You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode

أعزائنا القرّاء، يسرّنا إعلامكم بأن ملوك الروايات يوفر موقعًا مدفوعًا وخاليًا تمامًا من الإعلانات المزعجة، لتستمتعوا بتجربة قراءة مريحة وسلسة.

لزيارة الموقع، يُرجى النقر هنا.

هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

ما وراء الزمن 223

معبد امتداد الطاوي العظيم

معبد امتداد الطاوي العظيم

ضيّق شو تشينغ عينيه وهو يلتفت لينظر إلى القائد.
رد القائد عليه بابتسامة غامضة.
قال شو تشينغ:
“هناك كائنات قذرة في هذه المنطقة المحظورة، لكنها ليست خطيرة جدًا.”
أومأ القائد وقال:
“صحيح. يبدو جيدًا. لم أدخل الكثير من المناطق المحظورة من قبل. أقضي أغلب وقتي في البحر. أظن أن هذه ستكون فرصة جيدة لأتعلم شيئًا أو اثنين.”
ومع دخولهما إلى المنطقة المحظورة، أسقط الاثنان موضوع الحديث السابق، وكأنهما نسياه تمامًا. كان كل منهما يعرف أن الموضوع أثقل من أن يناقشاه علنًا. فقد كان مرتبطًا بطائفة عيون الدم السبعة بأكملها. وحتى بمجرد التفكير فيه، كان واضحًا أن شيئًا كبيرًا يحدث خلف الكواليس.
فطائفة الزومبي تملك حاليًا تسعة تماثيل أسلاف. لكن هذا لا يعني أنهم كانوا يملكون تسعة فقط عبر التاريخ. في العصور القديمة، كان لديهم عدد أكبر من هذه التماثيل المقدسة. ولكن بعد سلسلة من الأحداث، استولى بعض الأعراق الأخرى على بعض تلك التماثيل لدراستها، ولم تُعد إليهم قط. وفي النهاية، لم يتبقَّ لهم سوى تسعة.
وكان من الجدير بالذكر أن عيون الدم السبعة لم يستخدموا حصن القمة السادسة في الحرب حتى الآن. وعندما انتقم السيد السادس، استخدم أساليب عادية فقط. وكان لهذا دلالة عميقة.
الآن فقط فهم شو تشينغ لماذا كان القائد متوترًا جدًا، ولماذا أصرّ على مرافقة هذه الرحلة. فهو من النوع الذي لا يستطيع كتم الأسرار طويلاً. ولو بقي داخل الطائفة، لكانوا بالتأكيد قد حبسه في عزلة تامة لضمان بقاء السر طي الكتمان.
هز شو تشينغ رأسه، واختار أن لا يفكر في الأمر أكثر. كان الوضع ضخمًا للغاية. علاوة على ذلك، لم يكن له علاقة شخصية مباشرة به. ستنتهي الحرب قريبًا، وعندها ستتضح الأمور.
أخذ نفسًا عميقًا، وصفّى ذهنه، ودخل الغابة.
كان قد دخل هذه المنطقة مرات عديدة. كان يعرفها جيدًا. ربما لا يستطيع أن يتجول مغمض العينين، لكن تقريبًا كان الأمر كذلك. تعرف بسهولة على النباتات المختلفة، فقد رأى معظمها من قبل.
تحرك بخفة وسط الأدغال، مثل شبحٍ ينزلق.
أما القائد، فقد تبعه وهو يتلفت بفضول. فعليًا، لم يسبق له دخول الكثير من المناطق المحظورة. وحدها منطقة الحظر بجانب الطائفة، المحظورة من قبل العنقاء، كان قد دخلها مرة واحدة بحثًا عن بصيرة قدرة إلهية، لكنه فشل.
رؤية شو تشينغ يتحرك بهذه السلاسة جعله يسرع، ويحاول أن يخطو حيث يخطو شو تشينغ تمامًا. ومن خلال مراقبته الدقيقة، بدأ يفهم كيف يجب أن يتحرك بشكل صحيح.
لم أكن أعلم أنه يعرف كل هذا… قال القائد في نفسه وهو يراقب شو تشينغ، دون أن يظهر عليه القلق بشأن التلوث الطاقي. إذ أن التلوث الطاقي في البحر كان أقوى، وتقنيات عيون الدم السبعة لطرده كانت فعالة للغاية. ما لم يُحتجز المزارع في مكان خطر ويُجبر على دفع مستويات التلوث إلى أقصاها، فإنه لا يشعر به عادةً.
أما شو تشينغ، فلم يكن منتبهًا إلى القائد، بل كان غارقًا في ذكرياته. تلاحقت صور الماضي في ذهنه كلما اقترب من هدفه.
وسرعان ما أبطأ خطواته، متجهًا نحو تل صغير قرب شجرة ضخمة. كانت الأعشاب الطفيلية قد غزت المكان، لكن شاهد القبر ما زال واقفًا شامخًا كما كان. مرت سنتان، بل ما يقارب الثلاث، لكن يبدو أن الناس لا تزال تذكر ما فعله شو تشينغ هنا، فاحترموا هذا القبر. ربما لم ينظفوا الأعشاب، لكنهم لم يدنسوه.
ففي عالم الباحثين عن الخردة، كان الحصول على قبر محترم بعد الموت نعمة عظيمة. ولا أحد كان يجرؤ على تدنيس قبرٍ دون مقابل.
تأمل شو تشينغ الشاهد لحظةً، ثم جلس بجانب الشجرة، ولوّح بيده ليزيل الأعشاب. أخرج قنينة خمر، شرب رشفة، وسكب قليلاً على القبر.
قال بهدوء:
“الكابتن لي… المعلم باي قد رحل أيضًا.”
اتكأ على الشجرة، ونظر إلى الغيوم الداكنة فوقه.
لم ينبس القائد ببنت شفة. فقط نظر إلى الشاهد وإلى شو تشينغ، ثم وقف بعيدًا، مدركًا أن شو تشينغ يحتاج بعض العزلة.
جلس شو تشينغ هناك، يشرب بصمت حتى حلّ الظلام تمامًا. ثم تطلع إلى الغابة المظلمة فرأى… العدم
قال شو تشينغ بهدوء:
“الكابتن لي… ذات مرة قلت إن من يسمع الغناء ويبقى حيًا، ثم يسمعه مرة ثانية، سيرى الشخص الذي يتوق لرؤيته أكثر من غيره… لكن، هناك الكثير ممن أود رؤيتهم. إن سمعت الغناء مجددًا، لا أعلم من سأراهم أولًا.”
أخذ رشفة أخرى من الخمر. كان كل شيء حوله ساكنًا، ومع حلول الظلام، غرقت الغابة في ظلمة حالكة. جلس شو تشينغ هناك دون أن يتحرك. وبعد ساعة إضافية، تنهد، ثم انحنى باحترام ثلاث مرات أمام القبر، ووقف بعدها ليسكب بقية الخمر عليه.
قال بهدوء:
“لا زلت لم أعثر على زهرة العمر.”
ثم ألقى نظرة أخيرة على القبر، واستدار مغادرًا، خطوته تلو الأخرى، حتى ابتلعه الظلام. ولم تمضِ فترة طويلة حتى سمع وقع خطوات خلفه… لقد كان القائد.
قال القائد بصوت خافت خشن:
“إذا سنحت الفرصة يومًا ما، يا شو تشينغ، أود أن آخذك إلى قريتي. لقد مضى وقت طويل على آخر زيارة لي لها.”
أومأ شو تشينغ بصمت.
وأثناء عبورهما الغابة المظلمة، لم يظهر أي وحش متحوّل. فوحوش هذه الغابة، بحسها الغريزي، أدركت أن الشخصين اللذين دخلا الليلة، لم يكونا مجرد باحثين عن الخردة عاديين.
مع اقتراب منتصف الليل، دخل شو تشينغ إلى وادٍ ضيق. كانت الدماء التي أُريقت هنا قبل سنوات قد اختفت تحت طبقات النبات. وكانت هناك وفرة من نباتات البرسيم ذو الأوراق السبعة، مما دل على أن أيادٍ أخرى لم تصل إلى هذا المكان منذ زمن.
نظر شو تشينغ نحو بقايا مختبره المتداعي، وتدفقت الذكريات القديمة إلى ذهنه، يتذكر الأيام التي كان يصنع فيها السموم هنا.
كان ظلّه يرتجف بتأثر، ولم ينبس البطريرك المحارب الذهبي بأي كلمة طوال الرحلة.
فبعد كل شيء، كانت هذه المنطقة المحظورة وطنًا لظل شو تشينغ سابقًا، وكانت المنطقة المحيطة بها تحت سيطرة البطريرك في ذلك الزمن.
مرّ شو تشينغ عبر الوادي، حتى لاح له من بعيد مجمع المعابد.
كانت السماء ملبدة بالغيوم، ولمع البرق بين الحين والآخر، مضيئًا أطلال المعابد المتداعية.
من حيث كان واقفًا، لم يبدُ أن مجمع المعابد قد تغيّر إطلاقًا. يبدو أنه حتى لو مرّت أجيال من الباحثين عن الخردة، فإن هذا المكان سيظل كما هو، ثابتًا لا يتبدل.
فجأة، تعالت صيحة دهشة من القائد:
“ماذا؟ يوجد هنا معبد طاوي للامتداد العظيم؟”
سأل شو تشينغ وهو يلتفت إليه:
“معبد طاوي للامتداد العظيم؟”
ابتسم القائد قائلاً:
“تذكرت الآن. قبل فترة رأيتك تستخدم قدرة سماوية تشبه السيف السماوي، وبدت مألوفة لي. الآن فهمت. أيها الوغد الصغير! لقد حصلت على بصيرة سيف العزلة للامتداد العظيم، أليس كذلك؟”
اتسعت عينا القائد تدريجيًا مع كل كلمة قالها حتى بدت كأنها ستخرج من محجريها:
“لا أصدق! كلما تذكرت تلك الضربة، كلما ازددت اقتناعًا. ألم أخطئ؟ أخبرني! كان ذلك سيف العزلة للامتداد العظيم، أليس كذلك؟ هل تدرك ما يعنيه هذا؟!”
نظر شو تشينغ إليه بعمق، عارفًا أن القائد يحب الغموض والمبالغة، وأنه لو سأله الآن فسيحاول ابتزازه روحيًا أو ماليًا. وكان يعلم أن أفضل أسلوب للتعامل مع أمثاله هو أن تتركهم يتخبطون بأنفسهم، فحين تسألهم لاحقًا، يفرغون كل أسرارهم بلا مقاومة.
ولذا تجاهل شو تشينغ كلامه، واستمر بالمشي نحو المعبد.
رمش القائد عدة مرات، ثم تبعه وهو يهمس بين الحين والآخر:
“مذهل.”
“لا يصدق.”
“لا يمكن تخيله.”
استمر يتمتم بهذه العبارات حتى دخل شو تشينغ المعبد، ووصل إلى القاعة التي حصل فيها على بصيرته بالسيف سابقًا.
وقف أمام التمثال لحظة، ثم جلس متربعًا أمامه.
كان هدفه من العودة، بجانب زيارة الكابتن لي، هو محاولة الحصول على بصيرة أعمق في ضربة السيف السماوي.
تجول القائد حول التمثال، نظر إليه مليًّا، ثم حدّق بشو تشينغ وابتسم بمكر، قبل أن يبتعد قليلًا.
ومرت الساعات… حتى بزغ صباح اليوم التالي.
شعر شو تشينغ بخيبة أمل طفيفة. ربما كان الحصول على بصيرة أعمق يتطلب وقتًا طويلًا… ربما أشهرًا أو حتى عقودًا.
نهض مع إشراق الصباح، وفي هذه اللحظة، كان القائد يبتسم ابتسامة عريضة وقال:
“لم تنجح، أليس كذلك؟ طبيعي. كان من الغريب أصلًا لو نجحت.”
تفاجأ شو تشينغ وسأله:
“ماذا تعني؟”
قهقه القائد وقال وهو يغمز:
“لم تستطع التحمل، أليس كذلك؟ لم تقدر على كبح فضولك؟”
اكتفى شو تشينغ بالنظر إليه بصمت.
رمش القائد عدة مرات وكتم ضحكه.
تنهد شو تشينغ وقال:
“أخبرني يا أخي الأكبر، لماذا؟”
قهقه القائد ضاحكًا ثم قال:
“حسنًا، سأشرح لك. لكن لا تنس أنك لا تزال مدينًا لي بخمسين ألف حجر روحي.
معبد الامتداد العظيم الطاوي يعود إلى حقبة الامتداد العظيم، في إمبراطورية الامتداد العظيم الطاوية. لم يتبقّ الكثير من تلك الإمبراطورية، فقط بعض المعابد القديمة المتناثرة هنا وهناك في المناطق المحظورة.
والتماثيل الموجودة هناك كلها تحمل إرثًا صادمًا. إنها تقنيات من مستوى إمبراطوري يمكن لأي عرق أن يكتسبها.
لكن، نيل البصيرة فيها أمر بالغ الصعوبة، ويعتمد كثيرًا على المصير.
ضربات السيف في كل معبد تختلف، ولا أحد يعرف كم ضربة يمكن لشخص واحد أن يتقنها. كما أثبتّ أنت، من الممكن اكتساب واحدة. وهناك من تمكنوا من اكتساب اثنتين أو ثلاث، وربما حتى ست أو سبع ضربات.
وبكل تأكيد، كلما زادت عدد الضربات التي تستنير بها، زادت قوة تقنيتك.”
ثم أكمل القائد بنبرة أكثر جدية:
“إن أتقنت ثلاث ضربات، تصبح تقنيتك شبه إمبراطورية. أما لو أتقنت ست أو سبع ضربات… فتصبح تقنية إمبراطورية حقيقية.
وطبعًا، هذا ليس المعبد الوحيد للامتداد العظيم. هناك معابد أخرى. أحدها بجانب عيون الدم السبعة في منطقة محظورة قرب العنقاء. لقد ذهبت إلى هناك مرة، وحاولت نيل بصيرة، لكنني فشلت.”
هنا، ظهرت نظرة غريبة على وجه القائد وأضاف:
“أمر آخر… بعد أن يحصل شخص على بصيرة من أحد تماثيل الامتداد العظيم، تختفي الرنين الطاوي الخاص بالتمثال، ولن يعود إلا بعد مرور نصف دورة زمنية (أي ثلاثين عامًا).
لهذا السبب، لم يكن ممكنًا أن تحصل على أي بصيرة ليلة أمس.
ولم أخفِ الأمر عنك… أنت ببساطة لم تسأل!
في الواقع، كنت فضوليًا جدًا بشأن ما كنت تفعله طوال الليل!”
عندها، بدأت عروق الغضب تظهر على جبين شو تشينغ…
قهقه القائد وأضاف بخبث:
“آه، هناك طريقة بديلة… إذا كنت بالقرب من التمثال وقتلت شخصًا حصل مسبقًا على بصيرة منه، فسيعود الرنين الطاوي فورًا، وستتمكن من السعي لنيل بصيرة مباشرة!”

ضيّق شو تشينغ عينيه وهو يلتفت لينظر إلى القائد. رد القائد عليه بابتسامة غامضة. قال شو تشينغ: “هناك كائنات قذرة في هذه المنطقة المحظورة، لكنها ليست خطيرة جدًا.” أومأ القائد وقال: “صحيح. يبدو جيدًا. لم أدخل الكثير من المناطق المحظورة من قبل. أقضي أغلب وقتي في البحر. أظن أن هذه ستكون فرصة جيدة لأتعلم شيئًا أو اثنين.” ومع دخولهما إلى المنطقة المحظورة، أسقط الاثنان موضوع الحديث السابق، وكأنهما نسياه تمامًا. كان كل منهما يعرف أن الموضوع أثقل من أن يناقشاه علنًا. فقد كان مرتبطًا بطائفة عيون الدم السبعة بأكملها. وحتى بمجرد التفكير فيه، كان واضحًا أن شيئًا كبيرًا يحدث خلف الكواليس. فطائفة الزومبي تملك حاليًا تسعة تماثيل أسلاف. لكن هذا لا يعني أنهم كانوا يملكون تسعة فقط عبر التاريخ. في العصور القديمة، كان لديهم عدد أكبر من هذه التماثيل المقدسة. ولكن بعد سلسلة من الأحداث، استولى بعض الأعراق الأخرى على بعض تلك التماثيل لدراستها، ولم تُعد إليهم قط. وفي النهاية، لم يتبقَّ لهم سوى تسعة. وكان من الجدير بالذكر أن عيون الدم السبعة لم يستخدموا حصن القمة السادسة في الحرب حتى الآن. وعندما انتقم السيد السادس، استخدم أساليب عادية فقط. وكان لهذا دلالة عميقة. الآن فقط فهم شو تشينغ لماذا كان القائد متوترًا جدًا، ولماذا أصرّ على مرافقة هذه الرحلة. فهو من النوع الذي لا يستطيع كتم الأسرار طويلاً. ولو بقي داخل الطائفة، لكانوا بالتأكيد قد حبسه في عزلة تامة لضمان بقاء السر طي الكتمان. هز شو تشينغ رأسه، واختار أن لا يفكر في الأمر أكثر. كان الوضع ضخمًا للغاية. علاوة على ذلك، لم يكن له علاقة شخصية مباشرة به. ستنتهي الحرب قريبًا، وعندها ستتضح الأمور. أخذ نفسًا عميقًا، وصفّى ذهنه، ودخل الغابة. كان قد دخل هذه المنطقة مرات عديدة. كان يعرفها جيدًا. ربما لا يستطيع أن يتجول مغمض العينين، لكن تقريبًا كان الأمر كذلك. تعرف بسهولة على النباتات المختلفة، فقد رأى معظمها من قبل. تحرك بخفة وسط الأدغال، مثل شبحٍ ينزلق. أما القائد، فقد تبعه وهو يتلفت بفضول. فعليًا، لم يسبق له دخول الكثير من المناطق المحظورة. وحدها منطقة الحظر بجانب الطائفة، المحظورة من قبل العنقاء، كان قد دخلها مرة واحدة بحثًا عن بصيرة قدرة إلهية، لكنه فشل. رؤية شو تشينغ يتحرك بهذه السلاسة جعله يسرع، ويحاول أن يخطو حيث يخطو شو تشينغ تمامًا. ومن خلال مراقبته الدقيقة، بدأ يفهم كيف يجب أن يتحرك بشكل صحيح. لم أكن أعلم أنه يعرف كل هذا… قال القائد في نفسه وهو يراقب شو تشينغ، دون أن يظهر عليه القلق بشأن التلوث الطاقي. إذ أن التلوث الطاقي في البحر كان أقوى، وتقنيات عيون الدم السبعة لطرده كانت فعالة للغاية. ما لم يُحتجز المزارع في مكان خطر ويُجبر على دفع مستويات التلوث إلى أقصاها، فإنه لا يشعر به عادةً. أما شو تشينغ، فلم يكن منتبهًا إلى القائد، بل كان غارقًا في ذكرياته. تلاحقت صور الماضي في ذهنه كلما اقترب من هدفه. وسرعان ما أبطأ خطواته، متجهًا نحو تل صغير قرب شجرة ضخمة. كانت الأعشاب الطفيلية قد غزت المكان، لكن شاهد القبر ما زال واقفًا شامخًا كما كان. مرت سنتان، بل ما يقارب الثلاث، لكن يبدو أن الناس لا تزال تذكر ما فعله شو تشينغ هنا، فاحترموا هذا القبر. ربما لم ينظفوا الأعشاب، لكنهم لم يدنسوه. ففي عالم الباحثين عن الخردة، كان الحصول على قبر محترم بعد الموت نعمة عظيمة. ولا أحد كان يجرؤ على تدنيس قبرٍ دون مقابل. تأمل شو تشينغ الشاهد لحظةً، ثم جلس بجانب الشجرة، ولوّح بيده ليزيل الأعشاب. أخرج قنينة خمر، شرب رشفة، وسكب قليلاً على القبر. قال بهدوء: “الكابتن لي… المعلم باي قد رحل أيضًا.” اتكأ على الشجرة، ونظر إلى الغيوم الداكنة فوقه. لم ينبس القائد ببنت شفة. فقط نظر إلى الشاهد وإلى شو تشينغ، ثم وقف بعيدًا، مدركًا أن شو تشينغ يحتاج بعض العزلة. جلس شو تشينغ هناك، يشرب بصمت حتى حلّ الظلام تمامًا. ثم تطلع إلى الغابة المظلمة فرأى… العدم قال شو تشينغ بهدوء: “الكابتن لي… ذات مرة قلت إن من يسمع الغناء ويبقى حيًا، ثم يسمعه مرة ثانية، سيرى الشخص الذي يتوق لرؤيته أكثر من غيره… لكن، هناك الكثير ممن أود رؤيتهم. إن سمعت الغناء مجددًا، لا أعلم من سأراهم أولًا.” أخذ رشفة أخرى من الخمر. كان كل شيء حوله ساكنًا، ومع حلول الظلام، غرقت الغابة في ظلمة حالكة. جلس شو تشينغ هناك دون أن يتحرك. وبعد ساعة إضافية، تنهد، ثم انحنى باحترام ثلاث مرات أمام القبر، ووقف بعدها ليسكب بقية الخمر عليه. قال بهدوء: “لا زلت لم أعثر على زهرة العمر.” ثم ألقى نظرة أخيرة على القبر، واستدار مغادرًا، خطوته تلو الأخرى، حتى ابتلعه الظلام. ولم تمضِ فترة طويلة حتى سمع وقع خطوات خلفه… لقد كان القائد. قال القائد بصوت خافت خشن: “إذا سنحت الفرصة يومًا ما، يا شو تشينغ، أود أن آخذك إلى قريتي. لقد مضى وقت طويل على آخر زيارة لي لها.” أومأ شو تشينغ بصمت. وأثناء عبورهما الغابة المظلمة، لم يظهر أي وحش متحوّل. فوحوش هذه الغابة، بحسها الغريزي، أدركت أن الشخصين اللذين دخلا الليلة، لم يكونا مجرد باحثين عن الخردة عاديين. مع اقتراب منتصف الليل، دخل شو تشينغ إلى وادٍ ضيق. كانت الدماء التي أُريقت هنا قبل سنوات قد اختفت تحت طبقات النبات. وكانت هناك وفرة من نباتات البرسيم ذو الأوراق السبعة، مما دل على أن أيادٍ أخرى لم تصل إلى هذا المكان منذ زمن. نظر شو تشينغ نحو بقايا مختبره المتداعي، وتدفقت الذكريات القديمة إلى ذهنه، يتذكر الأيام التي كان يصنع فيها السموم هنا. كان ظلّه يرتجف بتأثر، ولم ينبس البطريرك المحارب الذهبي بأي كلمة طوال الرحلة. فبعد كل شيء، كانت هذه المنطقة المحظورة وطنًا لظل شو تشينغ سابقًا، وكانت المنطقة المحيطة بها تحت سيطرة البطريرك في ذلك الزمن. مرّ شو تشينغ عبر الوادي، حتى لاح له من بعيد مجمع المعابد. كانت السماء ملبدة بالغيوم، ولمع البرق بين الحين والآخر، مضيئًا أطلال المعابد المتداعية. من حيث كان واقفًا، لم يبدُ أن مجمع المعابد قد تغيّر إطلاقًا. يبدو أنه حتى لو مرّت أجيال من الباحثين عن الخردة، فإن هذا المكان سيظل كما هو، ثابتًا لا يتبدل. فجأة، تعالت صيحة دهشة من القائد: “ماذا؟ يوجد هنا معبد طاوي للامتداد العظيم؟” سأل شو تشينغ وهو يلتفت إليه: “معبد طاوي للامتداد العظيم؟” ابتسم القائد قائلاً: “تذكرت الآن. قبل فترة رأيتك تستخدم قدرة سماوية تشبه السيف السماوي، وبدت مألوفة لي. الآن فهمت. أيها الوغد الصغير! لقد حصلت على بصيرة سيف العزلة للامتداد العظيم، أليس كذلك؟” اتسعت عينا القائد تدريجيًا مع كل كلمة قالها حتى بدت كأنها ستخرج من محجريها: “لا أصدق! كلما تذكرت تلك الضربة، كلما ازددت اقتناعًا. ألم أخطئ؟ أخبرني! كان ذلك سيف العزلة للامتداد العظيم، أليس كذلك؟ هل تدرك ما يعنيه هذا؟!” نظر شو تشينغ إليه بعمق، عارفًا أن القائد يحب الغموض والمبالغة، وأنه لو سأله الآن فسيحاول ابتزازه روحيًا أو ماليًا. وكان يعلم أن أفضل أسلوب للتعامل مع أمثاله هو أن تتركهم يتخبطون بأنفسهم، فحين تسألهم لاحقًا، يفرغون كل أسرارهم بلا مقاومة. ولذا تجاهل شو تشينغ كلامه، واستمر بالمشي نحو المعبد. رمش القائد عدة مرات، ثم تبعه وهو يهمس بين الحين والآخر: “مذهل.” “لا يصدق.” “لا يمكن تخيله.” استمر يتمتم بهذه العبارات حتى دخل شو تشينغ المعبد، ووصل إلى القاعة التي حصل فيها على بصيرته بالسيف سابقًا. وقف أمام التمثال لحظة، ثم جلس متربعًا أمامه. كان هدفه من العودة، بجانب زيارة الكابتن لي، هو محاولة الحصول على بصيرة أعمق في ضربة السيف السماوي. تجول القائد حول التمثال، نظر إليه مليًّا، ثم حدّق بشو تشينغ وابتسم بمكر، قبل أن يبتعد قليلًا. ومرت الساعات… حتى بزغ صباح اليوم التالي. شعر شو تشينغ بخيبة أمل طفيفة. ربما كان الحصول على بصيرة أعمق يتطلب وقتًا طويلًا… ربما أشهرًا أو حتى عقودًا. نهض مع إشراق الصباح، وفي هذه اللحظة، كان القائد يبتسم ابتسامة عريضة وقال: “لم تنجح، أليس كذلك؟ طبيعي. كان من الغريب أصلًا لو نجحت.” تفاجأ شو تشينغ وسأله: “ماذا تعني؟” قهقه القائد وقال وهو يغمز: “لم تستطع التحمل، أليس كذلك؟ لم تقدر على كبح فضولك؟” اكتفى شو تشينغ بالنظر إليه بصمت. رمش القائد عدة مرات وكتم ضحكه. تنهد شو تشينغ وقال: “أخبرني يا أخي الأكبر، لماذا؟” قهقه القائد ضاحكًا ثم قال: “حسنًا، سأشرح لك. لكن لا تنس أنك لا تزال مدينًا لي بخمسين ألف حجر روحي. معبد الامتداد العظيم الطاوي يعود إلى حقبة الامتداد العظيم، في إمبراطورية الامتداد العظيم الطاوية. لم يتبقّ الكثير من تلك الإمبراطورية، فقط بعض المعابد القديمة المتناثرة هنا وهناك في المناطق المحظورة. والتماثيل الموجودة هناك كلها تحمل إرثًا صادمًا. إنها تقنيات من مستوى إمبراطوري يمكن لأي عرق أن يكتسبها. لكن، نيل البصيرة فيها أمر بالغ الصعوبة، ويعتمد كثيرًا على المصير. ضربات السيف في كل معبد تختلف، ولا أحد يعرف كم ضربة يمكن لشخص واحد أن يتقنها. كما أثبتّ أنت، من الممكن اكتساب واحدة. وهناك من تمكنوا من اكتساب اثنتين أو ثلاث، وربما حتى ست أو سبع ضربات. وبكل تأكيد، كلما زادت عدد الضربات التي تستنير بها، زادت قوة تقنيتك.” ثم أكمل القائد بنبرة أكثر جدية: “إن أتقنت ثلاث ضربات، تصبح تقنيتك شبه إمبراطورية. أما لو أتقنت ست أو سبع ضربات… فتصبح تقنية إمبراطورية حقيقية. وطبعًا، هذا ليس المعبد الوحيد للامتداد العظيم. هناك معابد أخرى. أحدها بجانب عيون الدم السبعة في منطقة محظورة قرب العنقاء. لقد ذهبت إلى هناك مرة، وحاولت نيل بصيرة، لكنني فشلت.” هنا، ظهرت نظرة غريبة على وجه القائد وأضاف: “أمر آخر… بعد أن يحصل شخص على بصيرة من أحد تماثيل الامتداد العظيم، تختفي الرنين الطاوي الخاص بالتمثال، ولن يعود إلا بعد مرور نصف دورة زمنية (أي ثلاثين عامًا). لهذا السبب، لم يكن ممكنًا أن تحصل على أي بصيرة ليلة أمس. ولم أخفِ الأمر عنك… أنت ببساطة لم تسأل! في الواقع، كنت فضوليًا جدًا بشأن ما كنت تفعله طوال الليل!” عندها، بدأت عروق الغضب تظهر على جبين شو تشينغ… قهقه القائد وأضاف بخبث: “آه، هناك طريقة بديلة… إذا كنت بالقرب من التمثال وقتلت شخصًا حصل مسبقًا على بصيرة منه، فسيعود الرنين الطاوي فورًا، وستتمكن من السعي لنيل بصيرة مباشرة!”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اترك تعليقاً

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

تم كشف مانع اعلانات

للتخلص من جميع الاعلانات، نقدم لك موقعنا المدفوع kolnovel.com

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط