2 - السعادة منعكسة على سطح الماء.
“ليا، توقفي عن هز رأسك بهذه الطريقة واجلسي بهدوء، هلّا فعلتِ؟”
“لا أحد في الغابة، بما فيهم أنا، يرى في الأمر شيئًا غريبًا. ولن أسمح أبدًا لأي أحد أن يقول أي شيء سيئ!”
قبل أن تفتح عينيها، كان أول ما سمعته صوتًا لطيفًا وعذبًا.
“أنتِ…”
وببطء، وكأن هذا الصوت يوجه وعيها، طافت بها اليقظة نحو السطح.
بدت رؤيتها ضبابية. ببضع رموش سريعة، أدركت أنها جالسة على كرسي، وأنها في بيتها.
كان بيتهم، بيتٌ محفور داخل جوف شجرة عظيمة في الغابة. كانت تجلس على كرسيها الخاص في غرفة المعيشة.
في هذا العالم، شعرت إيميليا بفرح عارم، وحب دافئ، وسعادة حزينة جعلت القشعريرة تتخلل كل جسدها.
” – يا إلهي، إلى متى ستظلين مدلّلة كهذه؟ أنتِ حقًا لا يمكن إصلاحك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
من مسافة قريبة بما يكفي لتشعر بأنفاسها، سمعت صوتًا رقيقًا يبدو وكأنه يحتضنها، أثار شعورًا غامضًا في صدرها، جعلها – إيميليا – تستدير بسرعة.
“أوه، سيدتي فورتونا.”
رأت على الفور امرأة بشعر فضي قصير، بنظرة لاذعة، وبدت – في نظر إيميليا – هي النموذج المثالي للمرأة.
قلدت ريوزو أسلوب رام في الحديث، مما رسم ابتسامة باهتة على وجه إميليا. لقد كانت تلك طريقة رام، بلا شك.
” – أمي…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “همف، هذا كلام غير لطيف، أرتشي الأحمق. أنا لا أعرفك، ابتعد عني.”
“استدرتِ بسرعة، لقد فاجأتني… هل كنتِ تغفين؟ هل أخذتِ قيلولة وتركتي شعركِ لي لأعتني به؟ إننا أمام أميرة كسولة حقًا.”
اتسعت عينا إيميليا بينما ابتسمت والدتها – فورتونا – بابتسامة مليئة بالحنان، لم تفهم إيميليا لماذا شعرت بهذا الانفعال العميق بمجرد رؤية تلك النظرة الثاقبة والابتسامة الهادئة لأمها.
” أمي…”
“لكن…”
“همم؟ ما الأمر؟ إذا حدث أي شيء، يمكنكِ إخباري.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “نعم، مضى وقتٌ طويل، سيدتي إيميليا. آمل أن تعامليني بلطفٍ اليوم.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“أنتِ حقًا متألقة اليوم، أمي. تبدين لطيفة للغاية.”
“— شكرًا لكِ على إظهار هذا العالم لي، إيكيدنا.”
“آه؟ لا أذكر. في الآونة الأخيرة، أصبحت ذاكرتي ضعيفة ولا أستطيع تذكر أي شيء.”
“أوه! ألهذا فقط؟ وكنتُ أظن أنني بحاجة للقلق، لتأتي وتداعبيني بهذا الشكل.”
فيما يتعلق بأخذ شيء ما كأمر مسلم به، كان باك هو أقرب مقارنة لإيميليا.
احمرت وجنتا فورتونا قليلاً قبل أن تنقر جبهة إيميليا برفق بإصبعها. وضعت إيميليا يدها على جبهتها وهي تضحك بمرح.
في هذا العالم، شعرت إيميليا بفرح عارم، وحب دافئ، وسعادة حزينة جعلت القشعريرة تتخلل كل جسدها.
كانت إيميليا دائمًا فخورة بأمها، لكنها رأت فورتونا جميلة بشكل استثنائي في ذلك اليوم. وذلك لأنها ارتدت تنورة لأول مرة، بدلاً من ملابسها العملية المعتادة. بدت ملابسها خالية من الزخرفة، لكن تنسيق الألوان المنعش ناسبها بشكل رائع.
لكن، وبدفع ذلك الشعور جانبًا، اختارت إميليا أن تثق برام، تمامًا كما اختارت رام أن تثق بها.
“أوه، انظري إلى نفسك. على الرغم من أن وجهك لطيف جدًا، إلا أنكِ تبدين فوضوية اليوم… حقًا تبدين وكأنكِ ما زلتِ نصف نائمة. أعتقد أنني أرسلتكِ لغسل شعركِ عند البئر. هل شربتِ فقط وعدتي؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن هذا الأمر مقتصرًا على شخص أو شخصين، بل انضم الجميع في تمثيل جماعي وكأنهم يسمعون بذلك لأول مرة.
“أوف، أمي تسخر مني مجددًا. ليس في جسدي ذرة واحدة من الإهمال. والجميع يقولون إنني فتاة مؤدبة جدًا.”
“جيّد، هذا هو المهم.”
لكنها صارت واثقة من نفسها أكثر الآن، وشعور الإنجاز الذي اعتراها كان حقيقيًا، رغم أن النهاية لم تكن انتصارًا بالمعنى التقليدي؛ بل وكأنها أكملت مسيرة مشاعرها للنهاية.
“على الرغم من أنكِ لا تزالين تستخدمين هذه العبارات السخيفة، أشعر بالقلق من أن الآخرين يملؤون رأسك بأفكار غريبة. يجب أن أُتحدث مع آرتشي بعد هذا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“مشاعري تجاه أمي وأبي… وتجاه أخي وكل من أحببت… لم تتغير.”
أغلقت فورتونا شفتيها كما لو كانت غير راضية، لكنها وضعت راحة يدها على جبهتها بشكل يتعارض مع تلك النظرة. تقدمت والدتها أمام إيميليا، التي كانت عابسة، واستأنفت تسريح شعرها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إيكيدنا…”
كان لديها شعر طويل، فضي مثل فورتونا تمامًا. قامت والدتها بجدله بمهارة، كما لو تستخدم السحر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “همف، هذا كلام غير لطيف، أرتشي الأحمق. أنا لا أعرفك، ابتعد عني.”
حان الوقت لتضع حدًا لذلك.
“ها قد انتهينا، أصبح الآن جميلًا تمامًا. اذهبي وانظري في المرآة.”
ــــ أنقذيه
“همم، شكرًا لكِ، أمي. المرآة…”
لم يبقَ شيء وراءها. ومع اختفاء من كان يُفترض أنه أرتشي، بدأ الزمن والريح في التدفق من جديد.
عندما ربتت فورتونا على كتفها، نهضت إيميليا بابتسامة عريضة لتفعل ما طُلب منها. لكن الطفلة الصغيرة توقفت فجأة قبل أن تصل إلى المرآة الطويلة.
كما أكد غارفيل سابقاً، كان هذا هو حال الملاذ في وضعه الراهن. العديد من سكان هذا المكان تعرضوا للاضطهاد بسبب دمائهم التي تختلف عن البشر وأنصاف البشر، مما دفعهم إلى السعي لهذا المكان كملاذ يجدون فيه بعض الطمأنينة. وبعضهم وُلِد هنا، وعاش حياته بالكامل هنا، ثم عاد إلى التراب.
“إيميليا؟”
أثناء حديثه، شهق أرتشي بذهول عندما رأى عيون إيميليا وقد امتلأت بالدموع، مستعدةً للانهمار.
كانت إيميليا ضعيفة، بائسة، دائمة الفشل، لكن رغم ذلك، ترغب في فعل كل ما بوسعها من أجل الأشخاص الذين ترغب في أن تظل بجانبهم — من أجل الذين يعيشون داخل الغابة وخارجها، من أجل أولئك الذين كانوا معها في الماضي ومن سيقفون بجانبها في المستقبل.
نادتها فورتونا بنبرة تساؤل، لكن إيميليا لم ترد. لسببٍ ما، لم تستطع الاقتراب من المرآة الطويلة. لم تعلم السبب، حتى هي نفسها لم تعرف.
تشنجت ساقاها. وبينما بدت إيميليا غارقة في كآبتها، جاءها الخلاص من اتجاه مختلف.
“لا تقولي أشياء سخيفة. جييوس، افتح السلة، لنبدأ بالطعام مبكرًا قليلًا لأن الأميرة تطلب ذلك.”
سمعت صوت طرقٍ على باب منزلهم. رفعت رأسها بسرعة ونادت.
ثم توقف أرتشي عن الكلام وابتسم، وبدا في ابتسامته تلك إشراقة لا يشوبها أي قلق.
“ضيف!”
“حسنًا، أعتقد أن الوقت قد حان.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
استدارت بسرعة، لتركض بأقدامٍ متلهفة نحو الباب. وعندما فتحته —
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
انحنت ريوزو برأسها عميقاً، قائلةً ما توقعت إيميليا أنها ستقوله، ثم ألقت نظرة على العجوز التي تقف بجوارها.
“صباح الخير لكِ، سيدتي إيميليا. يسعدني أنكِ أتيتِ لتحيتي.”
لكن العلاقة بين جييوس ووالدتها كانت قوية، وإن امتازت بنوع من الوخز الطفيف، إلا أنها بدت سعيدة.
عندما فتحت الباب على عجل، توقفت أنفاس إيميليا عند رؤية الضيف الطويل الذي يقف أمامها. الرجل ذو الشعر الأخضر وملامح الوجه المبتسمة واللطيفة.
وكان واجب رام، بلا ريب، مرتبطًا بالمشاعر التي أوصلتها من خلال طلبها لإميليا. وعندما فكرت في كيف قد تؤدي رام واجبها، شعرت بنبضة خفيفة في صدرها.
عندما رأت الوداعة الهادئة في عينيه، لم تستطع إيميليا إلا أن تبتسم على نطاق واسع.
بما أن أرتشي بدا مطلعًا على تفاصيل كثيرة لم يكن من المفترض أن يعرفها، فإن هذا العالم كله كان مجرد وهم من البداية.
“جييوس… صـ ـ صباح الخير لك أيضًا.”
“لكن…”
“نعم، مضى وقتٌ طويل، سيدتي إيميليا. آمل أن تعامليني بلطفٍ اليوم.”
كان بيتهم، بيتٌ محفور داخل جوف شجرة عظيمة في الغابة. كانت تجلس على كرسيها الخاص في غرفة المعيشة.
“إيميليا، حقًا، من أين تعلّمتِ مثل هذه الأمور؟”
“اليوم…؟”
“…آسف جدًا، سيدتي العجوز.”
عندما سمعت تحية الضيف — جييوس — أمالت إيميليا رأسها بحيرة. هذا الرد الفضولي أثار ابتسامةً طفيفة من جييوس، رافعاً حاجبًا باستغراب.
كانت إيميليا ضعيفة، بائسة، دائمة الفشل، لكن رغم ذلك، ترغب في فعل كل ما بوسعها من أجل الأشخاص الذين ترغب في أن تظل بجانبهم — من أجل الذين يعيشون داخل الغابة وخارجها، من أجل أولئك الذين كانوا معها في الماضي ومن سيقفون بجانبها في المستقبل.
“ألم تعلمي؟ كنت أظن أننا قد أرسلنا إشعارًا مسبقًا…”
“جييوس، لا تأخذها بجدية. ليا ما زالت نعسة هذا الصباح.”
” ”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “نـ – نعم.”
“أوه، لا أصدق أن أمي ما زالت تقول مثل هذه الأمور…”
“تأكدي من ألا تسقطي عينيك عن طريق الخطأ. إنها بلون جميل… عيون بنفسجية رائعة، تمامًا مثل عيون أخي.”
جعلها صوت فورتونا المتذمر تنظر باتجاهها، لكن كلماتها توقفت في حلقها. لم تكن فورتونا مرتدية ملابسها المعتادة، وكانت تحمل سلة بوضوح مُعدّة للنزهات. أمكنها شمّ رائحة اللحم المشوي بالأعشاب المحشو بين قطع من الخبز الذي صنعته والدتها يدويًا. بمعنى آخر —
قلدت ريوزو أسلوب رام في الحديث، مما رسم ابتسامة باهتة على وجه إميليا. لقد كانت تلك طريقة رام، بلا شك.
“آه! هل سنذهب إلى البحيرة؟”
“الآنسة ريوزو…”
“… بالنظر إلى هذا الحاضر الغامض، ألم تفكري من قبل: أريد أن أعيش هنا؟”
“يا إلهي، يبدو أن هذه الفتاة تذكرت للتو رغم أنها من طلب الذهاب في الأصل…”
أثناء حديثه، شهق أرتشي بذهول عندما رأى عيون إيميليا وقد امتلأت بالدموع، مستعدةً للانهمار.
“إ-إيميليا…!” فورًا، احمر وجه فورتونا وصاحت. “لا تقولي أشياء غير محسوبة. هذا أمر صعب بالنسبة لجييوس أيضًا. عليه أن يجد وقتًا بين انشغالاته ليزورنا.”
“هل حقًا طلبت؟ …ربما طلبت. إذا كان هذا صحيحًا، فسأكون سعيدة مرتين.”
عندما فكرت في الأمر، شعرت وكأنها قد قدمت هذا الطلب حقًا. ولأنها قد نسيته، فعندما تذكرته شعرت كأنها حصلت على فرصة للاستمتاع به مرتين.
“… جييوس، ما رأيك فيها؟”
وكان واجب رام، بلا ريب، مرتبطًا بالمشاعر التي أوصلتها من خلال طلبها لإميليا. وعندما فكرت في كيف قد تؤدي رام واجبها، شعرت بنبضة خفيفة في صدرها.
قلدت ريوزو أسلوب رام في الحديث، مما رسم ابتسامة باهتة على وجه إميليا. لقد كانت تلك طريقة رام، بلا شك.
“أظن أن هذا جزءٌ من طبيعة سيدتي إيميليا. إنها تُبدع في مضاعفة سعادتها. ربما يجب علينا تعلم شيء أو اثنين منها.”
توسعت عيناها قليلاً بهدوء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حرصت على أن تخلد تلك الصورة ـــ مشهدهما معًا بسعادة ـــ في قلبها، في ذهنها، في روحها، وفي ذكرياتها، ثم تركتها خلفها جميعًا.
“تدليلها غير المسؤول يضعني في مأزق. يا إلهي… لا بد أن هذا بسبب دم أختي فيها.”
انحنت ريوزو برأسها عميقاً، قائلةً ما توقعت إيميليا أنها ستقوله، ثم ألقت نظرة على العجوز التي تقف بجوارها.
تنهدت فورتونا وهي تلمس جبهتها بيدها. وعندما لاحظت أن جييوس بدا مركزاً نظره عليها بإمعان، نظرت إليه نظرة حادة وكأنها تسأله، ماذا…؟
كل هذا لأن إيميليا أقسمت بأن تبذل قصارى جهدها من أجلهم.
“لا، ربما من الأفضل ألا أزيد من توترك…”
“لقد عرفنا بعضنا بما يكفي. لا يوجد شيءٌ يمكنك قوله ليهزني الآن، جييوس.”
“إذًا سأقولها بوضوح. سيدتي فورتونا، اختيار ملابسك اليوم مدهش. أجد نفسي مفتونًا بجمالك.”
“الحمد لله أنك بخير وسلامة!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إيميليا؟”
عندما عبّر جييوس عن رأيه بنظرة خالية من التصنع، تجمدت فورتونا لبرهة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “المستقبل الذي… نعم، أعتقد أنك محق. أنا واثقة من ذلك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عندما فكرت في الأمر، شعرت وكأنها قد قدمت هذا الطلب حقًا. ولأنها قد نسيته، فعندما تذكرته شعرت كأنها حصلت على فرصة للاستمتاع به مرتين.
“—!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن، حتى لو كان عالمًا لن يتحقق، حصلت إيميليا على فرصة لرؤية السعادة التي كانت ممكنة.
ثم احمرّ وجهها. وفي لحظة، وجهت لكمة قوية إلى كتفه جعلت جييوس يطير بعيدًا.
وفي وسط هذه الفوضى، كادت السلة أن تسقط على الأرض، لكن إيميليا أمسكت بها في اللحظة الأخيرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تذكرت إيميليا المحاكمة، وفهمت أن هذا ليس واقعًا.
—
تجنبها للمرايا وتدريبها على ألا تنظر حتى إلى سطح الماء العاكس كانا جزءًا من عقدها مع باك، الذي ظل يختار لها مظهرها كل يوم.
“هل قلت حقًا شيئًا غير لائق؟”
“لا، الأمر ليس كذلك. أمي تشعر بالحرج بسهولة، لذا لم تستطع إلا أن تحمر خجلًا عندما قلت لها ذلك، جييوس. هي ما عليها، أمي لطيفة جدًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “بالطبع، لقد نشأت كذلك. إنها ابنتي، فخري وسعادتي. لا يحتاج الأمر إلى توضيح.”
“لا تذهبي وتخترعي أمورًا من عندك! جييوس… إنه رجل شرير حتى النخاع.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ثم، غير قادرة على كبح مشاعرها أكثر، استدارت لتنظر إليهما مباشرة، وافترّت شفتيها مرة أخرى.
بعد فض الخلاف الطفيف، تابع الثلاثة السير معًا بود. سارت فورتونا أمامهم بخطوات متسارعة بعض الشيء وبنفَس ممتعض، في حين مشى جييوس وإيميليا جنبًا إلى جنب في طريقهم نحو البحيرة وسط الغابة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “— قلت ما أردت قوله. سأترك الباقي للزوجين الشابين. امضيا قُدمًا بلا تردد.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أوه، لا أصدق أن أمي ما زالت تقول مثل هذه الأمور…”
بدا أن الحادث الذي وقع عند مغادرتهم أثر قليلًا على مزاج فورتونا، حيث ظل جييوس منشغلًا بالتفكير في ردة فعلها. لكن من وجهة نظر إيميليا، لم تكن والدتها غاضبة حقًا — بل تشعر فقط بالخجل. أزعجها بعض الشيء أن جييوس لم يلتقط هذا الشعور كما فعلت هي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“توقعاتي لم تخب بشأنك، جييوس… لكن أمي تفهم ذلك، أليس كذلك؟”
لكن العلاقة بين جييوس ووالدتها كانت قوية، وإن امتازت بنوع من الوخز الطفيف، إلا أنها بدت سعيدة.
“أوه، سيدتي فورتونا.”
“أمي، أنا جائعة حقًا…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“إيميليا وجييوس أيضًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“من الجيد رؤية الأم والابنة معًا.”
“— شكرًا لكِ على إظهار هذا العالم لي، إيكيدنا.”
علقت ربات المنازل اللاتي يسكنّ بالقرب من الطريق بينما شاهدن الثلاثي يسيرون باتجاه البحيرة. وقبل أن تتمكن فورتونا من الرد على تعليقاتهن بحدة، علّق جييوس بابتسامة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كم من المرات فشلت في ملاحظة الحب والدعم الذي مُنح لها؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“من الواضح أن الناس يحبونكِ كثيرًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com دفعت إيميليا هذا الشعور بعيدًا، وطرحت فكرة الحياة المشتركة على هذا الثنائي القريب.
ابتلعت فورتونا كلماتها، ولم تستطع إلا أن ترد بارتباك.
— لهذا السبب، ستعيش إيميليا في العالم الخارجي.
“أ ـ … أظن ذلك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ثم، بدون أن تشعر، ضبطت فورتونا خطاها لتسير جنبًا إلى جنب مع إيميليا وجييوس. ألقت إيميليا تحية خفيفة بيدها لربات المنازل اللاتي بادلنها التحية بابتسامات مرحة.
ببعض الطعام المشوي بين يديها، لاحظت إيميليا أنها تشعر بالحماس حول هذا الموضوع. ومع ذلك، أرادت أن تقول هذا؛ كان عليها أن تقوله. لم ترد لفورتونا وجييوس أن يخافا من السعادة معًا — أرادت أن يصبحا سعيدين.
تابعوا السير على هذا النحو حتى انسحبت الغابة فجأة من حولهم، وظهرت البحيرة أمامهم.
ثم —
“كالعادة، الهواء هنا منعش جدًا. أشعر وكأنني في مزاج أفضل بالفعل.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“هذا لأنكِ تتحملين عبئًا ثقيلًا دائمًا، سيدتي فورتونا. يجب أن تأخذي قسطًا من الراحة بين الحين والآخر. دعيني أساعدكِ في الاسترخاء.”
بمعنى آخر، كان هذا مكانًا بعيدًا عن الغابة التي خُتمت بنهايتها الثلجية. كان مستقبلًا مثاليًا، مجهولًا، وغير ممكن —
وضعت فورتونا أغراضها عند ضفة البحيرة وأخذت تمدد جسدها قليلاً، بينما انشغل جييوس بترتيب مكان الجلوس وإعدادات النزهة. وبينما كانت تراقب المشهد، حادثت إيميليا.
“اليوم…؟”
“اليوم، يتم معاملتي ليس كقائدة لشعبي، بل كفتاة صغيرة عجوز. لا أستطيع الاسترخاء بهذه الطريقة. هيّا، إيميليا، قولي شيئًا، هلّا…؟”
“لقد أطلت الحديث وأخذته بجدية كبيرة، وفي منتصفه انتقلت من قول ‘نحن’ إلى ‘أنا’. عار عليك، عار.”
“أوهوه، أفهم كيف قد يسبب ذلك لكِ شيئًا من المرارة. من المؤسف أن أولئك الذين تهتمين لأمرهم ليسوا هنا. إذا كانت هذه الملامح العجوز المتواضعة كافية لكِ، فسأنتظر هنا حتى عودتك مرة أخرى.”
” – ”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“إيميليا؟ ما الأمر؟”
“أنا مسرور جدًا لسماعك تقولين ذلك يا سيدتي إيميليا. لو كان ذلك ممكنًا، لرغبت في ذلك من أعماق قلبي.”
” – أمي…”
مدّت فورتونا يدها باتجاه ابنتها الحبيبة، التي ظلت جامدة تمامًا وهي تحدق بتركيز، تصبّ نظرها في المشهد عند حافة البحيرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن، حتى لو كان عالمًا لن يتحقق، حصلت إيميليا على فرصة لرؤية السعادة التي كانت ممكنة.
“— واجهي الكارثة القادمة.”
“تبدين غريبة حقًا هذا الصباح. إذا كنتِ لا تشعرين بخير، يمكننا العودة إلى البيت و …”
أظهر أرتشي ابتسامة متألمة بينما رفع يديه مستسلمًا، وتقدم نحوها ليقف إلى جانبها فوق الجرف.
ثم، وبينما كانت تُعبّر عن قلقها بصوتٍ حنون…
في لحظة، جذبها الثقل إلى الأسفل، لتسقط رأسًا على عقب نحو الماء. الريح تعانق شعرها الفضي الطويل وتلتف حول جسدها.
كانت تراقب الزوجين عند الشاطئ البعيد للبحيرة بعيونها البنفسجية التي لطالما أثنت عليها والدتها. قال “جييوس” شيئًا دون أن يدرك أثر كلماته، فاحمر وجه “فورتونا” وهي ترد عليه. ضمت إيميليا شفتيها وهي تتابع المشهد المضحك قليلاً. وفجأة —
” ”
كان لديها شعر طويل، فضي مثل فورتونا تمامًا. قامت والدتها بجدله بمهارة، كما لو تستخدم السحر.
أصدر بطن إيميليا صوتًا لطيفًا يطالب بالطعام. على الفور، تبدد القلق الذي ظهر على وجه فورتونا، ولم تستطع سوى إطلاق تنهيدة عميقة.
“لذا، تحدثنا نحن كبار السن ممن لديهم الكثير من الوقت عن أمور شتى. لقد عشت في الملاذ منذ فترة طويلة… ومع ذلك، لم تسنح لي فرصة كهذه لتبادل الحديث مع شخص من خارج المكان.”
“أمي، أنا جائعة حقًا…”
“هل قلت حقًا شيئًا غير لائق؟”
“هذا واضح حتى لو لم تخبريني، وبدون تلك النظرة الحزينة على وجهك. يا للعجب، تجعلين الناس يقلقون فقط ليظهر أن الأمر مجرد جوع. أنت حقًا طفلة تشغلين من حولك.”
“ضيف!”
ثم نقرت فورتونا على جبين إيميليا برفق وسحبتها إلى صدرها. لم تكن بحاجة للانحناء لهذا؛ فقد كانت إيميليا مائلة قليلًا للأمام، إذ أن طولهما كان تقريبًا متساويًا.
“أنتم تتفاهمون دائمًا بشكل رائع. رؤية ذلك عن قرب يجعلني أبتسم فعلًا.”
“أوه، انظري إلى نفسك. على الرغم من أن وجهك لطيف جدًا، إلا أنكِ تبدين فوضوية اليوم… حقًا تبدين وكأنكِ ما زلتِ نصف نائمة. أعتقد أنني أرسلتكِ لغسل شعركِ عند البئر. هل شربتِ فقط وعدتي؟”
فيما يتعلق بأخذ شيء ما كأمر مسلم به، كان باك هو أقرب مقارنة لإيميليا.
“…هل ترغب في الانضمام، جييوس؟”
“لا تقولي أشياء سخيفة. جييوس، افتح السلة، لنبدأ بالطعام مبكرًا قليلًا لأن الأميرة تطلب ذلك.”
“… شكرًا لكم على قلقكم. أنا بخير تمامًا ولم أتأذَّ على الإطلاق.”
“جييوس… صـ ـ صباح الخير لك أيضًا.”
وبهذا الإعلان، احتضنت فورتونا إيميليا بينما توجهتا للانضمام إلى جييوس، حيث وضع محتويات السلة على بقعة مسطحة من العشب. كانت والدتها بارعة في الطهي على النار، وهذه الوصفة مميزة لديها. الطعام المشوي بالأعشاب كان من مفضلات إيميليا، وأيضًا —
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“أشعر بالامتنان دائمًا عندما تشاركوني هذا… نكهته لا تقاوم.”
“إ-إيميليا…!” فورًا، احمر وجه فورتونا وصاحت. “لا تقولي أشياء غير محسوبة. هذا أمر صعب بالنسبة لجييوس أيضًا. عليه أن يجد وقتًا بين انشغالاته ليزورنا.”
بتعبير سعيد، تناول جييوس الطعام المشوي بالأعشاب بفرح، فهو يعرف أن وصفة فورتونا الخاصة تضمن له وليمة في كل مرة يخرجون فيها للنزهة.
بينما تراقب الضحكات والابتسامات المتبادلة بين الاثنين، شعرت إيميليا بدفء يتصاعد في صدرها، وبكل صدق، رغبت في أن تظل تلك اللحظة للأبد، بأن تغمر نفسها في هذا المشهد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لا يمكن إنكار ذلك. كان هناك… شعور غامض في قلبها.
“لقد رحلت السيدة فورتونا. وسلامة سيدي الأسقف أو عدمها مجهولة. والجميع في الغابة تحولوا إلى تماثيل من الجليد.”
“جييوس، إن كنت تحب طعام أمي إلى هذه الدرجة، يمكنك العيش معنا في الغابة.”
“…نعم.”
دفعت إيميليا هذا الشعور بعيدًا، وطرحت فكرة الحياة المشتركة على هذا الثنائي القريب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أليس من الخطر أن تكوني هنا بمفردك، إيميليا؟”
“…هل ترغب في الانضمام، جييوس؟”
“إ-إيميليا…!” فورًا، احمر وجه فورتونا وصاحت. “لا تقولي أشياء غير محسوبة. هذا أمر صعب بالنسبة لجييوس أيضًا. عليه أن يجد وقتًا بين انشغالاته ليزورنا.”
“يا إلهي، يبدو أن هذه الفتاة تذكرت للتو رغم أنها من طلب الذهاب في الأصل…”
“أنا مسرور جدًا لسماعك تقولين ذلك يا سيدتي إيميليا. لو كان ذلك ممكنًا، لرغبت في ذلك من أعماق قلبي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أكرهكِ ـــ أكرهكِ فقط…”
“من الواضح أن الناس يحبونكِ كثيرًا.”
التوتر على وجه والدتها بدا نقيضاً للهدوء في تعبير جييوس. لكن كلمات جييوس، “لو كان ذلك ممكنًا”، جعلت إيميليا تشعر ببعض الاستياء.
“أنا لستُ أفضل حالاً، إذ قضيت مئة عام تقريباً في نوم عميق.”
لصار الأمر أيسر لو آلمها صوته.
“إذا أردت ذلك، فقط افعل، ليس لأنه ‘ممكن’ فقط. إن لم يكن لدى أي منكما مشكلة في الأمر… بالإضافة، لن يمنعكما أحد… أو هل أنا العقبة؟”
قبل أن تفتح عينيها، كان أول ما سمعته صوتًا لطيفًا وعذبًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com استدارت بسرعة، لتركض بأقدامٍ متلهفة نحو الباب. وعندما فتحته —
“لا أبدًا.”
قلدت ريوزو أسلوب رام في الحديث، مما رسم ابتسامة باهتة على وجه إميليا. لقد كانت تلك طريقة رام، بلا شك.
“ليس كذلك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “…لكن يجب أن أقول، لم ينتظرني أحد عند عودتي. لا سوبارو، ولا رام…”
تساءلت إيميليا عما إذا كان وجودها هو السبب في عدم قدرة الثنائي على التواجد معًا، ولما أنكرا ذلك، تابعت قائلةً بلا تفكير.
“أنتم تتفاهمون بشكل جيد حقًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“أوه، ها أنتِ تقولين ذلك مجددًا… جييوس، قل شيئًا، من فضلك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “نعم، مضى وقتٌ طويل، سيدتي إيميليا. آمل أن تعامليني بلطفٍ اليوم.”
وفي وسط هذه الفوضى، كادت السلة أن تسقط على الأرض، لكن إيميليا أمسكت بها في اللحظة الأخيرة.
“أجل، يجب أن لا تقولي هذا، سيدتي إيميليا. السيدة فورتونا لديها واجب مهم. إذا ظللت هنا طويلاً، فقد تنتشر شائعات مزعجة وتتسبب لها بالإحراج.”
لامست كلمات أرتشي الصادقة عميقًا جراحًا عديدة في قلبها الضعيف.
“شائعات عن أمي وجييوس…؟ أشعر أنه قد فات الأوان لإيقاف تلك الشائعات…”
تنهدت فورتونا وهي تلمس جبهتها بيدها. وعندما لاحظت أن جييوس بدا مركزاً نظره عليها بإمعان، نظرت إليه نظرة حادة وكأنها تسأله، ماذا…؟
رد جييوس الضعيف جعل إيميليا تضع إصبعًا على شفتيها وتفكر. بدا جييوس غير مدرك لما تعنيه، لذا علقت إيميليا. “أعني… جاراتنا قلن أننا نبدو كعائلة سعيدة متوافقة.”
وجه أرتشي نداءً رقيقًا لإيميليا، التي أدركت أن هذا العالم زائف، طالبًا منها ألا ترتسم على وجهها تلك النظرة الحزينة. صار عدم تشكيكه في هذا العالم في حد ذاته دليلاً على زيفه.
“— ! كنت متأكدًا أن هذا الكلام يشير فقط إلى السيدة إيميليا والسيدة فورتونا…”
كانت تراقب الزوجين عند الشاطئ البعيد للبحيرة بعيونها البنفسجية التي لطالما أثنت عليها والدتها. قال “جييوس” شيئًا دون أن يدرك أثر كلماته، فاحمر وجه “فورتونا” وهي ترد عليه. ضمت إيميليا شفتيها وهي تتابع المشهد المضحك قليلاً. وفجأة —
“اليوم…؟”
“توقعاتي لم تخب بشأنك، جييوس… لكن أمي تفهم ذلك، أليس كذلك؟”
“هل تأذيتِ؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تسببت كلمات إيميليا في أن تبتعد فورتونا بنظرها، ووجهها محمر. حتى إيميليا لاحظت بوضوح مشاعر والدتها. وبالتأكيد، شعر جييوس بنفس الشيء.
“أوه، انظري إلى نفسك. على الرغم من أن وجهك لطيف جدًا، إلا أنكِ تبدين فوضوية اليوم… حقًا تبدين وكأنكِ ما زلتِ نصف نائمة. أعتقد أنني أرسلتكِ لغسل شعركِ عند البئر. هل شربتِ فقط وعدتي؟”
أما الآن، لم يعد هناك ما يدعو للخجل من تلك المشاعر الدافئة. بات بإمكانها أن تبوح بكل جرأة بما شعرت به دائمًا.
“أعتقد أن هذا فكرة رائعة. فلتفكرا في الأمر، حسنًا؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبهذا الإعلان، احتضنت فورتونا إيميليا بينما توجهتا للانضمام إلى جييوس، حيث وضع محتويات السلة على بقعة مسطحة من العشب. كانت والدتها بارعة في الطهي على النار، وهذه الوصفة مميزة لديها. الطعام المشوي بالأعشاب كان من مفضلات إيميليا، وأيضًا —
” — ”
“لا أحد في الغابة، بما فيهم أنا، يرى في الأمر شيئًا غريبًا. ولن أسمح أبدًا لأي أحد أن يقول أي شيء سيئ!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا بأس. أعني…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أ ـ … أظن ذلك.”
ببعض الطعام المشوي بين يديها، لاحظت إيميليا أنها تشعر بالحماس حول هذا الموضوع. ومع ذلك، أرادت أن تقول هذا؛ كان عليها أن تقوله. لم ترد لفورتونا وجييوس أن يخافا من السعادة معًا — أرادت أن يصبحا سعيدين.
نطقت إيميليا بكلمات شكر حقيقية تجاه إيكيدنا؛ لم تكن مشاعرها هذه المرة مختلطة، بل صافية وصادقة.
رغم أن صورة والديها، ذلك المشهد العاطفي الذي غمرها في تلك اللحظات، لا تزال تستقر في عقلها، استدارت إيميليا مبتعدة عن الغرفة، متوجهةً نحو الخارج لمواجهة التجربة الثالثة.
“— قلت ما أردت قوله. سأترك الباقي للزوجين الشابين. امضيا قُدمًا بلا تردد.”
توسعت عيناها قليلاً بهدوء.
“إيميليا، حقًا، من أين تعلّمتِ مثل هذه الأمور؟”
“يا إلهي، طريقتك في الحديث بدت مقنعة لدرجة أنها أخافتني لوهلة! رغم أن هذا صحيح حقًا…”
قالت إيميليا تلك الكلمات ويداها على خصرها، بينما نظرت إليها فورتونا بتعبيرها المعتاد المليء بالضجر. غير أن ذلك التعبير تلاشى على الفور، ليتحوّل إلى ابتسامة لم تستطع كبحها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تسببت كلمات إيميليا في أن تبتعد فورتونا بنظرها، ووجهها محمر. حتى إيميليا لاحظت بوضوح مشاعر والدتها. وبالتأكيد، شعر جييوس بنفس الشيء.
“ههه، آه-هه. أوه، إيميليا… أنتِ حقًا فتاة لطيفة جدًا.”
وفي اللحظة ذاتها، فهمت بشكل غريزي كيف يمكنها إنهاء المحاكمة الثانية.
“ههه، الآنسة إيميليا… أرى، لقد نشأتِ بخير وسلامة. وإن هذا لَشيءٌ مبهج حقًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
” – ”
“بالطبع، لقد نشأت كذلك. إنها ابنتي، فخري وسعادتي. لا يحتاج الأمر إلى توضيح.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تنهدت فورتونا وهي تلمس جبهتها بيدها. وعندما لاحظت أن جييوس بدا مركزاً نظره عليها بإمعان، نظرت إليه نظرة حادة وكأنها تسأله، ماذا…؟
“نعم، أرى ذلك بوضوح.”
بينما تراقب الضحكات والابتسامات المتبادلة بين الاثنين، شعرت إيميليا بدفء يتصاعد في صدرها، وبكل صدق، رغبت في أن تظل تلك اللحظة للأبد، بأن تغمر نفسها في هذا المشهد.
ـــ ربما لأنه لا توجد سعادة أعظم من هذه.
ـــ ربما لأنه لا توجد سعادة أعظم من هذه.
“…إيميليا؟”
قالت إيميليا تلك الكلمات ويداها على خصرها، بينما نظرت إليها فورتونا بتعبيرها المعتاد المليء بالضجر. غير أن ذلك التعبير تلاشى على الفور، ليتحوّل إلى ابتسامة لم تستطع كبحها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن، حتى لو كان عالمًا لن يتحقق، حصلت إيميليا على فرصة لرؤية السعادة التي كانت ممكنة.
عندما نادت فورتونا فجأة، سارعت إيميليا لتغطي وجهها بيديها. أدركت متأخرةً أنها بدأت بالبكاء دون وعي. قالت بصوت مخنوق وهي تكافح لكبح دموعها، “أه، ربما علقت قطعة من الغبار في عيني. قطعة غبار كبيرة جدًا.”
من على هضبة تطل على البحيرة بأكملها، وقفت إيميليا، يلامسها النسيم برفق.
“…نعم.”
“كبيرة لهذه الدرجة؟ هل أنت بخير؟”
“شائعات عن أمي وجييوس…؟ أشعر أنه قد فات الأوان لإيقاف تلك الشائعات…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“أنا… أنا بخير تمامًا. أنا في أفضل حالة، مثل تلك الصخرة هناك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن الغضب ما حوى صوته. بل —
“تلك الصخرة الضخمة؟! هل أنتِ متأكدة أنك بخير؟!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ربما اعتدتِ على ملوك ضعيفي الذاكرة. أنا بارعة في التعلم.”
“قلت لكِ إنني بخير!!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“أوه، لقد خرجت!”
وبينما تجيب على قلق الثنائي، فركت إيميليا عينيها وتوجهت نحو البحيرة.
لم تعلق إيميليا على الارتباك الذي لاحظته في الكلمات التي خرجت بصعوبة من إيكيدنا.
“سأغسل عينيّ قليلًا، وقد ابدأ في التجوّل حول البحيرة.”
عندما يحل ذلك اليوم، سيحتفل الجميع في الغابة، وبالطبع، ستكون إيميليا أول من يحتفل، وستتمنى لو يحتفل به كل الناس حول العالم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “— نعم؟”
“تأكدي من ألا تسقطي عينيك عن طريق الخطأ. إنها بلون جميل… عيون بنفسجية رائعة، تمامًا مثل عيون أخي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وفي لحظة، تحطمت في المرآة المائية.
“حسنًا، عيون أمي جميلة أيضًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أغلقت فورتونا شفتيها كما لو كانت غير راضية، لكنها وضعت راحة يدها على جبهتها بشكل يتعارض مع تلك النظرة. تقدمت والدتها أمام إيميليا، التي كانت عابسة، واستأنفت تسريح شعرها.
ربما لم تتوقع فورتونا هذا الرد، فقد فاجأها بشدة. ورؤية هذا الجانب غير المعتاد منها جعل جييوس يضحك، وكذلك ضحكت إيميليا.
” — ”
استمرت في الضحك وهي تتقدم نحو البحيرة. ثم ألقت نظرة خاطفة للخلف، نحو فورتونا وجييوس.
لو كان لديهما وقت، لتقلصت المسافة بين فورتونا وجييوس تدريجيًا. في الواقع، وتيرة الأمور الحالية بدت بطيئة كزحف الحلزون، لكن يومًا ما سيأتي ذلك اليوم الذي يجتمعان فيه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“انسجما جيدًا وانتظراني، حسنًا؟ ودائمًا، داااائمًا انسجما جيدًا جدًا.”
“نعم، نعم، أيتها القلقة الصغيرة. لكن لا تجعلينا ننتظر طويلًا. ذلك سيضعني في مأزق حقيقي.”
” – أمي…”
“لا، لا حاجة للإسراع. خذي وقتك. سننتظر لأطول فترة تحتاجينها، سيدة إيميليا.”
“إيميليا؟”
“آاااه —”
وبينما ودعت والديها بابتساماتهما، أخذت إيميليا نفسًا عميقًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ثم، غير قادرة على كبح مشاعرها أكثر، استدارت لتنظر إليهما مباشرة، وافترّت شفتيها مرة أخرى.
نظرت إيميليا إلى الاتجاه الذي أشارت إليه، لترى سكان قرية إيرلهام مصطفين أمامها، ووراءهم، مع حركة الشجيرات، دخل المزيد من الناس إلى الساحة.
— كل ما أراده هو أن تصبح إيميليا سعيدة، وأن تجد السلام.
“— أحبكما كليكما.”
“— يبدو أن صوتك وملامحك مختلفة يا إيميليا. هل تركت شرودك المعتاد في مكانٍ ما؟ بدأت أشعر بالقلق عليك.”
—
من على هضبة تطل على البحيرة بأكملها، وقفت إيميليا، يلامسها النسيم برفق.
التوتر على وجه والدتها بدا نقيضاً للهدوء في تعبير جييوس. لكن كلمات جييوس، “لو كان ذلك ممكنًا”، جعلت إيميليا تشعر ببعض الاستياء.
كانت تراقب الزوجين عند الشاطئ البعيد للبحيرة بعيونها البنفسجية التي لطالما أثنت عليها والدتها. قال “جييوس” شيئًا دون أن يدرك أثر كلماته، فاحمر وجه “فورتونا” وهي ترد عليه. ضمت إيميليا شفتيها وهي تتابع المشهد المضحك قليلاً. وفجأة —
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“وأريد أن أصبح مثل سوبارو، الذي يتحمل الألم والجراح، الذي يتصرف بتهور دائمًا — الذي أخبرني أنه يحبني.”
“أليس من الخطر أن تكوني هنا بمفردك، إيميليا؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“إيميليا، حقًا، من أين تعلّمتِ مثل هذه الأمور؟”
عندما سمعت صوتًا مألوفًا يناديها من خلفها، استدارت إيميليا لترى شابًا وسيمًا بشعر ذهبي وعينين خضراوين يقف أمامها —
“ما الأمر؟” سألها بإمالة رأسه. “من المفترض أن يأتي سيدي الأسقف إلى الغابة اليوم، صحيح؟ ألم تكوني معه؟… آه، أليس هناك؟ هل أعطيتهم بعض الوقت ليكونوا وحدهم، ربما؟”
“لم يعد هناك سبب يجبركم على البقاء في الملاذ. سأقوم بتحطيم الحاجز بالتأكيد، ولكن من الأفضل لكم أن تعودوا إلى عائلاتكم…”
“أرتشي إليور”، أحد الجان الذين يعيشون معهم في غابة إليور الكبرى، وبالنسبة لإيميليا، كان بمثابة شقيقٍ لها.
“الآنسة ريوزو و … سكان الملاذ؟”
ثم، بدون أن تشعر، ضبطت فورتونا خطاها لتسير جنبًا إلى جنب مع إيميليا وجييوس. ألقت إيميليا تحية خفيفة بيدها لربات المنازل اللاتي بادلنها التحية بابتسامات مرحة.
“أرتشي…”
في لحظة، جذبها الثقل إلى الأسفل، لتسقط رأسًا على عقب نحو الماء. الريح تعانق شعرها الفضي الطويل وتلتف حول جسدها.
“— يبدو أن صوتك وملامحك مختلفة يا إيميليا. هل تركت شرودك المعتاد في مكانٍ ما؟ بدأت أشعر بالقلق عليك.”
“نعم، نعم، أيتها القلقة الصغيرة. لكن لا تجعلينا ننتظر طويلًا. ذلك سيضعني في مأزق حقيقي.”
“همف، هذا كلام غير لطيف، أرتشي الأحمق. أنا لا أعرفك، ابتعد عني.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“آسف، آسف. إن كان هناك أمر يشغلك حقًا، فسأصغي إليك بجدية، حسناً؟”
كانت التوقعات التي تدفعها إلى الأمام كثيرة — أكثر من المرة الأولى وبالتأكيد أكثر من الثانية. وبينما تحمل هذه التوقعات بجانب العزم القوي الذي سكن قلبها، سارت نحو أعماق القبر.
أظهر أرتشي ابتسامة متألمة بينما رفع يديه مستسلمًا، وتقدم نحوها ليقف إلى جانبها فوق الجرف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “حسنًا، سأذهب.”
“ما الأمر؟” سألها بإمالة رأسه. “من المفترض أن يأتي سيدي الأسقف إلى الغابة اليوم، صحيح؟ ألم تكوني معه؟… آه، أليس هناك؟ هل أعطيتهم بعض الوقت ليكونوا وحدهم، ربما؟”
“أريد أن أصبح مثل باك، الذي ظل يحميّني كي لا أبقى وحيدة. أريد أن أصبح مثل رام، التي تعمل بكل قوتها من أجل الشخص الذي تحبه. أريد أن أصبح مثل أوتو، الذي يبذل قصارى جهده من أجل صديقه. أريد أن أصبح مثل غارفييل، الذي يرفض أن يتفوه بكلمة خوف أو شكوى.”
“…نعم، هذا صحيح. ماذا تظن عنهما يا أرتشي؟”
“أظنهما ثنائيًا مناسبًا. الجميع في الغابة يعتقد ذلك. السيدة فورتونا صارمة جدًا مع نفسها، رغم أننا نفضل أن تفكر في سعادتها الخاصة قليلاً…”
—
كانت طريقته في الحديث وابتسامته تلك كفيلة بجعل إيميليا تشعر بعمق محبته. يا تُرى، كم مرة حماها؟ وكم من الحب والسكينة منح لها؟
أثناء حديثه، شهق أرتشي بذهول عندما رأى عيون إيميليا وقد امتلأت بالدموع، مستعدةً للانهمار.
“نعم، نعم، أيتها القلقة الصغيرة. لكن لا تجعلينا ننتظر طويلًا. ذلك سيضعني في مأزق حقيقي.”
تنهدت فورتونا وهي تلمس جبهتها بيدها. وعندما لاحظت أن جييوس بدا مركزاً نظره عليها بإمعان، نظرت إليه نظرة حادة وكأنها تسأله، ماذا…؟
“آه، إيميليا، لا… لا تقلقي! حتى لو اجتمعت السيدة فورتونا وسيدي الأسقف، لن يتخليا عنك أبدًا!”
— كل ما أراده هو أن تصبح إيميليا سعيدة، وأن تجد السلام.
“…هذا ليس السبب، أيها الأحمق.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“وطننا جُمّد بالكامل، ومُنع الوصول إليه من الجميع، وحتى أنك انفصلت عن الروح التي كانت كعائلة لك.”
“ليس هذا، إذن؟… آه، حسنًا، ماذا عن هذا؟ قد يكون الأمر صعبًا الآن، ولا أعرف كم من السنوات ستنقضي، لكن يومًا ما، كلاهما سيـ —”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا بأس. أعني…”
“— الوقت.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “بالطبع، لقد نشأت كذلك. إنها ابنتي، فخري وسعادتي. لا يحتاج الأمر إلى توضيح.”
رفعت إيميليا رأسها بشفاه مرتعشة، وهي تقاطعه.
لو كان لديهما وقت، لتقلصت المسافة بين فورتونا وجييوس تدريجيًا. في الواقع، وتيرة الأمور الحالية بدت بطيئة كزحف الحلزون، لكن يومًا ما سيأتي ذلك اليوم الذي يجتمعان فيه.
وجدت نفسها مستلقيةً على جنبها في المساحة الصغيرة الباردة وسط ضوء خافت في القبر. رمشت بعينيها مرارًا، محاولةً استيعاب ما رأته وما شعرت به. ربما كان ما رأته مجرد وهم، عالم لم يكن له وجود حقيقي، ومع ذلك، بدا الشعور المرافق له قويًا لدرجة أذهلتها.
عندما يحل ذلك اليوم، سيحتفل الجميع في الغابة، وبالطبع، ستكون إيميليا أول من يحتفل، وستتمنى لو يحتفل به كل الناس حول العالم.
“أنا… أنا بخير تمامًا. أنا في أفضل حالة، مثل تلك الصخرة هناك.”
عندها، سيصبح هناك عالم من السلام، من الهدوء، من الحرية المطلقة، حيث يبتسم الجميع سويًا —
“السيد سوبارو؟ هيه، هل أخبرنا بأي شيء حقًا؟”
“— لكن ذلك العالم لا وجود له.”
أخفضت إميليا عينيها، متلقيةً كلمات الرجل بصدر ثقيل. ظلت تترقب المزيد وهي تشعر بكآبة تسكن قلبها.
أخفضت إيميليا عينيها المحاطة بأهداب طويلة، ولمست زينتها الشعرية وتمتمت — تلك الزينة ، التي على شكل وردة، والتي ورثتها عن والدتها، والتي لا ينبغي أن يوجد لها مثيل في هذا العالم.
“لا، لا حاجة للإسراع. خذي وقتك. سننتظر لأطول فترة تحتاجينها، سيدة إيميليا.”
الفتى الذي عانى كثيرًا من أجل إيميليا، الذي وثق بها، ووعدها بأن الأمور ستنتهي بخير.
كانت والدتها، التي تنتظرها على ضفة البحيرة مرتديةً أجمل ملابسها، تضع ذات الزينة الشعرية التي ترتديها إيميليا.
ثم، أمام عيني إيميليا مباشرةً، بدأت صورة إيكيدنا تتلاشى، مثل تموجات على سطح الماء، وبدا وجودها مشوهًا قبل أن تختفي من العالم الوهمي.
بمعنى آخر، كان هذا مكانًا بعيدًا عن الغابة التي خُتمت بنهايتها الثلجية. كان مستقبلًا مثاليًا، مجهولًا، وغير ممكن —
“…”
“نعم، أرى ذلك بوضوح.”
“… بالنظر إلى هذا الحاضر الغامض، ألم تفكري من قبل: أريد أن أعيش هنا؟”
“إيميليا؟”
“أرتشي…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“هنا، حيث أنا، السيدة فورتونا، سيدي الأسقف، والجميع، نعيش جميعًا بأمان وسلام. لا مأساة ستحل بهذا المكان. إنه عالم سعيد. إيميليا، يمكنك أن تعيشي حياة طيبة، خالية من الهموم والألم.”
“آسف، آسف. إن كان هناك أمر يشغلك حقًا، فسأصغي إليك بجدية، حسناً؟”
وجه أرتشي نداءً رقيقًا لإيميليا، التي أدركت أن هذا العالم زائف، طالبًا منها ألا ترتسم على وجهها تلك النظرة الحزينة. صار عدم تشكيكه في هذا العالم في حد ذاته دليلاً على زيفه.
“— أحبكما كليكما.”
كان من الكذب قول أن ندائه لم يمسّ قلبها.
حملت إيميليا مشاعر اعتذار تجاه هؤلاء الناس القلقين، ثم تابعت.
“بالتأكيد، ترغبين في سعادتهما. بالتأكيد، تريدين أن تعيشي هنا لترين ذلك. في النهاية، هذا هو الحاضر المثالي لك… المستقبل الذي تمنيته بنفسك.”
نطقت إيميليا بكلمات شكر حقيقية تجاه إيكيدنا؛ لم تكن مشاعرها هذه المرة مختلطة، بل صافية وصادقة.
“المستقبل الذي… نعم، أعتقد أنك محق. أنا واثقة من ذلك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اتسعت عينا إيميليا بينما ابتسمت والدتها – فورتونا – بابتسامة مليئة بالحنان، لم تفهم إيميليا لماذا شعرت بهذا الانفعال العميق بمجرد رؤية تلك النظرة الثاقبة والابتسامة الهادئة لأمها.
كانت تريد لفورتونا السعادة. كانت ترغب أن يجعل “جييوس” والدتها سعيدة.
“ليس هذا، إذن؟… آه، حسنًا، ماذا عن هذا؟ قد يكون الأمر صعبًا الآن، ولا أعرف كم من السنوات ستنقضي، لكن يومًا ما، كلاهما سيـ —”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أوه، لا أصدق أن أمي ما زالت تقول مثل هذه الأمور…”
تمنت لو أن الجميع في الغابة يستطيعون الابتسام معًا، لو تستطيع أن تظل قريبة من أرتشي، تعيش في عالم سعيد كهذا.
رفعت إيميليا رأسها، ناظرةً مباشرة إلى الشخص الذي كان بمثابة شقيق لها، وتحدثت بحزم ما شعرت به.
— لو فقط تستطيع ارتداء قناع الجهل ، أن تنسى بطريقة ما وفاة والدتها المأساوية، وحزن “جييوس” العميق.
وفي وسط هذه الفوضى، كادت السلة أن تسقط على الأرض، لكن إيميليا أمسكت بها في اللحظة الأخيرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“لقد رحلت السيدة فورتونا. وسلامة سيدي الأسقف أو عدمها مجهولة. والجميع في الغابة تحولوا إلى تماثيل من الجليد.”
“…نعم.”
رد جييوس الضعيف جعل إيميليا تضع إصبعًا على شفتيها وتفكر. بدا جييوس غير مدرك لما تعنيه، لذا علقت إيميليا. “أعني… جاراتنا قلن أننا نبدو كعائلة سعيدة متوافقة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“وطننا جُمّد بالكامل، ومُنع الوصول إليه من الجميع، وحتى أنك انفصلت عن الروح التي كانت كعائلة لك.”
“وماذا عن الجراح التي ستعانينها؟ والألم؟ ما فقدتيه لن يعود أبدًا. هل ستواصلين السعي، رغم ذلك؟”
أغلقت إيميليا عينيها وهي تستوعب كلمات أرتشي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إنني فقط… آسفة للغاية. لم أنتهِ بعد من اجتياز كل التجارب المطلوبة… لكن لا بد أن سوبارو والآخرين قد أخبروكم بذلك، أليس كذلك؟”
” ”
لصار الأمر أيسر لو آلمها صوته.
بعد فض الخلاف الطفيف، تابع الثلاثة السير معًا بود. سارت فورتونا أمامهم بخطوات متسارعة بعض الشيء وبنفَس ممتعض، في حين مشى جييوس وإيميليا جنبًا إلى جنب في طريقهم نحو البحيرة وسط الغابة.
لو انتقدها صوته على قراراتها الخاطئة، أو وبخها على ضعفها، أو أهانها لجحدها، لسهّل ذلك عليها. لكن أرتشي قال بكل ثقة أنه لن يفعل ذلك أبدًا.
لم يكن الغضب ما حوى صوته. بل —
“مع أنك تستطيعين العيش بسعادة هنا… مع أنك أردت هذا العالم… أيتها المسكينة…”
“نحن نعلم بالضبط ما يشعر به هذا الفتى المجتهد… وهذا يجعلني أشعر بالعار.”
— كل ما أراده هو أن تصبح إيميليا سعيدة، وأن تجد السلام.
تلك العبارة جعلت عيني أرتشي تتسعان باندهاش. ابتسمت إيميليا وهي تراقب ملامح وجهه المتفاجئ.
كان تمامًا كما قال؛ هذا العالم موجود فقط ليمنح إيميليا السعادة…
“…آسفة، يا أرتشي.”
“— أفهم. أنا واثقة بأنني سأكمل هذا الطريق. وعندما يحين الوقت، يمكننا التحدث بشكل جيد.”
تنهدت إيميليا برفق وهمست لنفسها،
“— لماذا ترغبين بمستقبل يجلب لك الألم؟”
“لا أريد أن أتألم. أنا أبحث عن مستقبل حيث لا حاجة لي أن أتألم، حيث لا أضطر للهرب، الاختباء، أو دفع الأمور بعيدًا. أريد عالمًا أستطيع فيه أن أمد يدي للآخرين.”
“وماذا عن الجراح التي ستعانينها؟ والألم؟ ما فقدتيه لن يعود أبدًا. هل ستواصلين السعي، رغم ذلك؟”
كل هذا لأن إيميليا أقسمت بأن تبذل قصارى جهدها من أجلهم.
حتى إيميليا فكرت مرات عديدة في حياة لا يعتبرها أحد فيها مكروهة. فكرت مرارًا في رمي كل الألم والمعاناة بعيدًا.
لم تعلق إيميليا على الارتباك الذي لاحظته في الكلمات التي خرجت بصعوبة من إيكيدنا.
“…”
لامست كلمات أرتشي الصادقة عميقًا جراحًا عديدة في قلبها الضعيف.
من مسافة قريبة بما يكفي لتشعر بأنفاسها، سمعت صوتًا رقيقًا يبدو وكأنه يحتضنها، أثار شعورًا غامضًا في صدرها، جعلها – إيميليا – تستدير بسرعة.
“…أريد أن يظن الناس أنني رائعة”
— لو فقط تستطيع ارتداء قناع الجهل ، أن تنسى بطريقة ما وفاة والدتها المأساوية، وحزن “جييوس” العميق.
“ليس هذا، إذن؟… آه، حسنًا، ماذا عن هذا؟ قد يكون الأمر صعبًا الآن، ولا أعرف كم من السنوات ستنقضي، لكن يومًا ما، كلاهما سيـ —”
“إيميليا؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “شكرًا لك، أخي الكبير.”
تسللت الشكوك إلى صوته؛ بدا أرتشي وكأنه لم يصدق أذنيه.
ظلت إميليا صامتة وهي تتلقى كلمات الرجل — لا، ليس كلمات الرجل وحده، وإنما نظرات كل الناس خلفه والتي توجهت نحوها. وقد وقفت إميليا قوية وشامخة.
رفعت إيميليا رأسها، ناظرةً مباشرة إلى الشخص الذي كان بمثابة شقيق لها، وتحدثت بحزم ما شعرت به.
“أريد أن أصبح مثل أمي التي أعتبرها قدوتي. أريد أن أصبح لطيفة وقوية، مثل جييوس. أريد أن أصبح مثل الجدة تانسي والآخرين، الذين لم يكونوا يومًا لؤماء معي. أريد أن أصبح مثل أرتشي، الذي ظل يبتسم حتى النهاية كي لا أخاف.”
ثم، بدون أن تشعر، ضبطت فورتونا خطاها لتسير جنبًا إلى جنب مع إيميليا وجييوس. ألقت إيميليا تحية خفيفة بيدها لربات المنازل اللاتي بادلنها التحية بابتسامات مرحة.
“…”
“الحمد لله أنك بخير وسلامة!”
“أريد أن أصبح مثل باك، الذي ظل يحميّني كي لا أبقى وحيدة. أريد أن أصبح مثل رام، التي تعمل بكل قوتها من أجل الشخص الذي تحبه. أريد أن أصبح مثل أوتو، الذي يبذل قصارى جهده من أجل صديقه. أريد أن أصبح مثل غارفييل، الذي يرفض أن يتفوه بكلمة خوف أو شكوى.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عندما ربتت فورتونا على كتفها، نهضت إيميليا بابتسامة عريضة لتفعل ما طُلب منها. لكن الطفلة الصغيرة توقفت فجأة قبل أن تصل إلى المرآة الطويلة.
“إيميليا…”
أصدر بطن إيميليا صوتًا لطيفًا يطالب بالطعام. على الفور، تبدد القلق الذي ظهر على وجه فورتونا، ولم تستطع سوى إطلاق تنهيدة عميقة.
“…”
“وأريد أن أصبح مثل سوبارو، الذي يتحمل الألم والجراح، الذي يتصرف بتهور دائمًا — الذي أخبرني أنه يحبني.”
كانت إيميليا ضعيفة، بائسة، دائمة الفشل، لكن رغم ذلك، ترغب في فعل كل ما بوسعها من أجل الأشخاص الذين ترغب في أن تظل بجانبهم — من أجل الذين يعيشون داخل الغابة وخارجها، من أجل أولئك الذين كانوا معها في الماضي ومن سيقفون بجانبها في المستقبل.
هكذا كانت حياتهم، وهكذا استمرت منذ تأسيس الملاذ قبل أربعة قرون.
حملت إيميليا مشاعر اعتذار تجاه هؤلاء الناس القلقين، ثم تابعت.
“أريد أن يظن هؤلاء الأشخاص أنني قوية. أريد أن أمد يدي للآخرين بنفس الطريقة التي طمأنني بها الكثيرون بأن كل شيء سيصبح على ما يرام.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تكن لتفرط أبدًا في السعادة التي وجدتها، لكن عالم الأحلام الذي كان عليها مغادرته وصل أخيرًا إلى نهايته…
حان الوقت للفتاة التي اعتاد الجميع أن ينقذوها لتبدأ بإنقاذهم.
الفتى الذي عانى كثيرًا من أجل إيميليا، الذي وثق بها، ووعدها بأن الأمور ستنتهي بخير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حبست إيميليا أنفاسها وهي تشعر بأنها لم تفِ بوعدها بعد. توقعت أن يوجهوا لها اللوم، ويتهموها بعدم الوفاء بوعدها. ولكن…
“…رام تؤدي واجبًا لا يمكنها التغاضي عنه. تركت رسالة، تدعو لك بالتوفيق. قالت: يجب أن تفعل سيدة إميليا ما لا يستطيع أحد سواها فعله، وكذلك يجب أن تفعل رام الشيء نفسه. لنقدم أفضل ما لدينا.”
— لهذا السبب، ستعيش إيميليا في العالم الخارجي.
“أنا بخير. لست خائفةً من العالم الخارجي. لست خائفةً من المستقبل.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن هذا الأمر مقتصرًا على شخص أو شخصين، بل انضم الجميع في تمثيل جماعي وكأنهم يسمعون بذلك لأول مرة.
“…”
لامست كلمات أرتشي الصادقة عميقًا جراحًا عديدة في قلبها الضعيف.
“توقعاتي لم تخب بشأنك، جييوس… لكن أمي تفهم ذلك، أليس كذلك؟”
“شكرًا لأنك قلق عليّ. أنا… بخير يا أخي الكبير.”
كل مشاعر إيميليا وأرتشي تجلتا في الابتسامات التي تبادلاها.
“نعم، أرى ذلك بوضوح.”
تلك العبارة جعلت عيني أرتشي تتسعان باندهاش. ابتسمت إيميليا وهي تراقب ملامح وجهه المتفاجئ.
سمعت إيميليا ذات مرة بأن عدد اللاجئين من قرية إيرلهام الذين لجأوا إلى هنا يبلغ حوالي خمسين شخصًا. وأما سكان الملاذ في الساحة، فقد كانوا يقاربون العدد ذاته، مما يجعل العدد الكلي للنفوس المتجمعة في هذا المكان حوالي مئة شخص.
لطالما اعتبرته بمثابة أخ لها، لكن الخجل وشعور التحدي بداخلها منعها من مناداته بذلك ولو لمرة واحدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أريد أن يظن هؤلاء الأشخاص أنني قوية. أريد أن أمد يدي للآخرين بنفس الطريقة التي طمأنني بها الكثيرون بأن كل شيء سيصبح على ما يرام.”
كانت إميليا قد بدأت تتذمر، لكن بعد سماع رد ريوزو، ابتسمت ثم استدارت.
أما الآن، لم يعد هناك ما يدعو للخجل من تلك المشاعر الدافئة. بات بإمكانها أن تبوح بكل جرأة بما شعرت به دائمًا.
علم القرويون بذلك بالفعل؛ فقد أخبرتهم رام أن سوبارو ورفاقه أوضحوا لهم الأمر قبل مغادرتهم إلى القصر.
في غابة موطنها، امتلكت إيميليا أمًا وأبًا وأخًا كبيرًا — امتلكت عائلة.
“هل كان كل هؤلاء الناس يعيشون في الملاذ؟”
“آاااه —”
“—أنتِ…”
“استدرتِ بسرعة، لقد فاجأتني… هل كنتِ تغفين؟ هل أخذتِ قيلولة وتركتي شعركِ لي لأعتني به؟ إننا أمام أميرة كسولة حقًا.”
أمام ابتسامتها الساحرة، حاول أرتشي قول شيءٍ ما، لكنَّ سيلًا من المشاعر المتشابكة والمتعذرة الوصف تلاشى بداخله دون أن يتخذ شكلًا واضحًا. في النهاية —
“إيميليا، أنتِ عنيدة جدًا. حين تتخذين قرارًا ما، لا تستمعين لأي أحد. هل تدركين كم كان ذلك صعبًا على السيدة فورتونا وبقيتنا؟”
كانت تريد لفورتونا السعادة. كانت ترغب أن يجعل “جييوس” والدتها سعيدة.
“واه… أنا حقًا آسفة على ذلك.”
“لا بأس. أعني…”
ثم توقف أرتشي عن الكلام وابتسم، وبدا في ابتسامته تلك إشراقة لا يشوبها أي قلق.
“أوه، ها أنتِ تقولين ذلك مجددًا… جييوس، قل شيئًا، من فضلك.”
“من واجب الأخ الأكبر أن يتحمل نزوات شقيقته الصغيرة.”
“آسف، آسف. إن كان هناك أمر يشغلك حقًا، فسأصغي إليك بجدية، حسناً؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لذا، لم يكن هناك داعٍ لانتظار نجاح إيميليا أو فشلها في التجارب. ولكن…
“— ولهذا، سيدتي إيميليا، سننتظر هنا كما وعدنا.”
كانت طريقته في الحديث وابتسامته تلك كفيلة بجعل إيميليا تشعر بعمق محبته. يا تُرى، كم مرة حماها؟ وكم من الحب والسكينة منح لها؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“شكرًا لك، أخي الكبير.”
“إيميليا، أنتِ عنيدة جدًا. حين تتخذين قرارًا ما، لا تستمعين لأي أحد. هل تدركين كم كان ذلك صعبًا على السيدة فورتونا وبقيتنا؟”
كل مشاعر إيميليا وأرتشي تجلتا في الابتسامات التي تبادلاها.
“لن نعود إلى القرية حتى ترفعي الحاجز بنفسك. لن نغير موقفنا أبداً.”
ثم أدارت ظهرها له، وعادت للوقوف أعلى الجرف. من هناك، استطاعت أن ترى فورتونا وجييوس عن بعد، وكذلك سطح البحيرة مباشرةً تحتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “نـ – نعم.”
“…إيميليا؟”
“…”
رفع الحاجز يعني فقدان شيء اعتادوا عليه طوال حياتهم. ما مدى أهمية هذا الأمر بالنسبة لهم؟
“آاااه —”
فجأة، لاحظ الاثنان وجود إيميليا، ولوحا لها، فردت عليهما بالمثل.
حرصت على أن تخلد تلك الصورة ـــ مشهدهما معًا بسعادة ـــ في قلبها، في ذهنها، في روحها، وفي ذكرياتها، ثم تركتها خلفها جميعًا.
“— شكرًا لكِ على إظهار هذا العالم لي، إيكيدنا.”
أما الآن، لم يعد هناك ما يدعو للخجل من تلك المشاعر الدافئة. بات بإمكانها أن تبوح بكل جرأة بما شعرت به دائمًا.
حان الوقت للفتاة التي اعتاد الجميع أن ينقذوها لتبدأ بإنقاذهم.
كانت تتحدث إلى أرتشي الواقف خلفها — لا، لم يكن هذا أرتشي. لقد كانت تتحدث إلى إيكيدنا، الساحرة.
“لقد كاد اللورد يفقد حياته بمجرد دخوله إلى هناك!”
“…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن الغضب ما حوى صوته. بل —
بما أن أرتشي بدا مطلعًا على تفاصيل كثيرة لم يكن من المفترض أن يعرفها، فإن هذا العالم كله كان مجرد وهم من البداية.
“— واجهي الكارثة القادمة.”
تذكرت إيميليا المحاكمة، وفهمت أن هذا ليس واقعًا.
ابتلعت فورتونا كلماتها، ولم تستطع إلا أن ترد بارتباك.
ربما كانت الأم، الأب، الأخ الأكبر، وجميع من رأتهم هنا مجرد تخيلات.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “…نعم.”
حتى لو كان هذا صحيحًا، شعرت إيميليا بالامتنان يغمر قلبها.
“مشاعري تجاه أمي وأبي… وتجاه أخي وكل من أحببت… لم تتغير.”
“ربما لا يمكن لهذا العالم أن يوجد أبدًا، لكنني لم أكن لأظن أنني سأرى يومًا أمي وجييوس… أمي وأبي معًا هكذا، مبتسمين جنبًا إلى جنب. لذلك، شكرًا لكِ.”
بدا من المخيف الاعتراف بأن هذا مجرد حلم زائل، غير حقيقي.
“أنا لستُ أفضل حالاً، إذ قضيت مئة عام تقريباً في نوم عميق.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن، حتى لو كان عالمًا لن يتحقق، حصلت إيميليا على فرصة لرؤية السعادة التي كانت ممكنة.
كما أكد غارفيل سابقاً، كان هذا هو حال الملاذ في وضعه الراهن. العديد من سكان هذا المكان تعرضوا للاضطهاد بسبب دمائهم التي تختلف عن البشر وأنصاف البشر، مما دفعهم إلى السعي لهذا المكان كملاذ يجدون فيه بعض الطمأنينة. وبعضهم وُلِد هنا، وعاش حياته بالكامل هنا، ثم عاد إلى التراب.
في هذا العالم، شعرت إيميليا بفرح عارم، وحب دافئ، وسعادة حزينة جعلت القشعريرة تتخلل كل جسدها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“…آسف جدًا، سيدتي العجوز.”
لقد كانت ممتنة من أعماق قلبها لأنها حصلت على هذه الفرصة لرؤية كل شيء هنا.
“ربما لا يمكن لهذا العالم أن يوجد أبدًا، لكنني لم أكن لأظن أنني سأرى يومًا أمي وجييوس… أمي وأبي معًا هكذا، مبتسمين جنبًا إلى جنب. لذلك، شكرًا لكِ.”
“أنتِ…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com همس الناس للحظة، لكنهم سرعان ما التزموا الصمت في انتظار كلماتها.
ردًا على كلمات الامتنان من إيميليا، سمعت صوتًا — ليس صوت أرتشي، بل صوت امرأة، صوت الساحرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com همس الناس للحظة، لكنهم سرعان ما التزموا الصمت في انتظار كلماتها.
لا تزال ذكرى كراهيتها من قبل إيكيدنا خلال المحاكمة الأولى حديثة في ذهنها. لقد تنازلت عن الأمل في سماع صوتها في هذا العالم، ناهيك عن رؤيتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن هناك، ظهرت إيكيدنا في هذا العالم الزائل في اللحظة الأخيرة، وبدا صوتها مرتجفاً.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إيكيدنا…”
“حسنًا، عيون أمي جميلة أيضًا.”
“إيكيدنا…؟”
لاحظ أحدهم إيميليا المندهشة وأطلق صيحة، فالتفتت الأنظار إليها دفعة واحدة بقوة جعلتها تتراجع بخفة. لكنها تعرفت عليهم على الفور.
استدارت إيميليا لتواجه الساحرة مباشرة. وفي نفس اللحظة، تمنت لو أنها لم تفعل. فحين نظرت، رأت إيكيدنا تقف هناك، بوجه مهيأ للبكاء، مما جعل إيميليا تشعر بالندم لرؤية هذا المشهد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع ذلك، بالرغم من كل الوقت الذي قضته إيميليا هنا، لم تتواجه فعلياً مع أي من سكان الملاذ باستثناء ريوزو وغارفيل، ولم تتح لها الفرصة للتحدث إلى أيٍّ منهم.
— كانت إيكيدنا تقف فقط، تحدق بإيميليا بنظرة مليئة بالألم وبكلماتٍ محبوسة.
“أكرهكِ ـــ أكرهكِ فقط…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
من الطبيعي أن إيميليا نظرت إليهم بدهشة، وبدا من الواضح أنهم جميعًا يتظاهرون. لم تستطع فهم السبب وراء ذلك —
“…”
“جييوس، لا تأخذها بجدية. ليا ما زالت نعسة هذا الصباح.”
“بصراحة، أنا… لا، نحن… لم نقرر بعد في قلوبنا.”
لم تعلق إيميليا على الارتباك الذي لاحظته في الكلمات التي خرجت بصعوبة من إيكيدنا.
“آه، الحمد لله.”
رأت انعكاسها على سطح البحيرة الصافي والهادئ، وشعرت أن ضربات قلبها تزداد قوة وسرعة.
ثم، أمام عيني إيميليا مباشرةً، بدأت صورة إيكيدنا تتلاشى، مثل تموجات على سطح الماء، وبدا وجودها مشوهًا قبل أن تختفي من العالم الوهمي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا تذهبي وتخترعي أمورًا من عندك! جييوس… إنه رجل شرير حتى النخاع.”
لم يبقَ شيء وراءها. ومع اختفاء من كان يُفترض أنه أرتشي، بدأ الزمن والريح في التدفق من جديد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“إيكيدنا…”
” ــــ ”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وضعت إيميليا يدها على صدرها، محاولةً تهدئة أنفاسها قبل أن تتوجه مجددًا نحو حافة الجرف وتنظر نحو المياه أسفلها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا أبدًا.”
رأت انعكاسها على سطح البحيرة الصافي والهادئ، وشعرت أن ضربات قلبها تزداد قوة وسرعة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وفي اللحظة ذاتها، فهمت بشكل غريزي كيف يمكنها إنهاء المحاكمة الثانية.
“شكرًا لأنك قلق عليّ. أنا… بخير يا أخي الكبير.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت الطريقة الوحيدة لإنهاء المحاكمة أن تجد نفسها، وأن تعترف وتقبل وتفهم ذاتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
منذ أن تجمد وطنها وسقطت في سبات عميق، لم ترَ إيميليا نفسها وهي ناضجة. لقد مر أكثر من مئة عام، ولم يكن بإمكانها التفاعل مع نفسها الراشدة.
ثم أدارت ظهرها له، وعادت للوقوف أعلى الجرف. من هناك، استطاعت أن ترى فورتونا وجييوس عن بعد، وكذلك سطح البحيرة مباشرةً تحتها.
السبب كان بسيطًا — لقد كانت خائفة ببساطة. كانت خائفة جدًا من أن تنظر.
عندما فتحت الباب على عجل، توقفت أنفاس إيميليا عند رؤية الضيف الطويل الذي يقف أمامها. الرجل ذو الشعر الأخضر وملامح الوجه المبتسمة واللطيفة.
منذ استيقاظها، بدت ملامحها المتغيرة تتناقض مع ذكرياتها الضائعة. كانت هيئتها المجهولة والغير مألوفة تُرعب قلبها، ومعاملة الناس القريبة من الغابة زادت من هذا الخوف.
تجنبها للمرايا وتدريبها على ألا تنظر حتى إلى سطح الماء العاكس كانا جزءًا من عقدها مع باك، الذي ظل يختار لها مظهرها كل يوم.
لو انتقدها صوته على قراراتها الخاطئة، أو وبخها على ضعفها، أو أهانها لجحدها، لسهّل ذلك عليها. لكن أرتشي قال بكل ثقة أنه لن يفعل ذلك أبدًا.
“حقًا، كم من الناس ظلوا يحمونني…؟”
كم من المرات فشلت في ملاحظة الحب والدعم الذي مُنح لها؟
لا يمكن إنكار ذلك. كان هناك… شعور غامض في قلبها.
لو انتقدها صوته على قراراتها الخاطئة، أو وبخها على ضعفها، أو أهانها لجحدها، لسهّل ذلك عليها. لكن أرتشي قال بكل ثقة أنه لن يفعل ذلك أبدًا.
حان الوقت لتضع حدًا لذلك.
أغلقت إيميليا عينيها وهي تستوعب كلمات أرتشي.
“مشاعري تجاه أمي وأبي… وتجاه أخي وكل من أحببت… لم تتغير.”
بحزم في قلبها، أغلقت إيميليا عينيها، وبعد لحظات، رفعت قدميها عن الأرض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “…نعم.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com — وبدأت التجربة الثالثة.
في لحظة، جذبها الثقل إلى الأسفل، لتسقط رأسًا على عقب نحو الماء. الريح تعانق شعرها الفضي الطويل وتلتف حول جسدها.
“…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كما كان الحال مع التجربة الثانية، كان عليها مغادرة القبر والدخول مجددًا للانتقال إلى التحدي الجديد. وحتى إن لم يكن ذلك شرطًا، فإيميليا بحاجة لإبلاغ رام، التي تنتظرها بالخارج، بنتيجة التجربة الثانية.
عندما شعرت بقرب سطح الماء، فتحت إيميليا عينيها.
“لقد أطلت الحديث وأخذته بجدية كبيرة، وفي منتصفه انتقلت من قول ‘نحن’ إلى ‘أنا’. عار عليك، عار.”
رأت انعكاس الفتاة فضية الشعر وبنفسجية العينين في الماء الصافي وكأنها تقابل نهاية العالم وجهًا لوجه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أكرهكِ ـــ أكرهكِ فقط…”
توسعت عيناها قليلاً بهدوء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“— همم.”
“وهكذا، انتهت التجربة الثانية… أليس كذلك؟” قالت ذلك وهي تنهض، وتترك خلفها الأسئلة المتعلقة بتصرفات إيكيدنا الأخيرة، معتزمةً التأمل فيها لاحقًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “…”
خرج صوت بخيبة أمل طفيفة، وصورة وجه الفتاة التي كبرت كثيرًا ظهرت أقرب وأقرب مع كل لحظة.
لم تعلق إيميليا على الارتباك الذي لاحظته في الكلمات التي خرجت بصعوبة من إيكيدنا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تنهدت إيميليا برفق وهمست لنفسها،
“هذا مؤسف… كنت أظنني أشبه أمي أكثر.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com احمرت وجنتا فورتونا قليلاً قبل أن تنقر جبهة إيميليا برفق بإصبعها. وضعت إيميليا يدها على جبهتها وهي تضحك بمرح.
—
وفي لحظة، تحطمت في المرآة المائية.
فجأة، لاحظ الاثنان وجود إيميليا، ولوحا لها، فردت عليهما بالمثل.
أغلقت إيميليا عينيها وهي تستوعب كلمات أرتشي.
لم تكن لتفرط أبدًا في السعادة التي وجدتها، لكن عالم الأحلام الذي كان عليها مغادرته وصل أخيرًا إلى نهايته…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وعندما نظرت إليه مجددًا، كان قد فرد ظهره وشد وجهه المرهق، ثم واصل حديثه.
—
لم تستطع إيميليا أن تدرك أنها قد عادت إلى الواقع تمامًا؛ فبرودة المياه وحدّتها لم تتبدد تمامًا حتى حين استعادت وعيها، والذكرى الأخيرة للمشهد الوهمي الذي عاشته في التجربة الثانية لا تزال تدق في صدرها.
“أعتقد أن هذا فكرة رائعة. فلتفكرا في الأمر، حسنًا؟”
وجدت نفسها مستلقيةً على جنبها في المساحة الصغيرة الباردة وسط ضوء خافت في القبر. رمشت بعينيها مرارًا، محاولةً استيعاب ما رأته وما شعرت به. ربما كان ما رأته مجرد وهم، عالم لم يكن له وجود حقيقي، ومع ذلك، بدا الشعور المرافق له قويًا لدرجة أذهلتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عندما نادت فورتونا فجأة، سارعت إيميليا لتغطي وجهها بيديها. أدركت متأخرةً أنها بدأت بالبكاء دون وعي. قالت بصوت مخنوق وهي تكافح لكبح دموعها، “أه، ربما علقت قطعة من الغبار في عيني. قطعة غبار كبيرة جدًا.”
“مشاعري تجاه أمي وأبي… وتجاه أخي وكل من أحببت… لم تتغير.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
////
بل باتت أقوى وأعمق، تتدفق داخل قلبها، وقد عزمت على حملها للأبد. في لحظات التجربة الثانية، شعرت بأن عزيمتها قد صُقلت وتجلت بوضوح أكثر. كانت تلك المشاعر ثمينة، وقد أعطتها التجربتان الأولى والثانية شيئًا غاليًا لا يمكن إنكاره.
“من واجب الأخ الأكبر أن يتحمل نزوات شقيقته الصغيرة.”
نطقت إيميليا بكلمات شكر حقيقية تجاه إيكيدنا؛ لم تكن مشاعرها هذه المرة مختلطة، بل صافية وصادقة.
ثم —
حتى إيميليا فكرت مرات عديدة في حياة لا يعتبرها أحد فيها مكروهة. فكرت مرارًا في رمي كل الألم والمعاناة بعيدًا.
“وهكذا، انتهت التجربة الثانية… أليس كذلك؟” قالت ذلك وهي تنهض، وتترك خلفها الأسئلة المتعلقة بتصرفات إيكيدنا الأخيرة، معتزمةً التأمل فيها لاحقًا.
لكنها صارت واثقة من نفسها أكثر الآن، وشعور الإنجاز الذي اعتراها كان حقيقيًا، رغم أن النهاية لم تكن انتصارًا بالمعنى التقليدي؛ بل وكأنها أكملت مسيرة مشاعرها للنهاية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“…آسف جدًا، سيدتي العجوز.”
رغم أن صورة والديها، ذلك المشهد العاطفي الذي غمرها في تلك اللحظات، لا تزال تستقر في عقلها، استدارت إيميليا مبتعدة عن الغرفة، متوجهةً نحو الخارج لمواجهة التجربة الثالثة.
كما كان الحال مع التجربة الثانية، كان عليها مغادرة القبر والدخول مجددًا للانتقال إلى التحدي الجديد. وحتى إن لم يكن ذلك شرطًا، فإيميليا بحاجة لإبلاغ رام، التي تنتظرها بالخارج، بنتيجة التجربة الثانية.
كل هذا لأن إيميليا أقسمت بأن تبذل قصارى جهدها من أجلهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “— لكن ذلك العالم لا وجود له.”
ــــ أنقذيه
“… بالنظر إلى هذا الحاضر الغامض، ألم تفكري من قبل: أريد أن أعيش هنا؟”
تذكرت رجاء رام، الذي طلبته منها. أرادت إيميليا من أعماق قلبها أن تردّ على هذا الرجاء، وأن تفي بوعدها.
“وطننا جُمّد بالكامل، ومُنع الوصول إليه من الجميع، وحتى أنك انفصلت عن الروح التي كانت كعائلة لك.”
—
” ـــ آسفة على التأخير، رام… أم، لحظة؟”
مصاحبةً بتلك العزيمة القوية، خرجت إيميليا نحو مدخل القبر لتخبر رام بما حققته، لكنها توقفت مفاجأةً، مائلة رأسها باستغراب.
تحت سماء ليلية يتوسطها القمر الفضي، لم تجد إيميليا الخادمة الوحيدة تنتظرها كما توقعت، بل واجهت جمعًا كبيرًا من الناس.
لو كان لديهما وقت، لتقلصت المسافة بين فورتونا وجييوس تدريجيًا. في الواقع، وتيرة الأمور الحالية بدت بطيئة كزحف الحلزون، لكن يومًا ما سيأتي ذلك اليوم الذي يجتمعان فيه.
رفعت إيميليا رأسها بشفاه مرتعشة، وهي تقاطعه.
“أوه، لقد خرجت!”
لاحظ أحدهم إيميليا المندهشة وأطلق صيحة، فالتفتت الأنظار إليها دفعة واحدة بقوة جعلتها تتراجع بخفة. لكنها تعرفت عليهم على الفور.
” – ”
“سأغسل عينيّ قليلًا، وقد ابدأ في التجوّل حول البحيرة.”
كان هؤلاء هم سكان قرية إيرلهام الذين تم إجلاؤهم إلى الملاذ واحتموا في الكاتدرائية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كل مشاعر إيميليا وأرتشي تجلتا في الابتسامات التي تبادلاها.
تأخر عودتهم إلى منازلهم كان مرتبطاً بإزالة حاجز الملاذ، وإيميليا وعدتهم بتحقيق ذلك.
حبست إيميليا أنفاسها وهي تشعر بأنها لم تفِ بوعدها بعد. توقعت أن يوجهوا لها اللوم، ويتهموها بعدم الوفاء بوعدها. ولكن…
“— ! كنت متأكدًا أن هذا الكلام يشير فقط إلى السيدة إيميليا والسيدة فورتونا…”
“الحمد لله أنك بخير وسلامة!”
رغم أن صورة والديها، ذلك المشهد العاطفي الذي غمرها في تلك اللحظات، لا تزال تستقر في عقلها، استدارت إيميليا مبتعدة عن الغرفة، متوجهةً نحو الخارج لمواجهة التجربة الثالثة.
“هل تأذيتِ؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“لقد كاد اللورد يفقد حياته بمجرد دخوله إلى هناك!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إيميليا وجييوس أيضًا.”
امتلأت الكلمات الأولى التي سمعتها بالاحترام لها، مما جعل ذهنها يتوقف للحظة. لكنها سرعان ما تمالكت نفسها، وانحنت بعمق من فوق الدرج نحوهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شاركتهم الضحك. لم يكن الضحك محصورًا بين ريوزو والرجل فحسب، بل امتد ليشمل سكان الملاذ وحتى سكان قرية إيرلهام. لوهلة، امتلأت الساحة بالضحك.
“…”
همس الناس للحظة، لكنهم سرعان ما التزموا الصمت في انتظار كلماتها.
“… شكرًا لكم على قلقكم. أنا بخير تمامًا ولم أتأذَّ على الإطلاق.”
فجأة، لاحظ الاثنان وجود إيميليا، ولوحا لها، فردت عليهما بالمثل.
“آه، الحمد لله.”
“آه، إيميليا، لا… لا تقلقي! حتى لو اجتمعت السيدة فورتونا وسيدي الأسقف، لن يتخليا عنك أبدًا!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“جيّد، هذا هو المهم.”
“كان السيد سوبارو قلقًا عليك بلا داعٍ، أليس كذلك؟”
أمام ابتسامتها الساحرة، حاول أرتشي قول شيءٍ ما، لكنَّ سيلًا من المشاعر المتشابكة والمتعذرة الوصف تلاشى بداخله دون أن يتخذ شكلًا واضحًا. في النهاية —
“إنني فقط… آسفة للغاية. لم أنتهِ بعد من اجتياز كل التجارب المطلوبة… لكن لا بد أن سوبارو والآخرين قد أخبروكم بذلك، أليس كذلك؟”
قالت إيميليا تلك الكلمات ويداها على خصرها، بينما نظرت إليها فورتونا بتعبيرها المعتاد المليء بالضجر. غير أن ذلك التعبير تلاشى على الفور، ليتحوّل إلى ابتسامة لم تستطع كبحها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “— قلت ما أردت قوله. سأترك الباقي للزوجين الشابين. امضيا قُدمًا بلا تردد.”
حملت إيميليا مشاعر اعتذار تجاه هؤلاء الناس القلقين، ثم تابعت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“لم يعد هناك سبب يجبركم على البقاء في الملاذ. سأقوم بتحطيم الحاجز بالتأكيد، ولكن من الأفضل لكم أن تعودوا إلى عائلاتكم…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان من المفترض أن يبقى سكان القرية في الملاذ حتى يتم رفع الحاجز كجزء من الاتفاق، ولكن بما أن غارفيل قد تراجع عن طلباته السابقة، لم يعد هناك سبب لبقائهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
علم القرويون بذلك بالفعل؛ فقد أخبرتهم رام أن سوبارو ورفاقه أوضحوا لهم الأمر قبل مغادرتهم إلى القصر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أجل، يجب أن لا تقولي هذا، سيدتي إيميليا. السيدة فورتونا لديها واجب مهم. إذا ظللت هنا طويلاً، فقد تنتشر شائعات مزعجة وتتسبب لها بالإحراج.”
لذا، لم يكن هناك داعٍ لانتظار نجاح إيميليا أو فشلها في التجارب. ولكن…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قالت العجوز التي كانت تشغل منصب رئيسة قرية إيرلهام هذه الكلمات بابتسامة عريضة. حبست إيميليا أنفاسها، وبحلول هذه اللحظة، حتى إيميليا، التي كانت بطيئة في الاستيعاب، أدركت نواياهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هذا واضح حتى لو لم تخبريني، وبدون تلك النظرة الحزينة على وجهك. يا للعجب، تجعلين الناس يقلقون فقط ليظهر أن الأمر مجرد جوع. أنت حقًا طفلة تشغلين من حولك.”
“السيد سوبارو؟ هيه، هل أخبرنا بأي شيء حقًا؟”
“على أي حال، وجهة نظرنا الحالية هي ما قاله لتوه. هذا أيضًا… هم؟ ما الخطب؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“آه؟ لا أذكر. في الآونة الأخيرة، أصبحت ذاكرتي ضعيفة ولا أستطيع تذكر أي شيء.”
كانت والدتها، التي تنتظرها على ضفة البحيرة مرتديةً أجمل ملابسها، تضع ذات الزينة الشعرية التي ترتديها إيميليا.
“يا إلهي، طريقتك في الحديث بدت مقنعة لدرجة أنها أخافتني لوهلة! رغم أن هذا صحيح حقًا…”
نظر القرويون إلى وجوه بعضهم وبدأوا يتبادلون كلمات لا تصدق، وكأنهم جميعًا يتصرفون وكأنهم لا يعرفون شيئًا عما تتحدث عنه إيميليا.
“…هذا ليس السبب، أيها الأحمق.”
“شائعات عن أمي وجييوس…؟ أشعر أنه قد فات الأوان لإيقاف تلك الشائعات…”
لم يكن هذا الأمر مقتصرًا على شخص أو شخصين، بل انضم الجميع في تمثيل جماعي وكأنهم يسمعون بذلك لأول مرة.
“اليوم…؟”
من الطبيعي أن إيميليا نظرت إليهم بدهشة، وبدا من الواضح أنهم جميعًا يتظاهرون. لم تستطع فهم السبب وراء ذلك —
“…”
عندما ربتت فورتونا على كتفها، نهضت إيميليا بابتسامة عريضة لتفعل ما طُلب منها. لكن الطفلة الصغيرة توقفت فجأة قبل أن تصل إلى المرآة الطويلة.
“— ولهذا، سيدتي إيميليا، سننتظر هنا كما وعدنا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اتسعت عينا إيميليا بينما ابتسمت والدتها – فورتونا – بابتسامة مليئة بالحنان، لم تفهم إيميليا لماذا شعرت بهذا الانفعال العميق بمجرد رؤية تلك النظرة الثاقبة والابتسامة الهادئة لأمها.
“—!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“لن نعود إلى القرية حتى ترفعي الحاجز بنفسك. لن نغير موقفنا أبداً.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قالت العجوز التي كانت تشغل منصب رئيسة قرية إيرلهام هذه الكلمات بابتسامة عريضة. حبست إيميليا أنفاسها، وبحلول هذه اللحظة، حتى إيميليا، التي كانت بطيئة في الاستيعاب، أدركت نواياهم.
“…”
اجتمع الجميع في مجموعتين، فاصلين الساحة المفتوحة بينهما.
لقد كانوا جميعًا ينتظرونها لتفي بوعدها. لا شك أنهم يريدون العودة إلى عائلاتهم على الفور، لكنهم يقمعون تلك الرغبة ليكرموا وعدهم لها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كل هذا لأن إيميليا أقسمت بأن تبذل قصارى جهدها من أجلهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن الغضب ما حوى صوته. بل —
رفع الحاجز يعني فقدان شيء اعتادوا عليه طوال حياتهم. ما مدى أهمية هذا الأمر بالنسبة لهم؟
“ثم إننا لسنا وحدنا من يتوقع الكثير من جهودك، سيدتي إيميليا.”
“توقعاتي لم تخب بشأنك، جييوس… لكن أمي تفهم ذلك، أليس كذلك؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إيكيدنا…”
“ها…؟”
قالت إميليا ذلك وقد أخرجت لسانها بمرح. نظرت ريوزو إلى وجه الرجل بدهشة، وهو بدوره نظر إليها. ومن هناك، ارتفعت ضحكاتهما.
بينما أصبحت إيميليا متأثرة بهذا الموقف غير المتوقع، شعرت بفيض من المشاعر يغمرها، مما جعل صدرها يدفأ. ابتسمت العجوز بمكر وهي تومئ برأسها.
“لا تقولي أشياء سخيفة. جييوس، افتح السلة، لنبدأ بالطعام مبكرًا قليلًا لأن الأميرة تطلب ذلك.”
“حسنًا، أعتقد أن الوقت قد حان.”
نظرت إيميليا إلى الاتجاه الذي أشارت إليه، لترى سكان قرية إيرلهام مصطفين أمامها، ووراءهم، مع حركة الشجيرات، دخل المزيد من الناس إلى الساحة.
بدا أن المجموعة تتقدم بحذر، وكانت تقودهم فتاة بشعر وردي طويل وعباءة سوداء تحمل عصا في يدها.
“الآنسة ريوزو و … سكان الملاذ؟”
حين رأته يذرف دموع الندم، وقد طغت نظرة حزن وتأنيب على وجهه، شعرت إميليا بانقباض في صدرها.
“يبدو أنكم عدتم بعد اجتياز التجربة الثانية.”
“أنا بخير. لست خائفةً من العالم الخارجي. لست خائفةً من المستقبل.”
اصطفت ريوزو بجانب رئيسة قرية إيرلهام وتنهدت وكأنها تقول: “لقد وصلنا في الوقت المناسب”.
أصدر بطن إيميليا صوتًا لطيفًا يطالب بالطعام. على الفور، تبدد القلق الذي ظهر على وجه فورتونا، ولم تستطع سوى إطلاق تنهيدة عميقة.
اجتمع الجميع في مجموعتين، فاصلين الساحة المفتوحة بينهما.
صار لإيميليا، التي كانت تقف في أعلى درجات الضريح، رؤية كاملة للمشهد، ما جعلها تتأثر بشدة لتطلق همسة حزينة.
“هل كان كل هؤلاء الناس يعيشون في الملاذ؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
سمعت إيميليا ذات مرة بأن عدد اللاجئين من قرية إيرلهام الذين لجأوا إلى هنا يبلغ حوالي خمسين شخصًا. وأما سكان الملاذ في الساحة، فقد كانوا يقاربون العدد ذاته، مما يجعل العدد الكلي للنفوس المتجمعة في هذا المكان حوالي مئة شخص.
نادتها فورتونا بنبرة تساؤل، لكن إيميليا لم ترد. لسببٍ ما، لم تستطع الاقتراب من المرآة الطويلة. لم تعلم السبب، حتى هي نفسها لم تعرف.
ومع ذلك، بالرغم من كل الوقت الذي قضته إيميليا هنا، لم تتواجه فعلياً مع أي من سكان الملاذ باستثناء ريوزو وغارفيل، ولم تتح لها الفرصة للتحدث إلى أيٍّ منهم.
“أرجو أن تعلمي أن ذلك ليس بسببك، سيدتي إيميليا. كان ذلك بناءً على إرادة السكان… وحقًا، كان عنادي الشخصي هو الذي منعني من السماح لكي بلقاء سكان الملاذ.”
تمنت لو أن الجميع في الغابة يستطيعون الابتسام معًا، لو تستطيع أن تظل قريبة من أرتشي، تعيش في عالم سعيد كهذا.
“وأريد أن أصبح مثل سوبارو، الذي يتحمل الألم والجراح، الذي يتصرف بتهور دائمًا — الذي أخبرني أنه يحبني.”
“الآنسة ريوزو…”
“لقد أحسنتِ في اجتيازكِ للتجربة، سيدتي إيميليا. نحن ممتنون لكِ لهذا. وأيضاً…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
انحنت ريوزو برأسها عميقاً، قائلةً ما توقعت إيميليا أنها ستقوله، ثم ألقت نظرة على العجوز التي تقف بجوارها.
“…بعد أن استمعتُ لما قاله غارفيل الشاب وما قاله القرويون هنا… واستمعْتُ لكلام كلٍ من سكان هذا المكان والأجانب على حد سواء، استطعت أخيرًا أن أستجمع هذه العظام القديمة وأتحرك. يمكنني القول إنني انتهازية.”
“أنا لستُ أفضل حالاً، إذ قضيت مئة عام تقريباً في نوم عميق.”
“لا، الأمر ليس كذلك. أمي تشعر بالحرج بسهولة، لذا لم تستطع إلا أن تحمر خجلًا عندما قلت لها ذلك، جييوس. هي ما عليها، أمي لطيفة جدًا.”
“ومع ذلك، فإن عنادنا استمر أجيالاً وأجيالاً على مدى أربعة قرون، لذا دعينا نعتبر الأمر متعادلاً.”
لم تستطع إيميليا تحمّل رؤية وجه ريوزو المُحبط، فقامت بممازحتها ببعض الكلمات التي ساعدت على تخفيف الجو. حاولت تقليد تصرفات سوبارو، تلك التي اعتاد استخدامها لتخفيف الأجواء في المناسبات الجادة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أكرهكِ ـــ أكرهكِ فقط…”
حان الوقت للفتاة التي اعتاد الجميع أن ينقذوها لتبدأ بإنقاذهم.
“أفهم ما تحدث عنه غارفيل… لكن هل استطاع الجميع فعلاً تبادل النقاشات مع سكان الملاذ؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وضعت فورتونا أغراضها عند ضفة البحيرة وأخذت تمدد جسدها قليلاً، بينما انشغل جييوس بترتيب مكان الجلوس وإعدادات النزهة. وبينما كانت تراقب المشهد، حادثت إيميليا.
“لم يكن هناك شيء بتلك العظمة. العيش في نفس المكان يؤدي بطبيعة الحال إلى بناء العلاقات. ونحن العجائز لدينا وقت فراغ نقضيه في تبادل الأحاديث أثناء إعداد الطعام والغسيل.”
“لذا، تحدثنا نحن كبار السن ممن لديهم الكثير من الوقت عن أمور شتى. لقد عشت في الملاذ منذ فترة طويلة… ومع ذلك، لم تسنح لي فرصة كهذه لتبادل الحديث مع شخص من خارج المكان.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
متأملةً بصوتٍ مرتفع، تبادلت ريوزو ورئيسة قرية إيرلهام النظرات، وارتسمت ابتسامات صغيرة على وجهَيْهما. وعلى الرغم من أن مظهرهما الخارجي لم يدل على أنهما من نفس العمر، إلا أن إيميليا شعرت وكأنها تراقب حديثًا بين صديقين قديمين.
“ومع ذلك، فإن عنادنا استمر أجيالاً وأجيالاً على مدى أربعة قرون، لذا دعينا نعتبر الأمر متعادلاً.”
“لا أريد أن أتألم. أنا أبحث عن مستقبل حيث لا حاجة لي أن أتألم، حيث لا أضطر للهرب، الاختباء، أو دفع الأمور بعيدًا. أريد عالمًا أستطيع فيه أن أمد يدي للآخرين.”
ورأت إيميليا في هذا شيئًا عميقًا وثمينًا للغاية.
كانت إيميليا ضعيفة، بائسة، دائمة الفشل، لكن رغم ذلك، ترغب في فعل كل ما بوسعها من أجل الأشخاص الذين ترغب في أن تظل بجانبهم — من أجل الذين يعيشون داخل الغابة وخارجها، من أجل أولئك الذين كانوا معها في الماضي ومن سيقفون بجانبها في المستقبل.
“كالعادة، الهواء هنا منعش جدًا. أشعر وكأنني في مزاج أفضل بالفعل.”
“سيدتي إيميليا… هل لنا ببعض الكلمات معكِ؟”
“نـ – نعم.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “شكرًا لك، أخي الكبير.”
ثم رفع أحدهم يده وتقدم إلى الأمام. كان من سكان الملاذ، رجلٌ برأس مليء بالشعر الذي يشبه شعر الوحوش، وأنياب صغيرة تشبه أنياب الكلاب — ولا شك في أنه هجين الدم أيضًا.
سمعت إيميليا ذات مرة بأن عدد اللاجئين من قرية إيرلهام الذين لجأوا إلى هنا يبلغ حوالي خمسين شخصًا. وأما سكان الملاذ في الساحة، فقد كانوا يقاربون العدد ذاته، مما يجعل العدد الكلي للنفوس المتجمعة في هذا المكان حوالي مئة شخص.
“إذا أردت ذلك، فقط افعل، ليس لأنه ‘ممكن’ فقط. إن لم يكن لدى أي منكما مشكلة في الأمر… بالإضافة، لن يمنعكما أحد… أو هل أنا العقبة؟”
انحنى الرجل، الذي قدرت إيميليا عمره بنحو ثلاثين عامًا، برأسه وتعبير التوتر واضح على وجهه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“بصراحة، أنا… لا، نحن… لم نقرر بعد في قلوبنا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“— أحبكما كليكما.”
” ــــ ”
تعالت أصوات مختلفة من سكان الملاذ وقرية إيرلهام على حدٍ سواء، ينادونها من خلفها.
“لسنا واثقين مما إذا كان ينبغي علينا أن نثق بكِ أم لا. نحن الذين لا نعرف شيئًا عن العالم الخارجي لا نستطيع إلا أن نشعر بالخوف من مغادرة الملاذ. وينطبق هذا عليّ أيضًا. لقد وُلدت وترعرعت هنا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
////
كما أكد غارفيل سابقاً، كان هذا هو حال الملاذ في وضعه الراهن. العديد من سكان هذا المكان تعرضوا للاضطهاد بسبب دمائهم التي تختلف عن البشر وأنصاف البشر، مما دفعهم إلى السعي لهذا المكان كملاذ يجدون فيه بعض الطمأنينة. وبعضهم وُلِد هنا، وعاش حياته بالكامل هنا، ثم عاد إلى التراب.
“جييوس، إن كنت تحب طعام أمي إلى هذه الدرجة، يمكنك العيش معنا في الغابة.”
هكذا كانت حياتهم، وهكذا استمرت منذ تأسيس الملاذ قبل أربعة قرون.
“أظن أن هذا جزءٌ من طبيعة سيدتي إيميليا. إنها تُبدع في مضاعفة سعادتها. ربما يجب علينا تعلم شيء أو اثنين منها.”
رفع الحاجز يعني فقدان شيء اعتادوا عليه طوال حياتهم. ما مدى أهمية هذا الأمر بالنسبة لهم؟
“…آسفة، يا أرتشي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فيما يتعلق بأخذ شيء ما كأمر مسلم به، كان باك هو أقرب مقارنة لإيميليا.
كانت مغادرته المفاجئة آخر ما كانت تريده إميليا. وبدا من الطبيعي أن يشعر سكان الملاذ بنفس القدر من النفور تجاه أن يُفرض عليهم أمر كهذا من قبل الآخرين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شاركتهم الضحك. لم يكن الضحك محصورًا بين ريوزو والرجل فحسب، بل امتد ليشمل سكان الملاذ وحتى سكان قرية إيرلهام. لوهلة، امتلأت الساحة بالضحك.
“إذا كان السيد روزوال يعتني بنا حتى من الخارج، فما الفرق بين ذلك وبين بقائنا هنا؟ لطالما فكرت أنه ربما لسنا بحاجة للتغيير.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“هل تأذيتِ؟”
“…نعم.”
“— أحبكما كليكما.”
“لكن…”
“يا إلهي، طريقتك في الحديث بدت مقنعة لدرجة أنها أخافتني لوهلة! رغم أن هذا صحيح حقًا…”
أخفضت إميليا عينيها، متلقيةً كلمات الرجل بصدر ثقيل. ظلت تترقب المزيد وهي تشعر بكآبة تسكن قلبها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “— قلت ما أردت قوله. سأترك الباقي للزوجين الشابين. امضيا قُدمًا بلا تردد.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما أصبحت إيميليا متأثرة بهذا الموقف غير المتوقع، شعرت بفيض من المشاعر يغمرها، مما جعل صدرها يدفأ. ابتسمت العجوز بمكر وهي تومئ برأسها.
وعندما نظرت إليه مجددًا، كان قد فرد ظهره وشد وجهه المرهق، ثم واصل حديثه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“لكن… كلّنا سمعنا صوت غارفيل — صوت ذلك الفتى الغاضب.”
” ـــ ”
“— سيدة إميليا، هل تذكرتِ اسمي؟”
“نحن نعلم بالضبط ما يشعر به هذا الفتى المجتهد… وهذا يجعلني أشعر بالعار.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حين رأته يذرف دموع الندم، وقد طغت نظرة حزن وتأنيب على وجهه، شعرت إميليا بانقباض في صدرها.
تعالت أصوات مختلفة من سكان الملاذ وقرية إيرلهام على حدٍ سواء، ينادونها من خلفها.
“إنه لا يزال طفلًا في الرابعة عشرة. كم من السنين أمضاها محصورًا في أفكاره تلك؟ إنه… طفل جيد. وأنتِ أيضًا، يا سيدة إميليا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شاركتهم الضحك. لم يكن الضحك محصورًا بين ريوزو والرجل فحسب، بل امتد ليشمل سكان الملاذ وحتى سكان قرية إيرلهام. لوهلة، امتلأت الساحة بالضحك.
كانت الطريقة الوحيدة لإنهاء المحاكمة أن تجد نفسها، وأن تعترف وتقبل وتفهم ذاتها.
“أنا لست كذلك. حتى الليلة، كنت مجرد فتاة عديمة الفائدة…”
“أوه، ها أنتِ تقولين ذلك مجددًا… جييوس، قل شيئًا، من فضلك.”
لم يكن لها أي إنجازات تُذكر. ليس بعد.
وفي لحظة، تحطمت في المرآة المائية.
“إذا أردت ذلك، فقط افعل، ليس لأنه ‘ممكن’ فقط. إن لم يكن لدى أي منكما مشكلة في الأمر… بالإضافة، لن يمنعكما أحد… أو هل أنا العقبة؟”
ومع أن إميليا أنكرت وجود ما تفخر به، تابع الرجل.
اجتمع الجميع في مجموعتين، فاصلين الساحة المفتوحة بينهما.
“رغم ذلك” حرك رأسه بالنفي. “قال لنا السيد روزوال أن الأمر لا جدوى منه، وأصبح الجميع خائفًا، يتهيبون التجربة… لكن رغم ذلك، ها أنتِ هنا. دخلت القبر، وخرجت منه. ولهذا…”
“— نعم؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت إيميليا دائمًا فخورة بأمها، لكنها رأت فورتونا جميلة بشكل استثنائي في ذلك اليوم. وذلك لأنها ارتدت تنورة لأول مرة، بدلاً من ملابسها العملية المعتادة. بدت ملابسها خالية من الزخرفة، لكن تنسيق الألوان المنعش ناسبها بشكل رائع.
“مهما صارت النتيجة في النهاية، فإن ما تحاولين القيام به هو أمر مدهش ويستحق الإشادة. لن أذهب إلى حد القول بأن كل شخص هنا يشارك هذه المشاعر، وحتى أنا لا أستطيع القول بأنني تمامًا في صفك حتى الآن. لكن من فضلك، اسمحي لنا بأن نراقبكِ حتى النهاية.”
ظلت إميليا صامتة وهي تتلقى كلمات الرجل — لا، ليس كلمات الرجل وحده، وإنما نظرات كل الناس خلفه والتي توجهت نحوها. وقد وقفت إميليا قوية وشامخة.
“لكن… كلّنا سمعنا صوت غارفيل — صوت ذلك الفتى الغاضب.”
“— أفهم. أنا واثقة بأنني سأكمل هذا الطريق. وعندما يحين الوقت، يمكننا التحدث بشكل جيد.”
“نعم، إنه وعد. في الواقع، بالنسبة لي وللباقين، تجاهل أي شخص بناءً على مظهره وموقعه من دون حتى الحديث معه ليس بالأمر الأفضل — واااهع!”
في هذا العالم، شعرت إيميليا بفرح عارم، وحب دافئ، وسعادة حزينة جعلت القشعريرة تتخلل كل جسدها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حين انحنى الرجل بعمق، قفز فجأة من مكانه وكأنه أصيب بشيء. وعندما نظرت إميليا بتمعن، وجدت أن السبب هي ريوزو التي كانت واقفة بجانبه، وقد غرزت أظافرها في جنبه فجأة. نظر الرجل إليها بنظرة معترضة بينما ضحكت ريوزو بصوت عالٍ.
“من الواضح أن الناس يحبونكِ كثيرًا.”
“لقد أطلت الحديث وأخذته بجدية كبيرة، وفي منتصفه انتقلت من قول ‘نحن’ إلى ‘أنا’. عار عليك، عار.”
“أنتم تتفاهمون دائمًا بشكل رائع. رؤية ذلك عن قرب يجعلني أبتسم فعلًا.”
“…آسف جدًا، سيدتي العجوز.”
“سيدتي إيميليا… هل لنا ببعض الكلمات معكِ؟”
“أوه، لقد خرجت!”
“على أي حال، وجهة نظرنا الحالية هي ما قاله لتوه. هذا أيضًا… هم؟ ما الخطب؟”
كانت إيميليا ضعيفة، بائسة، دائمة الفشل، لكن رغم ذلك، ترغب في فعل كل ما بوسعها من أجل الأشخاص الذين ترغب في أن تظل بجانبهم — من أجل الذين يعيشون داخل الغابة وخارجها، من أجل أولئك الذين كانوا معها في الماضي ومن سيقفون بجانبها في المستقبل.
كانت ريوزو تمازح الرجل برفق عندما مالت إميليا برأسها وقد اتسعت عيناها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“أوه، انظري إلى نفسك. على الرغم من أن وجهك لطيف جدًا، إلا أنكِ تبدين فوضوية اليوم… حقًا تبدين وكأنكِ ما زلتِ نصف نائمة. أعتقد أنني أرسلتكِ لغسل شعركِ عند البئر. هل شربتِ فقط وعدتي؟”
“آه… آنسة ريوزو، من المفاجئ قليلًا سماع شخص يناديكِ بالسيدة العجوز بهذا الشكل.”
“آاااه —”
بدا أن الحادث الذي وقع عند مغادرتهم أثر قليلًا على مزاج فورتونا، حيث ظل جييوس منشغلًا بالتفكير في ردة فعلها. لكن من وجهة نظر إيميليا، لم تكن والدتها غاضبة حقًا — بل تشعر فقط بالخجل. أزعجها بعض الشيء أن جييوس لم يلتقط هذا الشعور كما فعلت هي.
“وكنت أفكر، يا للعجب، لم أرها تتحدث مع أحدٍ غير غارفيل، أليس كذلك…؟”
“لذا، تحدثنا نحن كبار السن ممن لديهم الكثير من الوقت عن أمور شتى. لقد عشت في الملاذ منذ فترة طويلة… ومع ذلك، لم تسنح لي فرصة كهذه لتبادل الحديث مع شخص من خارج المكان.”
لم تستطع إيميليا أن تدرك أنها قد عادت إلى الواقع تمامًا؛ فبرودة المياه وحدّتها لم تتبدد تمامًا حتى حين استعادت وعيها، والذكرى الأخيرة للمشهد الوهمي الذي عاشته في التجربة الثانية لا تزال تدق في صدرها.
قالت إميليا ذلك وقد أخرجت لسانها بمرح. نظرت ريوزو إلى وجه الرجل بدهشة، وهو بدوره نظر إليها. ومن هناك، ارتفعت ضحكاتهما.
ردًا على كلمات الامتنان من إيميليا، سمعت صوتًا — ليس صوت أرتشي، بل صوت امرأة، صوت الساحرة.
“كوا-ها-ها-ها!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“لن نعود إلى القرية حتى ترفعي الحاجز بنفسك. لن نغير موقفنا أبداً.”
شاركتهم الضحك. لم يكن الضحك محصورًا بين ريوزو والرجل فحسب، بل امتد ليشمل سكان الملاذ وحتى سكان قرية إيرلهام. لوهلة، امتلأت الساحة بالضحك.
لكن العلاقة بين جييوس ووالدتها كانت قوية، وإن امتازت بنوع من الوخز الطفيف، إلا أنها بدت سعيدة.
“لا يبدو أن الضحك ملائم تمامًا… لكن، آه، آنسة ريوزو، شكرًا لكِ. وأيضًا، آنسة ميلدي، يبدو أنك بذلتي جهدًا كبيرًا في هذا.”
“الآنسة ريوزو و … سكان الملاذ؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“— سيدة إميليا، هل تذكرتِ اسمي؟”
— لهذا السبب، ستعيش إيميليا في العالم الخارجي.
عندما شكرتها إميليا، ظهرت على وجه السيدة العجوز بجوار ريوزو ــــ ميلدي إيرلهام ــــ علامات الدهشة. وعند رؤيتها لذلك، أومأت إميليا برأسها بفخر ورفعت صدرها. “قد لا أبدو هكذا، لكنني أدرس لأصبح ملكة. تذكر الأسماء هو أقل ما أستطيع فعله.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لذا، لم يكن هناك داعٍ لانتظار نجاح إيميليا أو فشلها في التجارب. ولكن…
“لا أعتقد أن الملك بحاجة إلى تذكر اسم كل رعيته، ولكن…”
“أريد أن أصبح مثل باك، الذي ظل يحميّني كي لا أبقى وحيدة. أريد أن أصبح مثل رام، التي تعمل بكل قوتها من أجل الشخص الذي تحبه. أريد أن أصبح مثل أوتو، الذي يبذل قصارى جهده من أجل صديقه. أريد أن أصبح مثل غارفييل، الذي يرفض أن يتفوه بكلمة خوف أو شكوى.”
“ربما اعتدتِ على ملوك ضعيفي الذاكرة. أنا بارعة في التعلم.”
هكذا كانت حياتهم، وهكذا استمرت منذ تأسيس الملاذ قبل أربعة قرون.
— كانت إيكيدنا تقف فقط، تحدق بإيميليا بنظرة مليئة بالألم وبكلماتٍ محبوسة.
عند سماع رد إميليا، ضيّقت ميلدي عينيها قليلًا، ثم انحنت لها بعمق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وبينما تراقب ذلك من طرف عينها، أشارت ريوزو بذقنها نحو القبر وتحدثت. “الآن، سيدة إميليا، يسعدني أننا استطعنا مساعدتكِ… الآن أمامك التجربة الأخيرة، لكن…”
“نعم، أنوي خوضها حالًا. كنت أعتزم ذلك… آنسة ريوزو، هل تعرفين أين رام؟”
مدّت فورتونا يدها باتجاه ابنتها الحبيبة، التي ظلت جامدة تمامًا وهي تحدق بتركيز، تصبّ نظرها في المشهد عند حافة البحيرة.
بحزم في قلبها، أغلقت إيميليا عينيها، وبعد لحظات، رفعت قدميها عن الأرض.
لقد نست إميليا في اللحظة التي خرجت فيها من القبر وسط الحشد الكبير، لكن عندها، لم تكن رام موجودة في أي مكان تراه بعينيها.
“أفهم ما تحدث عنه غارفيل… لكن هل استطاع الجميع فعلاً تبادل النقاشات مع سكان الملاذ؟”
“كوا-ها-ها-ها!”
أرادت إميليا إخبار الفتاة التي ألهمتها لتجاوز التجربة بأنها قد حققت بعض النجاح أخيرًا، لكن…
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
“…رام تؤدي واجبًا لا يمكنها التغاضي عنه. تركت رسالة، تدعو لك بالتوفيق. قالت: يجب أن تفعل سيدة إميليا ما لا يستطيع أحد سواها فعله، وكذلك يجب أن تفعل رام الشيء نفسه. لنقدم أفضل ما لدينا.”
“أوه، سيدتي فورتونا.”
قلدت ريوزو أسلوب رام في الحديث، مما رسم ابتسامة باهتة على وجه إميليا. لقد كانت تلك طريقة رام، بلا شك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وكان واجب رام، بلا ريب، مرتبطًا بالمشاعر التي أوصلتها من خلال طلبها لإميليا. وعندما فكرت في كيف قد تؤدي رام واجبها، شعرت بنبضة خفيفة في صدرها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “…لكن يجب أن أقول، لم ينتظرني أحد عند عودتي. لا سوبارو، ولا رام…”
لكن، وبدفع ذلك الشعور جانبًا، اختارت إميليا أن تثق برام، تمامًا كما اختارت رام أن تثق بها.
“…لكن يجب أن أقول، لم ينتظرني أحد عند عودتي. لا سوبارو، ولا رام…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لسنا واثقين مما إذا كان ينبغي علينا أن نثق بكِ أم لا. نحن الذين لا نعرف شيئًا عن العالم الخارجي لا نستطيع إلا أن نشعر بالخوف من مغادرة الملاذ. وينطبق هذا عليّ أيضًا. لقد وُلدت وترعرعت هنا.”
“أوهوه، أفهم كيف قد يسبب ذلك لكِ شيئًا من المرارة. من المؤسف أن أولئك الذين تهتمين لأمرهم ليسوا هنا. إذا كانت هذه الملامح العجوز المتواضعة كافية لكِ، فسأنتظر هنا حتى عودتك مرة أخرى.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبينما تجيب على قلق الثنائي، فركت إيميليا عينيها وتوجهت نحو البحيرة.
السبب كان بسيطًا — لقد كانت خائفة ببساطة. كانت خائفة جدًا من أن تنظر.
“حسنًا، أعتقد أن الوقت قد حان.”
التوتر على وجه والدتها بدا نقيضاً للهدوء في تعبير جييوس. لكن كلمات جييوس، “لو كان ذلك ممكنًا”، جعلت إيميليا تشعر ببعض الاستياء.
كانت إميليا قد بدأت تتذمر، لكن بعد سماع رد ريوزو، ابتسمت ثم استدارت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أكرهكِ ـــ أكرهكِ فقط…”
أمامها، مدخل القبر ينتظرها، لذا دخلته دون أدنى تردد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لم يكن هناك شيء بتلك العظمة. العيش في نفس المكان يؤدي بطبيعة الحال إلى بناء العلاقات. ونحن العجائز لدينا وقت فراغ نقضيه في تبادل الأحاديث أثناء إعداد الطعام والغسيل.”
“حسنًا، سأذهب.”
لقد كانت ممتنة من أعماق قلبها لأنها حصلت على هذه الفرصة لرؤية كل شيء هنا.
تعالت أصوات مختلفة من سكان الملاذ وقرية إيرلهام على حدٍ سواء، ينادونها من خلفها.
“إيميليا، أنتِ عنيدة جدًا. حين تتخذين قرارًا ما، لا تستمعين لأي أحد. هل تدركين كم كان ذلك صعبًا على السيدة فورتونا وبقيتنا؟”
كان من المفترض أن يبقى سكان القرية في الملاذ حتى يتم رفع الحاجز كجزء من الاتفاق، ولكن بما أن غارفيل قد تراجع عن طلباته السابقة، لم يعد هناك سبب لبقائهم.
كانت التوقعات التي تدفعها إلى الأمام كثيرة — أكثر من المرة الأولى وبالتأكيد أكثر من الثانية. وبينما تحمل هذه التوقعات بجانب العزم القوي الذي سكن قلبها، سارت نحو أعماق القبر.
“إيميليا؟ ما الأمر؟”
ثم —
نطقت إيميليا بكلمات شكر حقيقية تجاه إيكيدنا؛ لم تكن مشاعرها هذه المرة مختلطة، بل صافية وصادقة.
“— واجهي الكارثة القادمة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
— وبدأت التجربة الثالثة.
كانت إميليا قد بدأت تتذمر، لكن بعد سماع رد ريوزو، ابتسمت ثم استدارت.
رأت على الفور امرأة بشعر فضي قصير، بنظرة لاذعة، وبدت – في نظر إيميليا – هي النموذج المثالي للمرأة.
////
“من الواضح أن الناس يحبونكِ كثيرًا.”
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “نعم، مضى وقتٌ طويل، سيدتي إيميليا. آمل أن تعامليني بلطفٍ اليوم.”
أصدر بطن إيميليا صوتًا لطيفًا يطالب بالطعام. على الفور، تبدد القلق الذي ظهر على وجه فورتونا، ولم تستطع سوى إطلاق تنهيدة عميقة.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
