الفصل 94
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: ســاد
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
وبينما الحرس الملكي والجنود يشتبكون، تناثرت الدماء في كل اتجاه. وأمسك الجنود بكاحل الحرس الملكي بشراسة. ” إن لم نفتح البوابة، فسنموت جميعًا جوعًا! على أي حال، النهاية واحدة لنا أيها الأوغاد! ” صاح جندي يحتضر باتجاه الجدران. أثارت كلماته قلقًا بين الجنود. ” تجاهلوا كلام الخائن أيها الجنود! انظروا إلى الأمام! الجيش الإمبراطوري الذي يدوس وطننا قادم!” هتف القادة وهم يصفعون خدود جنودهم، محاولين إبقاء تركيزهم. بدا وكأنهم سيمنعون البوابة من الفتح. “نار!” جيش الأمير دخل ميدان الرماية. أطلق الجنود سهامهم بجنون وبدأت المعركة خارج الأسوار. “كاميلرون! خيانتك ستُخلّد في التاريخ كرمزٍ للعار!” ضغط الحرس الملكي على كاميلرون بشدة. بالنسبة لكاميلرون، بدت مواجهة حتى حارس إمبراطوري واحد تحديًا. رفع كاميلرون درعه محاولًا صد السيف. انزلقت شفرة الحرس الملكي بجانب الدرع، فاخترقت رقبة كاميلرون. “كيوغ.” أسقط كاميلرون درعه، مُمسكًا برقبته. لو لم تمتد سلسلة دروعه إلى رقبته، لن يموت من تلك الضربة. ومع ذلك، لا يزال مصابًا بجروح بالغة. تدفق الدم بغزارة. “إلى أين تعتقد أنك تهرب، كاميلرون!” ترنح كاميلرون نحو رافعة البوابة، تاركًا وراءه أثرًا من الدماء في كل خطوة. “ابتعد عن طريقي!” دفع كاميلرون الجنود الذين كانوا يديرون الرافعة، ورفع سيفه عالياً. حاول قطع سلسلة الرافعة. بوو! لم تنكسر سلسلة الرافعة بسهولة، بل تبلدت حافة السيف. ” هاف!” لم يُبالِ كاميلرون بوقف جرح رقبته، فأمسك السيف بكلتا يديه وضرب سلسلة الرافعة بكل قوته. بوو!
تبادل كاميلرون النظرات مع الجنود من حوله. كانوا رجالًا يشاركونه نفس الهدف.
“هل اكتشفوا أنني بعتهم؟”
راقب كاميلرون الحرس الملكي بحذر. كانوا يقفون خلف البوابة على أهبة الاستعداد.
“لو علموا ما فعلتُ، لكان رأسي قد اختفى الآن. ربما كلّفهم الدوق هارماتي هنا بناءً على حدسه وحده.”
شعر كاميلرون بقشعريرة تسري في جسده. حاول إخفاء تعابير وجهه وهو ينظر إلى الحرس الملكي، الذين وقفوا ساكنين بلا تعبير على وجوههم.
“إن لم أفتح البوابة، سينسحب معسكر الأمير. لن يُواصلوا الهجوم بتهور.”
حدّق كاميلرون في السماء. كانت مرتفعة وباردة. مع كل نفس، شعر بقدوم الشتاء.
“كم عدد الأشخاص الذين سيموتون من الجوع إذا أجبرنا على قضاء هذا الشتاء معزولين عن العالم الخارجي…”
وُزِّع الطعام أولاً على النبلاء والجيش. ورغم ذلك، ظل الجنود يتضورون جوعاً. وفي كل صباح، على الفصائل فحص رجالها للتأكد من عدم وفاة أي منهم جوعاً. الوضع أشد وطأة على المدنيين، إذ أصبح عدد الوفيات جوعاً يتزايد يوماً بعد يوم.
“ما فائدة المبادئ عندما يموت الناس من الجوع؟”
كان كاميلرون فارسًا يعبد حاكم الشمس لو. الولاء لسيده أمر بالغ الأهمية، لكن واجبات الفارس أثقل. على الأقل، هذا ما آمن به كاميلرون.
يجب أن تنتهي هذه الحرب الأهلية قبل حلول الشتاء القارس. في هذه المرحلة، لا يهم من سينتصر.
لم يكن هناك ما هو أشد رعبًا من موت أبرياء جوعًا. تمتم كاميلرون بدعاء، ثم نظر إلى رفاقه الجنود.
“هؤلاء الرجال يشاركونني قيمي.”
بدا معظم الرجال الذين انحازوا لكاميلرون جنودًا محليين. لم يتحملوا الوقوف مكتوفي الأيدي ومشاهدة جيرانهم وعائلاتهم يتضورون جوعًا.
“يجب أن تنتهي هذه المأساة.”
لم يكن هناك أي طموح شخصي أو مصلحة في ذهن كاميلرون.
“لو، حاكم الشمس، امنحني الشجاعة. الشجاعة لفعل الصواب.”
أغمض كاميلرون عينيه، متذكرًا مشهدًا. انهارت فتاة صغيرة في زقاق، فتاة صغيرة جدًا لم ينمُ ثدييها بعد. التصق التراب بشفتيها النحيلتين. كم كانت جائعة لتفكر في أكل التراب من الأرض؟
“اليوم، نقاتل… من أجل أولئك الذين ليس لديهم أنياب.”
استل كاميلرون سيفه، ثم استدار بسرعة. طعن رقبة الحارس الملكي الواقف أمامه بحركة سريعة.
“افتح البوابات!”
صرخ كاميلرون بكل قوته. سحب الجنود الذين يشاركونه قيمه رافعة البوابة.
“لقد فقدت عقلك، كاميلرون!”
رفع الحرس الملكي أسلحتهم بعد أن شهدوا خيانة كاميلرون بشكل مباشر.
“ما كان ينبغي للحرب الأهلية أن تصل إلى هذا الحد. عندما هُزمنا في سهول بالدريك، كان ينبغي للسيد هارماتي أن يستسلم ” قال كاميلرون وهو ينفض الدم عن سيفه.
وكان رجاله واقفين إلى جانبه ودروعهم مرفوعة.
“اثبتوا في مواقعكم! من أجل أهل هذه الأرض!”
كان كاميلرون واقفًا في المقدمة. ما إن انطلقت الرافعة، حتى بدأت البوابة بالنزول. اندفع الحراس الملكيون نحو البوابة دون تردد، واندلعت معركة بالسيف في لحظة. لم يكن لدى الجنود أدنى فكرة عما يحدث، فترددوا في التصرف.
“هؤلاء الرجال خونة! اقتلوا الخونة!”
بعد أن استيقن القادة الموقف، أصدروا أوامرهم لرجالهم. لكن في خضمّ الفوضى، كان اتخاذ إجراء فوريّ مستحيلاً. كانت البوابة مكتظّة بالجنود الذين رفعوا دروعهم دفاعاً عن أنفسهم.
“هذا ليس جيدا.”
تبادل حراس الدوق هارماتي النظرات. لم يكن التعامل مع الخونة مشكلة، فالمتمردون لن يصمدوا طويلًا على أي حال. ولكن إذا أُنزلت البوابة تمامًا قبل ذلك، فستكون تلك نهاية كل شيء. فبمجرد أن تصبح البوابة جسرًا، لن يُجدي الخندق العميق نفعًا.
وبينما الحرس الملكي والجنود يشتبكون، تناثرت الدماء في كل اتجاه. وأمسك الجنود بكاحل الحرس الملكي بشراسة. ” إن لم نفتح البوابة، فسنموت جميعًا جوعًا! على أي حال، النهاية واحدة لنا أيها الأوغاد! ” صاح جندي يحتضر باتجاه الجدران. أثارت كلماته قلقًا بين الجنود. ” تجاهلوا كلام الخائن أيها الجنود! انظروا إلى الأمام! الجيش الإمبراطوري الذي يدوس وطننا قادم!” هتف القادة وهم يصفعون خدود جنودهم، محاولين إبقاء تركيزهم. بدا وكأنهم سيمنعون البوابة من الفتح. “نار!” جيش الأمير دخل ميدان الرماية. أطلق الجنود سهامهم بجنون وبدأت المعركة خارج الأسوار. “كاميلرون! خيانتك ستُخلّد في التاريخ كرمزٍ للعار!” ضغط الحرس الملكي على كاميلرون بشدة. بالنسبة لكاميلرون، بدت مواجهة حتى حارس إمبراطوري واحد تحديًا. رفع كاميلرون درعه محاولًا صد السيف. انزلقت شفرة الحرس الملكي بجانب الدرع، فاخترقت رقبة كاميلرون. “كيوغ.” أسقط كاميلرون درعه، مُمسكًا برقبته. لو لم تمتد سلسلة دروعه إلى رقبته، لن يموت من تلك الضربة. ومع ذلك، لا يزال مصابًا بجروح بالغة. تدفق الدم بغزارة. “إلى أين تعتقد أنك تهرب، كاميلرون!” ترنح كاميلرون نحو رافعة البوابة، تاركًا وراءه أثرًا من الدماء في كل خطوة. “ابتعد عن طريقي!” دفع كاميلرون الجنود الذين كانوا يديرون الرافعة، ورفع سيفه عالياً. حاول قطع سلسلة الرافعة. بوو! لم تنكسر سلسلة الرافعة بسهولة، بل تبلدت حافة السيف. ” هاف!” لم يُبالِ كاميلرون بوقف جرح رقبته، فأمسك السيف بكلتا يديه وضرب سلسلة الرافعة بكل قوته. بوو!
اهتزت الأرض من الجانب الآخر للأسوار. بدا جيش الأمير يقترب كموجة عاتية. التفاوت في العدد ضدهم بشدة. السماح للعدو بالدخول بمثابة هزيمة.
“موتوا من أجل سيدكم. ماردي، بول.”
أومأ الحرس الملكي المُستدعى برؤوسهم. قادوا الهجوم نحو البوابة في هجوم يائس، غير عابئين بحياتهم.
بوو!
استخدم الحارسان الملكيان نفسيهما طُعمًا، فاستدرجا هجمات العدو. لوّحا بسيوفهما بعنف، وعيناهما تحدقان، قاطعين صفوف العدو.
“تقدم!”
تبعهم باقي الحرس الملكي. اصبح كاميلرون الفارس الوحيد في صف الخونة.
“غاا!”
أطلق كاميلرون صوتًا غاضبًا وهو يصد سيفًا من الحرس الملكي.
“فقط لفترة أطول قليلا.”
لو لم يكونوا مستعدين للموت، لما تجرأوا على فعل كهذا.
الفصل 94 ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ ترجمة: ســاد ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
وبينما الحرس الملكي والجنود يشتبكون، تناثرت الدماء في كل اتجاه. وأمسك الجنود بكاحل الحرس الملكي بشراسة.
” إن لم نفتح البوابة، فسنموت جميعًا جوعًا! على أي حال، النهاية واحدة لنا أيها الأوغاد! ” صاح جندي يحتضر باتجاه الجدران. أثارت كلماته قلقًا بين الجنود.
” تجاهلوا كلام الخائن أيها الجنود! انظروا إلى الأمام! الجيش الإمبراطوري الذي يدوس وطننا قادم!”
هتف القادة وهم يصفعون خدود جنودهم، محاولين إبقاء تركيزهم. بدا وكأنهم سيمنعون البوابة من الفتح.
“نار!”
جيش الأمير دخل ميدان الرماية. أطلق الجنود سهامهم بجنون وبدأت المعركة خارج الأسوار.
“كاميلرون! خيانتك ستُخلّد في التاريخ كرمزٍ للعار!”
ضغط الحرس الملكي على كاميلرون بشدة. بالنسبة لكاميلرون، بدت مواجهة حتى حارس إمبراطوري واحد تحديًا.
رفع كاميلرون درعه محاولًا صد السيف. انزلقت شفرة الحرس الملكي بجانب الدرع، فاخترقت رقبة كاميلرون.
“كيوغ.”
أسقط كاميلرون درعه، مُمسكًا برقبته. لو لم تمتد سلسلة دروعه إلى رقبته، لن يموت من تلك الضربة. ومع ذلك، لا يزال مصابًا بجروح بالغة. تدفق الدم بغزارة.
“إلى أين تعتقد أنك تهرب، كاميلرون!”
ترنح كاميلرون نحو رافعة البوابة، تاركًا وراءه أثرًا من الدماء في كل خطوة.
“ابتعد عن طريقي!”
دفع كاميلرون الجنود الذين كانوا يديرون الرافعة، ورفع سيفه عالياً. حاول قطع سلسلة الرافعة.
بوو!
لم تنكسر سلسلة الرافعة بسهولة، بل تبلدت حافة السيف.
” هاف!”
لم يُبالِ كاميلرون بوقف جرح رقبته، فأمسك السيف بكلتا يديه وضرب سلسلة الرافعة بكل قوته.
بوو!
تحول وجه كاميلرون إلى اللون الأحمر من الجهد، وتدفق المزيد من الدم من الأوعية الدموية المنقبضة في رقبته.
“هل هكذا تنتهي الأمور؟”
نظر إلى السلسلة بعينين يائستين. السلاسل ترفض أن تُقطع. والحقيقة أنه لو كان قطعها بهذه السهولة، لكان الجنود قد قطعوها بالفعل.
لم تُفتح الرافعة حتى نصفها. تطلّب قفل السلسلة تدويرًا يدويًا لتحريره بشكل صحيح. بدت البوابة نصف المفتوحة معلقة بشكل غريب.
“غاه!”
بدأ الجنود الذين يعترضون الحرس الملكي بالسقوط واحدا تلو الآخر.
“وااااه!”
صرخ كاميلرون وضرب السلسلة مرارًا وتكرارًا. تفكك نصل سيفه.
“هاه، هاه.”
نظر كاميلرون، منهكًا، إلى الحرس الملكي بوجهٍ مُرهق. خلف الحرس، بدت صفوفٌ من الرماة مُستعدة.
“… أوه لو، لم تمدني يدك اليوم، ولكن من فضلك، ارحم الفقراء في قلعتنا.”
رفع كاميلرون ذراعيه، مستاءً من حاكم الشمس.
بوو!
أصاب سهم رأس كاميلرون، فترنح للحظة، ثم سقط أرضًا.
“إعادة لف الرافعة!”
غمد أحد الحراس الإمبراطوريين سيفه وأمر الجنود. قُمع تمرد كاميلرون، وحان وقت التركيز على الدفاع مجددًا.
بوو!
قام الجنود بلف الرافعة وهم يتعرقون بشدة.
“إيه؟”
رمش جنديٌّ يراقب البوابة المرتفعة بدهشة. رأى شيئًا غير عاديّ عند حافة البوابة.
‘هل هذه… يد شخص؟’
هناك يد معلقة على حافة البوابة.
” هاف، هاف.”
الرجل المتشبث بالبوابة هو يوريتش. أصبح وجهه محمرًا من شدة ركضه.
قبل قليلرأى يوريتش البوابة تُرفع مجددًا، فقفز وتشبث بحافتها. سقط العديد من الجنود الذين حاولوا اللحاق به في الخندق. يوريتش الوحيد الذي نجح في الوصول إلى البوابة.
“هذا أمر مأساوي حقًا.”
تسلّق يوريتش البوابة، وألقى نظرة على جثث الجنود المتواطئين مع معسكر الأمير. من الواضح أنهم جاهدوا بشدة لفتح البوابة للأمير.
“لابد أنك كنت تعتقد أنك فشلت عندما مت…”
تمتم يوريتش. نجح في الوصول إلى الجانب الآخر من البوابة قبل إغلاقها بقليل. صرخ جنود هارماتي ولوحوا برماحهم على يوريتش.
“لكنك لم تفشل. لأنني وصلت!”
ووش!
لوّح يوريتش بفأسيه بقوة. قُطعت رؤوس الجنديين اللذين انقضّا عليه. تطايرت الرؤوس المنفصلة يمينًا ويسارًا، واصطدمت بالجدار. بدت حركةً نظيفةً ومرضية، كأنه يقطع رأس دمية خشبية.
رفع يوريتش فأسه الملطخة بالدماء، ونظر إلى أعدائه. أخذ نفسًا عميقًا، متأملًا سير المعركة.
“هناك واحد فقط منهم، أطلق!”
نظر حارس ملكي إلى يوريتش وأمر جنوده. راقب يوريتش صف الرماة أمامه، وهم يسحبون أوتار أقواسهم.
“هذا الرجل، اخترتك! لديك درع جميل!”
التقط يوريتش الجثةَ ذات الدرعِ الأكثرِ صلابةً. بدا كاميلرونَ بلا حياة. بدا حجمُه كافيًا، ومع درعهِ ، أصبح جسدُه درعًا بشريًا مناسبًا.
بوو!
تسللت السهام إلى جسد كاميلرون من زوايا مختلفة. استخدم يوريتش جسد كاميلرون كدرع، وتحرك جانبًا. رفع فأسه عاليًا.
“لابد أن أقطع السلسلة الموجودة على الرافعة.”
هذه المهمة التي فشل كاميلرون في القيام بها.
بوو!
ضرب يوريتش سلسلة الرافعة. قطعت السلسلة بقوة؛ بدا الصوت مختلفًا عن محاولة كاميلرون السابقة. قوة يوريتش استثنائية، و فؤوسه المصنوعة من الفولاذ الإمبراطوري ذات جودة مختلفة عن الأسلحة الحديدية الأخرى.
الحرس الملكي الذين أصبحوا قلقين بعد مشاهدة ضربة يوريتش أخرجوا أسلحتهم واندفعوا نحو يوريتش.
“هاها، لقد تأخرتم كثيرًا، أيها الحمقى!!”
ضحك يوريتش. ضرب سلسلة الرافعة مرة أخرى. هذه المرة، تطايرت الشرر عندما انفصلت حلقات السلسلة.
شررررر!
ارتخت السلسلة المكسورة بلا قوة. والبوابة، التي ترتفع، نزلت بسرعة مذهلة.
بوم!
أصبحت البوابة المُنخفضة جسرًا فوق الخندق. بدت عيون يوريتش، المختبئ خلف جثة كاميلرون، تتلألأ ترقبًا.
ساد الصمت المكان. بعد ارتطام البوابة المنهارة بفترة وجيزة، كسر صراخ مدوٍّ الصمتَ الثقيل. عندما رأوا البوابة مفتوحةً، اندفع جنود الأمير نحوها.
“تذكروا، أنا من فتح البوابة! يوريتش!!!!”
صرخ يوريتش كما لو يمزق حباله الصوتية من حلقه. كان مرتزقته ينتظرون سقوط البوابة منذ فترة، واثقين من ذلك، فقد نجح يوريتش في العبور إلى الجانب الآخر.
“أخوة أووريتش!”
صاح المرتزقة وكانوا أول من عبر الجسر. رفعوا دروعهم فوق رؤوسهم، ليصدوا السهام المنهمرة.
بوو!
انهارت الصخور وتساقط الزيت المغلي. قفز المرتزقة الذين أصيبوا بالقصف إلى الخندق وهم يصرخون. فقط المرتزقة الذين تجنبوا الصخور والزيت، أي أولئك الذين نالوا الحظوة السماوية، دخلوا من البوابة المُنخفضة.
“هيا بنا يا إخوتي!”
ابتسم يوريتش للمرتزقة الذين لحقوا به. ابتسامته البهيجة، التي بدت مستحيلة من رجل على شفا الموت، غرست الثقة فيهم.
“يوريتش دائمًا معنا، ويقودنا.”
خفقت قلوب المرتزقة، لا خوفًا بل حماسًا. بدت إثارة المعركة كافيةً لمحو مخاوفهم تمامًا.
“كيهيهي. اليوم يومنا يا أصدقائي.”
تقدم سفين ممسكًا بفأس ذي يدين. على وجنتيه حروق من الزيت المغلي، لكنه لم يكترث للحروق البسيطة.
“أوه …
ألقى يوريتش جثة كاميلرون نحو الرماة. بدا جسد كاميلرون المُغطى بالسلاسل المعدنية سلاحًا ثقيلًا كافيًا. سقط الرماة أرضًا من جراء الاصطدام.
“هيااا!”
نطق يوريتش الكلمة بصوت عالٍ. كان في طليعة الهجوم، يبسط ذراعيه على مصراعيهما، يصرخ بقوة كما لو يدعو أعداءه للهجوم، إن تجرأوا. صرخة المحارب العظيم دائمًا ترفع معنويات الوحدة بأكملها.
“اللعنة، لقد أخذ زمام المبادرة بالفعل.”
ألقى النبلاء والفرسان الآخرون باللوم على أنفسهم لعدم التصرف بجرأة.
بدا يوريتش قد قدّم مساهمة بارزة. تسلّق البوابة المغلقة بمفرده وهو أول من اقتحم معسكر العدو. علاوة على ذلك، قاد فرقة المرتزقة التابعة له لتكون أول وحدة تدخل الأسوار.
“يجب عليّ على الأقل أن أتغلب عليه في أخذ رأس هارماتي.”
تم ربح المعركةُ. الآن، يقاتلُ معسكرُ الأميرِ من أجلِ إنجازِاتهِم الشخصية. حسدوا يوريتشَ واستاؤوا منه. لم يكتفوا بالوقوفِ مكتوفي الأيدي، يشاهدونَ مرتزقةً بربريين يتفوقون عليهم.
وبينما الحرس الملكي والجنود يشتبكون، تناثرت الدماء في كل اتجاه. وأمسك الجنود بكاحل الحرس الملكي بشراسة. ” إن لم نفتح البوابة، فسنموت جميعًا جوعًا! على أي حال، النهاية واحدة لنا أيها الأوغاد! ” صاح جندي يحتضر باتجاه الجدران. أثارت كلماته قلقًا بين الجنود. ” تجاهلوا كلام الخائن أيها الجنود! انظروا إلى الأمام! الجيش الإمبراطوري الذي يدوس وطننا قادم!” هتف القادة وهم يصفعون خدود جنودهم، محاولين إبقاء تركيزهم. بدا وكأنهم سيمنعون البوابة من الفتح. “نار!” جيش الأمير دخل ميدان الرماية. أطلق الجنود سهامهم بجنون وبدأت المعركة خارج الأسوار. “كاميلرون! خيانتك ستُخلّد في التاريخ كرمزٍ للعار!” ضغط الحرس الملكي على كاميلرون بشدة. بالنسبة لكاميلرون، بدت مواجهة حتى حارس إمبراطوري واحد تحديًا. رفع كاميلرون درعه محاولًا صد السيف. انزلقت شفرة الحرس الملكي بجانب الدرع، فاخترقت رقبة كاميلرون. “كيوغ.” أسقط كاميلرون درعه، مُمسكًا برقبته. لو لم تمتد سلسلة دروعه إلى رقبته، لن يموت من تلك الضربة. ومع ذلك، لا يزال مصابًا بجروح بالغة. تدفق الدم بغزارة. “إلى أين تعتقد أنك تهرب، كاميلرون!” ترنح كاميلرون نحو رافعة البوابة، تاركًا وراءه أثرًا من الدماء في كل خطوة. “ابتعد عن طريقي!” دفع كاميلرون الجنود الذين كانوا يديرون الرافعة، ورفع سيفه عالياً. حاول قطع سلسلة الرافعة. بوو! لم تنكسر سلسلة الرافعة بسهولة، بل تبلدت حافة السيف. ” هاف!” لم يُبالِ كاميلرون بوقف جرح رقبته، فأمسك السيف بكلتا يديه وضرب سلسلة الرافعة بكل قوته. بوو!
الفصل 94 ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ ترجمة: ســاد ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات