الفصل 95
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: ســاد
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
الفصل 95 ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ ترجمة: ســاد ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
من أسوار السور الداخلي، شاهد الدوق هارماتي المدينة الخارجية وهي تُدمّر. عبس، يرتجف وعقله يحترق. شعر برغبة عارمة في الجلوس بينما رأسه يتجمد.
“تنهد.”
تنهد الدوق هارماتي. بدا نفسًا يائسًا. ترنح، يكافح للبقاء على قدميه، و مساعده يسانده. الصدمة هائلة، إذ يشهد انهيار كل ما يملك.
“علينا التخطيط للمستقبل يا سيدي ” اقترح المساعد. سخر الدوق هارماتي بهدوء.
“إذا كنت سأخطط لمستقبلي، فأين سيكون؟”
لم يُبدِ أفكاره. هو يُدرك أن المعركة لم تنتهِ بعد.
“لا يوجد مكان للهرب.”
لم يستطع استحضار قوة أجنبية كما فعل الأمير. فمن سيسعد بمساعدة متمرد عندما يستعيد الوريث الشرعي السيطرة على المملكة؟
“أحكموا إغلاق البوابة الداخلية. المعركة لم تنتهِ بعد ” أمر الدوق هارماتي، واقفًا بشموخ. أومأ المساعد موافقًا. استعد الفرسان والجنود للقتال، وأعادوا تنظيم صفوفهم.
“انتهى الدوق.”
“هيا بنا نستعد للاستسلام للأمير ” تمتم النبلاء فيما بينهم. لقد فقدوا رغبتهم في القتال منذ زمن.
“هارماتي!!”
اندفع دوق سيفر نحو هارماتي بصوت عالٍ.
“دوق سيفر، لقد وصلت ” استقبل دوق هارماتي دوق سيفر وهو يضع ذراعيه متقاطعتين.
” استسلم الآن! إنها الطريقة الوحيدة لإنقاذنا.”
كان كلٌّ من الدوق هارماتي والدوق سيفر من مُحرِّضي هذه الحرب الأهلية. علاوةً على ذلك، الدوق هارماتي هو من سعى إلى العرش. من المؤكد أنه سيواجه الموت. مع ذلك، لدى الدوق سيفر فرصةٌ لإنقاذ حياته من خلال التفاوض.
“هل تقصد أننا نستطيع أن نقدم رأسك؟ ” سخر الدوق هارماتي، وهو ينظر إلى الدوق سيفر.
“إذا قطعت رأسك هنا وأخذته إلى الأمير… أوه.”
استل الدوق هارماتي خنجرًا سريعًا وطعن الدوق سيفر في بطنه. ارتجف سيفر بشدة، وهو يتقيأ دمًا.
“لم ينبغي لي أبدًا أن أثق بك يا هارماتي…”
أطلق سيفر تأوهًا وهو يمسك بكتف هارماتي، وينطق بكلماته الأخيرة.
“هذا مؤسف. أنا نفسي لم أثق بك ولو للحظة.” رد هارماتي ببرود، وهو يمسح دم دوق سيفر عن خنجره على عباءته. ركل جثة سيفر جانبًا وأشار للحرس الملكي.
سقطت جثة سيفر فوق الجدار الداخلي.
“لن تنتهي المعركة إلا عندما أسقط على الأرض. هيا واجهوا الأعداء!”
انسحب رجال هارماتي من القلعة الخارجية إلى القلعة الداخلية. لم يبقَ سوى حوالي خمسمائة جندي، وحتى من بينهم، بدا نصفهم مصابًا.
“هممم.”
بدا الدوق هارماتي يفكر بينما ينظر إلى القلعة الخارجية.
“حقًا، لا سبيل للنجاة ” همس، مدركًا أنه لا أمل للنصر بأي حال من الأحوال. لم يعد النصر هو الشاغل.
“الآن، ما يهم هو كيف أواجه موتي.”
وُلد الدوق هارماتي في عائلة ملكية. هو شقيق الملك، وتلقى تعليم العائلة المالكة مع أخيه. وبفضل الدعم الذي حظي به أفراد العائلة المالكة، مُنح هارماتي لقب دوق، ولكن بفضل العمل الجاد والعزيمة، أصبح سيدًا ذا نفوذ.
“لم تكن حياة سيئة.”
ابتسم هارماتي وهو يمسك بجبهته. وُلد رجلاً، وحلم كالرجال. لم يندم على طموحاته التي لم تتحقق.
“وداعا، داميا ” قال الدوق هارماتي وهو ينظر إلى الأفق.
في القلعة الخارجية، استسلم عدد كبير من الجنود. أصبحت معنويات رجال هارماتي في أدنى مستوياتها، ولم يترك خرق القلعة الخارجية سوى القليل من المقاومة.
“لا تقتلوا من يستسلم! كلنا جنود بوركانا ” صرخ قادة الأمير، وهم يكبحون جماح جنودهم المتحمسين.
“النهب ممنوع! نحن هنا لكبح التمرد!”
في الحرب، بدت الأفعال اللاإنسانية أمرًا طبيعيًا. و منعها جزء من واجب القائد.
“سمعتموهم، صحيح؟ لا تدخلوا بيوتهم. ولا تغتصبوا أحدًا أيضًا ” حذر يوريتش، الملطخ بالدماء من المعركة، مرتزقته. عضّ مرتزق على وشك دخول منزل على شفتيه.
“امرأة أو اثنتان لا بأس بهما، أليس كذلك؟ لا أحد يعلم. قالوا ممنوع النهب، لكنهم لم يذكروا شيئًا عن منع الاغتصاب ” جادل المرتزق ضد يوريتش. على الرغم من حماسهم للمعركة، كانوا أيضًا مفعمين بالشهوة. إذا اختاروا منزلًا عشوائيًا، أي منزل، ودخلوه، كانوا يرون نساءً يرتجفن. عليهم اختيار من يعجبهم.
“إذا قال القائد لا، إذن فهو لا أيها الأحمق.”
دفع دونوفان كتف المرتزق المُجادل. أومأ المرتزق أخيرًا موافقًا وهو يحك رأسه.
“كان من المفترض أن تكون مثل هذه الأمور من وظيفة باتشمان.”
كان باتشمان هو الذي يقوم عادة بتهدئة المرتزقة وإقناعهم.
“باتشمان.”
مسح يوريتش الدم عن وجهه ونظر إلى السماء. أشرقت الشمس بسلام، رغم أن الناس كانوا يموتون في كل مكان.
بدا الجدار الداخلي أدنى من الجدار الخارجي. و الجنود يتقدمون بسلالم تحت حماية الدروع.
“سأعطي مائة قطعة ذهبية لأول من يتسلق الجدار!” صاح القادة.
من الخطير أن يكونوا أول من يتسلق الجدار. عليهم المخاطرة بحياتهم. لولا هذا الدافع، لما جازف الجنود بحياتهم من أجل الصعود.
” أوووه!”
صعد الجنود السلالم بسرعة، وأظهروا حماسهم للمكافأة بحركة قوية لأذرعهم وأرجلهم على السلم.
“أطلق عليهم!”
أطلق الرماة مجموعة من السهام فوق الأسوار الداخلية وترددت صرخات جنود هارماتي المنتظرين داخل الأسوار.
“إذن، هذا هو الحصار، أليس كذلك؟”
هذه أول تجربة حصار ليوريتش. تداخلت فيها تكتيكات قتالية مختلفة. قيمة الأسوار هائلة. بدت الخسائر التي تكبدها المهاجمون لاختراق حتى أضعف الأسوار الداخلية كبيرة. تراكمت الجثث تحت الأسوار.
“لذا، هناك سبب وراء رغبتهم الشديدة في تجنب حرب الحصار.”
شرب يوريتش الماء وراقب الجدران أثناء ابتلاعه.
“هذا هو كبش الفداء لدينا!”
وصلت أداة الحصار لكسر البوابة الداخلية. عبارة عن آلة مدولبة، تستخدم عارضة خشبية كمطرقة لتحطيم البوابات.
ووش!
السهام المشتعلة استهدفت الآلة.
“إنها لا تشتعل، اللعنة!”
بدا الجزء العلوي من الآلة مغطى بجلد سميك منقوع في كمية كبيرة من الماء لجعلها مقاومة للنيران وتقاوم حتى ضربات الصخور.
“أحضروا الزيت! الزيت!”
أمر القائد على السور. بدت الآلة عند البوابة تدق بقوة.
“واحد، اثنان! أوه!”
بوو!
حرّك الجنود الآلة وضربوا البوابة الداخلية، فاهتزّت البوابة بشدة.
“صب الزيت!”
لم يكن الجنود الذين يحرسون البوابة ليستسلموا دون قتال. حتى مع عدم وجود مؤن، كانوا قد خزّنوا كمية كبيرة من الزيت، فغلوها وسكبوها مرارًا وتكرارًا.
” آآآآه!”
حتى سقف الآلة لم يصمد أمام الزيت المغلي. هرب الجنود الذين كانوا داخل الآلة وهم يصرخون من الألم.
“أخرجوا سهام اللهب!” أصدر القادة على الأسوار أمرًا. انهالت السهام المشتعلة على الآلة، وأشعلتها بالنار بمساعدة الزيت.
“يا للهول، هذه ليست مزحة. الناس يُشوى أجسادهم كاملةً،” قال يوريتش وهو يراقب جثة جندي، وقد احترق جلده. بدا مشهدًا مرعبًا.
“هذا مخيف فعلا.”
واصل جنود الأمير صعود السلالم. كانوا في البداية رجالًا شجعان، لكنهم الآن مجرد رجال يُجبرون على ذلك من قِبَل قادتهم. أما الجنود الذين رفضوا الصعود واندفعوا عائدين، فقد قُتلوا على أيدي قادتهم. لولا هذا الإكراه، لما صعد أحدٌ السلم.
“الفرسان الإمبراطوريون!”
بعد أن شقّوا طريقهم بين الجنود، ظهر فرسان الإمبراطورية. كانوا واثقين تمامًا بدروعهم المصفحة الكاملة.
“هو.”
أسند يوريتش ذقنه على يده وشاهد الفرسان وهم يدخلون. ناقش حوالي ثلاثين منهم أمرًا ما فيما بينهم وأومأوا برؤوسهم.
“حان دورهم الآن بعد أن نفدت صخور العدو وزيته. انخفض معدل سقوط الزيت بشكل ملحوظ.”
علّق سفين بجانب يوريتش. ظل جالسًا، يلتقط أنفاسه.
“سفين، أيها الرجل العجوز، هل أنت لا تستطيع التنفس؟”
لم يجد تعليق يوريتش أي رد. ابتسم سفين ابتسامة خفيفة، وهو يُداعب لحيته.
كما قال سفين، أصبح الجنود على الأسوار في حالة ذعر. الفرسان الإمبراطوريون يتقدمون نحو أسوارهم، لكن نفطهم وصخورهم قد استنفدت. لم تكن السهام تُجدي نفعًا ضد دروعهم.
“يا للهول! أحضر شيئًا! أيًا كان ما تجده!”
صعد الفرسان السلالم. سقط بعضهم على الصخور المتبقية، لكن حتى وصول عدد قليل منهم إلى قمة الأسوار كان كافيًا.
“يااااه!”
وصل فارس إمبراطوري إلى القمة. لوّح الجنود على السور بأسلحتهم نحوه، لكن انحناء الدرع جعل هجماتهم عديمة الفائدة تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بدأ قلبه ينبض مثل خطوات الأقدام التي تقترب من بابه. زوو! انفتح باب مكتبه. دخل بعض الفرسان أولاً، وفحصوا الغرفة. “أنت قيد الاعتقال بتهمة الخيانة، هارماتي ” تحدث فارس ملطخ بالدماء. “لقد وصل الأمر إلى هذا.” نهض هارماتي، مادًا ذراعيه. ظلّ صوته وسلوكه هادئين. ” يستحق اسمه. إنه ليس رجلاً عاديًا.” فكّر الفارس وهو يربط يدي هارماتي. حتى مع اقتراب الموت منه، لم يرتجف هارماتي. بوو! هارماتي، وهو الآن مقيد، عبر الممر. رأى جثث حراسه هامدة. أصبح الممر غارقًا في دماء معركتهم الشرسة. خطوة. واصل هارماتي سيره. جلس الجنود المنهكون، الذين أنهوا المعركة، يحدقون فيه بتعب. “بوو! خائن!” “مت، هارماتي!” سخر الجنود. سار هارماتي وسط السخرية، رافعًا رأسه. وصل هارماتي إلى القلعة الخارجية. في ساحة المدينة الكبيرة، تجمع النبلاء، بمن فيهم أولئك الذين استسلموا للتو. كانوا رجالًا انحازوا إليه سابقًا. وقف الجميع، إلا رجلاً واحداً على كرسيه. باهيل، حاكم المملكة. “عمي.” فتح باهيل عينيه بهدوء، ونظر إلى هارماتي.
بمجرد وصولهم إلى القمة، سحق فرسان الإمبراطورية أعداءهم بلا رحمة. وبينما يوسعون المساحة على الأسوار، تبعهم الجنود الآخرون.
سقطت جثة سيفر فوق الجدار الداخلي. “لن تنتهي المعركة إلا عندما أسقط على الأرض. هيا واجهوا الأعداء!” انسحب رجال هارماتي من القلعة الخارجية إلى القلعة الداخلية. لم يبقَ سوى حوالي خمسمائة جندي، وحتى من بينهم، بدا نصفهم مصابًا. “هممم.” بدا الدوق هارماتي يفكر بينما ينظر إلى القلعة الخارجية. “حقًا، لا سبيل للنجاة ” همس، مدركًا أنه لا أمل للنصر بأي حال من الأحوال. لم يعد النصر هو الشاغل. “الآن، ما يهم هو كيف أواجه موتي.” وُلد الدوق هارماتي في عائلة ملكية. هو شقيق الملك، وتلقى تعليم العائلة المالكة مع أخيه. وبفضل الدعم الذي حظي به أفراد العائلة المالكة، مُنح هارماتي لقب دوق، ولكن بفضل العمل الجاد والعزيمة، أصبح سيدًا ذا نفوذ. “لم تكن حياة سيئة.” ابتسم هارماتي وهو يمسك بجبهته. وُلد رجلاً، وحلم كالرجال. لم يندم على طموحاته التي لم تتحقق. “وداعا، داميا ” قال الدوق هارماتي وهو ينظر إلى الأفق. في القلعة الخارجية، استسلم عدد كبير من الجنود. أصبحت معنويات رجال هارماتي في أدنى مستوياتها، ولم يترك خرق القلعة الخارجية سوى القليل من المقاومة. “لا تقتلوا من يستسلم! كلنا جنود بوركانا ” صرخ قادة الأمير، وهم يكبحون جماح جنودهم المتحمسين. “النهب ممنوع! نحن هنا لكبح التمرد!” في الحرب، بدت الأفعال اللاإنسانية أمرًا طبيعيًا. و منعها جزء من واجب القائد. “سمعتموهم، صحيح؟ لا تدخلوا بيوتهم. ولا تغتصبوا أحدًا أيضًا ” حذر يوريتش، الملطخ بالدماء من المعركة، مرتزقته. عضّ مرتزق على وشك دخول منزل على شفتيه. “امرأة أو اثنتان لا بأس بهما، أليس كذلك؟ لا أحد يعلم. قالوا ممنوع النهب، لكنهم لم يذكروا شيئًا عن منع الاغتصاب ” جادل المرتزق ضد يوريتش. على الرغم من حماسهم للمعركة، كانوا أيضًا مفعمين بالشهوة. إذا اختاروا منزلًا عشوائيًا، أي منزل، ودخلوه، كانوا يرون نساءً يرتجفن. عليهم اختيار من يعجبهم. “إذا قال القائد لا، إذن فهو لا أيها الأحمق.” دفع دونوفان كتف المرتزق المُجادل. أومأ المرتزق أخيرًا موافقًا وهو يحك رأسه. “كان من المفترض أن تكون مثل هذه الأمور من وظيفة باتشمان.” كان باتشمان هو الذي يقوم عادة بتهدئة المرتزقة وإقناعهم. “باتشمان.” مسح يوريتش الدم عن وجهه ونظر إلى السماء. أشرقت الشمس بسلام، رغم أن الناس كانوا يموتون في كل مكان. بدا الجدار الداخلي أدنى من الجدار الخارجي. و الجنود يتقدمون بسلالم تحت حماية الدروع. “سأعطي مائة قطعة ذهبية لأول من يتسلق الجدار!” صاح القادة. من الخطير أن يكونوا أول من يتسلق الجدار. عليهم المخاطرة بحياتهم. لولا هذا الدافع، لما جازف الجنود بحياتهم من أجل الصعود. ” أوووه!” صعد الجنود السلالم بسرعة، وأظهروا حماسهم للمكافأة بحركة قوية لأذرعهم وأرجلهم على السلم. “أطلق عليهم!” أطلق الرماة مجموعة من السهام فوق الأسوار الداخلية وترددت صرخات جنود هارماتي المنتظرين داخل الأسوار. “إذن، هذا هو الحصار، أليس كذلك؟” هذه أول تجربة حصار ليوريتش. تداخلت فيها تكتيكات قتالية مختلفة. قيمة الأسوار هائلة. بدت الخسائر التي تكبدها المهاجمون لاختراق حتى أضعف الأسوار الداخلية كبيرة. تراكمت الجثث تحت الأسوار. “لذا، هناك سبب وراء رغبتهم الشديدة في تجنب حرب الحصار.” شرب يوريتش الماء وراقب الجدران أثناء ابتلاعه. “هذا هو كبش الفداء لدينا!” وصلت أداة الحصار لكسر البوابة الداخلية. عبارة عن آلة مدولبة، تستخدم عارضة خشبية كمطرقة لتحطيم البوابات. ووش! السهام المشتعلة استهدفت الآلة. “إنها لا تشتعل، اللعنة!” بدا الجزء العلوي من الآلة مغطى بجلد سميك منقوع في كمية كبيرة من الماء لجعلها مقاومة للنيران وتقاوم حتى ضربات الصخور. “أحضروا الزيت! الزيت!” أمر القائد على السور. بدت الآلة عند البوابة تدق بقوة. “واحد، اثنان! أوه!” بوو! حرّك الجنود الآلة وضربوا البوابة الداخلية، فاهتزّت البوابة بشدة. “صب الزيت!” لم يكن الجنود الذين يحرسون البوابة ليستسلموا دون قتال. حتى مع عدم وجود مؤن، كانوا قد خزّنوا كمية كبيرة من الزيت، فغلوها وسكبوها مرارًا وتكرارًا. ” آآآآه!” حتى سقف الآلة لم يصمد أمام الزيت المغلي. هرب الجنود الذين كانوا داخل الآلة وهم يصرخون من الألم. “أخرجوا سهام اللهب!” أصدر القادة على الأسوار أمرًا. انهالت السهام المشتعلة على الآلة، وأشعلتها بالنار بمساعدة الزيت. “يا للهول، هذه ليست مزحة. الناس يُشوى أجسادهم كاملةً،” قال يوريتش وهو يراقب جثة جندي، وقد احترق جلده. بدا مشهدًا مرعبًا. “هذا مخيف فعلا.” واصل جنود الأمير صعود السلالم. كانوا في البداية رجالًا شجعان، لكنهم الآن مجرد رجال يُجبرون على ذلك من قِبَل قادتهم. أما الجنود الذين رفضوا الصعود واندفعوا عائدين، فقد قُتلوا على أيدي قادتهم. لولا هذا الإكراه، لما صعد أحدٌ السلم. “الفرسان الإمبراطوريون!” بعد أن شقّوا طريقهم بين الجنود، ظهر فرسان الإمبراطورية. كانوا واثقين تمامًا بدروعهم المصفحة الكاملة. “هو.” أسند يوريتش ذقنه على يده وشاهد الفرسان وهم يدخلون. ناقش حوالي ثلاثين منهم أمرًا ما فيما بينهم وأومأوا برؤوسهم. “حان دورهم الآن بعد أن نفدت صخور العدو وزيته. انخفض معدل سقوط الزيت بشكل ملحوظ.” علّق سفين بجانب يوريتش. ظل جالسًا، يلتقط أنفاسه. “سفين، أيها الرجل العجوز، هل أنت لا تستطيع التنفس؟” لم يجد تعليق يوريتش أي رد. ابتسم سفين ابتسامة خفيفة، وهو يُداعب لحيته. كما قال سفين، أصبح الجنود على الأسوار في حالة ذعر. الفرسان الإمبراطوريون يتقدمون نحو أسوارهم، لكن نفطهم وصخورهم قد استنفدت. لم تكن السهام تُجدي نفعًا ضد دروعهم. “يا للهول! أحضر شيئًا! أيًا كان ما تجده!” صعد الفرسان السلالم. سقط بعضهم على الصخور المتبقية، لكن حتى وصول عدد قليل منهم إلى قمة الأسوار كان كافيًا. “يااااه!” وصل فارس إمبراطوري إلى القمة. لوّح الجنود على السور بأسلحتهم نحوه، لكن انحناء الدرع جعل هجماتهم عديمة الفائدة تمامًا.
رفرفت راية بوركانا الملكية على قمة الجدار.
“لقد انتهى الأمر.”
حتى الجدار الداخلي سقط. نزل جنود الأمير إلى أسفله وفتحوا البوابة الداخلية.
“اقبضوا على هارماتي!” صرخ النبلاء، متنافسين على شرفهم. أصبحت القلعة الداخلية مكانهم. اقتادوا جنودهم إلى الداخل مسرعين.
“أوه!”
خرج أحد النبلاء، الذي أخذ جنوده إلى القلعة، راكضًا وهو يصرخ.
“ه-هناك فرسان بالداخل!”
صمد حراس هارماتي في الداخل. قاتلوا بمهارة الأعداء المتسللين في الممرات الضيقة. لم يثنِ الحراس المدربون تدريبًا عاليًا عزيمتهم حتى في موقفٍ حرجٍ كهذا، وكانوا مستعدين للموت مع سيدهم.
زوو!
دخل هارماتي مكتبه، و خدوده ملطخة بالدماء. في طريقه، قتل عددًا من النبلاء الذين حاولوا أسره. كانوا نبلاء انقلبوا عليه فور سقوط الأسوار الداخلية.
“فو.”
جلس هارماتي على كرسيه. وضع سيفه على المكتب وأغمض عينيه.
“أظن أنني سأقع بين يدي فاركا. الشخص حقًا لا يعرف تغير الحياة.”
ضحك هارماتي ضحكة خفيفة وهو يهز كتفيه. وقته ينفد، والوقت الذي اشتراه حراسه قصير.
“يجب أن أستعد بنفسي.”
لم يكن يريد أن يتوسل بائسًا من أجل حياته. إذا أصبح الموت حتميًا، فعليه أن يواجهه بكرامة.
“لقد فكرت في هذا الأمر عدة مرات.”
منذ هزيمته في السهول، يستعد لهذه اللحظة.
“كيف سأقضي لحظاتي الأخيرة؟”
لم يُرِد أن يُذكر كرجلٍ تافهٍ أعمته السلطة، بل رغب في أن يُذكر كنبيلٍ ثار من أجل قضية.
“حياة الرجل قصيرة، لكن التاريخ أبدي.”
نظر هارماتي إلى سيفه.
“الانتحار ليس خيارًا.”
يجب عليه أن يواجه نهايته أمام النبلاء والشعب الآخرين، معلناً عن طموحاته ويموت بسلام.
” هاف، هاف.”
أخذ هارماتي نفسًا عميقًا. كان رجلًا ذا كاريزما طبيعية. لديه القدرة على أسر قلوب الناس. كان هذا السحر سببًا رئيسيًا لاستعداد حراسه للتضحية بحياتهم من أجله بإخلاص.
لم يكن تقبّل الموت سهلاً. عليه أن يُهدئ نفسه في الوقت القليل المتبقي لديه.
“لا يجب أن أظهر أي ضعف. أنا الدوق هارماتي.”
هدأ الضجيج في الخارج.
بمجرد وصولهم إلى القمة، سحق فرسان الإمبراطورية أعداءهم بلا رحمة. وبينما يوسعون المساحة على الأسوار، تبعهم الجنود الآخرون.
بدأ قلبه ينبض مثل خطوات الأقدام التي تقترب من بابه.
زوو!
انفتح باب مكتبه. دخل بعض الفرسان أولاً، وفحصوا الغرفة.
“أنت قيد الاعتقال بتهمة الخيانة، هارماتي ” تحدث فارس ملطخ بالدماء.
“لقد وصل الأمر إلى هذا.”
نهض هارماتي، مادًا ذراعيه. ظلّ صوته وسلوكه هادئين.
” يستحق اسمه. إنه ليس رجلاً عاديًا.”
فكّر الفارس وهو يربط يدي هارماتي. حتى مع اقتراب الموت منه، لم يرتجف هارماتي.
بوو!
هارماتي، وهو الآن مقيد، عبر الممر. رأى جثث حراسه هامدة. أصبح الممر غارقًا في دماء معركتهم الشرسة.
خطوة.
واصل هارماتي سيره. جلس الجنود المنهكون، الذين أنهوا المعركة، يحدقون فيه بتعب.
“بوو! خائن!”
“مت، هارماتي!”
سخر الجنود. سار هارماتي وسط السخرية، رافعًا رأسه.
وصل هارماتي إلى القلعة الخارجية. في ساحة المدينة الكبيرة، تجمع النبلاء، بمن فيهم أولئك الذين استسلموا للتو. كانوا رجالًا انحازوا إليه سابقًا.
وقف الجميع، إلا رجلاً واحداً على كرسيه. باهيل، حاكم المملكة.
“عمي.”
فتح باهيل عينيه بهدوء، ونظر إلى هارماتي.
الفصل 95 ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ ترجمة: ســاد ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
الفصل 95 ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ ترجمة: ســاد ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات