لا يفنى ابدًا
بينما كان القائد يشرح هذه الأمور، ضيق شو تشينغ عينيه.
بعد كل هذا الوقت، حصل أخيرًا على تفسير بسيط حول مجمع المعابد والتمثال. وعندما تذكر المرة الأولى التي رأى فيها حركة السيف، شعر وكأنه يفهمها بشكل أفضل الآن.
في هذه الأثناء، كان القائد يتنهد في قلبه.
كان يعلم أن أمرًا مثل هذه الفرصة المباركة لا يتعلق فقط بعضة من التمثال، بل يتطلب إدراكًا ومصيرًا.
وكان الأمر الأهم هو أن التمثال لم يعد يحتوي على صدى طاوي، كما أنه لم يكن ليفكر أبدًا في قتل شو تشينغ ليحصل على فرصة للاستنارة… وحتى لو فكر في ذلك، وبالنظر إلى مدى خبث شو تشينغ، لم يكن هناك ضمان أنه سيفوز عليه في قتال.
في النهاية، كان القائد لا يزال مهتمًا بسيف العزلة للامتداد العظيم، لكنه لم يكن يملك وسيلة للسعي إليه.
مع ازدياد ضوء الفجر سطوعًا، قرر شو تشينغ عدم التعمق أكثر في المنطقة المحظورة.
بناءً على مستوى قاعدته الزراعية الحالية، استطاع أن يشعر بأن في الأعماق تركيزًا لإرادة إلهية خبيثة.
تأمل في ذلك الاتجاه لبعض الوقت، ثم قرر أن من الأفضل المغادرة.
حتى القائد استطاع الشعور بتلك الإرادة الإلهية، وبعد أن نظر هناك لبعض الوقت، بدأ يطلق هالة باردة وهو يقول:
“عادةً، حيثما تجد معبدًا طاويًا للامتداد العظيم، تجد أيضًا كائنات قذرة شرسة محبوسة بالقرب منه. شو تشينغ، موطنك بجوار منطقة محظورة معقدة جدًا!”
دون أن يقول كلمة، ارتفع شو تشينغ في الهواء. لم يكن يخطط لمغادرة المكان سيرًا، بل طار بأقصى سرعة.
ضحك القائد بصوت عالٍ، وطارد شو تشينغ طائرًا خلفه. وعندما ابتعد مسافة كافية، ألقى نظرة إلى الوراء نحو مجمع المعابد وأعماق المنطقة المحظورة.
هناك، كانت الغيوم المتحركة في السماء تشبه خصلات شعر امرأة سوداء طويلة.
وكانت هالة الضغينة الشديدة في تلك المنطقة تزيد الشعر كثافة.
ومن بعيد، بدت المنطقة المحظورة بأكملها وكأنها تشبه جمجمة امرأة.
تساءل القائد:
أي نوع من الكائنات القذرة محبوس هنا؟ أشعر برغبة قوية في الذهاب وإلقاء نظرة…
تردد لوهلة، ثم لحق بشو تشينغ.
وبعد أن لحق به، تمطى بكسل، ثم أخرج تفاحة وأخذ قضمة منها.
قال:
“قل لي، شو تشينغ، إلى أين نحن ذاهبون؟ عائدون للطائفة؟”
رد شو تشينغ:
“ذاهب إلى سوق سوداء لبيع بعض الأشياء.”
تألقت عينا القائد وقال:
“سوق سوداء؟ بيع أشياء؟ مثل ماذا؟ بضائع مسروقة؟”
نظر إليه شو تشينغ وأومأ برأسه.
هتف القائد:
“أوووه، دعني أرى! ربما تبيعها لي أنا. أنا أعشق البضائع المسروقة!”
تردد شو تشينغ. لم يكن من الجيد بيع أدوات سحرية معطوبة لشخص يعرفه شخصيًا.
فإذا استخدمها هذا الشخص، ثم تعطلت في لحظة حرجة، سيأتي حتمًا مطالبًا بتفسير أو انتقام.
لذا قال بتحفظ:
“أفضل التخلص منها عبر السوق السوداء.”
تجهم القائد وقال:
“يا صغيري آه تشينغ، يجب أن أقدم لك نصيحة بناءة. من السيئ أن تكون بخيلًا! إذا كان لديك شيء جيد للبيع، فما الفرق من يشتريه؟ تعتقد أنني لا أستحق؟ معي مال!”
ظهرت نظرة غريبة على وجه شو تشينغ. لم يكن يريد خداع القائد، فتنحنح ببساطة، وتجاهل ‘نصيحته’، وتوجه نحو أنتلرفيل.
كان هدفه النهائي هو سوق سوداء أخبره عنها البطريرك المحارب الذهبي سابقًا.
كانت في مدينة تُسمى ريمشايد قرب حدود كنيسة الرحيل.
وهي محاطة بمنطقة برية أسوأ من البراري القرمزية، ولهذا لم تهتم بها القوى الكبرى في عنقاء الجنوب.
مما جعلها ملاذًا للشخصيات القاسية، ونشأت سوق سوداء هناك.
الأشياء التي كان ينوي بيعها كانت أدوات سحرية امتص البطريرك المحارب الذهبي ما بين 70 إلى 80 بالمئة من طاقتها، ثم غلفها لتبدو طبيعية.
في البداية، لم يكن شو تشينغ ينوي بيعها.
لكن بسبب الموارد الهائلة التي أنفقها على تطوير الخنافس السوداء، وجد نفسه يعاني من نقص شديد في الحجارة الروحية.
فكر شو تشينغ:
سأبيع هذه الأدوات، ثم أعود إلى الطائفة.
بعد أن حسم أمره، توجه بأقصى سرعته نحو أنتلرفيل.
بهذه السرعة، كان من المفترض أن يصل في زمن نصف عصا بخور.
لكنه، بعد أن قطع نصف المسافة، توقف فجأة في الهواء ونظر إلى الأسفل.
في الأسفل، كان هناك قافلة تسير نحو أنتلرفيل.
أكثر من ثلاثين عربة، جميعها سوداء اللون، تحيط بها مجموعة كبيرة من الحراس ذوي الأردية السوداء.
بدوا جديين وكئيبين، وكانوا خارجين عن المألوف.
وبحجم هذه القافلة، لم يكن هناك أحد في المنطقة يجرؤ على العبث بهم.
خاصة مع وجود هالات تكثف الضغط من مرحلة تكثيف التشي العالي.
لاحظ شو تشينغ أيضًا وجود رجل مسن على إحدى العربات.
كان مزارعًا من مرحلة تأسيس الأساس، لكنه لم يشعل بعد شعلة حياته الأولى، مما يعني أنه لم يصل إلى حالة الإشعاع العميق.
وبحسب تقلبات طاقته، كان قد فتح ما يقارب 15 إلى 16 فتحة دارما.
أما الشخص العادي، فلن يستطيع رؤية ما رآه شو تشينغ:
كانت هناك أقفاص في العربات، محتجزة فيها أعداد من الباحثين عن الخردة.
معظمهم كانوا فتيانًا وفتيات صغار السن، فاقدين للوعي.
بينما القلة المستيقظة بدت منهارة ويائسة، مستلقية على قضبان الأقفاص.
قال القائد باشمئزاز وهو ينظر للأسفل:
“الحمامة الليلية مزعجة حقًا. لا تموت أبدًا. تقتل منهم عشرات، ويظهر مئات غيرهم.”
قال شو تشينغ ببرود:
“على ما يبدو دائمًا هناك طلب على الكنوز الحية.”
رد القائد مؤكدًا:
“بالضبط. هنا في عنقاء الجنوب، الطلب يأتي أساسًا من كنيسة الرحيل وأراضي البنفسج. أما في الخارج… في البر الرئيسي الموقر، الطلب أكبر بكثير.”
ثم تابع القائد حديثه:
“فالكنوز الحية لا تُستخدم فقط لامتصاص التلوث من الكنوز السحرية. بل هناك شظايا كنوز سحرية، وحتى أدوات سحرية عالية المستوى، تحتاج إلى قوى الحياة لتنقيتها.
بسبب ذلك، حتى بعض المختارين من تحالف الطوائف السبعة يتعاملون سرًا في تجارة الكنوز الحية.”
وأضاف بنبرة باردة:
“والكنوز الحية أكثر فعالية عندما تستخدم ضمن مجموعات. لهذا، جميع الأجناس تقريبًا تعتمد عليها.
وما يجعل سكان عنقاء الجنوب هدفًا مفضّلًا هو أن دمهم مختلط بدم المملكة السيادية للبنفسج والنيلي، مما يجعلهم كنوزًا حية مثالية.
ولهذا السبب، تنشط الحمامة الليلية هنا بكثافة.”
لم يقل شو تشينغ شيئًا، بل أطلق شوكة الحديد الأسود خاصته نحو القافلة.
دوى صوت الرعد في الأرجاء بينما رفع عملاء الحمامة الليلية رؤوسهم في صدمة.
كانت الشوكة الحديدية السوداء أشبه بصاعقة برق سوداء، تخترق أعناق عملاء الحمامة الليلية واحدًا تلو الآخر بسرعة فائقة.
لم يكن بمقدور مزارعي تكثيف التشي العاديين حتى رؤية تحركها، فضلًا عن محاولة تفاديها.
وفي طرفة عين، قُضي عليهم.
ومن بعيد، بدا وكأن خطًا أسود يخترق الهواء، تاركًا خلفه رشاشًا من الدماء.
حتى المزارع في مرحلة تأسيس الأساس لم يتمكن من الدفاع عن نفسه، وطُعن مباشرة.
ومع ذلك، لم يقتله البطريرك المحارب الذهبي، بل رفعه في الهواء نحو شو تشينغ.
ارتجف الرجل العجوز، وعيناه تتلألأ بالذعر.
كان من الواضح أنه مذعور تمامًا.
على الرغم من أن شو تشينغ والقائد كانا متنكرين، إلا أنهما كانا يشعان بتقلبات طاقية مرعبة جعلت رؤية العجوز تضعف.
كان بإمكانه أن يشعر أن أياً من هذين الاثنين قادر على محوه من الوجود بغمضة عين.
فليس كل مزارع في تأسيس الأساس متساويًا مع الآخر.
قال الرجل العجوز مرتجفًا:
“أيها السادة، أنا—”
قاطعه شو تشينغ ببرود قائلاً:
“إلى أين كنتم ذاهبين بهذه القافلة؟”
عندما تردد العجوز للحظة، ظهرت على وجه شو تشينغ ملامح نفاد صبر، وكان على وشك اللجوء إلى التعذيب، حين ابتسم القائد ابتسامة باردة.
قال القائد:
“دعني أتكفل بالأمر.”
لوّح بيده، فانطلقت تيارات من طاقة باردة، تشكلت على هيئة إبرة.
ثم طعنت الإبرة جسد العجوز المصدوم.
كانت الآلام الناتجة شديدة لدرجة أن العجوز كاد أن يفقد وعيه.
وبعد لحظات، بدأ يروي كل ما يعرفه.
لم يكونوا وحدهم؛
كان هناك أعضاء آخرون من الحمامة الليلية في كافة أنحاء عنقاء الجنوب تلقوا أوامر بنقل جميع حمولتهم الحالية سرًا إلى عيون الدم السبعة.
على ما يبدو، لم يكن سيطول الوقت حتى يصل زبائن من أماكن بعيدة، يحملون معهم ثروات طائلة.
بمعنى آخر، كانت هناك قوافل كثيرة مماثلة لهذه منتشرة في أنحاء عنقاء الجنوب، كلها تبحث عن طرق للتسلل إلى أراضي عيون الدم السبعة.
عندما سمع شو تشينغ كل هذا، لمعت عيناه بضوء بارد.
كان يكره الحمامة الليلية كراهية عمياء.
في الوقت نفسه، ضاق القائد عينيه ولوّح بيده، مما أدى إلى تفجير الرجل العجوز إلى كتل مجمدة.
قال القائد:
“يبدو أن قسم الجرائم العنيفة لديه الكثير من العمل بانتظاره.”
وأضاف:
“أنا فضولي جدًا بشأن هؤلاء الزبائن. وماذا يعني ‘من أماكن بعيدة’؟ هل هم غرباء؟”
لم يرد شو تشينغ، ولكن النظرة القاتمة في عينيه ازدادت حدة.
وبإشارة من يده، فتح جميع الأقفاص التي كانت في العربات.
أصبح الأسرى أحرارًا الآن.
لم يهتم شو تشينغ بهم كثيرًا.
كانوا غرباء لا يعرفهم، مثل أوراق اللوتس العائمة.
كان عليهم الاعتناء بأنفسهم.
لم يهاجم القافلة إلا بدافع كراهيته للحمامة الليلية، لا لسبب آخر.
بعد ذلك، واصل شو تشينغ والقائد طريقهما نحو أنتلرفيل، وهناك استخدما بوابة الانتقال الآني إلى ريمشايد.
كانت ريمشايد تقع في البراري، على حدود أراضي كنيسة الرحيل.
كانت مدينة صغيرة لكنها تعج بالحركة.
لم يكن هناك أي أثر للنظام فيها، وكانت مليئة بالمجرمين والمنبوذين.
كان هناك عدد لا بأس به من مزارعي تأسيس الأساس، بل وحتى بعض خبراء نواة الذهب.
معظمهم كانوا هناك للتجارة في سلع لا يريدون أن يُعرف عنهم أنهم يبيعونها أو يشترونها.
عادةً، لا يأتي إلى هنا إلا أولئك الذين يثقون بأنفسهم تمامًا.
ومع أن المدينة كانت فوضوية، لكنها لم تكن مكانًا ينتشر فيه القتل العشوائي.
بل كانت مكانًا تحكمه المصالح والصفقات.
بفضل الازدهار الذي حققته، أصبحت ريمشايد معروفة في جميع أنحاء عنقاء الجنوب، ويمكن العثور فيها على مزارعين من شتى الفصائل.
القاعدة الوحيدة السائدة فيها كانت:
“الضعفاء طعام الأقوياء.”
وعليه، عندما وطأت قدما شو تشينغ والقائد أرض ريمشايد، قوبلا بنظرات حذرة تراقب كل من يدخل أو يخرج.
وكان من بين هؤلاء المراقبين بعض الأطفال المحليين الذين يبحثون دومًا عن القادمين الجدد الذين قد يحتاجون إلى دليل.
بينما كان القائد يشرح هذه الأمور، ضيق شو تشينغ عينيه. بعد كل هذا الوقت، حصل أخيرًا على تفسير بسيط حول مجمع المعابد والتمثال. وعندما تذكر المرة الأولى التي رأى فيها حركة السيف، شعر وكأنه يفهمها بشكل أفضل الآن. في هذه الأثناء، كان القائد يتنهد في قلبه. كان يعلم أن أمرًا مثل هذه الفرصة المباركة لا يتعلق فقط بعضة من التمثال، بل يتطلب إدراكًا ومصيرًا. وكان الأمر الأهم هو أن التمثال لم يعد يحتوي على صدى طاوي، كما أنه لم يكن ليفكر أبدًا في قتل شو تشينغ ليحصل على فرصة للاستنارة… وحتى لو فكر في ذلك، وبالنظر إلى مدى خبث شو تشينغ، لم يكن هناك ضمان أنه سيفوز عليه في قتال. في النهاية، كان القائد لا يزال مهتمًا بسيف العزلة للامتداد العظيم، لكنه لم يكن يملك وسيلة للسعي إليه. مع ازدياد ضوء الفجر سطوعًا، قرر شو تشينغ عدم التعمق أكثر في المنطقة المحظورة. بناءً على مستوى قاعدته الزراعية الحالية، استطاع أن يشعر بأن في الأعماق تركيزًا لإرادة إلهية خبيثة. تأمل في ذلك الاتجاه لبعض الوقت، ثم قرر أن من الأفضل المغادرة. حتى القائد استطاع الشعور بتلك الإرادة الإلهية، وبعد أن نظر هناك لبعض الوقت، بدأ يطلق هالة باردة وهو يقول: “عادةً، حيثما تجد معبدًا طاويًا للامتداد العظيم، تجد أيضًا كائنات قذرة شرسة محبوسة بالقرب منه. شو تشينغ، موطنك بجوار منطقة محظورة معقدة جدًا!” دون أن يقول كلمة، ارتفع شو تشينغ في الهواء. لم يكن يخطط لمغادرة المكان سيرًا، بل طار بأقصى سرعة. ضحك القائد بصوت عالٍ، وطارد شو تشينغ طائرًا خلفه. وعندما ابتعد مسافة كافية، ألقى نظرة إلى الوراء نحو مجمع المعابد وأعماق المنطقة المحظورة. هناك، كانت الغيوم المتحركة في السماء تشبه خصلات شعر امرأة سوداء طويلة. وكانت هالة الضغينة الشديدة في تلك المنطقة تزيد الشعر كثافة. ومن بعيد، بدت المنطقة المحظورة بأكملها وكأنها تشبه جمجمة امرأة. تساءل القائد: أي نوع من الكائنات القذرة محبوس هنا؟ أشعر برغبة قوية في الذهاب وإلقاء نظرة… تردد لوهلة، ثم لحق بشو تشينغ. وبعد أن لحق به، تمطى بكسل، ثم أخرج تفاحة وأخذ قضمة منها. قال: “قل لي، شو تشينغ، إلى أين نحن ذاهبون؟ عائدون للطائفة؟” رد شو تشينغ: “ذاهب إلى سوق سوداء لبيع بعض الأشياء.” تألقت عينا القائد وقال: “سوق سوداء؟ بيع أشياء؟ مثل ماذا؟ بضائع مسروقة؟” نظر إليه شو تشينغ وأومأ برأسه. هتف القائد: “أوووه، دعني أرى! ربما تبيعها لي أنا. أنا أعشق البضائع المسروقة!” تردد شو تشينغ. لم يكن من الجيد بيع أدوات سحرية معطوبة لشخص يعرفه شخصيًا. فإذا استخدمها هذا الشخص، ثم تعطلت في لحظة حرجة، سيأتي حتمًا مطالبًا بتفسير أو انتقام. لذا قال بتحفظ: “أفضل التخلص منها عبر السوق السوداء.” تجهم القائد وقال: “يا صغيري آه تشينغ، يجب أن أقدم لك نصيحة بناءة. من السيئ أن تكون بخيلًا! إذا كان لديك شيء جيد للبيع، فما الفرق من يشتريه؟ تعتقد أنني لا أستحق؟ معي مال!” ظهرت نظرة غريبة على وجه شو تشينغ. لم يكن يريد خداع القائد، فتنحنح ببساطة، وتجاهل ‘نصيحته’، وتوجه نحو أنتلرفيل. كان هدفه النهائي هو سوق سوداء أخبره عنها البطريرك المحارب الذهبي سابقًا. كانت في مدينة تُسمى ريمشايد قرب حدود كنيسة الرحيل. وهي محاطة بمنطقة برية أسوأ من البراري القرمزية، ولهذا لم تهتم بها القوى الكبرى في عنقاء الجنوب. مما جعلها ملاذًا للشخصيات القاسية، ونشأت سوق سوداء هناك. الأشياء التي كان ينوي بيعها كانت أدوات سحرية امتص البطريرك المحارب الذهبي ما بين 70 إلى 80 بالمئة من طاقتها، ثم غلفها لتبدو طبيعية. في البداية، لم يكن شو تشينغ ينوي بيعها. لكن بسبب الموارد الهائلة التي أنفقها على تطوير الخنافس السوداء، وجد نفسه يعاني من نقص شديد في الحجارة الروحية. فكر شو تشينغ: سأبيع هذه الأدوات، ثم أعود إلى الطائفة. بعد أن حسم أمره، توجه بأقصى سرعته نحو أنتلرفيل. بهذه السرعة، كان من المفترض أن يصل في زمن نصف عصا بخور. لكنه، بعد أن قطع نصف المسافة، توقف فجأة في الهواء ونظر إلى الأسفل. في الأسفل، كان هناك قافلة تسير نحو أنتلرفيل. أكثر من ثلاثين عربة، جميعها سوداء اللون، تحيط بها مجموعة كبيرة من الحراس ذوي الأردية السوداء. بدوا جديين وكئيبين، وكانوا خارجين عن المألوف. وبحجم هذه القافلة، لم يكن هناك أحد في المنطقة يجرؤ على العبث بهم. خاصة مع وجود هالات تكثف الضغط من مرحلة تكثيف التشي العالي. لاحظ شو تشينغ أيضًا وجود رجل مسن على إحدى العربات. كان مزارعًا من مرحلة تأسيس الأساس، لكنه لم يشعل بعد شعلة حياته الأولى، مما يعني أنه لم يصل إلى حالة الإشعاع العميق. وبحسب تقلبات طاقته، كان قد فتح ما يقارب 15 إلى 16 فتحة دارما. أما الشخص العادي، فلن يستطيع رؤية ما رآه شو تشينغ: كانت هناك أقفاص في العربات، محتجزة فيها أعداد من الباحثين عن الخردة. معظمهم كانوا فتيانًا وفتيات صغار السن، فاقدين للوعي. بينما القلة المستيقظة بدت منهارة ويائسة، مستلقية على قضبان الأقفاص. قال القائد باشمئزاز وهو ينظر للأسفل: “الحمامة الليلية مزعجة حقًا. لا تموت أبدًا. تقتل منهم عشرات، ويظهر مئات غيرهم.” قال شو تشينغ ببرود: “على ما يبدو دائمًا هناك طلب على الكنوز الحية.” رد القائد مؤكدًا: “بالضبط. هنا في عنقاء الجنوب، الطلب يأتي أساسًا من كنيسة الرحيل وأراضي البنفسج. أما في الخارج… في البر الرئيسي الموقر، الطلب أكبر بكثير.” ثم تابع القائد حديثه: “فالكنوز الحية لا تُستخدم فقط لامتصاص التلوث من الكنوز السحرية. بل هناك شظايا كنوز سحرية، وحتى أدوات سحرية عالية المستوى، تحتاج إلى قوى الحياة لتنقيتها. بسبب ذلك، حتى بعض المختارين من تحالف الطوائف السبعة يتعاملون سرًا في تجارة الكنوز الحية.” وأضاف بنبرة باردة: “والكنوز الحية أكثر فعالية عندما تستخدم ضمن مجموعات. لهذا، جميع الأجناس تقريبًا تعتمد عليها. وما يجعل سكان عنقاء الجنوب هدفًا مفضّلًا هو أن دمهم مختلط بدم المملكة السيادية للبنفسج والنيلي، مما يجعلهم كنوزًا حية مثالية. ولهذا السبب، تنشط الحمامة الليلية هنا بكثافة.” لم يقل شو تشينغ شيئًا، بل أطلق شوكة الحديد الأسود خاصته نحو القافلة. دوى صوت الرعد في الأرجاء بينما رفع عملاء الحمامة الليلية رؤوسهم في صدمة. كانت الشوكة الحديدية السوداء أشبه بصاعقة برق سوداء، تخترق أعناق عملاء الحمامة الليلية واحدًا تلو الآخر بسرعة فائقة. لم يكن بمقدور مزارعي تكثيف التشي العاديين حتى رؤية تحركها، فضلًا عن محاولة تفاديها. وفي طرفة عين، قُضي عليهم. ومن بعيد، بدا وكأن خطًا أسود يخترق الهواء، تاركًا خلفه رشاشًا من الدماء. حتى المزارع في مرحلة تأسيس الأساس لم يتمكن من الدفاع عن نفسه، وطُعن مباشرة. ومع ذلك، لم يقتله البطريرك المحارب الذهبي، بل رفعه في الهواء نحو شو تشينغ. ارتجف الرجل العجوز، وعيناه تتلألأ بالذعر. كان من الواضح أنه مذعور تمامًا. على الرغم من أن شو تشينغ والقائد كانا متنكرين، إلا أنهما كانا يشعان بتقلبات طاقية مرعبة جعلت رؤية العجوز تضعف. كان بإمكانه أن يشعر أن أياً من هذين الاثنين قادر على محوه من الوجود بغمضة عين. فليس كل مزارع في تأسيس الأساس متساويًا مع الآخر. قال الرجل العجوز مرتجفًا: “أيها السادة، أنا—” قاطعه شو تشينغ ببرود قائلاً: “إلى أين كنتم ذاهبين بهذه القافلة؟” عندما تردد العجوز للحظة، ظهرت على وجه شو تشينغ ملامح نفاد صبر، وكان على وشك اللجوء إلى التعذيب، حين ابتسم القائد ابتسامة باردة. قال القائد: “دعني أتكفل بالأمر.” لوّح بيده، فانطلقت تيارات من طاقة باردة، تشكلت على هيئة إبرة. ثم طعنت الإبرة جسد العجوز المصدوم. كانت الآلام الناتجة شديدة لدرجة أن العجوز كاد أن يفقد وعيه. وبعد لحظات، بدأ يروي كل ما يعرفه. لم يكونوا وحدهم؛ كان هناك أعضاء آخرون من الحمامة الليلية في كافة أنحاء عنقاء الجنوب تلقوا أوامر بنقل جميع حمولتهم الحالية سرًا إلى عيون الدم السبعة. على ما يبدو، لم يكن سيطول الوقت حتى يصل زبائن من أماكن بعيدة، يحملون معهم ثروات طائلة. بمعنى آخر، كانت هناك قوافل كثيرة مماثلة لهذه منتشرة في أنحاء عنقاء الجنوب، كلها تبحث عن طرق للتسلل إلى أراضي عيون الدم السبعة. عندما سمع شو تشينغ كل هذا، لمعت عيناه بضوء بارد. كان يكره الحمامة الليلية كراهية عمياء. في الوقت نفسه، ضاق القائد عينيه ولوّح بيده، مما أدى إلى تفجير الرجل العجوز إلى كتل مجمدة. قال القائد: “يبدو أن قسم الجرائم العنيفة لديه الكثير من العمل بانتظاره.” وأضاف: “أنا فضولي جدًا بشأن هؤلاء الزبائن. وماذا يعني ‘من أماكن بعيدة’؟ هل هم غرباء؟” لم يرد شو تشينغ، ولكن النظرة القاتمة في عينيه ازدادت حدة. وبإشارة من يده، فتح جميع الأقفاص التي كانت في العربات. أصبح الأسرى أحرارًا الآن. لم يهتم شو تشينغ بهم كثيرًا. كانوا غرباء لا يعرفهم، مثل أوراق اللوتس العائمة. كان عليهم الاعتناء بأنفسهم. لم يهاجم القافلة إلا بدافع كراهيته للحمامة الليلية، لا لسبب آخر. بعد ذلك، واصل شو تشينغ والقائد طريقهما نحو أنتلرفيل، وهناك استخدما بوابة الانتقال الآني إلى ريمشايد. كانت ريمشايد تقع في البراري، على حدود أراضي كنيسة الرحيل. كانت مدينة صغيرة لكنها تعج بالحركة. لم يكن هناك أي أثر للنظام فيها، وكانت مليئة بالمجرمين والمنبوذين. كان هناك عدد لا بأس به من مزارعي تأسيس الأساس، بل وحتى بعض خبراء نواة الذهب. معظمهم كانوا هناك للتجارة في سلع لا يريدون أن يُعرف عنهم أنهم يبيعونها أو يشترونها. عادةً، لا يأتي إلى هنا إلا أولئك الذين يثقون بأنفسهم تمامًا. ومع أن المدينة كانت فوضوية، لكنها لم تكن مكانًا ينتشر فيه القتل العشوائي. بل كانت مكانًا تحكمه المصالح والصفقات. بفضل الازدهار الذي حققته، أصبحت ريمشايد معروفة في جميع أنحاء عنقاء الجنوب، ويمكن العثور فيها على مزارعين من شتى الفصائل. القاعدة الوحيدة السائدة فيها كانت: “الضعفاء طعام الأقوياء.” وعليه، عندما وطأت قدما شو تشينغ والقائد أرض ريمشايد، قوبلا بنظرات حذرة تراقب كل من يدخل أو يخرج. وكان من بين هؤلاء المراقبين بعض الأطفال المحليين الذين يبحثون دومًا عن القادمين الجدد الذين قد يحتاجون إلى دليل.
كنيسة الرحيل هي “طائفة ليتو”
بينما كان القائد يشرح هذه الأمور، ضيق شو تشينغ عينيه. بعد كل هذا الوقت، حصل أخيرًا على تفسير بسيط حول مجمع المعابد والتمثال. وعندما تذكر المرة الأولى التي رأى فيها حركة السيف، شعر وكأنه يفهمها بشكل أفضل الآن. في هذه الأثناء، كان القائد يتنهد في قلبه. كان يعلم أن أمرًا مثل هذه الفرصة المباركة لا يتعلق فقط بعضة من التمثال، بل يتطلب إدراكًا ومصيرًا. وكان الأمر الأهم هو أن التمثال لم يعد يحتوي على صدى طاوي، كما أنه لم يكن ليفكر أبدًا في قتل شو تشينغ ليحصل على فرصة للاستنارة… وحتى لو فكر في ذلك، وبالنظر إلى مدى خبث شو تشينغ، لم يكن هناك ضمان أنه سيفوز عليه في قتال. في النهاية، كان القائد لا يزال مهتمًا بسيف العزلة للامتداد العظيم، لكنه لم يكن يملك وسيلة للسعي إليه. مع ازدياد ضوء الفجر سطوعًا، قرر شو تشينغ عدم التعمق أكثر في المنطقة المحظورة. بناءً على مستوى قاعدته الزراعية الحالية، استطاع أن يشعر بأن في الأعماق تركيزًا لإرادة إلهية خبيثة. تأمل في ذلك الاتجاه لبعض الوقت، ثم قرر أن من الأفضل المغادرة. حتى القائد استطاع الشعور بتلك الإرادة الإلهية، وبعد أن نظر هناك لبعض الوقت، بدأ يطلق هالة باردة وهو يقول: “عادةً، حيثما تجد معبدًا طاويًا للامتداد العظيم، تجد أيضًا كائنات قذرة شرسة محبوسة بالقرب منه. شو تشينغ، موطنك بجوار منطقة محظورة معقدة جدًا!” دون أن يقول كلمة، ارتفع شو تشينغ في الهواء. لم يكن يخطط لمغادرة المكان سيرًا، بل طار بأقصى سرعة. ضحك القائد بصوت عالٍ، وطارد شو تشينغ طائرًا خلفه. وعندما ابتعد مسافة كافية، ألقى نظرة إلى الوراء نحو مجمع المعابد وأعماق المنطقة المحظورة. هناك، كانت الغيوم المتحركة في السماء تشبه خصلات شعر امرأة سوداء طويلة. وكانت هالة الضغينة الشديدة في تلك المنطقة تزيد الشعر كثافة. ومن بعيد، بدت المنطقة المحظورة بأكملها وكأنها تشبه جمجمة امرأة. تساءل القائد: أي نوع من الكائنات القذرة محبوس هنا؟ أشعر برغبة قوية في الذهاب وإلقاء نظرة… تردد لوهلة، ثم لحق بشو تشينغ. وبعد أن لحق به، تمطى بكسل، ثم أخرج تفاحة وأخذ قضمة منها. قال: “قل لي، شو تشينغ، إلى أين نحن ذاهبون؟ عائدون للطائفة؟” رد شو تشينغ: “ذاهب إلى سوق سوداء لبيع بعض الأشياء.” تألقت عينا القائد وقال: “سوق سوداء؟ بيع أشياء؟ مثل ماذا؟ بضائع مسروقة؟” نظر إليه شو تشينغ وأومأ برأسه. هتف القائد: “أوووه، دعني أرى! ربما تبيعها لي أنا. أنا أعشق البضائع المسروقة!” تردد شو تشينغ. لم يكن من الجيد بيع أدوات سحرية معطوبة لشخص يعرفه شخصيًا. فإذا استخدمها هذا الشخص، ثم تعطلت في لحظة حرجة، سيأتي حتمًا مطالبًا بتفسير أو انتقام. لذا قال بتحفظ: “أفضل التخلص منها عبر السوق السوداء.” تجهم القائد وقال: “يا صغيري آه تشينغ، يجب أن أقدم لك نصيحة بناءة. من السيئ أن تكون بخيلًا! إذا كان لديك شيء جيد للبيع، فما الفرق من يشتريه؟ تعتقد أنني لا أستحق؟ معي مال!” ظهرت نظرة غريبة على وجه شو تشينغ. لم يكن يريد خداع القائد، فتنحنح ببساطة، وتجاهل ‘نصيحته’، وتوجه نحو أنتلرفيل. كان هدفه النهائي هو سوق سوداء أخبره عنها البطريرك المحارب الذهبي سابقًا. كانت في مدينة تُسمى ريمشايد قرب حدود كنيسة الرحيل. وهي محاطة بمنطقة برية أسوأ من البراري القرمزية، ولهذا لم تهتم بها القوى الكبرى في عنقاء الجنوب. مما جعلها ملاذًا للشخصيات القاسية، ونشأت سوق سوداء هناك. الأشياء التي كان ينوي بيعها كانت أدوات سحرية امتص البطريرك المحارب الذهبي ما بين 70 إلى 80 بالمئة من طاقتها، ثم غلفها لتبدو طبيعية. في البداية، لم يكن شو تشينغ ينوي بيعها. لكن بسبب الموارد الهائلة التي أنفقها على تطوير الخنافس السوداء، وجد نفسه يعاني من نقص شديد في الحجارة الروحية. فكر شو تشينغ: سأبيع هذه الأدوات، ثم أعود إلى الطائفة. بعد أن حسم أمره، توجه بأقصى سرعته نحو أنتلرفيل. بهذه السرعة، كان من المفترض أن يصل في زمن نصف عصا بخور. لكنه، بعد أن قطع نصف المسافة، توقف فجأة في الهواء ونظر إلى الأسفل. في الأسفل، كان هناك قافلة تسير نحو أنتلرفيل. أكثر من ثلاثين عربة، جميعها سوداء اللون، تحيط بها مجموعة كبيرة من الحراس ذوي الأردية السوداء. بدوا جديين وكئيبين، وكانوا خارجين عن المألوف. وبحجم هذه القافلة، لم يكن هناك أحد في المنطقة يجرؤ على العبث بهم. خاصة مع وجود هالات تكثف الضغط من مرحلة تكثيف التشي العالي. لاحظ شو تشينغ أيضًا وجود رجل مسن على إحدى العربات. كان مزارعًا من مرحلة تأسيس الأساس، لكنه لم يشعل بعد شعلة حياته الأولى، مما يعني أنه لم يصل إلى حالة الإشعاع العميق. وبحسب تقلبات طاقته، كان قد فتح ما يقارب 15 إلى 16 فتحة دارما. أما الشخص العادي، فلن يستطيع رؤية ما رآه شو تشينغ: كانت هناك أقفاص في العربات، محتجزة فيها أعداد من الباحثين عن الخردة. معظمهم كانوا فتيانًا وفتيات صغار السن، فاقدين للوعي. بينما القلة المستيقظة بدت منهارة ويائسة، مستلقية على قضبان الأقفاص. قال القائد باشمئزاز وهو ينظر للأسفل: “الحمامة الليلية مزعجة حقًا. لا تموت أبدًا. تقتل منهم عشرات، ويظهر مئات غيرهم.” قال شو تشينغ ببرود: “على ما يبدو دائمًا هناك طلب على الكنوز الحية.” رد القائد مؤكدًا: “بالضبط. هنا في عنقاء الجنوب، الطلب يأتي أساسًا من كنيسة الرحيل وأراضي البنفسج. أما في الخارج… في البر الرئيسي الموقر، الطلب أكبر بكثير.” ثم تابع القائد حديثه: “فالكنوز الحية لا تُستخدم فقط لامتصاص التلوث من الكنوز السحرية. بل هناك شظايا كنوز سحرية، وحتى أدوات سحرية عالية المستوى، تحتاج إلى قوى الحياة لتنقيتها. بسبب ذلك، حتى بعض المختارين من تحالف الطوائف السبعة يتعاملون سرًا في تجارة الكنوز الحية.” وأضاف بنبرة باردة: “والكنوز الحية أكثر فعالية عندما تستخدم ضمن مجموعات. لهذا، جميع الأجناس تقريبًا تعتمد عليها. وما يجعل سكان عنقاء الجنوب هدفًا مفضّلًا هو أن دمهم مختلط بدم المملكة السيادية للبنفسج والنيلي، مما يجعلهم كنوزًا حية مثالية. ولهذا السبب، تنشط الحمامة الليلية هنا بكثافة.” لم يقل شو تشينغ شيئًا، بل أطلق شوكة الحديد الأسود خاصته نحو القافلة. دوى صوت الرعد في الأرجاء بينما رفع عملاء الحمامة الليلية رؤوسهم في صدمة. كانت الشوكة الحديدية السوداء أشبه بصاعقة برق سوداء، تخترق أعناق عملاء الحمامة الليلية واحدًا تلو الآخر بسرعة فائقة. لم يكن بمقدور مزارعي تكثيف التشي العاديين حتى رؤية تحركها، فضلًا عن محاولة تفاديها. وفي طرفة عين، قُضي عليهم. ومن بعيد، بدا وكأن خطًا أسود يخترق الهواء، تاركًا خلفه رشاشًا من الدماء. حتى المزارع في مرحلة تأسيس الأساس لم يتمكن من الدفاع عن نفسه، وطُعن مباشرة. ومع ذلك، لم يقتله البطريرك المحارب الذهبي، بل رفعه في الهواء نحو شو تشينغ. ارتجف الرجل العجوز، وعيناه تتلألأ بالذعر. كان من الواضح أنه مذعور تمامًا. على الرغم من أن شو تشينغ والقائد كانا متنكرين، إلا أنهما كانا يشعان بتقلبات طاقية مرعبة جعلت رؤية العجوز تضعف. كان بإمكانه أن يشعر أن أياً من هذين الاثنين قادر على محوه من الوجود بغمضة عين. فليس كل مزارع في تأسيس الأساس متساويًا مع الآخر. قال الرجل العجوز مرتجفًا: “أيها السادة، أنا—” قاطعه شو تشينغ ببرود قائلاً: “إلى أين كنتم ذاهبين بهذه القافلة؟” عندما تردد العجوز للحظة، ظهرت على وجه شو تشينغ ملامح نفاد صبر، وكان على وشك اللجوء إلى التعذيب، حين ابتسم القائد ابتسامة باردة. قال القائد: “دعني أتكفل بالأمر.” لوّح بيده، فانطلقت تيارات من طاقة باردة، تشكلت على هيئة إبرة. ثم طعنت الإبرة جسد العجوز المصدوم. كانت الآلام الناتجة شديدة لدرجة أن العجوز كاد أن يفقد وعيه. وبعد لحظات، بدأ يروي كل ما يعرفه. لم يكونوا وحدهم؛ كان هناك أعضاء آخرون من الحمامة الليلية في كافة أنحاء عنقاء الجنوب تلقوا أوامر بنقل جميع حمولتهم الحالية سرًا إلى عيون الدم السبعة. على ما يبدو، لم يكن سيطول الوقت حتى يصل زبائن من أماكن بعيدة، يحملون معهم ثروات طائلة. بمعنى آخر، كانت هناك قوافل كثيرة مماثلة لهذه منتشرة في أنحاء عنقاء الجنوب، كلها تبحث عن طرق للتسلل إلى أراضي عيون الدم السبعة. عندما سمع شو تشينغ كل هذا، لمعت عيناه بضوء بارد. كان يكره الحمامة الليلية كراهية عمياء. في الوقت نفسه، ضاق القائد عينيه ولوّح بيده، مما أدى إلى تفجير الرجل العجوز إلى كتل مجمدة. قال القائد: “يبدو أن قسم الجرائم العنيفة لديه الكثير من العمل بانتظاره.” وأضاف: “أنا فضولي جدًا بشأن هؤلاء الزبائن. وماذا يعني ‘من أماكن بعيدة’؟ هل هم غرباء؟” لم يرد شو تشينغ، ولكن النظرة القاتمة في عينيه ازدادت حدة. وبإشارة من يده، فتح جميع الأقفاص التي كانت في العربات. أصبح الأسرى أحرارًا الآن. لم يهتم شو تشينغ بهم كثيرًا. كانوا غرباء لا يعرفهم، مثل أوراق اللوتس العائمة. كان عليهم الاعتناء بأنفسهم. لم يهاجم القافلة إلا بدافع كراهيته للحمامة الليلية، لا لسبب آخر. بعد ذلك، واصل شو تشينغ والقائد طريقهما نحو أنتلرفيل، وهناك استخدما بوابة الانتقال الآني إلى ريمشايد. كانت ريمشايد تقع في البراري، على حدود أراضي كنيسة الرحيل. كانت مدينة صغيرة لكنها تعج بالحركة. لم يكن هناك أي أثر للنظام فيها، وكانت مليئة بالمجرمين والمنبوذين. كان هناك عدد لا بأس به من مزارعي تأسيس الأساس، بل وحتى بعض خبراء نواة الذهب. معظمهم كانوا هناك للتجارة في سلع لا يريدون أن يُعرف عنهم أنهم يبيعونها أو يشترونها. عادةً، لا يأتي إلى هنا إلا أولئك الذين يثقون بأنفسهم تمامًا. ومع أن المدينة كانت فوضوية، لكنها لم تكن مكانًا ينتشر فيه القتل العشوائي. بل كانت مكانًا تحكمه المصالح والصفقات. بفضل الازدهار الذي حققته، أصبحت ريمشايد معروفة في جميع أنحاء عنقاء الجنوب، ويمكن العثور فيها على مزارعين من شتى الفصائل. القاعدة الوحيدة السائدة فيها كانت: “الضعفاء طعام الأقوياء.” وعليه، عندما وطأت قدما شو تشينغ والقائد أرض ريمشايد، قوبلا بنظرات حذرة تراقب كل من يدخل أو يخرج. وكان من بين هؤلاء المراقبين بعض الأطفال المحليين الذين يبحثون دومًا عن القادمين الجدد الذين قد يحتاجون إلى دليل.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات