استغرق الأمر بعض الوقت قبل أن ينتهي تشانغ شوان أخيرًا من “فحص” أفخاذ الدجاج ويضعها جانبًا.
يبدو أنه بالنسبة للأشياء غير الكتب، مجرد النظر إليها ليس كافيًا. ما زال عليه أن يلمسها جسديًا لجمع معلوماتها في “مكتبة طريق السماء”.
ومع ذلك، “يكفي أنني أصبحت قادرًا على جمع الكتب وقراءتها أسرع من قبل!” فكر تشانغ شوان برضا.
كان الأمر محرجًا أن يُجبَر معلم نبيل مثله على الركض في المكتبة لجمع الكتب في الماضي. لكن مع “مكتبة طريق السماء” المُحدَّثة، سيتمكن الآن من اكتساب المعرفة بكل أناقة.
سرعان ما أنهى وجبته ووقف. “لقد انتهيت، لنذهب!”
في الغرفة تحت الأرض حيث سُجن وو يانغزي قبل وفاته، قال إنه ترك أهم ميراثه وكنوزه عند “النجوم الثلاثة للتنين الأرضي”. لكن منذ وفاته مرت ألفا عام، وبغض النظر عن ماهية “النجوم الثلاثة للتنين الأرضي”، فإن مجرد العثور على مسكنه القديم يمثل مشكلة كبيرة بحد ذاتها.
كانت لوو تشي تشي تبحث في الأمر منذ عودتها، وخلال اليومين الماضيين بينما كانت تعتني بتشانغ شوان الفاقد للوعي، صادفت بعض الأدلة حول الموضوع.
“حسنًا.” أومأت لوو تشي تشي برأسها.
بينما كانا يغادران المسكن، فجأة رأيا فتاة شابة تقف أمام الباب، وكأنها تنوي الطرق. عند رؤيتها لتشانغ شوان، انحنت سريعًا بقبضة يدها. “المعلم تشانغ!”
“ران شياو شياو؟” سأل تشانغ شوان باستغراب.
كانت هذه الفتاة هي التي تحدته عندما حصل لأول مرة على مفاتيح المسكن، وكذلك الحاصلة على المركز الثاني في مسابقة المستوى الأول السنوية.
كانت قد تحدته في مبارزة “إملاء إرادة السماء”، فقط لتنتهي تحت سيطرته وهزمت بدلاً منه صاحبة المركز الأول وو تشان والمركز الثالث شياو نان.
“نعم، جئت لأشكر المعلم تشانغ على توجيهاته…” ابتسمت ران شياو شياو.
في البداية، شعرت بعدم ارتياح شديد لسماع أن طالبًا جديدًا سيسكن أول مسكن متاح للمستوى الأول، وهذا هو السبب الذي دفعها للتوجه إلى مسكنه عند سماع الخبر وتحديه. لكن الطرف الآخر تمكن من تحديد نقاط الضعف في تدريباتها مباشرة، وعندها أدركت الفجوة بينها وبينه.
بتوجيهاته، تمكنت من تخطي العقبة التي واجهتها، وحققت اختراقًا طال انتظاره في تدريباتها. وبحماس، أسرعت إلى مسكنه لتعبّر عن امتنانها. وفي الوقت نفسه، سمعت بعض الأخبار المقلقة، فجاءت لتستفسر عنها أيضًا.
“لا داعي للرسميات، نحن زملاء دراسة ومن الطبيعي أن نساعد بعضنا.” لوّح تشانغ شوان بيده بلا مبالاة.
“لولا توجيهات المعلم تشانغ، لكنت ما زلت عالقة عند عقبتي السابقة، غير قادرة على التقدم في تدريبي…” كانت ران شياو شياو على وشك الانحناء مرة أخرى لتعبّر عن امتنانها عندما لمحت فجأة الشخص الواقف بجانب تشانغ شوان واتسعت عيناها. “الأخت تشي تشي؟”
كانت متحمسة جدًا لرؤية تشانغ شوان لدرجة أنها لم تلحظ الشخص الواقف خلفه. والمفاجأة أنها كانت أشهر طالبة في المستوى الثاني بالأكاديمية، لوو تشي تشي!
أومأت لوو تشي تشي ردًا عليها.
كانت ران شياو شياو من بين العباقرة الخمسة الأوائل في المستوى الأول، لذا كان طبيعيًا أن تكون لوو تشي تشي سمعت بها أيضًا.
“أنتما الاثنان…” رمتش ران شياو شياو بجفنيها بسرعة في صدمة.
كانت لوو تشي تشي مشهورة جدًا في أكاديمية المعلمين، ليس فقط بسبب موهبتها الاستثنائية أو جمالها، ولكن الأهم من ذلك، يُقال إن لديها خلفية غير عادية أيضًا.
عُرفت باجتهادها الشديد، تقضي معظم وقتها في الدراسة والتدريب. لذا نادرًا ما كان لها أي تواصل مع الجنس الآخر. فما الذي جاء بها إلى مسكن المعلم تشانغ؟
وفوق ذلك، كان الشمس قد اختفت بالفعل خلف الأفق، وحلّ الظلام. لماذا يلتقي شخصان من جنسين مختلفين تحت سقف واحد في منتصف الليل… ماذا يمكن أن يكونا يفعلان؟
“أنا أتعلّم صناعة الحبوب من المعلم تشانغ. إنه معلمي!” أجابت لوو تشي تشي.
“معلمكِ؟” اتسعت عينا ران شياو شياو في ذهول عند سماع هذه الكلمات.
المعلم تشانغ مجرد طالب في المستوى الأول بالأكاديمية، وفوق ذلك وصل منذ أيام قليلة فقط. أن تعترفِ به كمعلم لكِ وأنتِ عبقريّة من المستوى الثاني…
ناهيك عن أنكِ أيضًا من أجمل فتيات الأكاديمية! إذا انتشر هذا الخبر، ألن يثور الرجال في الأكاديمية؟
“إذا كنتِ هنا لشكري، فلا حاجة حقًا. كمعلمين، ينبغي أن نساعد بعضنا حيثما أمكن.” رغبة منه في عدم التأخير هنا، لوّح تشانغ شوان بيده وهو يستعد للمغادرة مع لوو تشي تشي.
“آه!” عند سماع هذه الكلمات، تذكرت ران شياو شياو فجأة السبب الآخر لمجيئها، فسارعت بالكلام: “في الواقع هناك أمر آخر أريد التحدث عنه مع المعلم تشانغ.”
“أوه؟”
“خلال الأيام القليلة الماضية، بينما كنت أتجول في الأكاديمية، سمعت بعض الأخبار… الطلاب يتحدثون عن أنك أغضبت العديد من الفصائل الطلابية، ويبدو أنهم سيتعاونون معًا للتعامل معك!” قالت ران شياو شياو بقلق.
“أنا أغضبت الفصائل الطلابية؟ متى فعلت ذلك؟” اندهش تشانغ شوان.
صحيح أنه رفض شراء “وثائق معلومات المعلمين” من الفصائل آنذاك… لكن من غير المعقول أن يغضبوا لهذا الحد بسبب أمر تافه كهذا؟
بالإضافة إلى ذلك، من حقه أن يقرر ما إذا كان يريد شراء شيء أم لا. أن تتحد فصائل طلابية مكونة من معلمين ضده بسبب أمر صغير كهذا، هذا أمر سخيف للغاية.
“لم تفعل شيئًا؟” عند رؤية الحيرة على وجه الطرف الآخر، هزت ران شياو شياو رأسها. “هذه الفصائل الطلابية تقضي العام كله في جمع معلومات عن كل معلم لتجميعها في كتاب وبيعه للطلاب الجدد… لكن تجارتهم فشلت بسبب المعلم تشانغ، حتى أن أخلاقهم تم التشكيك فيها بسبب أفعالهم. كيف لا يغضبون؟”
“أنا أفشلت تجارتهم؟” حك تشانغ شوان رأسه في حيرة. “لكنني لم أفعل أي شيء على الإطلاق!”
ماذا أفشلت بالضبط؟
لقد كنت فاقدًا للوعي خلال الأيام الثلاثة الماضية، فماذا يمكن أن أكون فعلت؟ أم أنك تقولين أنني كنت أتجول أثناء النوم وفعلت شيئًا لا أعرفه حتى؟
“لم تفعل شيئًا؟” تنهدت ران شياو شياو بعمق في إحباط. “هل يعرف المعلم تشانغ الطلاب الجدد جون رووهوان، وسونغ تشاو، ولوو شوان؟”
“أعرفهم” أجاب تشانغ شوان.
“الثلاثة قاموا بتوزيع نسختهم الخاصة من ‘وثائق معلومات المعلمين’ مجانًا باسمك، وقد تبين أن محتوى الكتاب أكثر تفصيلاً ودقة من تلك التي تبيعها الفصائل الطلابية الأخرى… هذا تسبب في ضجة كبيرة بين الطلاب الجدد وكبار الطلاب على حد سواء” قالت ران شياو شياو.
“وزعوا وثائق معلومات المعلمين مجانًا؟” بدأت جفون تشانغ شوان في الارتعاش لا إراديًا.
هذا يفسر كل شيء!
لقد قام بتجميع نسخة من الوثائق بدافع الخير للثلاثي بناءً على المعلومات التي جمعها من الآخرين لمساعدتهم على اختيار معلمهم بشكل أفضل، لكن هؤلاء الرفاق قاموا بتوزيعها مجانًا على الطلاب الجدد الآخرين! ناهيك عن أنهم استخدموا اسمه أيضًا!
بينما كانت الفصائل الأخرى تبيع نسخها بمئة حجر روحي من المستوى المتوسط لكل نسخة، كان هؤلاء يوزعونها مجانًا، ونسختهم كانت أكثر دقة أيضًا… هذا ببساطة كان تخريبًا للسوق! بالطبع سيثيرون غضب الآخرين!
لكن من غير المرجح أن جون رووهان والآخرين كانوا يحاولون عمدًا التسبب بمشاكل له. على الأرجح، كانوا يحاولون فقط بناء سمعة طيبة له بين الطلاب، لكنهم فشلوا في التفكير في الأمر بعمق. ونتيجة لذلك، انتهى بهم المطاف بإغضاب معظم الفصائل الطلابية.
“عندما يغضب طالب جديد الفصائل الطلابية، سيجد نفسه يعاني عبر الأكاديمية بأكملها. المعلم تشانغ، يجب أن تكون حذرًا… إذا ساءت الأمور حقًا، قد تحتاج إلى الانضمام إلى فصيل طلابي قوي للحصول على حمايتهم”، نصحت ران شياو شياو.
كانت هي نفسها عضوًا في فصيل طلابي، لذا شعرت بالتناقض للحظة بعد سماع الخبر. لكن في النهاية، قررت إخبار تشانغ شوان بهذه المشكلة.
قد يكون تشانغ شوان عاجزًا أمام الفصائل الطلابية كفرد، ولكن إذا انضم تحت مظلة أحد الفصائل القوية، سيكون من الصعب على الفصائل الأخرى أن تضره.
“شكرًا لك!” مدركًا أن الطرف الآخر قد اختار إخباره بهذا الأمر على الرغم من المخاطرة بعلاقتها مع فصيلها، شكرها تشانغ شوان بصدق.
بصراحة، رغم أن الأمر قد يكون مزعجًا، إلا أنه لم يكن يخشى الفصائل الطلابية حقًا.
فمنذ بداية رحلته من مملكة تيانكسوان حتى الآن، لم يخلُ طريقه من أشخاص أغضبهم.
إذا كانوا يعرفون ما هو جيد لهم، فسيتعلمون البقاء بعيدًا عن طريقه. وإلا، فهو لا يمانع في أن يريهم قوته الحقيقية.
حتى رئيس “إمبراطورية الأرواح” كاد أن يفقد عقله بسببه، فما بالك بمجموعة من الطلاب؟
“سأغادر الآن”. بعد أن قالت كل ما يجب قوله، ضمت ران شياو شياو قبضتها وغادرت.
“هذه الفصائل الطلابية مزعجة في التعامل معها. يا معلم، يجب أن تكون حذرًا!” قالت لوو تشي تشي وهي تعبس بينما تشاهد ران شياو شياو تغادر.
بعد قضاء عدة سنوات في أكاديمية المعلمين، رأت الكثير من الأفعال القذرة لهذه الفصائل الطلابية. إذا قرروا حقًا التركيز على شخص، يمكنهم حتى إجبار طالب على المغادرة طواعية في يوم واحد فقط.
هذا هو السبب الذي يجعل أولئك الذين لا يملكون دعمًا أو قوة ينضمون إلى فصيل طلابي. وإلا، سيكونون عرضة للخطر ولا يستطيعون البقاء في الأكاديمية.
“أنا أفهم”. مدركًا أن الطرف الآخر يقول هذه الكلمات من أجله، أومأ تشانغ شوان برأسه.
كانت لوو تشي تشي قلقة، لكن نظرًا لأن تشانغ شوان يتمتع بحماية مدير المدرسة مو ومدير المدرسة تشاو، فإن تلك الفصائل الطلابية لن تجرؤ على التصرف بتهور. لذا قررت ألا تفكر كثيرًا في الأمر.
سار الاثنان في الشوارع، وسرعان ما وصلا إلى شرفة صغيرة بجانب البحيرة.
“هذا هو المكان الذي اتفقت عليه مع الطرف الآخر”، توقفت لوو تشي تشي وقالت.
“من هو؟ هل هو طالب في الأكاديمية؟” سأل تشانغ شوان.
“لست متأكدة أيضًا. أرسلت الطلب في برج المساعدة، وجاءني رد. حددنا موعدًا للقاء هنا. للأسف، لا توجد تفاصيل إضافية عن هوية الطرف الآخر”، أجابت لوو تشي تشي.
“فهمت”، أومأ تشانغ شوان برأسه.
برج المساعدة في الأكاديمية هو مكان يمكن للطلاب أو حتى المعلمين نشر طلباتهم فيه، مثل طلب المساعدة في مواضيع معينة أو حل مشكلات مقابل مكافآت. عادةً ما تكون المكافأة نقاطًا أكاديمية.
بمعنى ما، يعمل بطريقة مشابهة لجدار المعضلات في نقابة الأطباء.
مرت ألفا عام منذ اختفاء وو يانغزي، وخريطة مدينة هونغ يوان تغيرت كثيرًا على مر السنين. بدون مساعدة إضافية، سيستغرق العثور على مكان إقامته القديم وقتًا طويلاً. لذا قررت لوو تشي تشي نشر طلب في برج المساعدة، مع وعود بمنح نقاط أكاديمية مقابل المعلومات.
ظنت أن الأمر سيستغرق وقتًا طويلاً قبل أن تتلقى إجابة، ولكن من كان يظن أنها ستتلقى ردًا في اليوم الثالث؟
لكن نظرًا لأن هويات مقدمي الطلبات والردود تظل مجهولة في برج المساعدة، كان من المستحيل معرفة هوية الطرف الآخر. ومع ذلك، نظرًا لأنهم داخل الأكاديمية، يجب أن يكون الطرف الآخر إما طالبًا أو معلمًا.
“لننتظر قليلاً إذًا”، قال تشانغ شوان.
في تلك اللحظة، هبت نسيم فجأة، وظهر فجأة شخص من ظلام الليل.
تحت الضوء الخافت للنجوم، بالكاد يمكن تمييز صورة امرأة. كانت طويلة القامة، لكن ما لفت الانتباه بشكل خاص هو خصرها النحيل الذي يمكن بسهولة لف الذراع حوله.
ولكن على الرغم من خصرها النحيل، كان لديها جسم متناسق يجعل قلوب الرجال تخفق باضطراب.
هوو!
سرعان ما حطت الشخصية في الشرفة.
أخيرًا، تمكنت لوو تشي تشي من رؤية ملامح الطرف الآخر.
كانت سيدة في أواخر العشرينات من عمرها. مثل يو فاي-إر ولوو تشي تشي، كان لديها وجه جميل بملامح مميزة، ولكن على عكس الاثنتين، كانت تحيط بها هالة ساحرة.
“الأخت ياواو؟” اندهشت لوو تشي تشي وسرعان ما ضمت قبضتها لتحيتها.
“أوه، إذن أنتِ!” بعد أن تعرفت على لوو تشي تشي، سألت هو ياواو بفضول: “هل أنتِ من تبحث عن مقر إقامة وو يانغزي القديم؟”
“هذا صحيح.” أومأت لوو تشي تشي برأسها. “هل لديكِ أي معلومات عن ذلك؟”
“أعرف شيئًا عن هذا!” أومأت هو ياواو برأسها.
عند سماع تأكيد الطرف الآخر، قبضت لوو تشي تشي على قبضتيها بحماس. لكن في تلك اللحظة، لاحظت فجأة نظرة الحيرة على وجه معلمها، فأسرعت بشرح الأمر له: “أستاذي، هذه طالبة من المستوى الخامس في أكاديميتنا، الأخت هو ياواو!”
“هو ياواو؟” حك تشانغ شوان رأسه.
هو ياواو، لوو تشي تشي، ران شياو شياو…
هل هذه موضة في الأكاديمية؟ لماذا كل السيدات اللاتي قابلتهن يحملن أسماء متشابهة؟
ت.م (يقصد تكرار الأسم الثاني)
“ألا تعرفني؟” عند رؤية نظرة الحيرة على وجه الشاب أمامها، ارتبكت هو ياواو. اقتربت منه بابتسامة ساحرة وسألت: “ما اسمك؟”
“أنا؟” لسبب ما، تردد تشانغ شوان للحظة قبل أن يجيب بجدية: “أنا شوان شوان!”
—
نهاية الفصل .
نهاية الفصل .
—
نهاية الفصل .
ترجمة سجاد .
نهاية الفصل .
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
