You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode

أعزائنا القرّاء، يسرّنا إعلامكم بأن ملوك الروايات يوفر موقعًا مدفوعًا وخاليًا تمامًا من الإعلانات المزعجة، لتستمتعوا بتجربة قراءة مريحة وسلسة.

لزيارة الموقع، يُرجى النقر هنا.

هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

مسارات&الأوراكلkol 58

ماء

ماء

“همم، هل يمكننا السفر معكم؟” سأل كايل بصوت محايد، لكن بعينين تتوسلان.
لقد مضى وقت طويل منذ أن فقد غروره وأوهامه في لفت الانتباه. كانت سارة، صديقته الحميمة منذ زمن، تخيفه إلى درجة أنه لم يكن يجرؤ على أن يغفل عنها لحظة، خوفًا من أن تباغته وهو نائم لتضربه وتسرق مسدسه الكولت. ولكي ينجو، كان عليه أن يبتلع كبرياءه.
حدق به جيك طويلًا دون أن يقول شيئًا. ولم تنطق آيمي وويل بكلمة أيضًا. شعر كلاهما بمزيج من الإحراج والشفقة عندما رأوا الحالة البائسة لرفاق السفر القدامى، ولو لفترة وجيزة. لكن هذا كان كل شيء.
كانوا يعلمون، حين قرروا التخلي عنهم، أن هذا الفريق محكوم عليه بالفشل. والحقيقة أن مجرد بقائهم أحياء حتى الآن كان مفاجأة لهما.
فليس كل شخص يملك محاربًا متعطشًا للدماء قادرًا على القضاء على فرقة من الهاضمين بمفرده. كانت فرقة هاضمين مثل تلك التي واجهوها في ليلتهم الأولى على الكوكب B842 كافية للقضاء عليهم عشر مرات. لقد كانوا محظوظين فحسب.
ولو كان زملاء آيمي القدامى في العمل يستطيعون سماع أفكارها الآن، ربما بصقوا دماءً، بمن فيهم كايل. ولحسن حظهم، كانوا يجهلون كل تلك الأفكار السوداوية.
ما أبقاهم صامدين هو التعب الشديد والأمل الخافت في أن يأخذهم جيك تحت جناحه. وبعد بضع ثوانٍ بدت أبدية للناجين الستة المنهكين، أجاب جيك أخيرًا.
“يمكنكم.”
ثم نظر الرجل أشعث اللحية، ذو العيون الصقرية التي أرعبتهم، نظرة حاسمة إلى ويل وآيمي، وفهما الرسالة على الفور.
بعد يومين من السفر مع هذا الناسك الصامت، بدأ الثنائي يعتاد تعبيراته وإيماءاته. لم يكن قائدهم كثير الكلام، لكن كل حركة من حركاته كان لها معنى لا يجوز تجاهله.
جمع الثلاثي أمتعتهم وانطلقوا مجددًا. وتخلفت آيمي قليلًا عن جيك وويل لتشرح القواعد للوافدين الجدد.
“لن أعتذر عن ترككم.” قالت آيمي، قاطعةً كلام سارة حين لمحت فمها ينفتح.
“يكفيني النظر إليكم لأشعر بأن قراري كان صائبًا. إن أردتم لوم أحد، فلوموا غياب بصيرتكم.”
احمر وجه كايل خجلاً لكنه لزم الصمت. فقد كان فريقه قد تبعه ظنًا منهم أن مسدسه الكولت ومظهره المريح أكثر طمأنينة من ذاك البربري الصامت أمامهم. لم يكن لهم أن يلوموا سوى أنفسهم.
وكان مصدر خجله أنه شعر حينها بأهمية زائفة، معتقدًا أنه الشخص المثالي لقيادة هذا الفريق. ومع أنه ذاق قوة البربري عن قرب، كان بإمكانه الانضمام إليه، لكن كبرياءه أعمى بصيرته وعرّض حياته وحياة فريقه للخطر.
أما وجه سارة فكان يعزف سمفونية مشاعر مختلفة تمامًا. لم يكن خجلاً، بل ارتسمت عليه غطرسة متعالية واحتقار صارخ.
“أيتها العاهرة!” صرخت الشقراء المثيرة، تنفث سمومها.

ترجمة 𝐌𝐨𝐰𝐚𝟗𝐫𝐗

“أنا السبب في أنكِ كوّنتِ بعض الصداقات. لولانا، لكنتِ لا تزالين وحيدة في حفرتك المليئة بالأيتام الفاشلين. لقد تخلّيتِ عنا دون أي خجل، وحتى الآن ما زلتِ تتصرفين كالعاهرة التي أنتِ عليها!”
تركت آيمي صديقتها السابقة تفرغ ما في جعبتها من غضب وحقد، وهي تتفجر بالكلمات وكأنها مطر من البصاق، بعيدًا كل البعد عن الأناقة التي كانت هذه الشقراء المثيرة تُظهرها عادة. حقًا، هناك وقت لكل شيء، وغالبًا ما تكشف الصدمات أفضل أو أسوأ ما في الناس. ولم يكن صعبًا معرفة أي جانب من شخصية سارة انكشف الآن.
وحين نفد نفسها أخيرًا بعد صراخ غاضب، وهو ما حدث بسرعة نظرًا لتعبهم الشديد، عادت آيمي لتتكلم.
“لا يهمني ما تعتقدين. أنا اخترت أن أعيش، وأنتِ اخترتِ طريقك بنفسك. أنا أتحدث إليكم فقط لأوضح لكم القواعد في مجموعتنا.
“القاعدة الأولى: أي شيء يقوله جيك هو القانون.
“القاعدة الثانية: لا تبطئوا جيك. هو قائد المجموعة، لكن في الحقيقة هو لا يقودنا، نحن من نتبعه. هو لا يحتاجنا ليبقى حيًا، نحن من نحتاجه. هل أوضحت كلامي؟”
حدق بها الناجون الستة بدهشة، أفواههم مفتوحة حتى كادت تصل إلى أحذيتهم. لم يكن ليخطر ببالهم قط أن الفتاة الخجولة آيمي يمكن أن تُظهر مثل هذا الحزم والسلطة. حتى سارة أغلقت فمها أخيرًا.
“واضح جدًا…” أكد كايل، وهو يفكر في أعماقه أن الوضع أفضل مما ظن. في الأساس، طالما استطاع مواكبة البربري، الذي علم أن اسمه جيك، فله فرصة في النجاة.
لكن سرعان ما لاحظ بعض التفاصيل الدقيقة في كلمات آيمي.
“إذا كنا سنكتفي باتباعه، ماذا عن الطعام والماء أو الأثير؟”
كان كايل بالطبع قد لاحظ السيوف الغريبة التي كان يحملها كل من آيمي وويل.
“بالطبع، عليكم تدبر أموركم.” أجابت الفتاة ذات الخصلات الزرقاء بابتسامة مشرقة.
“إذا كان هناك طعام أكثر مما يستطيع حمله، فبإمكانكم أن تأخذوا منه، أما الأثير، فلن تنالوا منه إلا ما قتلتموه بأنفسكم. سأقتبس كلماته بالضبط: إذا سمح الوقت، يمكنه أن يعلمكم كيف تصطادون السمك، لكنه لن يمنحكم سمكة.
“بمعنى آخر، نحن الآن في صحراء ملحية قاحلة، والطعام والماء الوحيد الذي نملكه هو ما نحمله في حقائبنا. حتى نغادر هذا المكان أو نجد مصدرًا دائمًا للطعام، لا تفكروا حتى في طلب الطعام منه.
من الواضح أنه يريد الوصول إلى المكعب الأحمر بأسرع ما يمكن، وحياته هي الأولوية. نحن لسنا أصدقاءه، ولا خدمه، ولا أتباعه. نحن كالنسور التي تحلق في أثر المفترس لتقتات على ما لا يرغب في أكله…”
بعد هذه الخطبة، سادت لحظة من التردد، ثم كسرت الصمت صفيرة إعجاب من صوفي، الممرضة السمراء ذات الجلد المحروق من أشعة الشمس.
“من كان يظن أن الصغيرة آيمي تملك مثل هذه البلاغة!” قالت بدهشة. حتى تلك اللحظة كانت تعتقد أن هذه الفتاة غريبة الأطوار قليلًا.
ابتسمت آيمي رغم نفسها، ثم حاولت أن تُظهر وجهًا جادًا لكنها فشلت، وفي النهاية لم تستطع الحفاظ على مظهر القوة المزيفة. أمام هذا الفشل، استدارت وركضت بخطوات سريعة لتنضم إلى جيك وويل في المقدمة.
وكان الناجون الستة مذهولين أو متعبين جدًا من أن يعترضوا، فتبعوها صامتين.
لكن سرعان ما تبددت أوهامهم. إن كان البربري أفضل مما تصوروا، فكان لهذا ثمنه الحزين: لم يكن ينتظرهم. ومع أنهم لم يناموا تلك الليلة للحاق بهم، إلا أن ذلك، مع الليلة التي سبقتها بلا نوم، جعلهم لا ينالون إلا قسطًا ضئيلًا من الراحة في يومين.
إن الإنسان العادي تظهر عليه أعراض لا يمكن تجاهلها بعد 36 ساعة من الحرمان من النوم، ويحتاج لعدة أيام لتعويض ذلك حتى مع الراحة الكافية.
وهذا يعني أن حالتهم ستزداد سوءًا بشكل كبير مع نهاية اليوم، وسيتعين عليهم الحفاظ على نفس الوتيرة طالما شعر جيك بقدرته على ذلك. كانت هذه مشكلة حقيقية، لأنه كان يمشي بسرعة تعادل جريهم، وكان كل خطوة يقطعها تبتلع المسافة بشكل مقلق.
ولو علموا أن جيك قد رقّ لحالهم فأبطأ من وتيرته كثيرًا عما كان مخططًا له منذ البداية، ربما أغمي عليهم من الصدمة. أحيانًا، يكون الجهل نعمة، ومع اقتناعهم بأنهم في أمان، واصلوا تقدمهم، دافعين بأنفسهم إلى حدودها.
ومع تقدم النهار، كان يُسمع الناجون الستة وهم يفرغون قنيناتهم وجراتهم من الماء بجرعات كبيرة. نصحهم ويل بأدب بأن يقتصدوا في الماء، لكن عندما تجاهلوا نصيحته، هز كتفيه ومضى قدمًا دون أن يلتفت.
“دعهم.” قال جيك حين عاد ويل إلى جانبه. “يجب أن يتعلموا بأنفسهم.”
“أنا قلق خاصة على الطفل، فهو غير مسؤول عن شيء. حالته تقلقني…”
وبالفعل، كان لون وجه الصبي شاحبًا، يجر قدميه خلف المجموعة، ولم يعد يتصبب عرقًا منذ فترة. وبينما كان نمط الحياة خلال اليومين الماضيين مرهقًا للبالغين الأصحاء، كان مدمرًا تمامًا لطفل في طور النمو. ولو لم تتحسن حالته سريعًا، فإن صحته ستدفع الثمن بشكل لا رجعة فيه.
“أليس هناك ما يمكننا فعله لأجله؟” سألت آيمي، مشاركة في الحديث. هي أيضًا شعرت بالشفقة عليه.
“هناك.” أجاب جيك بنبرة غير مبالية. “لكنه ليس المشكلة في هذه المجموعة. هو لا يهدر ماءه، وأمه تعاني أيضًا في محاولتها توفير ما لديها لابنها. الآخرون هم من سيتسببون لنا بالمشاكل عاجلاً أم آجلاً.
“أقدّر أنه إن لم نغادر هذه الصحراء في غضون ثلاثة أيام، سينفد ماءهم. نحن لسنا أفضل حالاً بكثير منهم، لكن مع قدرتنا على التحمل وفي ظل هذه الحرارة، لن تعانوا من الجفاف إلا بعد ثلاثة أيام من دون ماء، وحوالي أسبوع قبل أن تصبح حالتنا طارئة إذا اقتصدنا. وربما أكثر قليلاً إذا شربنا بولنا…
“طبعًا، كل هذا صحيح فقط إذا حافظنا على هذه الوتيرة. في أفضل الظروف، يمكنكم الصمود بسهولة نحو عشرة أيام إن لم يحدث خلل في الأملاح المعدنية.”
قطّب كل من آيمي وويل وجهيهما حين سمعا الحديث عن شرب البول، لكنها كانت حقيقة أن حالتهما أفضل بكثير من حالة الآخرين.
أولاً، كانا قد امتصا كمية جيدة من الأثير، وثانيًا، أكلا وشربا من لحم ودم الهاضمين، وهو مغذٍ للغاية، وأخيرًا تمكنا من نيل قسط من الراحة في الليلة السابقة، حتى إن لم يكن نومًا عميقًا.
وإن شعرا بالعطش مثل الجميع، كان يكفيهما رشفات قليلة ليهدآ، ولا بد من القول إنهما لم يتصببا عرقًا بقدر الآخرين، وبالتالي فقدا ماءً أقل.
وفي النهاية، كانت تقديرات جيك مجرد تقديرات. حتى الإنسان العادي يمكنه في بعض الظروف الصمود حتى أربعة أيام دون ماء، رغم أن يومين كانا معيارًا أكثر موثوقية. علاوة على ذلك، حتى دون ماء، كان لديهم الماء الموجود في الطعام والعصائر والصلصات المعلبة التي أخذوها معهم.
في النهاية، لم تكن الحالة سيئة إلى هذا الحد. المهم هو الخروج من الصحراء بسرعة. ووفقًا لاستنتاجاته، كان المكعب الأحمر قريبًا.
₪₪₪₪
سأنشر فصول الأمس واليوم والغد، استمتعوا، إذا كان هناك من يقرأ أصلا.

ترجمة 𝐌𝐨𝐰𝐚𝟗𝐫𝐗

ترجمة 𝐌𝐨𝐰𝐚𝟗𝐫𝐗

ترجمة 𝐌𝐨𝐰𝐚𝟗𝐫𝐗

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اترك تعليقاً

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

تم كشف مانع اعلانات

للتخلص من جميع الاعلانات، نقدم لك موقعنا المدفوع kolnovel.com

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط