You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode

أعزائنا القرّاء، يسرّنا إعلامكم بأن ملوك الروايات يوفر موقعًا مدفوعًا وخاليًا تمامًا من الإعلانات المزعجة، لتستمتعوا بتجربة قراءة مريحة وسلسة.

لزيارة الموقع، يُرجى النقر هنا.

هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

ما وراء الزمن 222

سر طائفة عيون الدم السبعة الأكبر

سر طائفة عيون الدم السبعة الأكبر

في شرق عنقاء الجنوب، في مدينة أنتلرفيل، تلألأ ضوء ساطع من بوابة الانتقال الآني مع ظهور شو تشينغ والقائد.
وكالعادة، كان شو تشينغ متنكرًا، وكذلك القائد الذي بدا كرجل في منتصف العمر. وعندما خطا خارج البوابة، كانت ساقاه ترتجفان بوضوح.
تفاجأ شو تشينغ وسأل:
“قائد، لماذا ترتجف؟”
“أرتجف؟ مستحيل! أنت تتخيل يا شو تشينغ.” قال القائد وهو يسعل خفيفًا، ثم ضرب على فخذيه.
لم يقل شو تشينغ شيئًا. لم يكن من الصعب تخمين أن القائد قد ارتكب كارثة كبيرة في الطائفة، وكارثة خطيرة فعلًا، وإلا، لما كان الشخص الذي اعتاد على ارتكاب الحماقات لا يزال يرتجف حتى الآن.
ومع أن فضوله اشتعل، لم يحاول شو تشينغ أن يستدرجه للحديث. وبعد مغادرة البوابة، نظر حوله إلى مدينة أنتلرفيل، التي بدت له مألوفة وغريبة في آن واحد. كانت هذه نفس المدينة التي مر بها بعد أن دمّر طائفة المحارب الذهبي فاجرا.
مسترجعًا تلك الأيام، قاد شو تشينغ الطريق عبر المدينة. رغم أن المدينة كانت تحت سيطرة عيون الدم السبعة، إلا أنها كانت تقع في منطقة نائية تحيط بها تضاريس وعرة، ولهذا كانت أكثر قذارة وفوضوية من العاصمة بكثير. كان الفساد والخراب يملآن المكان، وفي كل زاوية تقريبًا كان يتجمع أشخاص نحيلو الأجساد، يحدقون بعيون فارغة في السماء. وكان هناك ضغط خفي يخيم على كل شيء.
ومع ذلك، لم يجرؤ أحد على اعتراض طريقهم. فعلى الرغم من أن الأماكن القاسية كهذه تعج عادةً بالمجرمين العنيفين، إلا أن أولئك المجرمين كانوا يعرفون غريزيًا من يمكنهم العبث معه، ومن الأفضل لهم الابتعاد عنه. وكان شو تشينغ والقائد من النوع الأخير.
قال القائد وهو يمضغ تفاحة وصل إليها بطريقة ما:
“ألست فضوليًا، يا شو تشينغ؟”
أجاب شو تشينغ دون أن يلتفت إليه:
“أنا فضولي.”
بعد مغادرة أنتلرفيل، نظر شو تشينغ نحو المدينة التي عاش فيها أكثر من ست سنوات، قبل أن تفتح عيون الإله فوقها وتحوّلها إلى منطقة محظورة. كانت أنتلرفيل قريبة نسبيًا من تلك المدينة الصغيرة.
هز القائد كتفيه وقال:
“لا تبدو فضوليًا على الإطلاق… على كل حال، بما أنك كنت تعمل عندي سابقًا، وما زلت مدينًا لي بخمسين ألف حجر روحي، أعتقد أنه يمكنني إخبارك بشيء.”
نظر حوله بحذر، وخفّض صوته قائلًا:
“الأمر متعلق بلعبة (جو) معقدة للغاية يشارك فيها البطريرك! لا أستطيع أن أخبرك أكثر. لو فعلت، لسلخني البطريرك حيًا!”
قال شو تشينغ ببساطة:
“فهمت.”
ثم تسارع في خطواته. لم يكن ينوي زيارة المدينة المدمرة، إذ لم يعد له شيء هناك، خاصة بعد أن أنهى كل ارتباطاته مع الكائنات القذرة خلال حادثة البطريرك المحارب الذهبي. لذا توجه مباشرة نحو معسكر الباحثين عن الخردة.
رافقه القائد في السير. وكان الربيع قد بدأ للتو، لكن الأرض كانت لا تزال مغطاة ببعض الثلوج، والرياح رغم عدم جليديتها، كانت باردة.
وبينما كان القائد يسير بجانبه دون أن يتلقى أي استجابة لحديثه، لم يحتمل أكثر وقال:
“دعني أخبرك، يا شو تشينغ، أن السيد السادس… محتال كبير بالفعل. كل ما حدث في جزيرة نجم البحر… كان تمثيلية!”
رغم رغبته في كشف المزيد، إلا أن القائد لم يجرؤ على البوح بالتفاصيل.
أومأ شو تشينغ برأسه.
تنهد القائد وقال بانزعاج:
“آه يا شو تشينغ، عليّ أن أقدم لك نصيحة بناءة… برودك هذا لا ينفع. لا تعرف ما رأيته هناك. ما رأيته في القمة السادسة كان مذهلًا بكل المقاييس. كلما تقدم الإنسان في العمر، زادت دهاءه. جميع العجائز في عيون الدم السبعة مخادعون من الطراز الأول!”
عبّر القائد عن تأثره، لكن شو تشينغ بقي صامتًا.
بدأت الشكوك تتسلل إلى عقل شو تشينغ. تذكر كيف كان القائد يحدق في القمة السادسة بعينين متألقتين. وخفق قلبه بقوة.
قال بشك:
“قائد… هل عضضت شيئًا في القمة السادسة؟”
تغير وجه القائد، وحدق فيه قائلا:
“عضضت شيئًا؟! هكذا تتحدث إلى رؤسائك، يا نائب القائد؟”
رد شو تشينغ ببرود:
“أنا مدير قسم الجرائم العنيفة في القمة السابعة.”
ضحك القائد وقال:
“وفوق هذا كله، أنا أخوك الأكبر!”
ثم التهم آخر قضمة من تفاحته وأخرج كمثرى أخرى ينظر إلى شو تشينغ بمكر.
رد شو تشينغ ببرود:
“لم يتم قبولي رسميًا كتلميذ.”
تجاهل القائد تعليقه وقال بتفاخر:
“وعلاوة على ذلك، لم تقدم بعد الاحترام لجلالة العظمة!”
هذه المرة، لم يرد شو تشينغ، وأكمل سيره مسرعًا. وهكذا، وصلوا إلى مشارف معسكر الباحثين عن الخردة خلال ساعة تقريبًا.
ومن أعلى قمة جبلية، كان يمكنهم رؤية المعسكر، وخلفه الغابة السوداء الكثيفة التي غطتها سحب مظلمة، تتراقص بينها صواعق البرق.
توقف القائد قليلًا أمام المشهد وقال بدهشة:
“يا لها من منطقة محظورة ضخمة… ويمكنني الشعور بتموجات ألوهية قادمة منها!”
أومأ شو تشينغ برأسه. في الماضي، لم يكن مستواه الزراعي كافيًا للشعور بهذه التموجات، لكنه بات قادرًا الآن على الإحساس بها بوضوح.
حول شو تشينغ أنظاره نحو المعسكر، الذي بدا كما كان: قذرًا، فوضويًا، مليئًا بالباحثين عن الخردة ذوي المظاهر البائسة.
عندما دخلا، خفتت الضوضاء تدريجيًا، وبدأ الجميع يتراجعون مع ابتسامات متملقة، رغم أن شو تشينغ كان يعلم أن خلف تلك الابتسامات نوايا خبيثة للسرقة أو القتل.
تجاهلهم شو تشينغ. لم يتعرف على أي وجه مألوف. فبعد مرور عامين، كان من الطبيعي أن يتغير كل شيء هنا.
توقف شو تشينغ أمام كوخه القديم. كان قد احتله شخص آخر. أطلق تنهيدة خفيفة، واستدار ليغادر.
لاحظ القائد الكوخ، وأدرك أنه كان منزل شو تشينغ القديم. وتبعه بهدوء.
بينما كانا على وشك مغادرة المعسكر، لفت انتباه القائد خيمة عليها ريشة معلقة فوق مدخلها.
لم يكن القائد قد نشأ في أحياء الفقر أو معسكرات الخردة مثل شو تشينغ، فلم يعرف دلالة هذه الريشة، لكن سرعان ما فهم حين رأى شخصًا يخرج من الخيمة ويشد حزام سرواله.
آه، فهمت. إنها بيوت دعارة بدائية، ويستخدمون الريش بدلًا من اللافتات الرسمية.
همّ القائد بالابتعاد، لكنه لاحظ إحدى الريشات عن قرب، ثم نظر إلى شو تشينغ وقال:
“قل لي، شو تشينغ… هل تتذكر في جزر أعماق البحر عندما فقدت نصفي السفلي، وأردتَ أن تعطيني ريشة…؟”
اتسعت عينا القائد باندهاش.
رد شو تشينغ بإخراج تفاحة من حقيبته، أخذ منها قضمة، ثم أكمل سيره دون أن يرد.
زفر القائد ببرود، ثم ركض إلى الخيمة، وبعد لحظات، كان يلاحق شو تشينغ وهو يحمل سبع أو ثماني ريشات.
قال بابتسامة واسعة:
“هذه رائعة. سأعطي واحدة لزانغ سان عندما نعود.”
غادر شو تشينغ المعسكر وسار نحو الغابة المحظورة، ولم يلقِ سوى نظرة عابرة على الريشات بيد القائد.
وعندما اقتربا من حافة المنطقة المحظورة، سأل شو تشينغ فجأة:
“ماذا رأيت في القمة السادسة، قائد؟”
ارتسمت ابتسامة عريضة على وجه القائد. كان هذا السؤال هو كل ما ينتظره.
أخفى الريشات بسرعة، ثم نظر حوله خلسة، وخفّض صوته:
“قبل أن أشرح، أريدك أن تتذكر كيف اندلعت هذه الحرب:
بدأت بمنافسة القمة السابعة الكبرى في جزر أعماق البحر. وهذا جذب انتباه الموتى الأحياء. ثم فجأة، حقق البطريرك اختراقه…
بعدها أصبحت جزر أعماق البحر قاعدة انطلاق لنا.
ثم، أعلنّا الحرب على الموتى الأحياء، وبدأنا بالاستيلاء على جزرهم الحصينة واحدة تلو الأخرى، حتى اقتربنا من مهاجمة أرضهم الأم.
ارسم في عقلك خطًا فوق بحر المحظورات. في البداية، كانت عيون الدم السبعة بعيدة جدًا عن البر الرئيسي الموقر. ولكن لو سيطرنا على أرض زومبي البحر… سنصبح قريبين جدًا من البر الرئيسي…”
انقبضت حدقتا شو تشينغ.
واصل القائد همسه:
“إذاً، ما الذي تحاول الطائفة تحقيقه حقًا؟ هل هو فقط هزيمة الموتى الأحياء؟ لا أعتقد ذلك. هزيمتهم… مجرد جزء من خطة أكبر بكثير.
عندما كنت في القمة السادسة، رأيت… تمثالًا لسلف الزومبي، ليس واحدًا من التسعة الموجودين في أرض زومبي البحر . هذا التمثال هو مصدر الطاقة الحقيقي لحصن القمة السادسة!”

في شرق عنقاء الجنوب، في مدينة أنتلرفيل، تلألأ ضوء ساطع من بوابة الانتقال الآني مع ظهور شو تشينغ والقائد. وكالعادة، كان شو تشينغ متنكرًا، وكذلك القائد الذي بدا كرجل في منتصف العمر. وعندما خطا خارج البوابة، كانت ساقاه ترتجفان بوضوح. تفاجأ شو تشينغ وسأل: “قائد، لماذا ترتجف؟” “أرتجف؟ مستحيل! أنت تتخيل يا شو تشينغ.” قال القائد وهو يسعل خفيفًا، ثم ضرب على فخذيه. لم يقل شو تشينغ شيئًا. لم يكن من الصعب تخمين أن القائد قد ارتكب كارثة كبيرة في الطائفة، وكارثة خطيرة فعلًا، وإلا، لما كان الشخص الذي اعتاد على ارتكاب الحماقات لا يزال يرتجف حتى الآن. ومع أن فضوله اشتعل، لم يحاول شو تشينغ أن يستدرجه للحديث. وبعد مغادرة البوابة، نظر حوله إلى مدينة أنتلرفيل، التي بدت له مألوفة وغريبة في آن واحد. كانت هذه نفس المدينة التي مر بها بعد أن دمّر طائفة المحارب الذهبي فاجرا. مسترجعًا تلك الأيام، قاد شو تشينغ الطريق عبر المدينة. رغم أن المدينة كانت تحت سيطرة عيون الدم السبعة، إلا أنها كانت تقع في منطقة نائية تحيط بها تضاريس وعرة، ولهذا كانت أكثر قذارة وفوضوية من العاصمة بكثير. كان الفساد والخراب يملآن المكان، وفي كل زاوية تقريبًا كان يتجمع أشخاص نحيلو الأجساد، يحدقون بعيون فارغة في السماء. وكان هناك ضغط خفي يخيم على كل شيء. ومع ذلك، لم يجرؤ أحد على اعتراض طريقهم. فعلى الرغم من أن الأماكن القاسية كهذه تعج عادةً بالمجرمين العنيفين، إلا أن أولئك المجرمين كانوا يعرفون غريزيًا من يمكنهم العبث معه، ومن الأفضل لهم الابتعاد عنه. وكان شو تشينغ والقائد من النوع الأخير. قال القائد وهو يمضغ تفاحة وصل إليها بطريقة ما: “ألست فضوليًا، يا شو تشينغ؟” أجاب شو تشينغ دون أن يلتفت إليه: “أنا فضولي.” بعد مغادرة أنتلرفيل، نظر شو تشينغ نحو المدينة التي عاش فيها أكثر من ست سنوات، قبل أن تفتح عيون الإله فوقها وتحوّلها إلى منطقة محظورة. كانت أنتلرفيل قريبة نسبيًا من تلك المدينة الصغيرة. هز القائد كتفيه وقال: “لا تبدو فضوليًا على الإطلاق… على كل حال، بما أنك كنت تعمل عندي سابقًا، وما زلت مدينًا لي بخمسين ألف حجر روحي، أعتقد أنه يمكنني إخبارك بشيء.” نظر حوله بحذر، وخفّض صوته قائلًا: “الأمر متعلق بلعبة (جو) معقدة للغاية يشارك فيها البطريرك! لا أستطيع أن أخبرك أكثر. لو فعلت، لسلخني البطريرك حيًا!” قال شو تشينغ ببساطة: “فهمت.” ثم تسارع في خطواته. لم يكن ينوي زيارة المدينة المدمرة، إذ لم يعد له شيء هناك، خاصة بعد أن أنهى كل ارتباطاته مع الكائنات القذرة خلال حادثة البطريرك المحارب الذهبي. لذا توجه مباشرة نحو معسكر الباحثين عن الخردة. رافقه القائد في السير. وكان الربيع قد بدأ للتو، لكن الأرض كانت لا تزال مغطاة ببعض الثلوج، والرياح رغم عدم جليديتها، كانت باردة. وبينما كان القائد يسير بجانبه دون أن يتلقى أي استجابة لحديثه، لم يحتمل أكثر وقال: “دعني أخبرك، يا شو تشينغ، أن السيد السادس… محتال كبير بالفعل. كل ما حدث في جزيرة نجم البحر… كان تمثيلية!” رغم رغبته في كشف المزيد، إلا أن القائد لم يجرؤ على البوح بالتفاصيل. أومأ شو تشينغ برأسه. تنهد القائد وقال بانزعاج: “آه يا شو تشينغ، عليّ أن أقدم لك نصيحة بناءة… برودك هذا لا ينفع. لا تعرف ما رأيته هناك. ما رأيته في القمة السادسة كان مذهلًا بكل المقاييس. كلما تقدم الإنسان في العمر، زادت دهاءه. جميع العجائز في عيون الدم السبعة مخادعون من الطراز الأول!” عبّر القائد عن تأثره، لكن شو تشينغ بقي صامتًا. بدأت الشكوك تتسلل إلى عقل شو تشينغ. تذكر كيف كان القائد يحدق في القمة السادسة بعينين متألقتين. وخفق قلبه بقوة. قال بشك: “قائد… هل عضضت شيئًا في القمة السادسة؟” تغير وجه القائد، وحدق فيه قائلا: “عضضت شيئًا؟! هكذا تتحدث إلى رؤسائك، يا نائب القائد؟” رد شو تشينغ ببرود: “أنا مدير قسم الجرائم العنيفة في القمة السابعة.” ضحك القائد وقال: “وفوق هذا كله، أنا أخوك الأكبر!” ثم التهم آخر قضمة من تفاحته وأخرج كمثرى أخرى ينظر إلى شو تشينغ بمكر. رد شو تشينغ ببرود: “لم يتم قبولي رسميًا كتلميذ.” تجاهل القائد تعليقه وقال بتفاخر: “وعلاوة على ذلك، لم تقدم بعد الاحترام لجلالة العظمة!” هذه المرة، لم يرد شو تشينغ، وأكمل سيره مسرعًا. وهكذا، وصلوا إلى مشارف معسكر الباحثين عن الخردة خلال ساعة تقريبًا. ومن أعلى قمة جبلية، كان يمكنهم رؤية المعسكر، وخلفه الغابة السوداء الكثيفة التي غطتها سحب مظلمة، تتراقص بينها صواعق البرق. توقف القائد قليلًا أمام المشهد وقال بدهشة: “يا لها من منطقة محظورة ضخمة… ويمكنني الشعور بتموجات ألوهية قادمة منها!” أومأ شو تشينغ برأسه. في الماضي، لم يكن مستواه الزراعي كافيًا للشعور بهذه التموجات، لكنه بات قادرًا الآن على الإحساس بها بوضوح. حول شو تشينغ أنظاره نحو المعسكر، الذي بدا كما كان: قذرًا، فوضويًا، مليئًا بالباحثين عن الخردة ذوي المظاهر البائسة. عندما دخلا، خفتت الضوضاء تدريجيًا، وبدأ الجميع يتراجعون مع ابتسامات متملقة، رغم أن شو تشينغ كان يعلم أن خلف تلك الابتسامات نوايا خبيثة للسرقة أو القتل. تجاهلهم شو تشينغ. لم يتعرف على أي وجه مألوف. فبعد مرور عامين، كان من الطبيعي أن يتغير كل شيء هنا. توقف شو تشينغ أمام كوخه القديم. كان قد احتله شخص آخر. أطلق تنهيدة خفيفة، واستدار ليغادر. لاحظ القائد الكوخ، وأدرك أنه كان منزل شو تشينغ القديم. وتبعه بهدوء. بينما كانا على وشك مغادرة المعسكر، لفت انتباه القائد خيمة عليها ريشة معلقة فوق مدخلها. لم يكن القائد قد نشأ في أحياء الفقر أو معسكرات الخردة مثل شو تشينغ، فلم يعرف دلالة هذه الريشة، لكن سرعان ما فهم حين رأى شخصًا يخرج من الخيمة ويشد حزام سرواله. آه، فهمت. إنها بيوت دعارة بدائية، ويستخدمون الريش بدلًا من اللافتات الرسمية. همّ القائد بالابتعاد، لكنه لاحظ إحدى الريشات عن قرب، ثم نظر إلى شو تشينغ وقال: “قل لي، شو تشينغ… هل تتذكر في جزر أعماق البحر عندما فقدت نصفي السفلي، وأردتَ أن تعطيني ريشة…؟” اتسعت عينا القائد باندهاش. رد شو تشينغ بإخراج تفاحة من حقيبته، أخذ منها قضمة، ثم أكمل سيره دون أن يرد. زفر القائد ببرود، ثم ركض إلى الخيمة، وبعد لحظات، كان يلاحق شو تشينغ وهو يحمل سبع أو ثماني ريشات. قال بابتسامة واسعة: “هذه رائعة. سأعطي واحدة لزانغ سان عندما نعود.” غادر شو تشينغ المعسكر وسار نحو الغابة المحظورة، ولم يلقِ سوى نظرة عابرة على الريشات بيد القائد. وعندما اقتربا من حافة المنطقة المحظورة، سأل شو تشينغ فجأة: “ماذا رأيت في القمة السادسة، قائد؟” ارتسمت ابتسامة عريضة على وجه القائد. كان هذا السؤال هو كل ما ينتظره. أخفى الريشات بسرعة، ثم نظر حوله خلسة، وخفّض صوته: “قبل أن أشرح، أريدك أن تتذكر كيف اندلعت هذه الحرب: بدأت بمنافسة القمة السابعة الكبرى في جزر أعماق البحر. وهذا جذب انتباه الموتى الأحياء. ثم فجأة، حقق البطريرك اختراقه… بعدها أصبحت جزر أعماق البحر قاعدة انطلاق لنا. ثم، أعلنّا الحرب على الموتى الأحياء، وبدأنا بالاستيلاء على جزرهم الحصينة واحدة تلو الأخرى، حتى اقتربنا من مهاجمة أرضهم الأم. ارسم في عقلك خطًا فوق بحر المحظورات. في البداية، كانت عيون الدم السبعة بعيدة جدًا عن البر الرئيسي الموقر. ولكن لو سيطرنا على أرض زومبي البحر… سنصبح قريبين جدًا من البر الرئيسي…” انقبضت حدقتا شو تشينغ. واصل القائد همسه: “إذاً، ما الذي تحاول الطائفة تحقيقه حقًا؟ هل هو فقط هزيمة الموتى الأحياء؟ لا أعتقد ذلك. هزيمتهم… مجرد جزء من خطة أكبر بكثير. عندما كنت في القمة السادسة، رأيت… تمثالًا لسلف الزومبي، ليس واحدًا من التسعة الموجودين في أرض زومبي البحر . هذا التمثال هو مصدر الطاقة الحقيقي لحصن القمة السادسة!”

في شرق عنقاء الجنوب، في مدينة أنتلرفيل، تلألأ ضوء ساطع من بوابة الانتقال الآني مع ظهور شو تشينغ والقائد. وكالعادة، كان شو تشينغ متنكرًا، وكذلك القائد الذي بدا كرجل في منتصف العمر. وعندما خطا خارج البوابة، كانت ساقاه ترتجفان بوضوح. تفاجأ شو تشينغ وسأل: “قائد، لماذا ترتجف؟” “أرتجف؟ مستحيل! أنت تتخيل يا شو تشينغ.” قال القائد وهو يسعل خفيفًا، ثم ضرب على فخذيه. لم يقل شو تشينغ شيئًا. لم يكن من الصعب تخمين أن القائد قد ارتكب كارثة كبيرة في الطائفة، وكارثة خطيرة فعلًا، وإلا، لما كان الشخص الذي اعتاد على ارتكاب الحماقات لا يزال يرتجف حتى الآن. ومع أن فضوله اشتعل، لم يحاول شو تشينغ أن يستدرجه للحديث. وبعد مغادرة البوابة، نظر حوله إلى مدينة أنتلرفيل، التي بدت له مألوفة وغريبة في آن واحد. كانت هذه نفس المدينة التي مر بها بعد أن دمّر طائفة المحارب الذهبي فاجرا. مسترجعًا تلك الأيام، قاد شو تشينغ الطريق عبر المدينة. رغم أن المدينة كانت تحت سيطرة عيون الدم السبعة، إلا أنها كانت تقع في منطقة نائية تحيط بها تضاريس وعرة، ولهذا كانت أكثر قذارة وفوضوية من العاصمة بكثير. كان الفساد والخراب يملآن المكان، وفي كل زاوية تقريبًا كان يتجمع أشخاص نحيلو الأجساد، يحدقون بعيون فارغة في السماء. وكان هناك ضغط خفي يخيم على كل شيء. ومع ذلك، لم يجرؤ أحد على اعتراض طريقهم. فعلى الرغم من أن الأماكن القاسية كهذه تعج عادةً بالمجرمين العنيفين، إلا أن أولئك المجرمين كانوا يعرفون غريزيًا من يمكنهم العبث معه، ومن الأفضل لهم الابتعاد عنه. وكان شو تشينغ والقائد من النوع الأخير. قال القائد وهو يمضغ تفاحة وصل إليها بطريقة ما: “ألست فضوليًا، يا شو تشينغ؟” أجاب شو تشينغ دون أن يلتفت إليه: “أنا فضولي.” بعد مغادرة أنتلرفيل، نظر شو تشينغ نحو المدينة التي عاش فيها أكثر من ست سنوات، قبل أن تفتح عيون الإله فوقها وتحوّلها إلى منطقة محظورة. كانت أنتلرفيل قريبة نسبيًا من تلك المدينة الصغيرة. هز القائد كتفيه وقال: “لا تبدو فضوليًا على الإطلاق… على كل حال، بما أنك كنت تعمل عندي سابقًا، وما زلت مدينًا لي بخمسين ألف حجر روحي، أعتقد أنه يمكنني إخبارك بشيء.” نظر حوله بحذر، وخفّض صوته قائلًا: “الأمر متعلق بلعبة (جو) معقدة للغاية يشارك فيها البطريرك! لا أستطيع أن أخبرك أكثر. لو فعلت، لسلخني البطريرك حيًا!” قال شو تشينغ ببساطة: “فهمت.” ثم تسارع في خطواته. لم يكن ينوي زيارة المدينة المدمرة، إذ لم يعد له شيء هناك، خاصة بعد أن أنهى كل ارتباطاته مع الكائنات القذرة خلال حادثة البطريرك المحارب الذهبي. لذا توجه مباشرة نحو معسكر الباحثين عن الخردة. رافقه القائد في السير. وكان الربيع قد بدأ للتو، لكن الأرض كانت لا تزال مغطاة ببعض الثلوج، والرياح رغم عدم جليديتها، كانت باردة. وبينما كان القائد يسير بجانبه دون أن يتلقى أي استجابة لحديثه، لم يحتمل أكثر وقال: “دعني أخبرك، يا شو تشينغ، أن السيد السادس… محتال كبير بالفعل. كل ما حدث في جزيرة نجم البحر… كان تمثيلية!” رغم رغبته في كشف المزيد، إلا أن القائد لم يجرؤ على البوح بالتفاصيل. أومأ شو تشينغ برأسه. تنهد القائد وقال بانزعاج: “آه يا شو تشينغ، عليّ أن أقدم لك نصيحة بناءة… برودك هذا لا ينفع. لا تعرف ما رأيته هناك. ما رأيته في القمة السادسة كان مذهلًا بكل المقاييس. كلما تقدم الإنسان في العمر، زادت دهاءه. جميع العجائز في عيون الدم السبعة مخادعون من الطراز الأول!” عبّر القائد عن تأثره، لكن شو تشينغ بقي صامتًا. بدأت الشكوك تتسلل إلى عقل شو تشينغ. تذكر كيف كان القائد يحدق في القمة السادسة بعينين متألقتين. وخفق قلبه بقوة. قال بشك: “قائد… هل عضضت شيئًا في القمة السادسة؟” تغير وجه القائد، وحدق فيه قائلا: “عضضت شيئًا؟! هكذا تتحدث إلى رؤسائك، يا نائب القائد؟” رد شو تشينغ ببرود: “أنا مدير قسم الجرائم العنيفة في القمة السابعة.” ضحك القائد وقال: “وفوق هذا كله، أنا أخوك الأكبر!” ثم التهم آخر قضمة من تفاحته وأخرج كمثرى أخرى ينظر إلى شو تشينغ بمكر. رد شو تشينغ ببرود: “لم يتم قبولي رسميًا كتلميذ.” تجاهل القائد تعليقه وقال بتفاخر: “وعلاوة على ذلك، لم تقدم بعد الاحترام لجلالة العظمة!” هذه المرة، لم يرد شو تشينغ، وأكمل سيره مسرعًا. وهكذا، وصلوا إلى مشارف معسكر الباحثين عن الخردة خلال ساعة تقريبًا. ومن أعلى قمة جبلية، كان يمكنهم رؤية المعسكر، وخلفه الغابة السوداء الكثيفة التي غطتها سحب مظلمة، تتراقص بينها صواعق البرق. توقف القائد قليلًا أمام المشهد وقال بدهشة: “يا لها من منطقة محظورة ضخمة… ويمكنني الشعور بتموجات ألوهية قادمة منها!” أومأ شو تشينغ برأسه. في الماضي، لم يكن مستواه الزراعي كافيًا للشعور بهذه التموجات، لكنه بات قادرًا الآن على الإحساس بها بوضوح. حول شو تشينغ أنظاره نحو المعسكر، الذي بدا كما كان: قذرًا، فوضويًا، مليئًا بالباحثين عن الخردة ذوي المظاهر البائسة. عندما دخلا، خفتت الضوضاء تدريجيًا، وبدأ الجميع يتراجعون مع ابتسامات متملقة، رغم أن شو تشينغ كان يعلم أن خلف تلك الابتسامات نوايا خبيثة للسرقة أو القتل. تجاهلهم شو تشينغ. لم يتعرف على أي وجه مألوف. فبعد مرور عامين، كان من الطبيعي أن يتغير كل شيء هنا. توقف شو تشينغ أمام كوخه القديم. كان قد احتله شخص آخر. أطلق تنهيدة خفيفة، واستدار ليغادر. لاحظ القائد الكوخ، وأدرك أنه كان منزل شو تشينغ القديم. وتبعه بهدوء. بينما كانا على وشك مغادرة المعسكر، لفت انتباه القائد خيمة عليها ريشة معلقة فوق مدخلها. لم يكن القائد قد نشأ في أحياء الفقر أو معسكرات الخردة مثل شو تشينغ، فلم يعرف دلالة هذه الريشة، لكن سرعان ما فهم حين رأى شخصًا يخرج من الخيمة ويشد حزام سرواله. آه، فهمت. إنها بيوت دعارة بدائية، ويستخدمون الريش بدلًا من اللافتات الرسمية. همّ القائد بالابتعاد، لكنه لاحظ إحدى الريشات عن قرب، ثم نظر إلى شو تشينغ وقال: “قل لي، شو تشينغ… هل تتذكر في جزر أعماق البحر عندما فقدت نصفي السفلي، وأردتَ أن تعطيني ريشة…؟” اتسعت عينا القائد باندهاش. رد شو تشينغ بإخراج تفاحة من حقيبته، أخذ منها قضمة، ثم أكمل سيره دون أن يرد. زفر القائد ببرود، ثم ركض إلى الخيمة، وبعد لحظات، كان يلاحق شو تشينغ وهو يحمل سبع أو ثماني ريشات. قال بابتسامة واسعة: “هذه رائعة. سأعطي واحدة لزانغ سان عندما نعود.” غادر شو تشينغ المعسكر وسار نحو الغابة المحظورة، ولم يلقِ سوى نظرة عابرة على الريشات بيد القائد. وعندما اقتربا من حافة المنطقة المحظورة، سأل شو تشينغ فجأة: “ماذا رأيت في القمة السادسة، قائد؟” ارتسمت ابتسامة عريضة على وجه القائد. كان هذا السؤال هو كل ما ينتظره. أخفى الريشات بسرعة، ثم نظر حوله خلسة، وخفّض صوته: “قبل أن أشرح، أريدك أن تتذكر كيف اندلعت هذه الحرب: بدأت بمنافسة القمة السابعة الكبرى في جزر أعماق البحر. وهذا جذب انتباه الموتى الأحياء. ثم فجأة، حقق البطريرك اختراقه… بعدها أصبحت جزر أعماق البحر قاعدة انطلاق لنا. ثم، أعلنّا الحرب على الموتى الأحياء، وبدأنا بالاستيلاء على جزرهم الحصينة واحدة تلو الأخرى، حتى اقتربنا من مهاجمة أرضهم الأم. ارسم في عقلك خطًا فوق بحر المحظورات. في البداية، كانت عيون الدم السبعة بعيدة جدًا عن البر الرئيسي الموقر. ولكن لو سيطرنا على أرض زومبي البحر… سنصبح قريبين جدًا من البر الرئيسي…” انقبضت حدقتا شو تشينغ. واصل القائد همسه: “إذاً، ما الذي تحاول الطائفة تحقيقه حقًا؟ هل هو فقط هزيمة الموتى الأحياء؟ لا أعتقد ذلك. هزيمتهم… مجرد جزء من خطة أكبر بكثير. عندما كنت في القمة السادسة، رأيت… تمثالًا لسلف الزومبي، ليس واحدًا من التسعة الموجودين في أرض زومبي البحر . هذا التمثال هو مصدر الطاقة الحقيقي لحصن القمة السادسة!”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اترك تعليقاً

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

تم كشف مانع اعلانات

للتخلص من جميع الاعلانات، نقدم لك موقعنا المدفوع kolnovel.com

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط