أنا الكون
الفصل :
أدرك لوه فنغ بسرعة أن المكان الذي تم نقله إليه على الأرجح أحد أكثر الأماكن غموضًا – إن لم يكن المكان الأكثر غموضًا – في عالم غامض للغاية .
نظر لوه فنغ حوله. “أسياد الكون هم أسمى الكائنات في الكون. من ذا الذي يستطيع تسخير عقلي وإحضاره إلى هنا، وإخراجي من أرض زعيم مدينة الفوضى البدائية، دون أن يلاحظه أحد؟ ربما… الكون نفسه وحده قادر على ذلك.”
كانت البقع المضيئة تطفو، لكنها جميعها تتفادى لوه فنغ. بدا لوه فنغ في حيرة من أمره.
كل من هذه البقع الضوئية أقوى حتى من سيد الكون ذئب السماء. ما هي؟
فجأة، تحولت بقعة ضوء واحدة إلى وميض من الضوء، وانطلقت نحو لوه فنغ.
شيو!
سافرت البقعة أسرع بكثير من سرعة الضوء – كما لو أن سرعة الضوء ليست الحد الأقصى في هذا المكان والزمان. قبل أن يتمكن لوه فنغ من الهرب، لامست بقعة الضوء عقله.
بوو!
تدفقت الصور في ذهن لوه فنغ، تتابعت بسرعة. شهد لوه فنغ ولادة الكون، ولادة كل أشكال الحياة فيه، ثم دمارها. كانت المشاهد غامرة، وغادرت ذهنه منسيةً، بمجرد دخولها. من المستحيل تذكرها كلها؛ فقد امتزجت في ذهنه معلومات لا نهائية.
بنغ!
لقد تم طرد عقل لوه فنغ من تلك المساحة والزمان.
******
في المنطقة البشرية من الكون، المنطقة البدائية، ضمن نطاق نهر الألف كنز.
لم يُلاحظ زعيم مدينة الفوضى البدائية ما حدث. فرغم قدرته على التحكم بهذه المنطقة من الزمان والمكان، إلا أن سيطرته لا تُقارن بإرادة الكون نفسه. فإذا أراد الكون معاقبة سيدٍ مُعين، فقد يجرده من سيطرته على الزمان والمكان.
قوانين الكون خارج نطاق وعي زعيم مدينة الفوضى البدائية.
******
داخل قصر لوه فنغ، بدا جسده الأرضي الأصلي جالسًا وساقاه متقاطعتان، وفتح عينيه.
“اممم…”
ارتسمت الحيرة على وجه لوه فنغ، ثم تبعتها صدمة. استعادت ملكة عشيرة الحشرات ومحاربوها وعيهم، لكنهم لم يدركوا ما حدث للتو… وحده لوه فنغ يعلم أن الزمان والمكان قد تجمّدا للحظة.
فحص لوه فنغ جميع أجساده على الفور. طول جسد محيط البُعد لا يزال يزيد عن 55,000 ميل، ومستوى جينات الحياة فيه بالكاد يزيد عن 10,000 مرة.
قال: “لم يتغير شيء في جسدي. جسدي الأرضي الأصلي، وجسد الوحش ذي القرن الذهبي، وجسد موشا، وجسد محيط البُعد، جميعهم متشابهون. إلا… لا. شيء ما مختلف.”
لاحظ لوه فنغ على الفور جوهر خاتم العالم. أصبح الجوهر ضبابيًا وغير واضح، كما لو أن فضاءً وزمانًا لا نهاية لهما يحيطان به.
“ماذا… ماذا حدث لجوهر جسمي؟” اندهش لوه فنغ. لم يشهد أو يسمع بمثل هذا من قبل. “لقد وُهِبَ عقلي معلوماتٍ تحتوي على تقنية موهبةٍ مذهلة. وقد تغير جوهر جسمي أيضًا بشكلٍ جذري.”
حدث كل شيء بعد أن وصل جسد محيط البُعد إلى حالته المثالية ” فكر. تجاوز مستوى جينات الحياة في جسد محيط البُعد ١٠٠٠٠ مرة، لكنه لم يصل بعد إلى ١٠١٠٠. هل وصل إلى… ١٠٠٨١ مرة؟
“إذن، جين الحياة المثالي أكبر بـ ١٠٠٨١ مرة من جين الحياة العادي؟” استنبط لوه فنغ الأمر” هز رأسه، وقرر ألا يفكر في ذلك الآن. بدأ بفحص النواة مجددًا. “لقد تلقّى عقلي توجيهاتٍ تقنيةً مذهلةً للموهبة. من المفترض أن يكون التغيير في النواة مفيدًا.”
تذكر لوه فنغ التقنية التي حصل عليها للتو. نسي كل شيء عن نشأة الكون وتحوله، لكنه تذكر بوضوح طريقة صب مجموعة من تقنيات المواهب. لم يكن يعرف التفاصيل، ولا كيفية صُنعت هذه المجموعة. مع ذلك، كانت طريقة أداء هذه التقنية محفورة في ذهنه.
مجموعة من تقنيات المواهب التي وهبتها لي دون سبب… لابد أنها هدية من الكون.
“هل هي هدية مُنحت لي لوصولي إلى مستوى الجين الحياتي المثالي؟” تكهن لوه فنغ.
تقنيات المواهب تُنقش عادةً على الجلد أو على نواة الحياة في شكل نقوش قانونية. أما التقنيات التي أُعطيت للوه فنغ هذه المرة، فقد نُقشت مباشرةً في ذهنه.
تقنية الموهبة: أنا الكون!
هذه التقنية بالغة القوة. عند استخدامها، تُحرق القوة السماوية وتتحول إلى كونٍ مُصغّر، مما يسمح للمستخدم باحتجاز أعدائه داخل الكون. داخل الكون المُصغّر، تُضعف قوة الأعداء بشكل ملحوظ، بينما تتدفق قوة لوه فنغ داخله. إذا اختار تدمير نفسه، فسيتم القضاء على الأعداء على الفور!
تطلبت تقنية الموهبة هذه قوة هائلة. ووفقًا للتعليمات، الشرط الأساسي لأداء “أنا الكون” هو امتلاك جسد محيط البُعد بمستوى جين حياة مثالي. بالإضافة إلى ذلك، كان يجب أن يكون جسد محيط البُعد خالدًا قبل أن يتمكن من أدائها.
جسدٌ خالدٌ من محيط البُعد، مع تضخيمٍ لقوة الجسد الخالد ثلاثين مرة، وضرورة حرقه – هذه هي المتطلبات الأساسية لإلقاء تعويذة “أنا الكون”. في كل مرة تُلقى، تستمر لتسع ثوانٍ على الأقل. وحسب حسابات لوه فنغ، سيحترق جسد محيط البُعد تمامًا بعد عشر مرات فقط.
لمعت عينا لوه فنغ. “لا يُصدق! لا يُصدق! لكنني أحبه!”
جسد محيط البُعد الخالد أقوى حتى من إمبراطور تشو تشونغ، ومع ذلك، التضخيم يتطلب 30 ضعفًا أو أكثر! وماذا عن حرق قوته السماوية؟ حتى في القتال العادي، بدا لوه فنغ متفوقًا على عدد لا بأس به من فرسان الكون. ستستهلك هذه التقنية الجديدة عُشر جسده السماوي الذي يزيد طوله عن 55,000 ميل! لا بد أن تقنية تلتهم 10% من جسده السماوي قوية بشكل لا يُصدق. لم يكن لوه فنغ ليتخيل شيئًا كهذا. بدا أمراً لا يُصدق!
فكر لوه فنغ: “إنه أمرٌ خارقٌ للطبيعة. جسد محيط البُعد أقوى من أجساد العديد من فرسان الكون، وكثيرٌ منهم لا يتجاوز طولهم عشرات الأقدام، مما يعني أن معظمهم غير قادر على أداء هذه التقنية. فقط أصحاب الأجساد الضخمة يستطيعون أدائها”.
لم يكن لوه فنغ يعلم شيئًا عن أسرار “أنا الكون”. لحسن الحظ، أصبحت طريقة أدائه محفورة في ذهنه.
******
“ماذا يُفترض بي أن أفعل؟” ارتبك لوه فنغ. “إذا حوّلتُ جسد محيط البُعد إلى بحرٍ مرةً أخرى، فسيستمر البحر في التمدد. سيكون جسد محيط البُعد الجديد أدنى حجمًا ومستوى جينات الحياة، مما يعني أنني لن أتمكن من أداء “أنا الكون” بعد أن أصبح خالدًا. يمكن لمستوى جينات الحياة في جسد الوحش ذي القرن الذهبي أن يتقدم مجددًا بعد أن يصبح خالدًا، وقد يصل طوله إلى ما يقارب 10,000 ضعف، ومع ذلك، يبلغ طوله حوالي 600 ميل فقط، لذا لن يكون جسده قادرًا على دعم هذه التقنية.”
بدا لوه فنغ متوترًا. حتى جسدٌ سماويٌّ ضخمٌ كوحش القرن الذهبي لم يكن كافيًا لأداء “أنا الكون”.
فكر لوه فنغ: “إلا إذا استطاع جسد الوحش ذي القرن الذهبي اكتساب مستوى جين حياة مثالي وتوسيع جسده”. وإلا، فسأجذب الأعداء إلى محيط البُعد اللامحدود وأسمح له بتنفيذ التقنية، لكن هذا يعني أن محيط البُعد اللامحدود لن يتمكن من الحركة.
بدا لوه فنغ أمام خيار. هل يُحوّل جسده محيط البُعد إلى بحر؟ إن فعل، ستضعف قوته خارج محيط البُعد اللامتناهي. بالإضافة إلى ذلك، لن يتمكن من أداء “أنا الكون” إلا إذا حالفه الحظ بوصول جسده “الوحش ذي القرون الذهبية” إلى مستوى جين الحياة المثالي.
من ناحية أخرى، لو اختار عدم التحول إلى بحر، لكانت لديه قوة قتالية هائلة. سيتمكن جسده المحيطي البعيد، الذي يبلغ طوله أكثر من 55,000 ميل، من التجول في الكون، لكن عيبه هو أن قوته السماوية ستُستهلك بسرعة، وسيكون من الصعب تعويضها.
فكر لوه فنغ في الاحتمالات لبضع دقائق.
“اخترتُ هذا الجسد لأكون خالدًا” قال لوه فنغ. “إذا لم أقم بـ”المحيط المتحول ” فسأُضحي بهذه الفرصة. بدلًا من ذلك، سأكتسب قوة قتالية هائلة..، لكن حتى حكام الوحوش الفطرية ذات القوة القتالية الهائلة قد تموت. البقاء أهم من القوة. ما دمتُ حيًا، فكل شيء ممكن. يمكن لجسد الوحش ذي القرون الذهبية أن يصبح أقوى بكثير يومًا ما. حتى لو لم أستطع أداء “أنا الكون” عندما أصبح خالدًا، فسأتمكن بالتأكيد من أدائه عندما أصبح فارسًا من فرسان الكون.”
حسم لوه فنغ أمره. “لا داعي للتسرع! علاوة على ذلك، محيط البُعد اللامحدود قادر على القيام بذلك عندما يصبح خالدًا.”
******
وفي وقت لاحق، وقف جسم محيط البُعد الذي يبلغ ارتفاعه 55 ألف ميل عالياً في السماء.
“المحيط المتحول!” صرخ جسد محيط البُعد.
ستكون هذه آخر مرة يظهر فيها بجسده الأصلي في محيط البُعد. من الآن فصاعدًا، سيتخذ شكل بحر – محيط البُعد اللامتناهي. حتى لو خرج جسد محيط البُعد للقتال، فسيفعل ذلك بجسد أضعف بكثير من جسده الأصلي.
بوو!
تبدد جسم محيط البُعد على الفور. ظهرت أمواج قرمزية متلاطمة في السماء، مُشكّلةً بحرًا دمويًا يبلغ قطره حوالي 600 ألف ميل.
“تقنية الموهبة، التكوين!”
ظهرت جثة في محيط البُعد يبلغ ارتفاعها أكثر من 5500 ميل، ومستوى الجينات الحيوية فيها يبلغ 1000 مرة.
هوا! هوا! هوا!
تدفقت طاقة العالم إلى البحر الدموي. استعاد البحر فورًا الطاقة التي فقدها الجسد. ثم اندمج الجسد المتقزم مع البحر الدموي، وتمدد مجددًا.
اتسع البحر الدموي بعنف وبسرعة كبيرة لدرجة أن بلورات الكون التي أخذها لوه فنغ من خادمه اختفت.
******
لم يكن لدى المقاتلين الخالدين بلورات كونية كافية، لكن بلورات الكون كانت رخيصة نسبيًا. ففي النهاية، كانت بلورات الكون المستخدمة لبناء خاتم عالم عملاق تساوي عنصرًا أو عنصرين مختلطين فقط. ذهب لوه فنغ لشراء المزيد.
” أحصل بمليون عنصر مختلط على بلورات الكون” قال لوه فنغ.
“مليون… هل أنت متأكد؟ بلورات كونية بقيمة مليون، سيد لوه فنغ؟”
“نعم، قم بتسليمهم في أسرع وقت ممكن.”
“حالاً، سيد لوه فنغ. سيتم تسليمها قريبًا.”
اشترى لوه فنغ بلورات الكون بتهور وألقى بها في عالمه الداخلي. استمر البحر الدموي في التمدد، وسرعان ما تجاوز حد الخمسين مليون ميل.
55000 ميل…
60 مليون ميل…
واستمرت في التوسع حتى مع انكماش العالم الداخلي.
الفصل :
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات