You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode

أعزائنا القرّاء، يسرّنا إعلامكم بأن ملوك الروايات يوفر موقعًا مدفوعًا وخاليًا تمامًا من الإعلانات المزعجة، لتستمتعوا بتجربة قراءة مريحة وسلسة.

لزيارة الموقع، يُرجى النقر هنا.

هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

ما وراء الزمن 221

حبة روح باي لي

حبة روح باي لي

مرّ الوقت.
في عيون الدم السبعة، وتحديدًا في الميناء 176، جلس شو تشينغ متربعًا على سطح زورقه الروحي. كانت الأمواج ترفع الزورق وتخفضه بهدوء، بينما كان يتأمل شروق الشمس الأحمر المتوهج، وكأن السماء تمتلئ بالنار.
كان قد مضى نحو نصف شهر منذ إبادة نجوم البحر. وقد أحدثت تلك الحادثة ضجة هائلة. فبعد أن أعلنت عيون الدم السبعة علنًا عمّا فعله شعب نجوم البحر، وبأنهم كانوا مدعومين من باي لي التابع لتنظيم الشعلة، حصلت العديد من الطوائف والشعوب على الجواب الذي كانوا ينتظرونه: السبب وراء اختفاء تلاميذهم المختارين. وبالطبع، اجتاح الغضب الجميع تجاه نجوم البحر، وتنظيم الشعلة، والأنواع الثلاثة الأخرى التي كانت متورطة.
ورغم أن نجوم البحر أُبيدوا بالكامل، فإن الأنواع الأخرى ما زالت موجودة. لكن عيون الدم السبعة لم تكن بحاجة للتدخل، فقد بادرت الطوائف التي فقدت تلاميذها المختارين إلى التحرك بنفسها. وما إن وُجدت ديدان الخيط داخل أجساد تلك الأنواع الثلاثة، حتى اعتُبر ذلك دليلًا كافيًا.
وبعد فترة وجيزة، تم القضاء على تلك الأنواع الثلاثة أيضًا.
جعلت أفعال السيد السادس طائفة عيون الدم السبعة مركز الانتباه من جديد. فكونه حوّل القمة السادسة إلى حصنٍ هائل، أدخل الرعب في قلوب الكثيرين.
ومع ذلك، وبعد تحليلٍ معمّق، توصّل العديد من المراقبين إلى أن الجبل، رغم ضخامته، يفتقر إلى مصدر طاقة حقيقي مرعب. فمع أن الحصن قادر على تنفيذ عمليات نقل آني ضخمة، إلا أن قوته التدميرية المباشرة لم تكن كبيرة. حتى أن البعض تكهّن أن السيد السادس، لولا استخدامه لراية الحرب البشرية، لما كان قادرًا على سحق باي لي.
لكن بغض النظر، فإن إبادة نجوم البحر واستيعاب باي لي من تنظيم الشعلة، أصبحتا من الوقائع المعلنة رسميًا. وبفضل ذلك، بدت عيون الدم السبعة أقوى من أي وقت مضى.
وبعد انتهاء كل شيء، رافق السيد السادس الجميع في طريق العودة إلى الطائفة. لم يتحدث أثناء الرحلة، ولم يتحدث شو تشينغ أيضًا. فبرغم أنهم انتقموا، إلا أن الرضا الذي كانوا يتوقعونه لم يتحقق. بل شعروا بالسكينة، وربما بشيءٍ من الحزن. ومع ذلك، فإن الحياة تمضي. والطريق لا يزال ممتدًا.
جلس شو تشينغ على سطح زورقه، ورفع قنينة خمر باتجاه أراضي البنفسج، ثم أخذ رشفة منها وأغمض عينيه.
“رحلة آمنة يا أستاذي.”
دوّت أصوات دويّ خافتة داخل جسده؛ كانت 65 فتحة دارما فيه كأفران مشتعلة، تحرق الأرواح الطائفة داخله ببطء… وتستوعبها تدريجيًا.
تلك الأرواح تعود إلى شعب نجوم البحر. لكنها كانت ضعيفة وقليلة القيمة. ولحسن الحظ، كان عددها كبيرًا بما يكفي ليساعده قليلًا في فتح فتحات دارما جديدة.
وكانت هناك روح واحدة مميزة بينها، محتجزة داخل إحدى فتحاته، تحترق ليلًا ونهارًا بلا توقف. إنها روح مزارع من عرق غروغلوم. فبعد أن قبض عليه باستخدام ظله، عذّبه شو تشينغ لأيام، إلى أن انهار جسده، فاستخرج روحه.
لكن تقنية “الغراب الذهبي يستوعب الأرواح” لم تنجح في سلب القدرة الفطرية لذلك الكائن. ليس لضعف في التقنية الإمبراطورية، بل لأن فردًا واحدًا من هذا العرق لا يكفي. كان يحتاج إلى عدد منهم.
لكن هذا لم يُزعج شو تشينغ. ما كان يريده هو تعذيب الغروغلوم. فأرواحهم تتعافى من تلقاء نفسها حتى أثناء القمع والحرق.
السيد السادس استوعب شعب نجوم البحر داخل القمة السادسة، ثم صهرهم في شمعة يُشعلها أمام ضريح ابنه. أما شو تشينغ، فلم يكن يقدر على ذلك، لكنه أقسم أن يبقي روح الغروغلوم محبوسة طالما ظل حيًا، ليجعله يتمنى الموت. وسيرى إن كان بإمكانه يومًا ما سلب قدرته الفطرية.
سواء بسبب منفعة الطاقة الروحية، أو بدافع الكراهية، لم يكن ينوي التهامه… بعد.
في تلك اللحظة، كان يستخدم طاقة الأرواح الأخرى ليدك فتحته الـ66. وبعد قليل، انفتحت، وانتشرت طاقة دارما إضافية داخله. ولم يتوقف، ففتحه الـ67 انفتح، ثم وجه بقية الطاقة نحو الفتحة الـ68، التي انفتحت بصعوبة.
ارتجف جسده. فقد ارتفع مستواه بشكل واضح. ومع تجربته، بات يعلم أن فتح الفتحات بعد إشعال الشعلة الثانية يصبح أصعب بكثير. علاوة على أن أرواح نجوم البحر كانت مجتزأة وضعيفة، فتمكن فقط من فتح ثلاث فتحات جديدة.
فتح عينيه، وأخرج صندوقًا من اليشم. داخله حبة سوداء، يعلو سطحها ظل روح شرير، يصرخ بصمت. وكأن روحًا كانت محبوسة بداخلها.
كانت تلك حبة روح عالية المستوى ونادرة!
بالنسبة للمزارعين الذين يتبعون “نصوص ابتلاع الأرواح النارية”، فإن الأرواح تُعد وقودًا لفتح فتحات الدارما. وكان السبيل الوحيد للتقدّم هو عبر القتل واستخلاص الأرواح. لكن أحيانًا، يكون القتل طريقًا بطيئًا. لذا كانت تُستخدم حبوب الأرواح كمصدر فوري للطاقة.
الحبوب التي أعطاها “وو جيان وو” سابقًا لشو تشينغ كانت من هذا النوع، لكنها من مستوى أدنى.
أما هذه الحبة بالتحديد، فقد صنعها السيد السادس باستخدام جزء من روح باي لي، وقدمها كهدية إلى شو تشينغ، موضحًا أنها ليست سوى جزء من الروح، إذ إنه بحاجة إلى الكثير من الأرواح لعمله في التشكيل. مع ذلك، أكد أنه يدين له بفضل كبير.
وقد رأى شو تشينغ أن ذلك أمر منطقي تمامًا. فهو لم يكن ليتمكن من الانتقام لولا السيد السادس، حتى لو لم يحصل على الحبة، لكان راضيًا.
وفوق ذلك، فقد أعطاه السيد السادس القلادة الواقية أيضًا. ورغم أنه استخدم معظمها أثناء معركته مع باي لي، إلا أنها لا تزال ذات فائدة، وقيمتها أعلى من الحبة.
صفّى ذهنه، ثم أخذ الحبة ووضعها في فمه دون تردد. وبينما كان يمضغها، سُمعت صرخات روح معذّبة منها. ثم ابتلعها، وأحرقها بنيران الشر، ووجّه طاقتها نحو فتحة دارما جديدة.
بعد لحظة، ارتجف جسده، وانفتحت الفتحة الـ69. ثم تقدّم نحو الـ70، فالـ71…
مكّنته قوة الحبة من فتح فتحات متتالية. فتح الـ72، ثم الـ73، الـ74، الـ75… ولم يتوقف.
فتح الـ76، الـ77، ثم الـ78!
كانت الحبة المصنوعة من روح باي لي مذهلة حقًا.
وأخيرًا، دوّى صوت تمزق داخله، وفتح شو تشينغ عينيه. لمع ضوء بنفسجي فيهما.
لقد فتح فتحة دارما رقم 79!
طاقة مرعبة تدفقت داخله، وقوة دارما لا تُصدّق ملأت كيانه. حتى البحر المحيط بزورقه تلاطم بفعل الموجات المنبعثة منه، فقد ارتفع مستواه الزراعي بشكل هائل.
“لقد فتحت 11 فتحة دفعة واحدة… أظن أن هذه الحبة احتوت على أكثر من روح باي لي فقط!” تفاجأ بشدة. وعندما وصفها السيد السادس بأنها “حبة روح”، فلا بد أنه مزج فيها أرواح المزارعين من الأنواع الثلاثة الأخرى أيضًا، بما فيهم البطريركات.
ورغم أن أولئك المزارعين لم يكونوا أقوياء جدًا، إلا أن عددهم الكبير منح الحبة طاقة هائلة.
“تبقّى لي 11 فتحة فقط… وحينها، سأتمكن من إشعال الشعلة الثالثة!”
نظر إلى حقيبته، حيث كان يحتفظ بصندوقي أمنيات. كان قد بدأ بالفعل بمحاولات فتحهما، وهي عملية تحتاج وقتًا. والآن، بات قريبًا جدًا من تحقيق ذلك.
ثم نظر خلفه نحو قارة “عنقاء الجنوب” بأكملها. ومع انتهاء الاضطرابات، بدأ يفكر في الكابتن لي ..
بعيدًا عن ذلك، فقد وقعت تطورات كبيرة في حرب الموتى الأحياء خلال النصف شهر الماضي. أبرزها أن صاحب السمو الثالث حقق إنجازًا هائلًا.
لم يكن شو تشينغ قد سمع الكثير عن صاحب السمو الثالث منذ بداية الحرب، ولم يدرك السبب إلا الآن. فقد أوكلت إليه مهمة إثارة تمرد خلف خطوط العدو.
لم يكن شو تشينغ يعرف كيف فعلها، لكن صاحب السمو الثالث تمكن من إقناع ثلاثة من أهم حلفاء الموتى الأحياء بخيانتهم والانقلاب عليهم في أراضيهم الخاصة. في السابق، كانت الحرب بين الموتى الأحياء وعيون الدم السبعة في حالة جمود، أما الآن، فقد تغير كل شيء.
وكان لهذا الحدث تأثيرات واسعة. فقد أكسب عيون الدم السبعة مجدًا جديدًا، وجعلهم أكثر إشراقًا من أي وقت مضى. كما جذب انتباه تحالف الطوائف السبعة على البر الرئيسي الموقر، الذي بدا مصدومًا تمامًا من التطورات المفاجئة.
من الواضح أن التحالف كان سعيدًا برؤية عيون الدم السبعة والموتى الأحياء عالقين في جمود. ولهذا، كانوا يراقبون فقط دون تدخل. لكن الآن، ومع اقتراب عيون الدم السبعة من اجتياح أرض الموتى الأحياء، بدأ التحالف يشعر بالقلق.
وكان سبب القلق بسيطًا… فأرض الموتى الأحياء قريبة جدًا من البر الرئيسي الموقر.
بدقة، فإن أرضهم الأم وجزرهم المحصنة وجزر أعماق البحر تشكّل خطًا مستقيمًا يصل بين عيون الدم السبعة والبر الرئيسي.
قبل نجاح خطة صاحب السمو الثالث، كان التحالف يأمل أن تستنزف الحرب موارد عيون الدم السبعة تدريجيًا. لكن انقلاب الأحداث غيّر موقفهم تمامًا. فجأة، بدأ التحالف بالتدخل في مجريات الحرب. وسرعان ما انتشرت الشائعات في عيون الدم السبعة، مفادها أن الحرب قد تنتهي قريبًا بفضل تدخل التحالف.
ومع ذلك، لم يكن شو تشينغ يهتم كثيرًا بكل هذا.
فقد كان يستعد للقيام برحلة إلى معسكر الباحثين عن الخردة. كان ينوي دخول المنطقة المحظورة مجددًا، لتنظيف قبر الكابتن لي، ومحاولة معرفة أخبار عن كروسيفكس وغرايسفول رابتور. مرت سنتان، وكان فضوله يزداد لمعرفة أحوالهما.
بعد أن تأمل البعيد لبعض الوقت، نهض، وخبأ زورقه الروحي، وتوجه نحو مجمع بوابات الانتقال الآني. وأثناء الطريق، لمح القائد يتجادل مع بائع حول عدد الحجارة الروحية التي يجب دفعها مقابل كيس فاكهة.
عندما رأى القائد شو تشينغ، رمى له تفاحة، ثم أخذ واحدة لنفسه وقضم منها، ثم ابتسم وهو يتفحص شو تشينغ بنظرة ماكرة قائلاً:
“ذاهب للخارج؟ لما لا تأخذني معك؟”
نظر شو تشينغ إلى التفاحة ثم إلى القائد. لم يصدق أبدًا أن هذا لقاء صدفة.
سعل القائد بخفة، وأخذ قضمة أخرى من تفاحته، ثم تنهد وهز كتفيه قائلًا:
“حسنًا، كشفتني. الشيخ أوكل إلي مهمة أخرى. يجب أن أراقبك أثناء غيابه… وأبقيك آمنًا. أعتقد أن الشيخ متحمس لتلقّي تلميذ جديد، ولا يريد تضييع وقته في الاختبارات الرسمية. عندما يرى شخصًا يعجبه، يحسم الأمر مباشرة. على كل حال، هو متحمس لإنهاء الحرب والعودة.”
لم يبدُ القائد مترددًا أبدًا في “بيع” الشيخ السابع بهذه السهولة.
تسللت نظرة غريبة إلى عيني شو تشينغ وهو يفكر بالأمر. وبعد بعض التفكير، قرر أنه لا يوجد سبب لرفض الرفقة. فالموتى الأحياء لا يزالون يعرضون جائزة على رأسه، وكما أشار تشين فييوان سابقًا في أراضي البنفسج، هناك الكثير ممن يطمعون في هذه الجائزة. وجود القائد إلى جانبه قد يجعله أكثر أمانًا، رغم احتمالية الجنون المصاحب لذلك.
قال شو تشينغ:
“ذاهب إلى المنزل لبعض الوقت.”
قهقه القائد وقال:
“ذاهب للبيت؟ إذن سأكون ضيفك! هاهاها! هيا بنا. الملل يقتلني في الطائفة هذه الأيام. نحتاج فعلاً إلى بعض الهواء النقي.”
كان القائد يبدو أكثر حماسًا للخروج من الطائفة من شو تشينغ نفسه، وقاد الطريق بسرعة نحو مجمع الانتقال الآني.
قال شو تشينغ وهو يتبعه:
“لقد فعلت شيئًا، أليس كذلك؟ تريد الخروج للاختباء قليلًا؟”
هز القائد رأسه بشدة وهو ينفي، وقال:
“مستحيل!”
وعندما وصلا إلى مجمع البوابات، سأل شو تشينغ عن وجهته، ثم ضبط القائد التشكيلة بنفسه، وجر شو تشينغ معه إلى داخل البوابة.
وفي اللحظة التالية، اختفيا.
لم يمض وقت طويل حتى دوّى صراخ غاضب من القمة السادسة:
“تشن إر نيو، أيها الوغد الصغير! هل هناك شيء لا تستطيع أن تعضه؟!”
اندفعت موجة من الإرادة الإلهية من القمة السادسة، اجتاحت المدينة بأسرها بحثًا عن القائد… دون جدوى.
في معبد على الجانب الغابي من القمة السادسة، وقف السيد السادس بوجه متجهم أمام ممر خفي متقن الإخفاء. كان هذا النوع من الأنفاق لا يستطيع إنشاؤه سوى أفراد الصفوة من الطائفة، وفقط الثلاثة الأوائل بينهم.
كان النفق يؤدي إلى أعماق القمة السادسة، إلى قلب الحصن القتالي. وكان مصدر الطاقة الحقيقي للقمة مخفيًا بضباب خاص يمنع الآخرين من إدراكه بسهولة. لكن السيد السادس كان يرى كل شيء بوضوح.
وعلى قاعدة مصدر الطاقة، كان هناك جزء مفقود… محاط بعلامات أسنان واضحة!
تنهد السيد السادس وقال في نفسه:
“هل كان تشن إر نيو كلبًا في حياته السابقة؟ يعض كل شيء!”
حاول أن يكبح غضبه، ثم رفع رأسه ناظرًا نحو مصدر الطاقة المغطى بالضباب.
“ذلك الصعلوك الصغير لا بد أنه رأى كل شيء. وأراهن أنه استنتج الحقيقة… ومع ذلك، يعرف متى يخرس. بالإضافة إلى أنه بالتأكيد لاحظ أنني عندما كنت أسحق باي لي، كنت حريصًا على عدم لمس مصدر الطاقة الأساسي… إذا لم يتمالك لسانه، فالبطريرك سيسلخه حيًا!”

مرّ الوقت. في عيون الدم السبعة، وتحديدًا في الميناء 176، جلس شو تشينغ متربعًا على سطح زورقه الروحي. كانت الأمواج ترفع الزورق وتخفضه بهدوء، بينما كان يتأمل شروق الشمس الأحمر المتوهج، وكأن السماء تمتلئ بالنار. كان قد مضى نحو نصف شهر منذ إبادة نجوم البحر. وقد أحدثت تلك الحادثة ضجة هائلة. فبعد أن أعلنت عيون الدم السبعة علنًا عمّا فعله شعب نجوم البحر، وبأنهم كانوا مدعومين من باي لي التابع لتنظيم الشعلة، حصلت العديد من الطوائف والشعوب على الجواب الذي كانوا ينتظرونه: السبب وراء اختفاء تلاميذهم المختارين. وبالطبع، اجتاح الغضب الجميع تجاه نجوم البحر، وتنظيم الشعلة، والأنواع الثلاثة الأخرى التي كانت متورطة. ورغم أن نجوم البحر أُبيدوا بالكامل، فإن الأنواع الأخرى ما زالت موجودة. لكن عيون الدم السبعة لم تكن بحاجة للتدخل، فقد بادرت الطوائف التي فقدت تلاميذها المختارين إلى التحرك بنفسها. وما إن وُجدت ديدان الخيط داخل أجساد تلك الأنواع الثلاثة، حتى اعتُبر ذلك دليلًا كافيًا. وبعد فترة وجيزة، تم القضاء على تلك الأنواع الثلاثة أيضًا. جعلت أفعال السيد السادس طائفة عيون الدم السبعة مركز الانتباه من جديد. فكونه حوّل القمة السادسة إلى حصنٍ هائل، أدخل الرعب في قلوب الكثيرين. ومع ذلك، وبعد تحليلٍ معمّق، توصّل العديد من المراقبين إلى أن الجبل، رغم ضخامته، يفتقر إلى مصدر طاقة حقيقي مرعب. فمع أن الحصن قادر على تنفيذ عمليات نقل آني ضخمة، إلا أن قوته التدميرية المباشرة لم تكن كبيرة. حتى أن البعض تكهّن أن السيد السادس، لولا استخدامه لراية الحرب البشرية، لما كان قادرًا على سحق باي لي. لكن بغض النظر، فإن إبادة نجوم البحر واستيعاب باي لي من تنظيم الشعلة، أصبحتا من الوقائع المعلنة رسميًا. وبفضل ذلك، بدت عيون الدم السبعة أقوى من أي وقت مضى. وبعد انتهاء كل شيء، رافق السيد السادس الجميع في طريق العودة إلى الطائفة. لم يتحدث أثناء الرحلة، ولم يتحدث شو تشينغ أيضًا. فبرغم أنهم انتقموا، إلا أن الرضا الذي كانوا يتوقعونه لم يتحقق. بل شعروا بالسكينة، وربما بشيءٍ من الحزن. ومع ذلك، فإن الحياة تمضي. والطريق لا يزال ممتدًا. جلس شو تشينغ على سطح زورقه، ورفع قنينة خمر باتجاه أراضي البنفسج، ثم أخذ رشفة منها وأغمض عينيه. “رحلة آمنة يا أستاذي.” دوّت أصوات دويّ خافتة داخل جسده؛ كانت 65 فتحة دارما فيه كأفران مشتعلة، تحرق الأرواح الطائفة داخله ببطء… وتستوعبها تدريجيًا. تلك الأرواح تعود إلى شعب نجوم البحر. لكنها كانت ضعيفة وقليلة القيمة. ولحسن الحظ، كان عددها كبيرًا بما يكفي ليساعده قليلًا في فتح فتحات دارما جديدة. وكانت هناك روح واحدة مميزة بينها، محتجزة داخل إحدى فتحاته، تحترق ليلًا ونهارًا بلا توقف. إنها روح مزارع من عرق غروغلوم. فبعد أن قبض عليه باستخدام ظله، عذّبه شو تشينغ لأيام، إلى أن انهار جسده، فاستخرج روحه. لكن تقنية “الغراب الذهبي يستوعب الأرواح” لم تنجح في سلب القدرة الفطرية لذلك الكائن. ليس لضعف في التقنية الإمبراطورية، بل لأن فردًا واحدًا من هذا العرق لا يكفي. كان يحتاج إلى عدد منهم. لكن هذا لم يُزعج شو تشينغ. ما كان يريده هو تعذيب الغروغلوم. فأرواحهم تتعافى من تلقاء نفسها حتى أثناء القمع والحرق. السيد السادس استوعب شعب نجوم البحر داخل القمة السادسة، ثم صهرهم في شمعة يُشعلها أمام ضريح ابنه. أما شو تشينغ، فلم يكن يقدر على ذلك، لكنه أقسم أن يبقي روح الغروغلوم محبوسة طالما ظل حيًا، ليجعله يتمنى الموت. وسيرى إن كان بإمكانه يومًا ما سلب قدرته الفطرية. سواء بسبب منفعة الطاقة الروحية، أو بدافع الكراهية، لم يكن ينوي التهامه… بعد. في تلك اللحظة، كان يستخدم طاقة الأرواح الأخرى ليدك فتحته الـ66. وبعد قليل، انفتحت، وانتشرت طاقة دارما إضافية داخله. ولم يتوقف، ففتحه الـ67 انفتح، ثم وجه بقية الطاقة نحو الفتحة الـ68، التي انفتحت بصعوبة. ارتجف جسده. فقد ارتفع مستواه بشكل واضح. ومع تجربته، بات يعلم أن فتح الفتحات بعد إشعال الشعلة الثانية يصبح أصعب بكثير. علاوة على أن أرواح نجوم البحر كانت مجتزأة وضعيفة، فتمكن فقط من فتح ثلاث فتحات جديدة. فتح عينيه، وأخرج صندوقًا من اليشم. داخله حبة سوداء، يعلو سطحها ظل روح شرير، يصرخ بصمت. وكأن روحًا كانت محبوسة بداخلها. كانت تلك حبة روح عالية المستوى ونادرة! بالنسبة للمزارعين الذين يتبعون “نصوص ابتلاع الأرواح النارية”، فإن الأرواح تُعد وقودًا لفتح فتحات الدارما. وكان السبيل الوحيد للتقدّم هو عبر القتل واستخلاص الأرواح. لكن أحيانًا، يكون القتل طريقًا بطيئًا. لذا كانت تُستخدم حبوب الأرواح كمصدر فوري للطاقة. الحبوب التي أعطاها “وو جيان وو” سابقًا لشو تشينغ كانت من هذا النوع، لكنها من مستوى أدنى. أما هذه الحبة بالتحديد، فقد صنعها السيد السادس باستخدام جزء من روح باي لي، وقدمها كهدية إلى شو تشينغ، موضحًا أنها ليست سوى جزء من الروح، إذ إنه بحاجة إلى الكثير من الأرواح لعمله في التشكيل. مع ذلك، أكد أنه يدين له بفضل كبير. وقد رأى شو تشينغ أن ذلك أمر منطقي تمامًا. فهو لم يكن ليتمكن من الانتقام لولا السيد السادس، حتى لو لم يحصل على الحبة، لكان راضيًا. وفوق ذلك، فقد أعطاه السيد السادس القلادة الواقية أيضًا. ورغم أنه استخدم معظمها أثناء معركته مع باي لي، إلا أنها لا تزال ذات فائدة، وقيمتها أعلى من الحبة. صفّى ذهنه، ثم أخذ الحبة ووضعها في فمه دون تردد. وبينما كان يمضغها، سُمعت صرخات روح معذّبة منها. ثم ابتلعها، وأحرقها بنيران الشر، ووجّه طاقتها نحو فتحة دارما جديدة. بعد لحظة، ارتجف جسده، وانفتحت الفتحة الـ69. ثم تقدّم نحو الـ70، فالـ71… مكّنته قوة الحبة من فتح فتحات متتالية. فتح الـ72، ثم الـ73، الـ74، الـ75… ولم يتوقف. فتح الـ76، الـ77، ثم الـ78! كانت الحبة المصنوعة من روح باي لي مذهلة حقًا. وأخيرًا، دوّى صوت تمزق داخله، وفتح شو تشينغ عينيه. لمع ضوء بنفسجي فيهما. لقد فتح فتحة دارما رقم 79! طاقة مرعبة تدفقت داخله، وقوة دارما لا تُصدّق ملأت كيانه. حتى البحر المحيط بزورقه تلاطم بفعل الموجات المنبعثة منه، فقد ارتفع مستواه الزراعي بشكل هائل. “لقد فتحت 11 فتحة دفعة واحدة… أظن أن هذه الحبة احتوت على أكثر من روح باي لي فقط!” تفاجأ بشدة. وعندما وصفها السيد السادس بأنها “حبة روح”، فلا بد أنه مزج فيها أرواح المزارعين من الأنواع الثلاثة الأخرى أيضًا، بما فيهم البطريركات. ورغم أن أولئك المزارعين لم يكونوا أقوياء جدًا، إلا أن عددهم الكبير منح الحبة طاقة هائلة. “تبقّى لي 11 فتحة فقط… وحينها، سأتمكن من إشعال الشعلة الثالثة!” نظر إلى حقيبته، حيث كان يحتفظ بصندوقي أمنيات. كان قد بدأ بالفعل بمحاولات فتحهما، وهي عملية تحتاج وقتًا. والآن، بات قريبًا جدًا من تحقيق ذلك. ثم نظر خلفه نحو قارة “عنقاء الجنوب” بأكملها. ومع انتهاء الاضطرابات، بدأ يفكر في الكابتن لي .. بعيدًا عن ذلك، فقد وقعت تطورات كبيرة في حرب الموتى الأحياء خلال النصف شهر الماضي. أبرزها أن صاحب السمو الثالث حقق إنجازًا هائلًا. لم يكن شو تشينغ قد سمع الكثير عن صاحب السمو الثالث منذ بداية الحرب، ولم يدرك السبب إلا الآن. فقد أوكلت إليه مهمة إثارة تمرد خلف خطوط العدو. لم يكن شو تشينغ يعرف كيف فعلها، لكن صاحب السمو الثالث تمكن من إقناع ثلاثة من أهم حلفاء الموتى الأحياء بخيانتهم والانقلاب عليهم في أراضيهم الخاصة. في السابق، كانت الحرب بين الموتى الأحياء وعيون الدم السبعة في حالة جمود، أما الآن، فقد تغير كل شيء. وكان لهذا الحدث تأثيرات واسعة. فقد أكسب عيون الدم السبعة مجدًا جديدًا، وجعلهم أكثر إشراقًا من أي وقت مضى. كما جذب انتباه تحالف الطوائف السبعة على البر الرئيسي الموقر، الذي بدا مصدومًا تمامًا من التطورات المفاجئة. من الواضح أن التحالف كان سعيدًا برؤية عيون الدم السبعة والموتى الأحياء عالقين في جمود. ولهذا، كانوا يراقبون فقط دون تدخل. لكن الآن، ومع اقتراب عيون الدم السبعة من اجتياح أرض الموتى الأحياء، بدأ التحالف يشعر بالقلق. وكان سبب القلق بسيطًا… فأرض الموتى الأحياء قريبة جدًا من البر الرئيسي الموقر. بدقة، فإن أرضهم الأم وجزرهم المحصنة وجزر أعماق البحر تشكّل خطًا مستقيمًا يصل بين عيون الدم السبعة والبر الرئيسي. قبل نجاح خطة صاحب السمو الثالث، كان التحالف يأمل أن تستنزف الحرب موارد عيون الدم السبعة تدريجيًا. لكن انقلاب الأحداث غيّر موقفهم تمامًا. فجأة، بدأ التحالف بالتدخل في مجريات الحرب. وسرعان ما انتشرت الشائعات في عيون الدم السبعة، مفادها أن الحرب قد تنتهي قريبًا بفضل تدخل التحالف. ومع ذلك، لم يكن شو تشينغ يهتم كثيرًا بكل هذا. فقد كان يستعد للقيام برحلة إلى معسكر الباحثين عن الخردة. كان ينوي دخول المنطقة المحظورة مجددًا، لتنظيف قبر الكابتن لي، ومحاولة معرفة أخبار عن كروسيفكس وغرايسفول رابتور. مرت سنتان، وكان فضوله يزداد لمعرفة أحوالهما. بعد أن تأمل البعيد لبعض الوقت، نهض، وخبأ زورقه الروحي، وتوجه نحو مجمع بوابات الانتقال الآني. وأثناء الطريق، لمح القائد يتجادل مع بائع حول عدد الحجارة الروحية التي يجب دفعها مقابل كيس فاكهة. عندما رأى القائد شو تشينغ، رمى له تفاحة، ثم أخذ واحدة لنفسه وقضم منها، ثم ابتسم وهو يتفحص شو تشينغ بنظرة ماكرة قائلاً: “ذاهب للخارج؟ لما لا تأخذني معك؟” نظر شو تشينغ إلى التفاحة ثم إلى القائد. لم يصدق أبدًا أن هذا لقاء صدفة. سعل القائد بخفة، وأخذ قضمة أخرى من تفاحته، ثم تنهد وهز كتفيه قائلًا: “حسنًا، كشفتني. الشيخ أوكل إلي مهمة أخرى. يجب أن أراقبك أثناء غيابه… وأبقيك آمنًا. أعتقد أن الشيخ متحمس لتلقّي تلميذ جديد، ولا يريد تضييع وقته في الاختبارات الرسمية. عندما يرى شخصًا يعجبه، يحسم الأمر مباشرة. على كل حال، هو متحمس لإنهاء الحرب والعودة.” لم يبدُ القائد مترددًا أبدًا في “بيع” الشيخ السابع بهذه السهولة. تسللت نظرة غريبة إلى عيني شو تشينغ وهو يفكر بالأمر. وبعد بعض التفكير، قرر أنه لا يوجد سبب لرفض الرفقة. فالموتى الأحياء لا يزالون يعرضون جائزة على رأسه، وكما أشار تشين فييوان سابقًا في أراضي البنفسج، هناك الكثير ممن يطمعون في هذه الجائزة. وجود القائد إلى جانبه قد يجعله أكثر أمانًا، رغم احتمالية الجنون المصاحب لذلك. قال شو تشينغ: “ذاهب إلى المنزل لبعض الوقت.” قهقه القائد وقال: “ذاهب للبيت؟ إذن سأكون ضيفك! هاهاها! هيا بنا. الملل يقتلني في الطائفة هذه الأيام. نحتاج فعلاً إلى بعض الهواء النقي.” كان القائد يبدو أكثر حماسًا للخروج من الطائفة من شو تشينغ نفسه، وقاد الطريق بسرعة نحو مجمع الانتقال الآني. قال شو تشينغ وهو يتبعه: “لقد فعلت شيئًا، أليس كذلك؟ تريد الخروج للاختباء قليلًا؟” هز القائد رأسه بشدة وهو ينفي، وقال: “مستحيل!” وعندما وصلا إلى مجمع البوابات، سأل شو تشينغ عن وجهته، ثم ضبط القائد التشكيلة بنفسه، وجر شو تشينغ معه إلى داخل البوابة. وفي اللحظة التالية، اختفيا. لم يمض وقت طويل حتى دوّى صراخ غاضب من القمة السادسة: “تشن إر نيو، أيها الوغد الصغير! هل هناك شيء لا تستطيع أن تعضه؟!” اندفعت موجة من الإرادة الإلهية من القمة السادسة، اجتاحت المدينة بأسرها بحثًا عن القائد… دون جدوى. في معبد على الجانب الغابي من القمة السادسة، وقف السيد السادس بوجه متجهم أمام ممر خفي متقن الإخفاء. كان هذا النوع من الأنفاق لا يستطيع إنشاؤه سوى أفراد الصفوة من الطائفة، وفقط الثلاثة الأوائل بينهم. كان النفق يؤدي إلى أعماق القمة السادسة، إلى قلب الحصن القتالي. وكان مصدر الطاقة الحقيقي للقمة مخفيًا بضباب خاص يمنع الآخرين من إدراكه بسهولة. لكن السيد السادس كان يرى كل شيء بوضوح. وعلى قاعدة مصدر الطاقة، كان هناك جزء مفقود… محاط بعلامات أسنان واضحة! تنهد السيد السادس وقال في نفسه: “هل كان تشن إر نيو كلبًا في حياته السابقة؟ يعض كل شيء!” حاول أن يكبح غضبه، ثم رفع رأسه ناظرًا نحو مصدر الطاقة المغطى بالضباب. “ذلك الصعلوك الصغير لا بد أنه رأى كل شيء. وأراهن أنه استنتج الحقيقة… ومع ذلك، يعرف متى يخرس. بالإضافة إلى أنه بالتأكيد لاحظ أنني عندما كنت أسحق باي لي، كنت حريصًا على عدم لمس مصدر الطاقة الأساسي… إذا لم يتمالك لسانه، فالبطريرك سيسلخه حيًا!”

في بعض المصطلحات هتلاقوها مختلفه عن الترجمة الفاتت فحاول تتأقلموا مع الوضع

[1] – الغروغلوم هو المغتال الي قتل السيد باي

[1] – الغروغلوم هو المغتال الي قتل السيد باي

في بعض المصطلحات هتلاقوها مختلفه عن الترجمة الفاتت فحاول تتأقلموا مع الوضع

مرّ الوقت. في عيون الدم السبعة، وتحديدًا في الميناء 176، جلس شو تشينغ متربعًا على سطح زورقه الروحي. كانت الأمواج ترفع الزورق وتخفضه بهدوء، بينما كان يتأمل شروق الشمس الأحمر المتوهج، وكأن السماء تمتلئ بالنار. كان قد مضى نحو نصف شهر منذ إبادة نجوم البحر. وقد أحدثت تلك الحادثة ضجة هائلة. فبعد أن أعلنت عيون الدم السبعة علنًا عمّا فعله شعب نجوم البحر، وبأنهم كانوا مدعومين من باي لي التابع لتنظيم الشعلة، حصلت العديد من الطوائف والشعوب على الجواب الذي كانوا ينتظرونه: السبب وراء اختفاء تلاميذهم المختارين. وبالطبع، اجتاح الغضب الجميع تجاه نجوم البحر، وتنظيم الشعلة، والأنواع الثلاثة الأخرى التي كانت متورطة. ورغم أن نجوم البحر أُبيدوا بالكامل، فإن الأنواع الأخرى ما زالت موجودة. لكن عيون الدم السبعة لم تكن بحاجة للتدخل، فقد بادرت الطوائف التي فقدت تلاميذها المختارين إلى التحرك بنفسها. وما إن وُجدت ديدان الخيط داخل أجساد تلك الأنواع الثلاثة، حتى اعتُبر ذلك دليلًا كافيًا. وبعد فترة وجيزة، تم القضاء على تلك الأنواع الثلاثة أيضًا. جعلت أفعال السيد السادس طائفة عيون الدم السبعة مركز الانتباه من جديد. فكونه حوّل القمة السادسة إلى حصنٍ هائل، أدخل الرعب في قلوب الكثيرين. ومع ذلك، وبعد تحليلٍ معمّق، توصّل العديد من المراقبين إلى أن الجبل، رغم ضخامته، يفتقر إلى مصدر طاقة حقيقي مرعب. فمع أن الحصن قادر على تنفيذ عمليات نقل آني ضخمة، إلا أن قوته التدميرية المباشرة لم تكن كبيرة. حتى أن البعض تكهّن أن السيد السادس، لولا استخدامه لراية الحرب البشرية، لما كان قادرًا على سحق باي لي. لكن بغض النظر، فإن إبادة نجوم البحر واستيعاب باي لي من تنظيم الشعلة، أصبحتا من الوقائع المعلنة رسميًا. وبفضل ذلك، بدت عيون الدم السبعة أقوى من أي وقت مضى. وبعد انتهاء كل شيء، رافق السيد السادس الجميع في طريق العودة إلى الطائفة. لم يتحدث أثناء الرحلة، ولم يتحدث شو تشينغ أيضًا. فبرغم أنهم انتقموا، إلا أن الرضا الذي كانوا يتوقعونه لم يتحقق. بل شعروا بالسكينة، وربما بشيءٍ من الحزن. ومع ذلك، فإن الحياة تمضي. والطريق لا يزال ممتدًا. جلس شو تشينغ على سطح زورقه، ورفع قنينة خمر باتجاه أراضي البنفسج، ثم أخذ رشفة منها وأغمض عينيه. “رحلة آمنة يا أستاذي.” دوّت أصوات دويّ خافتة داخل جسده؛ كانت 65 فتحة دارما فيه كأفران مشتعلة، تحرق الأرواح الطائفة داخله ببطء… وتستوعبها تدريجيًا. تلك الأرواح تعود إلى شعب نجوم البحر. لكنها كانت ضعيفة وقليلة القيمة. ولحسن الحظ، كان عددها كبيرًا بما يكفي ليساعده قليلًا في فتح فتحات دارما جديدة. وكانت هناك روح واحدة مميزة بينها، محتجزة داخل إحدى فتحاته، تحترق ليلًا ونهارًا بلا توقف. إنها روح مزارع من عرق غروغلوم. فبعد أن قبض عليه باستخدام ظله، عذّبه شو تشينغ لأيام، إلى أن انهار جسده، فاستخرج روحه. لكن تقنية “الغراب الذهبي يستوعب الأرواح” لم تنجح في سلب القدرة الفطرية لذلك الكائن. ليس لضعف في التقنية الإمبراطورية، بل لأن فردًا واحدًا من هذا العرق لا يكفي. كان يحتاج إلى عدد منهم. لكن هذا لم يُزعج شو تشينغ. ما كان يريده هو تعذيب الغروغلوم. فأرواحهم تتعافى من تلقاء نفسها حتى أثناء القمع والحرق. السيد السادس استوعب شعب نجوم البحر داخل القمة السادسة، ثم صهرهم في شمعة يُشعلها أمام ضريح ابنه. أما شو تشينغ، فلم يكن يقدر على ذلك، لكنه أقسم أن يبقي روح الغروغلوم محبوسة طالما ظل حيًا، ليجعله يتمنى الموت. وسيرى إن كان بإمكانه يومًا ما سلب قدرته الفطرية. سواء بسبب منفعة الطاقة الروحية، أو بدافع الكراهية، لم يكن ينوي التهامه… بعد. في تلك اللحظة، كان يستخدم طاقة الأرواح الأخرى ليدك فتحته الـ66. وبعد قليل، انفتحت، وانتشرت طاقة دارما إضافية داخله. ولم يتوقف، ففتحه الـ67 انفتح، ثم وجه بقية الطاقة نحو الفتحة الـ68، التي انفتحت بصعوبة. ارتجف جسده. فقد ارتفع مستواه بشكل واضح. ومع تجربته، بات يعلم أن فتح الفتحات بعد إشعال الشعلة الثانية يصبح أصعب بكثير. علاوة على أن أرواح نجوم البحر كانت مجتزأة وضعيفة، فتمكن فقط من فتح ثلاث فتحات جديدة. فتح عينيه، وأخرج صندوقًا من اليشم. داخله حبة سوداء، يعلو سطحها ظل روح شرير، يصرخ بصمت. وكأن روحًا كانت محبوسة بداخلها. كانت تلك حبة روح عالية المستوى ونادرة! بالنسبة للمزارعين الذين يتبعون “نصوص ابتلاع الأرواح النارية”، فإن الأرواح تُعد وقودًا لفتح فتحات الدارما. وكان السبيل الوحيد للتقدّم هو عبر القتل واستخلاص الأرواح. لكن أحيانًا، يكون القتل طريقًا بطيئًا. لذا كانت تُستخدم حبوب الأرواح كمصدر فوري للطاقة. الحبوب التي أعطاها “وو جيان وو” سابقًا لشو تشينغ كانت من هذا النوع، لكنها من مستوى أدنى. أما هذه الحبة بالتحديد، فقد صنعها السيد السادس باستخدام جزء من روح باي لي، وقدمها كهدية إلى شو تشينغ، موضحًا أنها ليست سوى جزء من الروح، إذ إنه بحاجة إلى الكثير من الأرواح لعمله في التشكيل. مع ذلك، أكد أنه يدين له بفضل كبير. وقد رأى شو تشينغ أن ذلك أمر منطقي تمامًا. فهو لم يكن ليتمكن من الانتقام لولا السيد السادس، حتى لو لم يحصل على الحبة، لكان راضيًا. وفوق ذلك، فقد أعطاه السيد السادس القلادة الواقية أيضًا. ورغم أنه استخدم معظمها أثناء معركته مع باي لي، إلا أنها لا تزال ذات فائدة، وقيمتها أعلى من الحبة. صفّى ذهنه، ثم أخذ الحبة ووضعها في فمه دون تردد. وبينما كان يمضغها، سُمعت صرخات روح معذّبة منها. ثم ابتلعها، وأحرقها بنيران الشر، ووجّه طاقتها نحو فتحة دارما جديدة. بعد لحظة، ارتجف جسده، وانفتحت الفتحة الـ69. ثم تقدّم نحو الـ70، فالـ71… مكّنته قوة الحبة من فتح فتحات متتالية. فتح الـ72، ثم الـ73، الـ74، الـ75… ولم يتوقف. فتح الـ76، الـ77، ثم الـ78! كانت الحبة المصنوعة من روح باي لي مذهلة حقًا. وأخيرًا، دوّى صوت تمزق داخله، وفتح شو تشينغ عينيه. لمع ضوء بنفسجي فيهما. لقد فتح فتحة دارما رقم 79! طاقة مرعبة تدفقت داخله، وقوة دارما لا تُصدّق ملأت كيانه. حتى البحر المحيط بزورقه تلاطم بفعل الموجات المنبعثة منه، فقد ارتفع مستواه الزراعي بشكل هائل. “لقد فتحت 11 فتحة دفعة واحدة… أظن أن هذه الحبة احتوت على أكثر من روح باي لي فقط!” تفاجأ بشدة. وعندما وصفها السيد السادس بأنها “حبة روح”، فلا بد أنه مزج فيها أرواح المزارعين من الأنواع الثلاثة الأخرى أيضًا، بما فيهم البطريركات. ورغم أن أولئك المزارعين لم يكونوا أقوياء جدًا، إلا أن عددهم الكبير منح الحبة طاقة هائلة. “تبقّى لي 11 فتحة فقط… وحينها، سأتمكن من إشعال الشعلة الثالثة!” نظر إلى حقيبته، حيث كان يحتفظ بصندوقي أمنيات. كان قد بدأ بالفعل بمحاولات فتحهما، وهي عملية تحتاج وقتًا. والآن، بات قريبًا جدًا من تحقيق ذلك. ثم نظر خلفه نحو قارة “عنقاء الجنوب” بأكملها. ومع انتهاء الاضطرابات، بدأ يفكر في الكابتن لي .. بعيدًا عن ذلك، فقد وقعت تطورات كبيرة في حرب الموتى الأحياء خلال النصف شهر الماضي. أبرزها أن صاحب السمو الثالث حقق إنجازًا هائلًا. لم يكن شو تشينغ قد سمع الكثير عن صاحب السمو الثالث منذ بداية الحرب، ولم يدرك السبب إلا الآن. فقد أوكلت إليه مهمة إثارة تمرد خلف خطوط العدو. لم يكن شو تشينغ يعرف كيف فعلها، لكن صاحب السمو الثالث تمكن من إقناع ثلاثة من أهم حلفاء الموتى الأحياء بخيانتهم والانقلاب عليهم في أراضيهم الخاصة. في السابق، كانت الحرب بين الموتى الأحياء وعيون الدم السبعة في حالة جمود، أما الآن، فقد تغير كل شيء. وكان لهذا الحدث تأثيرات واسعة. فقد أكسب عيون الدم السبعة مجدًا جديدًا، وجعلهم أكثر إشراقًا من أي وقت مضى. كما جذب انتباه تحالف الطوائف السبعة على البر الرئيسي الموقر، الذي بدا مصدومًا تمامًا من التطورات المفاجئة. من الواضح أن التحالف كان سعيدًا برؤية عيون الدم السبعة والموتى الأحياء عالقين في جمود. ولهذا، كانوا يراقبون فقط دون تدخل. لكن الآن، ومع اقتراب عيون الدم السبعة من اجتياح أرض الموتى الأحياء، بدأ التحالف يشعر بالقلق. وكان سبب القلق بسيطًا… فأرض الموتى الأحياء قريبة جدًا من البر الرئيسي الموقر. بدقة، فإن أرضهم الأم وجزرهم المحصنة وجزر أعماق البحر تشكّل خطًا مستقيمًا يصل بين عيون الدم السبعة والبر الرئيسي. قبل نجاح خطة صاحب السمو الثالث، كان التحالف يأمل أن تستنزف الحرب موارد عيون الدم السبعة تدريجيًا. لكن انقلاب الأحداث غيّر موقفهم تمامًا. فجأة، بدأ التحالف بالتدخل في مجريات الحرب. وسرعان ما انتشرت الشائعات في عيون الدم السبعة، مفادها أن الحرب قد تنتهي قريبًا بفضل تدخل التحالف. ومع ذلك، لم يكن شو تشينغ يهتم كثيرًا بكل هذا. فقد كان يستعد للقيام برحلة إلى معسكر الباحثين عن الخردة. كان ينوي دخول المنطقة المحظورة مجددًا، لتنظيف قبر الكابتن لي، ومحاولة معرفة أخبار عن كروسيفكس وغرايسفول رابتور. مرت سنتان، وكان فضوله يزداد لمعرفة أحوالهما. بعد أن تأمل البعيد لبعض الوقت، نهض، وخبأ زورقه الروحي، وتوجه نحو مجمع بوابات الانتقال الآني. وأثناء الطريق، لمح القائد يتجادل مع بائع حول عدد الحجارة الروحية التي يجب دفعها مقابل كيس فاكهة. عندما رأى القائد شو تشينغ، رمى له تفاحة، ثم أخذ واحدة لنفسه وقضم منها، ثم ابتسم وهو يتفحص شو تشينغ بنظرة ماكرة قائلاً: “ذاهب للخارج؟ لما لا تأخذني معك؟” نظر شو تشينغ إلى التفاحة ثم إلى القائد. لم يصدق أبدًا أن هذا لقاء صدفة. سعل القائد بخفة، وأخذ قضمة أخرى من تفاحته، ثم تنهد وهز كتفيه قائلًا: “حسنًا، كشفتني. الشيخ أوكل إلي مهمة أخرى. يجب أن أراقبك أثناء غيابه… وأبقيك آمنًا. أعتقد أن الشيخ متحمس لتلقّي تلميذ جديد، ولا يريد تضييع وقته في الاختبارات الرسمية. عندما يرى شخصًا يعجبه، يحسم الأمر مباشرة. على كل حال، هو متحمس لإنهاء الحرب والعودة.” لم يبدُ القائد مترددًا أبدًا في “بيع” الشيخ السابع بهذه السهولة. تسللت نظرة غريبة إلى عيني شو تشينغ وهو يفكر بالأمر. وبعد بعض التفكير، قرر أنه لا يوجد سبب لرفض الرفقة. فالموتى الأحياء لا يزالون يعرضون جائزة على رأسه، وكما أشار تشين فييوان سابقًا في أراضي البنفسج، هناك الكثير ممن يطمعون في هذه الجائزة. وجود القائد إلى جانبه قد يجعله أكثر أمانًا، رغم احتمالية الجنون المصاحب لذلك. قال شو تشينغ: “ذاهب إلى المنزل لبعض الوقت.” قهقه القائد وقال: “ذاهب للبيت؟ إذن سأكون ضيفك! هاهاها! هيا بنا. الملل يقتلني في الطائفة هذه الأيام. نحتاج فعلاً إلى بعض الهواء النقي.” كان القائد يبدو أكثر حماسًا للخروج من الطائفة من شو تشينغ نفسه، وقاد الطريق بسرعة نحو مجمع الانتقال الآني. قال شو تشينغ وهو يتبعه: “لقد فعلت شيئًا، أليس كذلك؟ تريد الخروج للاختباء قليلًا؟” هز القائد رأسه بشدة وهو ينفي، وقال: “مستحيل!” وعندما وصلا إلى مجمع البوابات، سأل شو تشينغ عن وجهته، ثم ضبط القائد التشكيلة بنفسه، وجر شو تشينغ معه إلى داخل البوابة. وفي اللحظة التالية، اختفيا. لم يمض وقت طويل حتى دوّى صراخ غاضب من القمة السادسة: “تشن إر نيو، أيها الوغد الصغير! هل هناك شيء لا تستطيع أن تعضه؟!” اندفعت موجة من الإرادة الإلهية من القمة السادسة، اجتاحت المدينة بأسرها بحثًا عن القائد… دون جدوى. في معبد على الجانب الغابي من القمة السادسة، وقف السيد السادس بوجه متجهم أمام ممر خفي متقن الإخفاء. كان هذا النوع من الأنفاق لا يستطيع إنشاؤه سوى أفراد الصفوة من الطائفة، وفقط الثلاثة الأوائل بينهم. كان النفق يؤدي إلى أعماق القمة السادسة، إلى قلب الحصن القتالي. وكان مصدر الطاقة الحقيقي للقمة مخفيًا بضباب خاص يمنع الآخرين من إدراكه بسهولة. لكن السيد السادس كان يرى كل شيء بوضوح. وعلى قاعدة مصدر الطاقة، كان هناك جزء مفقود… محاط بعلامات أسنان واضحة! تنهد السيد السادس وقال في نفسه: “هل كان تشن إر نيو كلبًا في حياته السابقة؟ يعض كل شيء!” حاول أن يكبح غضبه، ثم رفع رأسه ناظرًا نحو مصدر الطاقة المغطى بالضباب. “ذلك الصعلوك الصغير لا بد أنه رأى كل شيء. وأراهن أنه استنتج الحقيقة… ومع ذلك، يعرف متى يخرس. بالإضافة إلى أنه بالتأكيد لاحظ أنني عندما كنت أسحق باي لي، كنت حريصًا على عدم لمس مصدر الطاقة الأساسي… إذا لم يتمالك لسانه، فالبطريرك سيسلخه حيًا!”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اترك تعليقاً

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

تم كشف مانع اعلانات

للتخلص من جميع الاعلانات، نقدم لك موقعنا المدفوع kolnovel.com

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط