You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode

أعزائنا القرّاء، يسرّنا إعلامكم بأن ملوك الروايات يوفر موقعًا مدفوعًا وخاليًا تمامًا من الإعلانات المزعجة، لتستمتعوا بتجربة قراءة مريحة وسلسة.

لزيارة الموقع، يُرجى النقر هنا.

هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

مسارات&الأوراكلkol 54

الصحراء السماوية

الصحراء السماوية

بينما كان جاك يركض مذعورًا دون أن يلتفت، بدأ دم آيمي وويل المتجمد في الغليان من الأدرينالين. فإذا كان هذا الهمجي مفتول العضلات، ذو التسريحة السيئة، والذي كان يقطع الوحوش الضخمة بابتسامة على وجهه، خائفًا، فهذا يعني أنهم بالتأكيد لا يريدون معرفة ما الذي يختبئ في قمة التلة.
ركض الثلاثي بكل ما لديهم من قوة، وكان جاك يسبقهم دون أن ينظر إلى الوراء. بعد خمسة عشر دقيقة، انعطف بشكل حاد وعاد باتجاه المكعب الأحمر.
وبعد دقائق، وصل مجددًا إلى حافة الغابة، ليعبر مباشرة إلى صحراء ذات حبيبات رملية سيانية وشفافة (لون يقع بين الأزرق والأخضر في الطيف المرئي)، وهي نفسها التي سبق أن اكتشفوها عندما اقتربوا من حدود الغابة المتساقطة الأوراق.
كانت الصحراء قاحلة يائسَة، غير صالحة لنمو أي حياة. لا أشجار، ولا أعشاب، ولا صبّار. لا رطوبة ولا برك ماء. ولا حتى كثبان أو تلال تغير من ملامح الأرض.
كانت الصحراء مستوية بشكل موحّد وزرقاء بقدر ما يمكن للعين أن ترى. من بعيد، بدت وكأنها بحر هادئ، لكنها لم تكن كذلك. كانت صحراء غريبة، باختصار. لا وجود لمكان كهذا على الأرض.
في ظروف أخرى، ما كان جاك ليجرؤ على دخول هذا الطريق المسدود من الرمال، وكان سيبحث عن طريق بديل، حتى وإن ضاع الوقت. لكن للأسف، لم يكن لديهم ذلك الترف.
كانت صرخات الوحوش العملاقة وضرباتها تذكّرهم بفظاعة بأنهم لم ينجوا بعد، وأن الأمر لن يستغرق سوى بضع دقائق حتى يعثر الفائز منهم على أثرهم عبر الرائحة.
نظر جاك نظرة أخيرة باتجاه الغابة، أخذ نفسًا عميقًا، ثم خطا بخطوة حاسمة نحو الأرض المجهولة.
نظرت آيمي وويل إلى بعضهما بتردد، ثم انطلقا خلف الرجل الصامت الذي يدينان له بحياتهما، بعدما حفزهم صياح مخيف أعلى من الصرخات السابقة.

ترجمة 𝐌𝐨𝐰𝐚𝟗𝐫𝐗

في هذه الأثناء، كانت مجموعة أخرى من الناجين تكافح للتأقلم مع هذا العالم الجديد. كان الفتى اللعوب يتمسك بمسدسه “كولت” الذي لم يتبق فيه سوى خمس رصاصات. (نوع من المسدسات)
في طريق عودتهم إلى التلة المغطاة بالثلج، صادفوا مجموعة أخرى من الوحوش. ولحسن الحظ، لم تكن هي نفسها التي فتكت بهم في السوبر ماركت، بل مخلوقات لا يتجاوز حجمها حجم قط كبير.
كانت بشرتهم الرمادية الملساء شبيهة بالضفادع، ويتشاركون حبهم للصرخات الحادة مثل إخوتهم الأكبر. كانت تلك الوحوش بستة أرجل، تستخدم زوجًا من المناجل المعدنية الحادة كأطراف أمامية.
ومع ذلك، فإن التشابه مع النسخة المتطورة منها يتوقف عند هذا الحد. فمناجلهم كانت لا تزال حادة، لكن حركتهم كانت بطيئة ومتعثرة. كانوا أضعف وأقل صمودًا.
يا لها من راحة حين أسقطت رصاصة واحدة أحدهم. ثم أطلق الفتى اللعوب رصاصتين إضافيتين قبل أن يدرك أن عددهم يفوق قدرته.
رغم ضعف خصومهم الجدد، قرروا الفرار، رغم علمهم أنهم لن يحصلوا كثيرًا على مثل هذه الفرص لجمع الأثير. من الصعب تغيير طبيعة الجبن.
خلال هروبهم، تعرضت والدة الطفل، التي تبلغ الأربعين من عمرها، لعضة في ساقها من أحد الوحوش الذي كان أسرع من غيره.
وأثارت “لونا”، إحدى الفتيات، الذعر عندما صرخت من الألم. وعندما التفت “كايل”، لمح فكي أحد الوحوش يطبقان على يدها اليسرى، وهي تهزها بقوة.
وقبل أن يتدخل أحد، أفلت الوحش، لكنه لم ينسَ أن يأخذ نصف أصابعها معه. كان الألم شديدًا لدرجة أنها بالكاد أقنعت نفسها بمواصلة الجري.
لكنها صمدت؛ وكان أداءً يُحترم بالنسبة لمن كانت تعتمد دائمًا على الآخرين للبقاء.
لم تطاردهم الوحوش إلى قمة التلة. فهل يُفترض أن هذه المخلوقات لا تحتمل البرد؟ أم أن هذه المنطقة محمية من قِبل “الأوراكل” كمكان تجمّع للمبتدئين على الكوكب B842؟
لا أحد يعلم، ولم يهتموا بمعرفة السبب.
وافق الفتى اللعوب أخيرًا على التوقف للراحة بعد أن نزلوا من الجانب الآخر للتلة، في نفس اتجاه البربري والخائنَين الآخرين، رغم توسلات المرأة المصابة.
ولدهشته، كان الطفل مطيعًا بشكل غريب، و”لونا” التي فقدت أصابع يدها كانت صامتة تمامًا، رغم ملامحها الشاحبة كالجثة.
الخبر الجيد أنهم لم يضلوا الطريق بفضل أجهزة “الأوراكل”. فطالما كانت لديهم رغبة واضحة في اللحاق بالثلاثي الآخر، كان الجهاز يرشدهم إلى الطريق الصحيح.
كانت “لونا” شاحبة، مغطاة بالعرق، وتظهر عليها علامات متقدمة من فقر الدم. فقد كانوا يركضون لمدة ثلاثين دقيقة تقريبًا دون توقف، وجراحها المفتوحة لم تُعالج.
وكانوا بالكاد قد أكلوا منذ صباح وصولهم إلى الكوكب B842، وقضوا معظم وقتهم في الهروب أو المشي المستمر.
وبعد تضميد الجراح، انطلقوا من جديد، وهذه المرة باتجاه المكعب الأحمر، على أمل أن يلتقوا بمنقذهم المنشود قريبًا.
وها هم ذا، بعد أكثر من ستة وثلاثين ساعة دون نوم، استُجيبت دعواتهم، وظهرت أمامهم مزرعة مهجورة. لكن المشهد كان مروّعًا.
مئات من جثث المواشي، وأحشاؤها منتشرة بقدر ما يمكن للعين أن ترى. طيور جارحة سوداء كانت تنقر عيون الحيوانات الكبيرة.
وكانت القطط الصغيرة والقوارض تقتات في صمت، غير مبالية برائحة الجيف أو أزيز الذباب.
رغم اشمئزازهم، شعروا بالارتياح. فقد كانت المجموعة مرهقة، واثنان من أفرادها بحاجة إلى تعقيم الجراح.
كانت “لونا” تعاني من حمى شديدة، وقد أبطأت سرعتهم بشكل كبير في الكيلومترات الأخيرة. وكان الرجل الوحيد الباقي إلى جانب “كايل” قد ساعدها على الاستمرار، مما زاد من تعبهما.
أما والدة الطفل فكانت بحالة جيدة نسبيًا، لكنها كانت السبب الرئيسي في بطئهم. إصابتها لم تكن خطيرة، لكن موقعها جعل الحركة مؤلمة. وكانت تتحمل الألم بصعوبة شديدة.
أما ابنها، فكان مثالًا في العزيمة والتحمّل. لم يشكُ مرة واحدة.
والأغرب أن أضعفهم كان من أكثرهم صلابة، فالطفل كان معتادًا على اللعب في المدرسة بأنشطة تتطلب جهدًا بدنيًا مثل الركض، والمطاردة، وألعاب الفرق.
كما أن ألعاب الواقع المعزز أصبحت تُعد نشاطًا بدنيًا كبيرًا. وكان “كايل” نفسه لاعبًا بارعًا، ولعل ذلك ما ساعده في هذه المحنة، رغم أنه كان يغض الطرف عن الحقيقة طوال الأشهر الماضية بدلاً من الاستعداد.
وللتذكير، كانوا قد تعرضوا لهجوم من وحش متطور من الفئة الثانية، وتمكن الفتى اللعوب من قتله بإهدار عدة رصاصات، ولهذا لم يتبق له سوى ثلاث.
في الوقت الحالي، يمكن القول إنهم محظوظون. لولا بؤسهم، لظن أحدهم أن هناك من يقتل الوحوش من أجلهم.
ولم يكن يدري أن تفكيره قريب جدًا من الحقيقة.
فلو أنهم ابتعدوا بضع مئات من الأمتار غربًا، لاكتشفوا ساحة مغطاة ببقايا الوحوش التي قطعها جاك ومجموعته.
نعم، شخص ما قتل الوحوش نيابةً عنهم، رغم أنه لم يكن يقصد ذلك.
استعجل “بلاي بوي” لامتصاص ما تبقى من الأثير. لكن “سارة”، الشقراء المسيطرة، سرقت منه اثنين من خيوط الأثير الثمينة.
الأولى أخذتها عندما سبقتْه إلى جثة أحد ضحاياه، والثانية حصلت عليها بنفسها. فعندما هجم أحد الوحوش من الفئة الأولى عليها، أمسكت سارة بسكين طويلة من المطبخ وطعنت الوحش الذي اندفع نحوها، لينقل إليها أثيره وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.
بدأ التوتر يتصاعد بينهما، خاصة أنهما أنانيان للغاية حين تكون حياتهما على المحك، وكل منهما يدرك أن الآخر على شاكلته، ولهذا لا يثقان ببعض.
فلو تظاهر الفتى اللعوب أنه نسي مسدسه على طاولة، لأخذته “سارة” فورًا، وربما وجهته إلى “كايل” لمنعه من استعادته.
في الأثناء، وضعوا “لونا” على أريكة غرفة الجلوس بعد التأكد من خلو المنزل. ثم ذهب كل من “صوفي”، و”سارة”، و”كايل”، والرجل الآخر للبحث عن أدوات تعقيم وتضميد.
لكن سرعان ما خاب أملهم.
فقد تم نهب المزرعة بالكامل، ولم يترك اللصوص شيئًا مفيدًا. ومع ذلك، عندما نزلوا بوجوه شاحبة وخالية الوفاض، وجدوا كيس قمامة ضخمًا مليئًا بالمؤن والمستلزمات، ومعه رسالة مكتوبة على ورقة مكرمشة:
“نعتذر لأصحاب المكان، بادرنا بأخذ بعض الحاجيات. تركنا ما يكفي لأي شخص يعود أو لأي ناجٍ يمر من هنا.”
وكان هذا بخط “آيمي”.

ترجمة 𝐌𝐨𝐰𝐚𝟗𝐫𝐗

ترجمة 𝐌𝐨𝐰𝐚𝟗𝐫𝐗

بينما كان جاك يركض مذعورًا دون أن يلتفت، بدأ دم آيمي وويل المتجمد في الغليان من الأدرينالين. فإذا كان هذا الهمجي مفتول العضلات، ذو التسريحة السيئة، والذي كان يقطع الوحوش الضخمة بابتسامة على وجهه، خائفًا، فهذا يعني أنهم بالتأكيد لا يريدون معرفة ما الذي يختبئ في قمة التلة. ركض الثلاثي بكل ما لديهم من قوة، وكان جاك يسبقهم دون أن ينظر إلى الوراء. بعد خمسة عشر دقيقة، انعطف بشكل حاد وعاد باتجاه المكعب الأحمر. وبعد دقائق، وصل مجددًا إلى حافة الغابة، ليعبر مباشرة إلى صحراء ذات حبيبات رملية سيانية وشفافة (لون يقع بين الأزرق والأخضر في الطيف المرئي)، وهي نفسها التي سبق أن اكتشفوها عندما اقتربوا من حدود الغابة المتساقطة الأوراق. كانت الصحراء قاحلة يائسَة، غير صالحة لنمو أي حياة. لا أشجار، ولا أعشاب، ولا صبّار. لا رطوبة ولا برك ماء. ولا حتى كثبان أو تلال تغير من ملامح الأرض. كانت الصحراء مستوية بشكل موحّد وزرقاء بقدر ما يمكن للعين أن ترى. من بعيد، بدت وكأنها بحر هادئ، لكنها لم تكن كذلك. كانت صحراء غريبة، باختصار. لا وجود لمكان كهذا على الأرض. في ظروف أخرى، ما كان جاك ليجرؤ على دخول هذا الطريق المسدود من الرمال، وكان سيبحث عن طريق بديل، حتى وإن ضاع الوقت. لكن للأسف، لم يكن لديهم ذلك الترف. كانت صرخات الوحوش العملاقة وضرباتها تذكّرهم بفظاعة بأنهم لم ينجوا بعد، وأن الأمر لن يستغرق سوى بضع دقائق حتى يعثر الفائز منهم على أثرهم عبر الرائحة. نظر جاك نظرة أخيرة باتجاه الغابة، أخذ نفسًا عميقًا، ثم خطا بخطوة حاسمة نحو الأرض المجهولة. نظرت آيمي وويل إلى بعضهما بتردد، ثم انطلقا خلف الرجل الصامت الذي يدينان له بحياتهما، بعدما حفزهم صياح مخيف أعلى من الصرخات السابقة.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اترك تعليقاً

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

تم كشف مانع اعلانات

للتخلص من جميع الاعلانات، نقدم لك موقعنا المدفوع kolnovel.com

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط