انتظر بصبر حتى يلتقطه دانتي. “هذه مسألة كبرياء. لن أقبل ذلك” لم يكن دانتي ينوي التقاط الدرع، بل انقضّ على يوريتش. بوو! أرجح يوريتش سيفه ودفع دانتي مرة أخرى إلى الخلف، نحو الدرع. “…التقطه” ركل يوريتش الدرع بقدمه. أدرك الحشد أخيرًا ما يفعله يوريتش. يطالب دانتي بأخذ درعه. “ه …” ضحك الإمبراطور يانتشينوس وهو يمسك بطنه. كاد أن يذرف الدموع من شدة الضحك. ” قد لا أكون قادرًا على رؤية ذلك بأم عيني، لكن أعتقد أن لدي فكرة عما يحدث، يا جلالتك.” قال فيرزين للإمبراطور. تجاهل يانتشينوس نبرة الاستياء التي ارتسمت على وجه محاربه، وجلس على حافة مقعده. ” إما أن تخسر أو تأخذ الدرع الآن. إن لم تفعل، فسأقتلك هنا. لا أهتم بالبطولة. لقد أذللتني يا دانتي الفارس. ” بدا هذا آخر تحذير من يوريتش. ابتلع دانتي ريقه بصعوبة بعد أن أدرك أن كلام يوريتش لم يكن مزحة. “أوه.” تأوه دانتي. وبينما يُحدّق في يوريتش، انحنى والتقط درعه. “بوووو!” “هل كانت كل تلك الأشياء في البداية مجرد تظاهر؟” “كيف لا تزال تسمي نفسك فارسًا!” ما إن رفع دانتي درعه حتى وُجّهت إليه صيحات استهجان. حتى النساء كنّ ينظرن إلى دانتي بوجوهٍ مليئة بخيبة الأمل. “اللعنة ” لعن دانتي. بمجرد أن التقط دانتي درعه، انقضّ عليه يوريتش كالوحش. هاجم معصم دانتي ليُفلت سيفه، ثم ركله بدرعه. بوو! ارتطم دانتي بالحائط بركلة يوريتش، فحول نظره نحو يوريتش ليشاهد الهجمة. “هذا الدرع يكفي!” رغم فقدانه سيفه، بدا الدرع سلاحًا فعالًا. حاول دانتي كبح يوريتش بحافة درعه، لكن يوريتش تفاداه بسهولة بإمالة الجزء العلوي من جسده إلى الخلف. بوو! لوّح يوريتش بسيفه وهو يُشيح بنظره عن دانتي، وظهره مُنحني للخلف. كان قد تخيّل مسار الهجوم في ذهنه، وكان واثقًا من قدرته على توجيه الضربة كما يشاء دون أن ينظر. حفر سيف يوريتش خلف الدرع ولمس طرف السيف الحاد حلق دانتي. “كاغ!” صرخ دانتي وهو يمسك رقبته. انتهت المباراة، وفاز يوريتش. نفخ عازف البوق ثلاث ضربات طويلة، وهتف الجمهور باسم يوريتش. “لن أنسى هذا الإذلال أبدًا. سأتذكر اسمك يا يوريتش.” صر دانتي على أسنانه وصاح على يوريتش. نظر يوريتش إلى خصمه بوجهٍ غير مبالٍ، وغادر الحلبة. لقد فقد اهتمامه ببطولة المبارزة. “معركة لا يمكن فيها القتل.” في بطولة المبارزة، يُحظر قتل الخصم عمدًا. سرعان ما أدرك يوريتش حدود هذه المبارزة، وتوصل إلى استنتاج أنها ليست معركة حقيقية. “…هذا لم يعد ممتعًا بعد الآن.” أخطأ يوريتش في الساحة وحسبها ساحة المعركة الحقيقية. شعر وكأن دمه المغلي قد برد.

دخل دانتي المباراة في نفس ظروف يوريتش. رأى أن إسقاط درعه لجعل المبارزة مستويًا كان عملاً مشرفًا للغاية.
“إنه يهينني.”
لم يكن تفسير يوريتش للحدث هو نفسه. فبالنسبة له، عدم قتال المحارب بكل ما أوتي من قوة علامة على استخفافه بخصمه. لو دانتي يأخذ يوريتش على محمل الجد، لما فعل ما فعله. على المحارب أن يقاتل دائمًا بكل قوته، بغض النظر عن مدى خطورة إصابة خصمه.
“هل تعتقد أنك تستطيع التغلب علي بيد واحدة؟”
صدر ضحك يوريتش وكأنه صادر من اعماق حلقه. تصاعدت القوة في قبضته.
“كايليوس، تقدم.”
قال يوريتش وهو يركل جانب كايليوس. بدأ الحصان هجومه وازدادت سرعته.
زوو!
بدا يوريتش يمسك رمحه بإحكام بينما الجزء العلوي من جسده يقف طويل القامة وفخورًا.
“واو!!!”
هتف الحشد عندما هاجم الفارسان بعضهما البعض بدون درع.
“إنه غاضب. يهاجم هكذا رغم أنه لا يملك درعًا يصد هجومي. في الحقيقة، لا يفكر حتى في تفادي رمحي.”
فكّر دانتي وهو ينظر إلى يوريتش الذي ينقضّ عليه مباشرةً. لم يكن الهجوم في بال يوريتش. بدا أن عزم يوريتش الراسخ هزّ حتى أجواء الساحة.
“إن معارضة ذلك ومحاولة مواكبة هجومه سيكون بمثابة انتحار”.
لوّى دانتي رمحه. كان يحاول صد هجوم يوريتش وطعن قلبه في آنٍ واحد. بدت حركةً ماهرةً للغاية. مع أن مظهره منحه لقب “فارس الزهور”، إلا أن دانتي كان من أفضل فرسان مملكة فيلادو، وكان أكثر من كافٍ ليكون عضوًا في الفولاذ الإمبراطوري.
بوو!
اصطدم الرمحَان ببعضهما. صد دانتي رمح يوريتش بكل قوته، وكل ما استطاع فعله هو حرف مسار رمح يوريتش قليلاً. لم يكن من الممكن شنّ هجوم مضاد.
بوو!
بدا التأثير كافيًا لتدمير الرمحين. اندفع الفارسان إلى أطرافهما لالتقاط رمح جديد.
“قوته هائلة.”
اختبر دانتي أصابعه المرتعشة واحدة تلو الأخرى. لو كان حذرًا، لكان قد انتهى أمره.
“أستطيع أن أفهم لماذا خسر المحاربون بسبب قوته الهائلة وحدها. لا توجد تقنية بسيطة تتفوق على حجم هذا الرجل وقوته وشجاعته.”
ومع ذلك، لم تكن تقنية دانتي بسيطة بأي حال من الأحوال. فقد شارك في بطولة هامل للمبارزة ليفوز ويعيد مجد النصر إلى مملكته.
“ماذا كان ذلك للتو؟”
لم يكن دانتي الوحيد المصدوم. شعر يوريتش برمح دانتي يلتف حوله كالثعبان، حتى أنه تمكن من صد هجومه. بدت تقنية رمح لزجة تُشبه شعور التشابك والتدحرج في السرير مع امرأة.
دانتي، مع أنه ربما بدا أحمقًا، بدا فارسًا ماهرًا. طقطق يوريتش رقبته من جانب إلى آخر وحدق في دانتي.
تقنية الرمح في مسابقات المبارزة تختلف اختلافًا كبيرًا عن المبارزة الحقيقية. ولأن المبارزة لم تظهر إلا منذ خمس سنوات، من الصعب العثور على شخص يتقن تقنية الرمح الخاصة بها. لكن دانتي بدا واحدًا من هؤلاء. بدا فارسًا متمرسًا شارك في العديد من بطولات المبارزة.
“لا أعرف ما كان ذلك، لكن تلك التقنية تبدو قذرة.”
قيّم يوريتش رمحه الجديد. بعد استبدال رماحهما المحطمة، أمسك الرجلان باللجام واعتدلا في وضعيتهما. استخدم يوريتش قبضته القوية ليدير رأس رمح المبارزة.
“اللعنة، هذا يجعلني أشعر بالدوار.”
ركز دانتي على رأس الرمح الذي بدأ يوريتش يهزه ويديره.
بوو!
اشتبك الرجلان، وكان يوريتش متفوقًا هذه المرة. اخترق رمحه خوذة دانتي.
دينغ!
شعر دانتي باهتزاز في بصره عندما طارت خوذته عن رأسه بعد أن لامست رمح يوريتش. نظر دانتي إلى خوذته الطائرة وهو يُحدّق بإحدى عينيه.
“هذا مُمل. إنه أشبه بلعبة أطفال. في المرة القادمة، من الأفضل أن تُواجهني وكأن حياتك تعتمد على ذلك. ارفع ظهرك وواجهني بكل ما لديك. سأرد لك الجميل.”قال يوريتش لخصمه
لم تكن هذه مباراة المبارزة التي أرادها. بل أراد شيئًا أكثر سخونة، شيئًا أكثر إثارة. أراد أن يشعر بتنفيس لحظة تبادل حقيقي وصادق وشامل مع الفارس الآخر، لكن خصمه كان مليئًا بالحيل والخدع.
هناك لحظة في زمن المحاربين، حيث شحبت عقولهم، وتلاشى الألم والغضب والكراهية في الخلفية. فبعد الخوف، كانت تنتظرهم متعة لا تُضاهى.
بو! بوو!
حرك يوريتش أصابعه وأرخى مفاصله. أصبح جسده كله يرتجف، إذ شعر بأنه يتحول إلى وحش يتوق إلى حافز.
“استمتع. هذه هي المباراة النهائية.”
رمقت عينا يوريتش دانتي بنظرة حادة. شعر دانتي بقشعريرة تسري في جسده.
شوقٌ للمعركة، وإدمانٌ للأدرينالين الذي لا يُفرز إلا عند السيد على الخط الفاصل بين الحياة والموت. لم يكن الأمرُ شيئًا يستطيعُه الشخصُ العادي. كان شعورًا لا يُمكن لأيّ رجلٍ عاديّ أن يتعايشَ معه. لم يكن الطريقُ إلى أن تصبحَ محاربًا من الطراز الأول مختلفًا عن أن تصبحَ مجنونًا.
سخر يوريتش من دانتي وهو يبسط ذراعيه على مصراعيهما وأشار إلى قلبه بإبهامه كما لو يرشد دانتي إلى قلبه، مُريًا إياه مكان الهدف.
بوو!
شد دانتي على أسنانه. استعد للجولة الأخيرة من جولة الفرسان بعد أن استلم رمحه الجديد وارتدى خوذته المثقوبة.
تعتمد معاركه على صهوة جواده اعتمادًا كليًا على قوته وقدرته، ربما لافتقاره إلى الخبرة. ومع ذلك، لا شك أنه محارب بارع.
دانتي يكره الاعتراف بذلك، لكنه سرعان ما أدرك ذلك.
“بمجرد أن ندخل في معركة على الأرض، تصبح فرصتي ضئيلة للغاية.”
لقد قدر بدقة قدرة خصمه. من الواضح أن يوريتش سيسيطر عليه بمجرد نزولهما عن جواديهما.
“لابد أن أهزمه في هذا التبادل الأخير.”
قبض دانتي على رمحه بقوة وهو يشد اللجام. اندفع الحصان متفاعلًا مع الشد.
بوو!
هذه ثالث مباراة تبادلية، وبدا الجمهور راضيًا جدًا عن هذا الترفيه النادر. كانوا أكثر من سيصاب بخيبة أمل لو انتهت المباراة النهائية دون أي فعاليات خاصة.
“نويا، من تعتقد أنه سيفوز؟”
الإمبراطور يانتشينوس شاهد المباراة تحت الظل.
“لو كنت أعلم ذلك، لكنت أصبحت عرافًا، وليس محاربًا.”
هز فيرزين كتفيه وهو يشير برأسه إلى التعليق الذي يتلقاه من خادمه.
“لكن يا نويا، أنت الفارس فوق كل الفرسان. ألا يجب أن تكون لديك فكرة على الأقل؟”
” تُحسم المعركة بأمرين: أولاً، مهاراتهم، وثانياً، إرادة السماء. حتى من يقضي حياته كلها بالسيف قد يموت برمح وسهم عشوائي. هذا يعني أنه مهما بلغت مهارات المرء، فإنه قد يموت دائماً إذا لم يحالفه الحظ. إن فكرة أن المهارات ستجلب لك النصر دائماً هي مجرد وهم .”
شهد فيرزين ذلك مرارًا وتكرارًا. كان هناك دائمًا فرسان بارعون في المبارزة يموتون عبثًا. مهما تدربت وصقلتَ مهاراتك، فلن يضمن لك ذلك طول عمرك. الحظ، سواء كان سيئًا أم جيدًا، لا بد أن يكون له دور.
“لهذا السبب يُطلق عليك الناس لقب الفارس الذي باركه لو. لقد صمدت طوال تلك السنوات في ساحة المعركة، أليس كذلك؟”
ضحك يانتشينوس.
“لا توجد طريقة لمعرفة ما إذا هذه نعمة أم نقمة ” تفوه فيرزين ببعض الكلمات دون تفكير كثير.
” برأيي، سيفوز هذا البربري. أشعر بشيءٍ يُشبه سوء الحظ. ربما… زخم؟ هالة؟ شيءٌ من هذا القبيل. بين الحين والآخر أرى أشخاصًا مثله.”
لم تكن فكرةً يُمكن تفسيرها بالعقل، بل شيئًا لا يُمكن الشعور به إلا بالحدس. يانتشينوس يُلقي نظرةً واحدةً على شخصٍ ما ويُحلل طبيعته، وكانت انطباعاته الأولى غالبًا دقيقة. أُطلق على أمثاله لقب “ذوي النظرة الثاقبة للناس”.
“ذوي النظرة الثاقبة للناس” من المهارات المطلوبة للحاكم، ناهيك عن كونه قائد إمبراطورية. لا يمكن لشخص واحد، مهما بلغ ذكاؤه، أن يحكم إمبراطورية بمفرده. بل يحتاج إلى القدرة على تصفية من حوله والتحكم بهم.
“إذا هذا ما تقوله، يا جلالة الإمبراطور، فليكن، أوهوهو.”
ضحك فيرزين وهو يربت على ظهره. هل كان دم الإمبراطور؟ أم عرش الإمبراطور هو ما صنع رجلاً كهذا؟ لقد خدم فيرزين الأباطرة الثلاثة، وكانوا جميعًا وحوشًا بنفس القدر.
“أعتقد أنني وحش عجوز بنفسي.”
لم يكن فيرزين في وضع يسمح له بالتعليق على الآخرين. من الغريب أن يبقى شخصٌ مثله، عاش على سيفه، على قيد الحياة كل هذا الوقت. كان ينبغي أن يموت في ساحة معركة في مكان ما.
عاد فيرزين إلى القتال. اصطدمت شخصيتان غامضتان، تبعهما دويٌّ قوي.
“واووهه … ”
ارتفعت الهتافات أكثر فأكثر عندما سقط الفارسان من على جواديهما في وقت واحد بعد تبادل الضربة النهائية.
تشنج.
شعر دانتي ويوريتش بأن السماء تدور عندما نهضا على قدميهما متعثرين بعد فحص الأرض بأصابعهما.
“ليس سيئًا. كانت تلك دفعة جريئة جدًا.”
رأى يوريتش هجوم دانتي اليائس، وواجه رمحه.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

شعر يوريتش بألم في جنبه. كان ينوي تفادي الهجوم بوضع رمح دانتي تحت إبطه، لكن في لحظة، غيّر دانتي مسار رمحه وخدش جنب يوريتش.
رغم سقوطهما عن جواديهما، أصبح دانتي هو الفائز في جولة ركوب الخيل. فقد يوريتش توازنه بعد أن سقط ضحية لهجوم دانتي، ونتيجةً لذلك، لم يُصب دانتي إلا بجرح طفيف من رمحه.
“هذا يؤلمني.”
لطّخت الدماء ملابس يوريتش البيضاء. تسربت عبر القماش وتفتحت كوردة.
“لا أستطيع أن اعرف مدى سوء الأمر بسبب الملابس، لكنه يؤلمني قليلاً.”
تحمّل يوريتش الألم واستلّ سيفه. بدا يواجه خصمه بيد واحدة فقط.

شعر يوريتش بألم في جنبه. كان ينوي تفادي الهجوم بوضع رمح دانتي تحت إبطه، لكن في لحظة، غيّر دانتي مسار رمحه وخدش جنب يوريتش. رغم سقوطهما عن جواديهما، أصبح دانتي هو الفائز في جولة ركوب الخيل. فقد يوريتش توازنه بعد أن سقط ضحية لهجوم دانتي، ونتيجةً لذلك، لم يُصب دانتي إلا بجرح طفيف من رمحه. “هذا يؤلمني.” لطّخت الدماء ملابس يوريتش البيضاء. تسربت عبر القماش وتفتحت كوردة. “لا أستطيع أن اعرف مدى سوء الأمر بسبب الملابس، لكنه يؤلمني قليلاً.” تحمّل يوريتش الألم واستلّ سيفه. بدا يواجه خصمه بيد واحدة فقط.

بدا دانتي أيضًا في حالة يرثى لها، لا يليق بلقبه “فارس الزهور”. أصبحت خوذته مثقوبة، وملابسه المغطاة بالريش مغطاة بالتراب بعد تدحرجه على أرض الحلبة.
“هل كسرت عظمة؟”
أصبح دانتي يعرج بعد أن أصيبت ساقه إثر سقوطه. جعله الألم يصرخ. بدا ذلك نذير شؤم.
“إنها مجرد مباراة مبارزة. فلتنسحب.”
ثارت رغبة في قلب دانتي. ففي المبارزة، من الشائع أن ينسحب المتسابقون بعد إصابتهم بجروح بالغة، إذ لم يكن هذا المكان مناسبًا للمخاطرة بحياتهم.
“ولكن…”
شعر دانتي أن خسارة هذه المباراة ستكون هدرًا. لقد نجح في طعن يوريتش برمحه، مما أدى إلى سفك الدماء. بدا يوريتش مصابًا بجروح بالغة.
’هذه المباراة لي. لا يمكنه الصمود أكثر مع كل هذا النزيف.’
فتح دانتي عينيه ونظر لفترة وجيزة إلى السماء.
“أوه لو، يا ملكي، المجد لك.”
تمتم دانتي وسحب سيفه.

بدا دانتي أيضًا في حالة يرثى لها، لا يليق بلقبه “فارس الزهور”. أصبحت خوذته مثقوبة، وملابسه المغطاة بالريش مغطاة بالتراب بعد تدحرجه على أرض الحلبة. “هل كسرت عظمة؟” أصبح دانتي يعرج بعد أن أصيبت ساقه إثر سقوطه. جعله الألم يصرخ. بدا ذلك نذير شؤم. “إنها مجرد مباراة مبارزة. فلتنسحب.” ثارت رغبة في قلب دانتي. ففي المبارزة، من الشائع أن ينسحب المتسابقون بعد إصابتهم بجروح بالغة، إذ لم يكن هذا المكان مناسبًا للمخاطرة بحياتهم. “ولكن…” شعر دانتي أن خسارة هذه المباراة ستكون هدرًا. لقد نجح في طعن يوريتش برمحه، مما أدى إلى سفك الدماء. بدا يوريتش مصابًا بجروح بالغة. ’هذه المباراة لي. لا يمكنه الصمود أكثر مع كل هذا النزيف.’ فتح دانتي عينيه ونظر لفترة وجيزة إلى السماء. “أوه لو، يا ملكي، المجد لك.” تمتم دانتي وسحب سيفه.

تردد صدى الصوت المعدني الحاد في أرجاء الساحة. قاتل دانتي ويوريتش بعضهما البعض.
“جرحه في جانبه. هذا يُعيق حركته بما يكفي ليجعلها تبدو غير طبيعية. حسنًا، الأمر نفسه ينطبق على ساقي.”
لكن دانتي أدرك سريعًا أن افتراضه كان خاطئًا. فبينما صدّ هجوم يوريتش الأول، شعر بصدمة ساحقة كادت أن تُسقطه أرضًا.
بوو!
أصبحت ساقا دانتي تهتز حتى حافة الانهيار.
“يا إلهي، إنه قوي جدًا. هل هو مصاب حقًا؟”
هاجم يوريتش سيف دانتي كما لو كان آلة، ودفعه إلى الوراء من جانب واحد. دُفع دانتي مسافةً كبيرةً قبل أن يُدرك ذلك.
“التقطه ”
قال يوريتش وهو يتنفس بعمق. تراجع بضع خطوات بعد أن ألقى خوذته على الأرض.
“ماذا؟” ردّ دانتي.
أشار يوريتش بذقنه إلى درع دانتي على الأرض. الدرع الذي رماه دانتي جانبًا في بداية المباراة.
“إذا لم تلتقط هذا الدرع، فأنت لستَ نداً لي. هذا هو الفرق بيني وبينك، هل فهمتَ؟”
دار يوريتش سيفه وغرزه في الأرض كالعصا. انتظر بصبر حتى يلتقطه دانتي.
“هذه مسألة كبرياء. لن أقبل ذلك”
لم يكن دانتي ينوي التقاط الدرع، بل انقضّ على يوريتش.
بوو!
أرجح يوريتش سيفه ودفع دانتي مرة أخرى إلى الخلف، نحو الدرع.
“…التقطه”
ركل يوريتش الدرع بقدمه.
أدرك الحشد أخيرًا ما يفعله يوريتش. يطالب دانتي بأخذ درعه.
“ه …”
ضحك الإمبراطور يانتشينوس وهو يمسك بطنه. كاد أن يذرف الدموع من شدة الضحك.
” قد لا أكون قادرًا على رؤية ذلك بأم عيني، لكن أعتقد أن لدي فكرة عما يحدث، يا جلالتك.”
قال فيرزين للإمبراطور. تجاهل يانتشينوس نبرة الاستياء التي ارتسمت على وجه محاربه، وجلس على حافة مقعده.
” إما أن تخسر أو تأخذ الدرع الآن. إن لم تفعل، فسأقتلك هنا. لا أهتم بالبطولة. لقد أذللتني يا دانتي الفارس. ”
بدا هذا آخر تحذير من يوريتش. ابتلع دانتي ريقه بصعوبة بعد أن أدرك أن كلام يوريتش لم يكن مزحة.
“أوه.”
تأوه دانتي. وبينما يُحدّق في يوريتش، انحنى والتقط درعه.
“بوووو!”
“هل كانت كل تلك الأشياء في البداية مجرد تظاهر؟”
“كيف لا تزال تسمي نفسك فارسًا!”
ما إن رفع دانتي درعه حتى وُجّهت إليه صيحات استهجان. حتى النساء كنّ ينظرن إلى دانتي بوجوهٍ مليئة بخيبة الأمل.
“اللعنة ” لعن دانتي.
بمجرد أن التقط دانتي درعه، انقضّ عليه يوريتش كالوحش. هاجم معصم دانتي ليُفلت سيفه، ثم ركله بدرعه.
بوو!
ارتطم دانتي بالحائط بركلة يوريتش، فحول نظره نحو يوريتش ليشاهد الهجمة.
“هذا الدرع يكفي!”
رغم فقدانه سيفه، بدا الدرع سلاحًا فعالًا. حاول دانتي كبح يوريتش بحافة درعه، لكن يوريتش تفاداه بسهولة بإمالة الجزء العلوي من جسده إلى الخلف.
بوو!
لوّح يوريتش بسيفه وهو يُشيح بنظره عن دانتي، وظهره مُنحني للخلف. كان قد تخيّل مسار الهجوم في ذهنه، وكان واثقًا من قدرته على توجيه الضربة كما يشاء دون أن ينظر.
حفر سيف يوريتش خلف الدرع ولمس طرف السيف الحاد حلق دانتي.
“كاغ!”
صرخ دانتي وهو يمسك رقبته. انتهت المباراة، وفاز يوريتش. نفخ عازف البوق ثلاث ضربات طويلة، وهتف الجمهور باسم يوريتش.
“لن أنسى هذا الإذلال أبدًا. سأتذكر اسمك يا يوريتش.”
صر دانتي على أسنانه وصاح على يوريتش. نظر يوريتش إلى خصمه بوجهٍ غير مبالٍ، وغادر الحلبة. لقد فقد اهتمامه ببطولة المبارزة.
“معركة لا يمكن فيها القتل.”
في بطولة المبارزة، يُحظر قتل الخصم عمدًا. سرعان ما أدرك يوريتش حدود هذه المبارزة، وتوصل إلى استنتاج أنها ليست معركة حقيقية.
“…هذا لم يعد ممتعًا بعد الآن.”
أخطأ يوريتش في الساحة وحسبها ساحة المعركة الحقيقية. شعر وكأن دمه المغلي قد برد.

بدا دانتي أيضًا في حالة يرثى لها، لا يليق بلقبه “فارس الزهور”. أصبحت خوذته مثقوبة، وملابسه المغطاة بالريش مغطاة بالتراب بعد تدحرجه على أرض الحلبة. “هل كسرت عظمة؟” أصبح دانتي يعرج بعد أن أصيبت ساقه إثر سقوطه. جعله الألم يصرخ. بدا ذلك نذير شؤم. “إنها مجرد مباراة مبارزة. فلتنسحب.” ثارت رغبة في قلب دانتي. ففي المبارزة، من الشائع أن ينسحب المتسابقون بعد إصابتهم بجروح بالغة، إذ لم يكن هذا المكان مناسبًا للمخاطرة بحياتهم. “ولكن…” شعر دانتي أن خسارة هذه المباراة ستكون هدرًا. لقد نجح في طعن يوريتش برمحه، مما أدى إلى سفك الدماء. بدا يوريتش مصابًا بجروح بالغة. ’هذه المباراة لي. لا يمكنه الصمود أكثر مع كل هذا النزيف.’ فتح دانتي عينيه ونظر لفترة وجيزة إلى السماء. “أوه لو، يا ملكي، المجد لك.” تمتم دانتي وسحب سيفه.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

الفصل 68 ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ ترجمة: ســاد ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اترك تعليقاً

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

تم كشف مانع اعلانات

للتخلص من جميع الاعلانات، نقدم لك موقعنا المدفوع kolnovel.com

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط