الفصل 90
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: ســاد
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
بدا الكونت زايرون ينتظر بفارغ الصبر غروب الشمس.
“نحن في خضم حرب أهلية، وهذا الرجل هكذا. أعلم أنه سيدي، لكن مع ذلك… هذا سخيف.”
سخر الخادم في نفسه. الوضع حرج. لن يكون مفاجئًا لأحد أن تندلع حرب شاملة غدًا. لو صعد المرء الأسوار، لرأى بسهولة العدو يبني أبراج حصار وكباشًا استعدادًا للهجوم.
حتى في وقت كهذا، فهو قلق بشأن النساء.
ألقى الخادم نظرة على الكونت زايرون.
“أخيرًا غربت الشمس! هيا بنا!”
صرخ زايرون وهو ينظر إلى السماء المُظلمة. كان يتمنى المغادرة مبكرًا إن استطاع، لكن من يلتقي بها هي الأميرة داميا، وهي رهينة لدى الدوق هارماتي. لا بد أن لا الدوق هارماتي لا يعلم بأي عاطفة بينه وبين الرهينة.
بوو!
حضر زايرون قاربًا خلف الجدران الخارجية. بدا البحر هائجًا.
“إلى أين أنت ذاهب يا سيدي؟” سأل الحارس على الأسوار.
“أنا فقط سأخرج لاستنشاق بعض الهواء الليلي ” أجاب زايرون بلا مبالاة.
أومأ الحارس برأسه. ما يفعله النبلاء في أوقات فراغهم لا يعنيه.
“انتبه يا سيدي. البحر هائج الليلة، والغيوم لا تبدو جيدة أيضًا ” قال الحارس وهو ينظر إلى السماء.
“هذا لا يعنيك.”
صرخ زايرون في الحارس، الذي احنى رأسه قليلاً مع عبوس.
“هؤلاء النبلاء… لا يُقدّرون حتى هذا القلق. أتمنى أن يسقط من القارب ويغرق.”
ركب زيرون على القارب الذي بدا كبيرًا بما يكفي لخمسة أشخاص على الأكثر.
“حسنًا، سأغادر يا سيدي،” هذا ما قاله الخادم وهو يبدأ بالتجديف بقوة على المنحدر.
بوو!
ضرب زايرون بأصابعه على ركبته، ناظرًا إلى السماء. بدت الغيوم قبيحة للغاية، تمامًا كما قال الحارس.
“إنها مجرد رحلة قصيرة، فلا داعي للقلق.”
هو يخطط لقضاء الليلة في غرفة الأميرة داميا على أي حال. بدا يشعر بدفء جسدها بين يديه.
“هل لديك فكرة عن ثمن هذا النبيذ؟ كان مخصصًا للدوق هارماتي بعد انتصارنا، مع أن هذا يبدو مستبعدًا الآن،” تفاخر زايرون وهو يُخرج زجاجة النبيذ التي أحضرها معه.
“نعم، نعم يا سيدي ” أجاب الخادم بجفاف. بدا يتصبب عرقًا بغزارة من شدة التجديف.
“هل تعتقد حقًا أنني أريد أن أستمع إليك تتفاخر بنبيذك الثمين بينما أموت هنا أثناء تجديف قاربك؟”
قبض يوريتش على الحبل بقوة. تورمت عضلات كتفيه وذراعيه. بوو! تمكّن يوريتش من الهبوط بدقة على صخرة. بعد أن قفز من الحبل بسلام، هزّ يديه ليُخفّف من حرارة الاحتكاك. “هاهاهاها.” بعد أن وصلت إلى الأرض، انهارت داميا على الأرض، تلهث لالتقاط أنفاسها و أصبح وجهها شاحبًا من الرعب. “يا إلهي!” انتاب الخادم الذي ينتظر في القارب الذعر، فأمسك بالمجداف. رجلٌ عملاقٌ لم يره من قبل تقدم نحوه بخطوات واسعة، وفي يده فأس. “ابق في مكانك! لو حركت عضلة واحدة، سأريك ما بداخل بطنك.” هدّد يوريتش رافعًا فأسه. ابتلع الخادم ريقه بصعوبة وأسقط المجداف. بدا أنه لن يستطيع الهرب حتى لو بدأ التجديف الآن. “أين سيدي؟” سأل الخادم. “لماذا؟ هل تريد رؤيته؟” قال يوريتش وهو يهز رأسه بابتسامة تهديدية. هز الخادم رأسه نفيًا. “لا، أعتقد أنني جيد هكذا.” “جيد. أحيانًا، من الحكمة كبح فضولك يا صديقي.” ربت يوريتش على كتف الخادم، ثم ذهب لمساعدة داميا. “ابتعد!” ضربت داميا يد يوريتش المساعدة بعيدًا بموقف ثابت. “انظري إلى ساقيك، إنهما ضعيفتان لدرجة أنك لا تستطيعين حتى الوقوف بمفردك ” قال يوريتش ساخرًا. حاولت داميا النهوض بعناد، رافضة مساعدته. ” أحتاج فقط إلى لحظة راحة. ثم أستطيع النهوض بمفردي.” “لا يوجد وقت لذلك.” “قلت توقف!” حمل يوريتش داميا رغم مقاومتها شمّ رائحة غريبة. “همم، هل هذه رائحة بول التي أشمها؟” وضع يوريتش يده في رداء داميا وعادت أصابعه مبللة. تحول وجه داميا إلى أحمر، وصفعته على وجهه. بوو! ابتسم يوريتش. بدا وكأن الصفعة لم تؤذِ سوى يد داميا. “إذا تبولتَ على نفسك، كان عليكَ إخباري! هذا مفهوم تمامًا.” وضعها يوريتش في القارب. “هذا البربري.” عبست داميا وهي تحدق في ظهر يوريتش، وساقاها لا تزالان ضعيفتين. رطوبة البول تُشعرها بانزعاج متزايد. جلس يوريتش أمام الخادم وبيده فأس. “هيا بنا .” تردد الخادم لحظة قبل أن يمسك بالمجداف. بدأ بالتجديف، ناظرًا إلى الأمواج. “سيدي، الأمواج سيئة للغاية،” قال الخادم ليوريتش بينما يراقب الأمواج وهي تزداد ارتفاعًا. “لهذا السبب يجب علينا أن نذهب قبل أن تسوء الأمور.” لاحظ يوريتش أيضًا السحب الداكنة. بوو! “صوت رعد. يعني أن عاصفة قادمة.” أصبح الخادم خائفًا للغاية. “لا يمكننا البقاء على قيد الحياة في هذه الحالة في قارب صغير مثل هذا!” بوو! صفع يوريتش الخادم، وخرجت سن مكسورة من فمه مع تدفق الدم. “أقول لك اذهب، فاذهب. أم أفعل أنا؟” بدا تهديد يوريتش واضحًا وضوح الشمس. “سأموت.” الخادم يعلم أن عصيان هذا الرجل يعني الموت. بدا يوريتش أشد رعبًا من العاصفة. بدا يوريتش بارعًا في استخدام العنف للتعامل مع الآخرين. هو قائد فرقة مرتزقة تتألف من أشرس الرجال. اعتاد قمع أي معارضة بين الحين والآخر وفرض إرادته. “آ …” أصبح الخادم يجدف بشكل يائس وسط الرياح القوية والأمواج العالية. بوو! ارتفع القارب عاليا مع كل موجة. “ههه، لقد اخترنا يومًا سيئًا! صحيح يا أميرة داميا؟” صرخ يوريتش وهو يقف، مرتكزًا على القارب المتأرجح بساقيه فقط. “هل هو مجنون؟ هل صادق فاركا الذي أعرفه رجلاً كهذا حقًا؟” تشبثت داميا بالقارب، ناظرةً إلى يوريتش. السقوط في هذه الأمواج يعني الموت، لكن يوريتش واجه العاصفة دون أن يتمسك بشيء. ” أوه، لو…” تمتم الخادم وهو يكافح لإحراز أي تقدم في هذه الظروف القاسية. أصبحت ذراعاه منهكتين للغاية. “تحرك. سأجذّف، لذا أرني كيف.” نفد صبر يوريتش وقال للخادم. نهض الخادم بارتباك. “ تدفع الماء هكذا” “تكلم! لا أستطيع سماعك!” صرخ يوريتش. رفع صوته مُطالبًا الخادم بالتعليمات وعيناه مفتوحتان على مصراعيهما. بدأ يوريتش بالتجديف بابتسامة عريضة. “نحن نتحرك! نحن نتحرك يا سيدي!” صرخ الخادم بدهشة بينما القارب يتقدم. وبينما بدأ يوريتش يجدف، أصبح القارب يتقدم أخيرًا. “رائع! المعلم الجيد يُسهّل التعلم! حسنًا، هيا بنا!” مدّ يوريتش يده إلى الخادم، وتصافح الرجلان بأيديهما بقوة. في خضم العاصفة، تمكن القارب الصغير من التقدم.
وصل القارب إلى قاع الجدران الداخلية، يتأرجح بشدة مع ارتفاع الأمواج.
” كن حذرًا أثناء التجديف. ألا ترى أن القارب يهتز؟ ” اشتكى زايرون وهو ينظر إلى ملابسه المبللة.
“ماذا تتوقع مني أن أفعل بشأن الأمواج؟” ردّ الخادم وهو يُخرج شفتيه. عبس زايرون.
“انتبه لكلامك، كيف تجرؤ على الرد عليّ؟ إذا أصبحت زوجتي، ستحصل على ترقيةٍ رائعةٍ.”
رفع زايرون عينيه، فرأى المنحدرات الشديدة للجدران الداخلية. زاوية ميلها شديدة الانحدار، فبدون حبل من الأعلى، لا يجرؤ أحد على تسلقها.
“عندما أصل إلى هناك، انتظر هنا في القارب.”
“عذراً؟ لكن يبدو أن عاصفة قادمة.”
“يجب أن تكون قادرًا على البقاء بعيدًا عن الرياح والمطر إذا قمت بربط القارب في مكان ما في تلك الفجوة هناك.”
بدا الخادم في حيرة من أمره. سيده يأمره بقضاء الليل على متن القارب في هذا الطقس المروع.
“أنا بالتأكيد سوف أصبح مريضًا بحلول الصباح.”
تنهد الخادم ثم أومأ برأسه. مهما يرفض إطاعة الأمر، يبقى زايرون سيده.
“همم، أتساءل متى سينزل الحبل.”
نظر زايرون إلى الأعلى، منتظرًا الحبل بفارغ الصبر مثل طائر صغير ينتظر بشدة عودة أمه بالطعام.
“ها هو ذا.”
ابتسم زايرون ابتسامة عريضة عندما انحدر حبل طويل له. بدا الحبل ممتدًا بشرائط قماشية لتعويض قصره.
بعد أن شرب زجاجة زايرون الثمينة، نظر يوريتش إلى داميا ولعق شفتيه. “حسنًا، لننطلق. أرى قاربًا ينتظر أسفل الجرف. تمسّكي برقبتي جيدًا. سننزل بسرعة.” قال يوريتش لداميا وهو يشير إلى رقبته: لقد اختار إنقاذ الأميرة داميا بدلًا من اغتيال هارماتي. “باهيل يُحب أخته. من الطبيعي أنها من دمه.” أصبحت صورة فرح باهيل واضحةً في ذهن يوريتش. كان باهيل يتحدث كثيرًا عن أخته، وخاصةً عن ذكائها وحكمتها.
سحب الكونت زايرون الحبل للتأكد من أنه آمن، لأنه يعلم أن السقوط قد يؤدي إلى شلله على أقل تقدير.
“أنا قادم يا أميرة.”
أمسك بالحبل بقوة، وتسلقه كما لو كان فارسًا ينقذ أميرة محتجزة في برج شاهق. زايرون، بخبرته الواسعة في تدريب المبارزة، يتمتع بعضلات قوية. بفضل ذلك، تسلق الحبل بمهارة وعندما شعر بالتعب، وجد مكانًا على الجرف بروزًا كافيًا ليجلس ويستريح.
“ه …”
رفع زايرون رأسه، وقد غلب عليه التعب، وهو يتخيل شعر الأميرة الأشقر الدافئ وعينيها الزرقاوين الصافيتين، تلك الأميرة التي تنتمي إلى العائلة المالكة، والمعروفة بجمالها الأخّاذ. وفوق كل ذلك، الأميرة داميا معروفة على نطاق واسع بأنها صاحبة الدم الملكي الأغلى في عروقها. إن كبح جماحها الليلة سيكون فخرًا له مدى الحياة.
” هاف.”
تسلّق الكونت بقوة وهو يضع كل قوته بين ذراعيه وعندما اقترب من قمة الجرف، شعر بذراعيه ترتجفان.
ووش!
هبت ريح قوية، فتأرجح الحبل بعنف. تشبث زايرون بالحبل وهو يتحرك على شكل كرة. بعد كل هذا العناء، وصل أخيرًا إلى قاع الجرف.
“هف، هف. يا أميرتي يا زهرتي النقية، لقد جئتُ لأراك… أنت؟”
اتسعت عينا الكونت زايرون لينظر إلى ما أمامه في الظلام. لم تكن التي تنتظره على قمة الجرف زهرةً رقيقةً نقيةً.
” مرحبا يا زهرتي.”
استقبل الكونت زايرون رجل مفتول العضلات يحمل فأسًا. ابتسم ابتسامة عريضة وكشف عن أنيابه وهو يتبادل النظرات مع الكونت.
“وداعا.”
قبض يوريتش على الحبل بقوة. تورمت عضلات كتفيه وذراعيه. بوو! تمكّن يوريتش من الهبوط بدقة على صخرة. بعد أن قفز من الحبل بسلام، هزّ يديه ليُخفّف من حرارة الاحتكاك. “هاهاهاها.” بعد أن وصلت إلى الأرض، انهارت داميا على الأرض، تلهث لالتقاط أنفاسها و أصبح وجهها شاحبًا من الرعب. “يا إلهي!” انتاب الخادم الذي ينتظر في القارب الذعر، فأمسك بالمجداف. رجلٌ عملاقٌ لم يره من قبل تقدم نحوه بخطوات واسعة، وفي يده فأس. “ابق في مكانك! لو حركت عضلة واحدة، سأريك ما بداخل بطنك.” هدّد يوريتش رافعًا فأسه. ابتلع الخادم ريقه بصعوبة وأسقط المجداف. بدا أنه لن يستطيع الهرب حتى لو بدأ التجديف الآن. “أين سيدي؟” سأل الخادم. “لماذا؟ هل تريد رؤيته؟” قال يوريتش وهو يهز رأسه بابتسامة تهديدية. هز الخادم رأسه نفيًا. “لا، أعتقد أنني جيد هكذا.” “جيد. أحيانًا، من الحكمة كبح فضولك يا صديقي.” ربت يوريتش على كتف الخادم، ثم ذهب لمساعدة داميا. “ابتعد!” ضربت داميا يد يوريتش المساعدة بعيدًا بموقف ثابت. “انظري إلى ساقيك، إنهما ضعيفتان لدرجة أنك لا تستطيعين حتى الوقوف بمفردك ” قال يوريتش ساخرًا. حاولت داميا النهوض بعناد، رافضة مساعدته. ” أحتاج فقط إلى لحظة راحة. ثم أستطيع النهوض بمفردي.” “لا يوجد وقت لذلك.” “قلت توقف!” حمل يوريتش داميا رغم مقاومتها شمّ رائحة غريبة. “همم، هل هذه رائحة بول التي أشمها؟” وضع يوريتش يده في رداء داميا وعادت أصابعه مبللة. تحول وجه داميا إلى أحمر، وصفعته على وجهه. بوو! ابتسم يوريتش. بدا وكأن الصفعة لم تؤذِ سوى يد داميا. “إذا تبولتَ على نفسك، كان عليكَ إخباري! هذا مفهوم تمامًا.” وضعها يوريتش في القارب. “هذا البربري.” عبست داميا وهي تحدق في ظهر يوريتش، وساقاها لا تزالان ضعيفتين. رطوبة البول تُشعرها بانزعاج متزايد. جلس يوريتش أمام الخادم وبيده فأس. “هيا بنا .” تردد الخادم لحظة قبل أن يمسك بالمجداف. بدأ بالتجديف، ناظرًا إلى الأمواج. “سيدي، الأمواج سيئة للغاية،” قال الخادم ليوريتش بينما يراقب الأمواج وهي تزداد ارتفاعًا. “لهذا السبب يجب علينا أن نذهب قبل أن تسوء الأمور.” لاحظ يوريتش أيضًا السحب الداكنة. بوو! “صوت رعد. يعني أن عاصفة قادمة.” أصبح الخادم خائفًا للغاية. “لا يمكننا البقاء على قيد الحياة في هذه الحالة في قارب صغير مثل هذا!” بوو! صفع يوريتش الخادم، وخرجت سن مكسورة من فمه مع تدفق الدم. “أقول لك اذهب، فاذهب. أم أفعل أنا؟” بدا تهديد يوريتش واضحًا وضوح الشمس. “سأموت.” الخادم يعلم أن عصيان هذا الرجل يعني الموت. بدا يوريتش أشد رعبًا من العاصفة. بدا يوريتش بارعًا في استخدام العنف للتعامل مع الآخرين. هو قائد فرقة مرتزقة تتألف من أشرس الرجال. اعتاد قمع أي معارضة بين الحين والآخر وفرض إرادته. “آ …” أصبح الخادم يجدف بشكل يائس وسط الرياح القوية والأمواج العالية. بوو! ارتفع القارب عاليا مع كل موجة. “ههه، لقد اخترنا يومًا سيئًا! صحيح يا أميرة داميا؟” صرخ يوريتش وهو يقف، مرتكزًا على القارب المتأرجح بساقيه فقط. “هل هو مجنون؟ هل صادق فاركا الذي أعرفه رجلاً كهذا حقًا؟” تشبثت داميا بالقارب، ناظرةً إلى يوريتش. السقوط في هذه الأمواج يعني الموت، لكن يوريتش واجه العاصفة دون أن يتمسك بشيء. ” أوه، لو…” تمتم الخادم وهو يكافح لإحراز أي تقدم في هذه الظروف القاسية. أصبحت ذراعاه منهكتين للغاية. “تحرك. سأجذّف، لذا أرني كيف.” نفد صبر يوريتش وقال للخادم. نهض الخادم بارتباك. “ تدفع الماء هكذا” “تكلم! لا أستطيع سماعك!” صرخ يوريتش. رفع صوته مُطالبًا الخادم بالتعليمات وعيناه مفتوحتان على مصراعيهما. بدأ يوريتش بالتجديف بابتسامة عريضة. “نحن نتحرك! نحن نتحرك يا سيدي!” صرخ الخادم بدهشة بينما القارب يتقدم. وبينما بدأ يوريتش يجدف، أصبح القارب يتقدم أخيرًا. “رائع! المعلم الجيد يُسهّل التعلم! حسنًا، هيا بنا!” مدّ يوريتش يده إلى الخادم، وتصافح الرجلان بأيديهما بقوة. في خضم العاصفة، تمكن القارب الصغير من التقدم.
أصبح الفأس مغروسًا في أعلى رأس زايرون. أمسك يوريتش، بجثة الكونت زايرون من رقبته وسحبه. تدفق دم أحمر ومادة دماغية وردية اللون من الرأس المشقوق.
“أوه.”
الأميرة داميا، التي تراقب من الخلف، عبست وهي تغطي فمها في اشمئزاز.
“ينبغي أن يكون هذا جيدا.”
جرّ يوريتش جثة الكونت زايرون الهامدة إلى كومة من الصخور وأخفاها بين الشقوق. برزت مخلوقات الليل من الصخور وحاصرت الجثة.
“ما هذا؟ أوه، إنه خمر!”
وجد يوريتش زجاجة خمر في زايرون. فتحها بفمه وشرب منها. بدت خمرًا جيدة.
“آه، هذه الأشياء جميلة.”
مسح فمه وسكب بقية الخمر على رأس زايرون.
سحب الكونت زايرون الحبل للتأكد من أنه آمن، لأنه يعلم أن السقوط قد يؤدي إلى شلله على أقل تقدير. “أنا قادم يا أميرة.” أمسك بالحبل بقوة، وتسلقه كما لو كان فارسًا ينقذ أميرة محتجزة في برج شاهق. زايرون، بخبرته الواسعة في تدريب المبارزة، يتمتع بعضلات قوية. بفضل ذلك، تسلق الحبل بمهارة وعندما شعر بالتعب، وجد مكانًا على الجرف بروزًا كافيًا ليجلس ويستريح. “ه …” رفع زايرون رأسه، وقد غلب عليه التعب، وهو يتخيل شعر الأميرة الأشقر الدافئ وعينيها الزرقاوين الصافيتين، تلك الأميرة التي تنتمي إلى العائلة المالكة، والمعروفة بجمالها الأخّاذ. وفوق كل ذلك، الأميرة داميا معروفة على نطاق واسع بأنها صاحبة الدم الملكي الأغلى في عروقها. إن كبح جماحها الليلة سيكون فخرًا له مدى الحياة. ” هاف.” تسلّق الكونت بقوة وهو يضع كل قوته بين ذراعيه وعندما اقترب من قمة الجرف، شعر بذراعيه ترتجفان. ووش! هبت ريح قوية، فتأرجح الحبل بعنف. تشبث زايرون بالحبل وهو يتحرك على شكل كرة. بعد كل هذا العناء، وصل أخيرًا إلى قاع الجرف. “هف، هف. يا أميرتي يا زهرتي النقية، لقد جئتُ لأراك… أنت؟” اتسعت عينا الكونت زايرون لينظر إلى ما أمامه في الظلام. لم تكن التي تنتظره على قمة الجرف زهرةً رقيقةً نقيةً. ” مرحبا يا زهرتي.” استقبل الكونت زايرون رجل مفتول العضلات يحمل فأسًا. ابتسم ابتسامة عريضة وكشف عن أنيابه وهو يتبادل النظرات مع الكونت. “وداعا.”
بعد أن شرب زجاجة زايرون الثمينة، نظر يوريتش إلى داميا ولعق شفتيه.
“حسنًا، لننطلق. أرى قاربًا ينتظر أسفل الجرف. تمسّكي برقبتي جيدًا. سننزل بسرعة.”
قال يوريتش لداميا وهو يشير إلى رقبته: لقد اختار إنقاذ الأميرة داميا بدلًا من اغتيال هارماتي.
“باهيل يُحب أخته. من الطبيعي أنها من دمه.”
أصبحت صورة فرح باهيل واضحةً في ذهن يوريتش. كان باهيل يتحدث كثيرًا عن أخته، وخاصةً عن ذكائها وحكمتها.
ألقت داميا نظرة خاطفة أسفل المنحدر، وهي تلهث من الارتفاع المذهل.
“أشعر بالأسف تجاهه إلى حد ما.”
فكرت الأميرة داميا وهي تنظر إلى جثة زايرون. لقد تسلق بصعوبة، ليموت دون أن يعرف السبب.
“ماذا تنتظرين؟”
حثّ يوريتش الأميرة. تشبّثت داميا بظهره العريض المطمئن بتردد، ولفّت ذراعيها حول رقبته. بدا ظهر يوريتش آمنًا تمامًا بفضل مساحته الواسعة.
“لكن رائحته فظيعة.”
بدت رائحته كريهة كأنه خرج لتوه من تدحرجه في بئر روث. من بين كل شيء، الرائحة الكريهة آخر ما تجد نفسها تعتاد عليه.
“ تفوه تفوه تفوه ”
بصق يوريتش في راحة يده ونظر إلى أسفل المنحدر.
“إذن، هذا هو القارب، وهناك شخص بداخله.”
عليه أن ينزل إلى القارب قبل أن يهرب الخادم خوفًا، خاصة مع سرعة تغير الطقس.
“تمسكي جيدًا. إذا سقطتِ، ستموتين ” قال يوريتش لداميا، التي أومأت برأسها.
“يا إلهي، إنها حقًا جميلة بشكل لا يُصدق، ورائحتها زكية أيضًا.”
نظر إليها يوريتش مفكرًا. جمالها لا يُرى إلا بالتجول في المدينة، جمالٌ كان ليُواجه المتاعب لولا مكانتها الملكية.
عبست داميا بوجهها الناعم الشاحب، وذراعيها النحيلتان مشدودتان.
“هنا نذهب.”
قفز يوريتش من الجرف، ممسكًا بالحبل. أرخى قبضته قليلًا أثناء نزولهما.
“واووه!”
صرخ يوريتش وهو ينزلق على الحبل بسرعة هائلة، حتى شعرت داميا بأنهما يسقطان. شعرت أن الحبل يحترق في يدي يوريتش بسبب الاحتكاك الناتج عن النزول السريع.
“سوف أموت.”
شعرت داميا بقلبها يغرق، وجسدها ينهار بلا نهاية. بدت متأكدة من أنهما سيسقطان في الصخور بالأسفل دون تردد.
“لا أستطيع أن أتحمل هذا.”
أصبحت حواس داميا منهكة، وتشتت كل التفكير المنطقي من عقلها. بدأ قلبها ينبض بقوة.
أصبح الفأس مغروسًا في أعلى رأس زايرون. أمسك يوريتش، بجثة الكونت زايرون من رقبته وسحبه. تدفق دم أحمر ومادة دماغية وردية اللون من الرأس المشقوق. “أوه.” الأميرة داميا، التي تراقب من الخلف، عبست وهي تغطي فمها في اشمئزاز. “ينبغي أن يكون هذا جيدا.” جرّ يوريتش جثة الكونت زايرون الهامدة إلى كومة من الصخور وأخفاها بين الشقوق. برزت مخلوقات الليل من الصخور وحاصرت الجثة. “ما هذا؟ أوه، إنه خمر!” وجد يوريتش زجاجة خمر في زايرون. فتحها بفمه وشرب منها. بدت خمرًا جيدة. “آه، هذه الأشياء جميلة.” مسح فمه وسكب بقية الخمر على رأس زايرون.
قبض يوريتش على الحبل بقوة. تورمت عضلات كتفيه وذراعيه.
بوو!
تمكّن يوريتش من الهبوط بدقة على صخرة. بعد أن قفز من الحبل بسلام، هزّ يديه ليُخفّف من حرارة الاحتكاك.
“هاهاهاها.”
بعد أن وصلت إلى الأرض، انهارت داميا على الأرض، تلهث لالتقاط أنفاسها و أصبح وجهها شاحبًا من الرعب.
“يا إلهي!”
انتاب الخادم الذي ينتظر في القارب الذعر، فأمسك بالمجداف. رجلٌ عملاقٌ لم يره من قبل تقدم نحوه بخطوات واسعة، وفي يده فأس.
“ابق في مكانك! لو حركت عضلة واحدة، سأريك ما بداخل بطنك.”
هدّد يوريتش رافعًا فأسه. ابتلع الخادم ريقه بصعوبة وأسقط المجداف. بدا أنه لن يستطيع الهرب حتى لو بدأ التجديف الآن.
“أين سيدي؟” سأل الخادم.
“لماذا؟ هل تريد رؤيته؟” قال يوريتش وهو يهز رأسه بابتسامة تهديدية. هز الخادم رأسه نفيًا.
“لا، أعتقد أنني جيد هكذا.”
“جيد. أحيانًا، من الحكمة كبح فضولك يا صديقي.”
ربت يوريتش على كتف الخادم، ثم ذهب لمساعدة داميا.
“ابتعد!”
ضربت داميا يد يوريتش المساعدة بعيدًا بموقف ثابت.
“انظري إلى ساقيك، إنهما ضعيفتان لدرجة أنك لا تستطيعين حتى الوقوف بمفردك ” قال يوريتش ساخرًا. حاولت داميا النهوض بعناد، رافضة مساعدته.
” أحتاج فقط إلى لحظة راحة. ثم أستطيع النهوض بمفردي.”
“لا يوجد وقت لذلك.”
“قلت توقف!”
حمل يوريتش داميا رغم مقاومتها شمّ رائحة غريبة.
“همم، هل هذه رائحة بول التي أشمها؟”
وضع يوريتش يده في رداء داميا وعادت أصابعه مبللة.
تحول وجه داميا إلى أحمر، وصفعته على وجهه.
بوو!
ابتسم يوريتش. بدا وكأن الصفعة لم تؤذِ سوى يد داميا.
“إذا تبولتَ على نفسك، كان عليكَ إخباري! هذا مفهوم تمامًا.”
وضعها يوريتش في القارب.
“هذا البربري.”
عبست داميا وهي تحدق في ظهر يوريتش، وساقاها لا تزالان ضعيفتين. رطوبة البول تُشعرها بانزعاج متزايد.
جلس يوريتش أمام الخادم وبيده فأس.
“هيا بنا .”
تردد الخادم لحظة قبل أن يمسك بالمجداف. بدأ بالتجديف، ناظرًا إلى الأمواج.
“سيدي، الأمواج سيئة للغاية،” قال الخادم ليوريتش بينما يراقب الأمواج وهي تزداد ارتفاعًا.
“لهذا السبب يجب علينا أن نذهب قبل أن تسوء الأمور.”
لاحظ يوريتش أيضًا السحب الداكنة.
بوو!
“صوت رعد. يعني أن عاصفة قادمة.” أصبح الخادم خائفًا للغاية.
“لا يمكننا البقاء على قيد الحياة في هذه الحالة في قارب صغير مثل هذا!”
بوو!
صفع يوريتش الخادم، وخرجت سن مكسورة من فمه مع تدفق الدم.
“أقول لك اذهب، فاذهب. أم أفعل أنا؟” بدا تهديد يوريتش واضحًا وضوح الشمس.
“سأموت.”
الخادم يعلم أن عصيان هذا الرجل يعني الموت. بدا يوريتش أشد رعبًا من العاصفة.
بدا يوريتش بارعًا في استخدام العنف للتعامل مع الآخرين. هو قائد فرقة مرتزقة تتألف من أشرس الرجال. اعتاد قمع أي معارضة بين الحين والآخر وفرض إرادته.
“آ …”
أصبح الخادم يجدف بشكل يائس وسط الرياح القوية والأمواج العالية.
بوو!
ارتفع القارب عاليا مع كل موجة.
“ههه، لقد اخترنا يومًا سيئًا! صحيح يا أميرة داميا؟” صرخ يوريتش وهو يقف، مرتكزًا على القارب المتأرجح بساقيه فقط.
“هل هو مجنون؟ هل صادق فاركا الذي أعرفه رجلاً كهذا حقًا؟”
تشبثت داميا بالقارب، ناظرةً إلى يوريتش. السقوط في هذه الأمواج يعني الموت، لكن يوريتش واجه العاصفة دون أن يتمسك بشيء.
” أوه، لو…” تمتم الخادم وهو يكافح لإحراز أي تقدم في هذه الظروف القاسية. أصبحت ذراعاه منهكتين للغاية.
“تحرك. سأجذّف، لذا أرني كيف.” نفد صبر يوريتش وقال للخادم. نهض الخادم بارتباك.
“ تدفع الماء هكذا”
“تكلم! لا أستطيع سماعك!”
صرخ يوريتش. رفع صوته مُطالبًا الخادم بالتعليمات وعيناه مفتوحتان على مصراعيهما. بدأ يوريتش بالتجديف بابتسامة عريضة.
“نحن نتحرك! نحن نتحرك يا سيدي!” صرخ الخادم بدهشة بينما القارب يتقدم. وبينما بدأ يوريتش يجدف، أصبح القارب يتقدم أخيرًا.
“رائع! المعلم الجيد يُسهّل التعلم! حسنًا، هيا بنا!”
مدّ يوريتش يده إلى الخادم، وتصافح الرجلان بأيديهما بقوة.
في خضم العاصفة، تمكن القارب الصغير من التقدم.
قبض يوريتش على الحبل بقوة. تورمت عضلات كتفيه وذراعيه. بوو! تمكّن يوريتش من الهبوط بدقة على صخرة. بعد أن قفز من الحبل بسلام، هزّ يديه ليُخفّف من حرارة الاحتكاك. “هاهاهاها.” بعد أن وصلت إلى الأرض، انهارت داميا على الأرض، تلهث لالتقاط أنفاسها و أصبح وجهها شاحبًا من الرعب. “يا إلهي!” انتاب الخادم الذي ينتظر في القارب الذعر، فأمسك بالمجداف. رجلٌ عملاقٌ لم يره من قبل تقدم نحوه بخطوات واسعة، وفي يده فأس. “ابق في مكانك! لو حركت عضلة واحدة، سأريك ما بداخل بطنك.” هدّد يوريتش رافعًا فأسه. ابتلع الخادم ريقه بصعوبة وأسقط المجداف. بدا أنه لن يستطيع الهرب حتى لو بدأ التجديف الآن. “أين سيدي؟” سأل الخادم. “لماذا؟ هل تريد رؤيته؟” قال يوريتش وهو يهز رأسه بابتسامة تهديدية. هز الخادم رأسه نفيًا. “لا، أعتقد أنني جيد هكذا.” “جيد. أحيانًا، من الحكمة كبح فضولك يا صديقي.” ربت يوريتش على كتف الخادم، ثم ذهب لمساعدة داميا. “ابتعد!” ضربت داميا يد يوريتش المساعدة بعيدًا بموقف ثابت. “انظري إلى ساقيك، إنهما ضعيفتان لدرجة أنك لا تستطيعين حتى الوقوف بمفردك ” قال يوريتش ساخرًا. حاولت داميا النهوض بعناد، رافضة مساعدته. ” أحتاج فقط إلى لحظة راحة. ثم أستطيع النهوض بمفردي.” “لا يوجد وقت لذلك.” “قلت توقف!” حمل يوريتش داميا رغم مقاومتها شمّ رائحة غريبة. “همم، هل هذه رائحة بول التي أشمها؟” وضع يوريتش يده في رداء داميا وعادت أصابعه مبللة. تحول وجه داميا إلى أحمر، وصفعته على وجهه. بوو! ابتسم يوريتش. بدا وكأن الصفعة لم تؤذِ سوى يد داميا. “إذا تبولتَ على نفسك، كان عليكَ إخباري! هذا مفهوم تمامًا.” وضعها يوريتش في القارب. “هذا البربري.” عبست داميا وهي تحدق في ظهر يوريتش، وساقاها لا تزالان ضعيفتين. رطوبة البول تُشعرها بانزعاج متزايد. جلس يوريتش أمام الخادم وبيده فأس. “هيا بنا .” تردد الخادم لحظة قبل أن يمسك بالمجداف. بدأ بالتجديف، ناظرًا إلى الأمواج. “سيدي، الأمواج سيئة للغاية،” قال الخادم ليوريتش بينما يراقب الأمواج وهي تزداد ارتفاعًا. “لهذا السبب يجب علينا أن نذهب قبل أن تسوء الأمور.” لاحظ يوريتش أيضًا السحب الداكنة. بوو! “صوت رعد. يعني أن عاصفة قادمة.” أصبح الخادم خائفًا للغاية. “لا يمكننا البقاء على قيد الحياة في هذه الحالة في قارب صغير مثل هذا!” بوو! صفع يوريتش الخادم، وخرجت سن مكسورة من فمه مع تدفق الدم. “أقول لك اذهب، فاذهب. أم أفعل أنا؟” بدا تهديد يوريتش واضحًا وضوح الشمس. “سأموت.” الخادم يعلم أن عصيان هذا الرجل يعني الموت. بدا يوريتش أشد رعبًا من العاصفة. بدا يوريتش بارعًا في استخدام العنف للتعامل مع الآخرين. هو قائد فرقة مرتزقة تتألف من أشرس الرجال. اعتاد قمع أي معارضة بين الحين والآخر وفرض إرادته. “آ …” أصبح الخادم يجدف بشكل يائس وسط الرياح القوية والأمواج العالية. بوو! ارتفع القارب عاليا مع كل موجة. “ههه، لقد اخترنا يومًا سيئًا! صحيح يا أميرة داميا؟” صرخ يوريتش وهو يقف، مرتكزًا على القارب المتأرجح بساقيه فقط. “هل هو مجنون؟ هل صادق فاركا الذي أعرفه رجلاً كهذا حقًا؟” تشبثت داميا بالقارب، ناظرةً إلى يوريتش. السقوط في هذه الأمواج يعني الموت، لكن يوريتش واجه العاصفة دون أن يتمسك بشيء. ” أوه، لو…” تمتم الخادم وهو يكافح لإحراز أي تقدم في هذه الظروف القاسية. أصبحت ذراعاه منهكتين للغاية. “تحرك. سأجذّف، لذا أرني كيف.” نفد صبر يوريتش وقال للخادم. نهض الخادم بارتباك. “ تدفع الماء هكذا” “تكلم! لا أستطيع سماعك!” صرخ يوريتش. رفع صوته مُطالبًا الخادم بالتعليمات وعيناه مفتوحتان على مصراعيهما. بدأ يوريتش بالتجديف بابتسامة عريضة. “نحن نتحرك! نحن نتحرك يا سيدي!” صرخ الخادم بدهشة بينما القارب يتقدم. وبينما بدأ يوريتش يجدف، أصبح القارب يتقدم أخيرًا. “رائع! المعلم الجيد يُسهّل التعلم! حسنًا، هيا بنا!” مدّ يوريتش يده إلى الخادم، وتصافح الرجلان بأيديهما بقوة. في خضم العاصفة، تمكن القارب الصغير من التقدم.
وصل القارب إلى قاع الجدران الداخلية، يتأرجح بشدة مع ارتفاع الأمواج. ” كن حذرًا أثناء التجديف. ألا ترى أن القارب يهتز؟ ” اشتكى زايرون وهو ينظر إلى ملابسه المبللة. “ماذا تتوقع مني أن أفعل بشأن الأمواج؟” ردّ الخادم وهو يُخرج شفتيه. عبس زايرون. “انتبه لكلامك، كيف تجرؤ على الرد عليّ؟ إذا أصبحت زوجتي، ستحصل على ترقيةٍ رائعةٍ.” رفع زايرون عينيه، فرأى المنحدرات الشديدة للجدران الداخلية. زاوية ميلها شديدة الانحدار، فبدون حبل من الأعلى، لا يجرؤ أحد على تسلقها. “عندما أصل إلى هناك، انتظر هنا في القارب.” “عذراً؟ لكن يبدو أن عاصفة قادمة.” “يجب أن تكون قادرًا على البقاء بعيدًا عن الرياح والمطر إذا قمت بربط القارب في مكان ما في تلك الفجوة هناك.” بدا الخادم في حيرة من أمره. سيده يأمره بقضاء الليل على متن القارب في هذا الطقس المروع. “أنا بالتأكيد سوف أصبح مريضًا بحلول الصباح.” تنهد الخادم ثم أومأ برأسه. مهما يرفض إطاعة الأمر، يبقى زايرون سيده. “همم، أتساءل متى سينزل الحبل.” نظر زايرون إلى الأعلى، منتظرًا الحبل بفارغ الصبر مثل طائر صغير ينتظر بشدة عودة أمه بالطعام. “ها هو ذا.” ابتسم زايرون ابتسامة عريضة عندما انحدر حبل طويل له. بدا الحبل ممتدًا بشرائط قماشية لتعويض قصره.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات